بعد وفاة موسى وهارون عليهما السلام تولى، يوشع بن نون ، رئاسة بني إسرائيل وكانوا في ذلك الوقت قد هلك منهم ذلك الجيل الذي تربى على الذل والعبودية والذي قال لموسى ، فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ،ونشأ جيل آخر تربى خلال مدة التيه على التحمل والخشونة وحرية البداوة فقاده يوشع بن نون لدخول الأرض المقدسة،
ويصف الدكتور على عبدا لواحد وافى كيف دخل بنو إسرائيل فلسطين بقيادة يوشع وكيف عاشوا فيها فيقول (وحوالي القرن الثالث عشر قبل الميلاد أغار بنو إسرائيل بقيادة يوشع خليفة موسى عليه السلام بعد وفاته على بلاد كنعان فلسطين وما إليها وهى الأرض المقدسة التي وعدهم الله بها واحتلوها واستولوا على جميع ما فيها من خيرات وثروات بعد أن أبادوا معظم أهلها واستعبدوا من أبقوا عليه منهم فانتهت لديهم بذلك حياة الخشونة والبداوة والتنقل وافتتحوا عهد الدعة والحضارة والاستقرار وسكنوا المدن والقرى والمنازل والقصور التي ورثوها عن الكنعانيين وأخذت مزاولتهم لشئون دينهم تسير على طريق منظم تحت إشراف أحبارهم وربانييهم وفقهائهم وسدنة مساجدهم ومذابحهم وكان معظم هؤلاء يتألفون من نسل لاوى أحد أبناء يعقوب وهم رهط موسى وهارون )
وقصة دخول بني إسرائيل بقيادة يوشع الأرض المقدسة قد أشار إليها القرآن الكريم في آيات متعددة منها قوله تعالى { وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَ?ذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ? وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ(58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)} البقرة
قال الإمام ابن كثير ، وهذا لما خرجوا من التيه بعد أربعين سنه مع ،يوشع بن نون وفتحها الله عليهم عشية جمعة وقد حبست لهم الشمس يومئذ قليلا حتى أمكن الفتح ، ولما فتحوها أمروا أن يدخلوا باب البلد سجدا ، شكرا لله تعالى على ما أنعم الله عليهم به من الفتح والنصر ، وإنقاذهم من التيه والضلال ،ولكنهم لم يفعلوا فأنزل الله عليهم عذابا من السماء بسبب فسقهم وظلمهم هذا ، ثم مات يوشع بن نون بعد ذلك وأعقب موت يوشع بن نون عهد عرف بعهد القضاة ، لأن الزعماء والقواد الذين تزعموا ، أو قادوا بني إسرائيل بعد يوشع سموا قضاة، وعهدهم امتد إلى أن قامت مملكة بني إسرائيل على يد طالوت المعروف في التوراة باسم شاول، ويبلغ عدد القضاة الذين تولوا حكم بني إسرائيل في هذه الفترة حوالي خمسة عشر قاضيا ،كانت البلاد في عهد القضاة أشبه شئ بولايات متحدة، في كل ولاية سبط من الأسباط الإثنى عشر يحكمه كبار العشائر فيه، وهذه الأسباط جميعا مرتبطة برباط واحد وكانوا يشتركون في الحفلات الدينية الكبرى ، على أنهم كثيرا ما ارتدوا عن عبادة الله إلى عبادة الأصنام ،إن عهد القضاة من أسوأ عهود بني إسرائيل ،ففيه انتشرت بينهم شتى الرذائل والمنكرات ، إذ عبدوا الأصنام ، وقتلوا المصلحين ، وفشا فيهم الزنا وقد ترتب على ذلك أن تعرضوا خلال عهد حكم القضاة لنكبات وغارات عليهم من غيرهم
وكان آخر قضاة بني إسرائيل في هذه الفترة هو صموئيل ،الذي كثرت في عهده الفوضى والمفاسد ، وذلك أنه بعد أن شاخ كان يوكل أبناءه بدله في القيام بشئون القضاء ، ولكن أولئك الأبناء كانوا يأخذون الرشوة ،ويجورون في الحكم، فقام بنو إسرائيل بثورة ضده وضد أبنائه انتهت بزوال عهد القضاة، وحلول عهد الملوك
بنو إسرائيل ووعد الآخرة
منقول من كتاب {بنو اسرائيل ووعد الأخرة}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجانا
ويصف الدكتور على عبدا لواحد وافى كيف دخل بنو إسرائيل فلسطين بقيادة يوشع وكيف عاشوا فيها فيقول (وحوالي القرن الثالث عشر قبل الميلاد أغار بنو إسرائيل بقيادة يوشع خليفة موسى عليه السلام بعد وفاته على بلاد كنعان فلسطين وما إليها وهى الأرض المقدسة التي وعدهم الله بها واحتلوها واستولوا على جميع ما فيها من خيرات وثروات بعد أن أبادوا معظم أهلها واستعبدوا من أبقوا عليه منهم فانتهت لديهم بذلك حياة الخشونة والبداوة والتنقل وافتتحوا عهد الدعة والحضارة والاستقرار وسكنوا المدن والقرى والمنازل والقصور التي ورثوها عن الكنعانيين وأخذت مزاولتهم لشئون دينهم تسير على طريق منظم تحت إشراف أحبارهم وربانييهم وفقهائهم وسدنة مساجدهم ومذابحهم وكان معظم هؤلاء يتألفون من نسل لاوى أحد أبناء يعقوب وهم رهط موسى وهارون )
وقصة دخول بني إسرائيل بقيادة يوشع الأرض المقدسة قد أشار إليها القرآن الكريم في آيات متعددة منها قوله تعالى { وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَ?ذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ? وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ(58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)} البقرة
قال الإمام ابن كثير ، وهذا لما خرجوا من التيه بعد أربعين سنه مع ،يوشع بن نون وفتحها الله عليهم عشية جمعة وقد حبست لهم الشمس يومئذ قليلا حتى أمكن الفتح ، ولما فتحوها أمروا أن يدخلوا باب البلد سجدا ، شكرا لله تعالى على ما أنعم الله عليهم به من الفتح والنصر ، وإنقاذهم من التيه والضلال ،ولكنهم لم يفعلوا فأنزل الله عليهم عذابا من السماء بسبب فسقهم وظلمهم هذا ، ثم مات يوشع بن نون بعد ذلك وأعقب موت يوشع بن نون عهد عرف بعهد القضاة ، لأن الزعماء والقواد الذين تزعموا ، أو قادوا بني إسرائيل بعد يوشع سموا قضاة، وعهدهم امتد إلى أن قامت مملكة بني إسرائيل على يد طالوت المعروف في التوراة باسم شاول، ويبلغ عدد القضاة الذين تولوا حكم بني إسرائيل في هذه الفترة حوالي خمسة عشر قاضيا ،كانت البلاد في عهد القضاة أشبه شئ بولايات متحدة، في كل ولاية سبط من الأسباط الإثنى عشر يحكمه كبار العشائر فيه، وهذه الأسباط جميعا مرتبطة برباط واحد وكانوا يشتركون في الحفلات الدينية الكبرى ، على أنهم كثيرا ما ارتدوا عن عبادة الله إلى عبادة الأصنام ،إن عهد القضاة من أسوأ عهود بني إسرائيل ،ففيه انتشرت بينهم شتى الرذائل والمنكرات ، إذ عبدوا الأصنام ، وقتلوا المصلحين ، وفشا فيهم الزنا وقد ترتب على ذلك أن تعرضوا خلال عهد حكم القضاة لنكبات وغارات عليهم من غيرهم
وكان آخر قضاة بني إسرائيل في هذه الفترة هو صموئيل ،الذي كثرت في عهده الفوضى والمفاسد ، وذلك أنه بعد أن شاخ كان يوكل أبناءه بدله في القيام بشئون القضاء ، ولكن أولئك الأبناء كانوا يأخذون الرشوة ،ويجورون في الحكم، فقام بنو إسرائيل بثورة ضده وضد أبنائه انتهت بزوال عهد القضاة، وحلول عهد الملوك
بنو إسرائيل ووعد الآخرة
منقول من كتاب {بنو اسرائيل ووعد الأخرة}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجانا
تعليق