الحمد لله الواحد القهار ناصر المجاهدين ومُذل الكفرة الأمريكان واليهود وكل من عاونهم على إحتلال بلاد المسلمين والرافضة القتلة والكذبة والفجرة الأشرار والصلاة والسلام على سيد الأخيار محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الكرام الأطهار الأبرار .
وبعد :
يخرج علينا كل يوم مثبط من المثبطين من أهل النفاق والخيانة ويتهم المجاهدين بالفساد والتكفير والزندقة !!! ( ولا أقصد هنا من يُفتى من العلماء بغير ذلك ولا يسب أو يتهم المجاهدين ) وهو جالس في بيته كالنساء لا يُدافع عن المسلمين المستضعفين في أي مكان بل يتهم من ينصرهم بشتى التهم ويكيل لهم السباب !!
وهو يرى المسلمات تُنتهك أعراضهن ولا يحمر له وجن ولا يستشعر بحمرة الخجل فهو لا يحمل دماً حتى يحمر به خجلاً .
ثم يأتي أمثال هؤلاء المأفونون وهم جالسون كالنساء يسبون من يقوم بتقديم نفسه رخيصة في سبيل الله في سبيل إنقاذ أخت له إُغتصبت أو أخ له تم أسره وتعذيبه فسبحان الله على تلك العقول المريضة المسمومة المليئة بالحقد والدياثة .
فأمثال هؤلاء لا يغارون على أعارضهم فضلاً عن أن يغاروا على أعراض نساء المسلمين !!!.
ولقد كان الغرب دائماً في كل زمن يستخدم هؤلاء لكي يبرروا غزوهم لبلاد المسلمين فهم خير عون لهم ، وقد كان هذا من قبل في وقت إحتلال البريطانيين للهند عندما إستخدموا ميرزا أحمد غلام خان على حرب المجاهدين .
وقد تكرر هذا كثيراً وما زال في كل زمن وعصر ومصر .
ولا شك في أن هؤلاء من أعداء الإسلام والدين شاءوا أم أبوا قصدوا أم لم يقصدوا ولا أريد أحداً أن يتهمني بأنني أفسق أو أكفر أحداً ولكن حسبي أنني نقلت لكم فتواى العلماء الثقات من بلاد الإسلام في حكم الجهاد في العراق وغيره من بلاد الإسلام المحتلة .
فأرجوا من كل أخ مسلم موحد أن يقرأ تلك الفتاوى بعين الحق والبصيرة فسيعلم أين الحق وهو ضالة كل مسلم .
الطحاوي
******
**
الجهاد في العراق واجب شرعاً وعقلاً
فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك
السؤال :
فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك _حفظك الله وسدد خطاك_ :
سماحة الوالد: ما حكم جهاد الأمريكان بالنسبة لأهل العراق أنفسهم؛ لأنه وقع بيننا وبين بعض الأخوة نقاش حول هذه القضية؛ فنريد من سماحتكم بيان هذه القضية. وأسأل الله أن يسدد خطاكم لما يحبه ويرضاه.
‏
الاجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إن الكفرة الأمريكان وأعوانهم في غزوهم للعراق ظالمون معتدون،
فهم كفرة محاربون، يجب على المسلمين جهادهم وطردهم من ديار المسلمين.
وصمت الدول الإسلامية عن الاستنكار لهذا الظلم والعدوان - فضلاً عن اتخاذ الوسائل الممكنة الدبلوماسية
والاقتصادية - موقف مخزٍ شرعاً وعقلاً.
ومنشأ ذلك بعدهم عن دين الله الذي به العز والتمكين والنصر المبين.
فالمقاتلون في العراق للأمريكيين وأعوانهم ، من أراد منهم إعلاء كلمة الله وإذلال الكافرين فهو مجاهد في سبيل الله، ومن أراد مقاومة الاحتلال الأجنبي عن وطنه فلا لوم عليه، بل هذا ما تقتضيه الشهامة والأصالة والأنفة، من عدم الخضوع للمستعمر المعتدي، وبذلك يعلم أنه يجب على المسلمين نصر المجاهدين في العراق وفلسطين، وفي الشيشان، وفي الأفغان، ومد يد العون والمساعدة بما يستطيعون، وأقل ذلك الدعاء لهم ومواساتهم بالمال؛ لإطعام جائعهم وعلاج جريحهم ومريضهم.
وذلك من الوفاء بحق إخوة الإيمان، كما قال _تعالى_: " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"(الحجرات:10) .
وقال _صلى الله عليه وسلم_: " مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم، وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" أخرجه البخاري
(6011)، ومسلم (2586)، من حديث النعمان بن بشير _رضي الله عنه_ .
والله أعلم.
.........................................
السؤال :
أنا شاب قد هرب من ضيق العيش وفساد الحكم في بلده إلى بلد غربي لأستطيع متابعة تعليمي والعمل لتوفير نفقاتي
حقيقة إن ما يحدث اليوم في العراق الشقيق لهو مسؤولية القادة, ولكن الآن أصبح الأمر لا يعني صدام بل الشعب العراقي, وسؤالي هو هل أترك مستقبلي وأذهب للجهاد, لأنني حقيقة في خوف شديد من الذهاب إلى هناك
ليس خوفا من الموت ولكن خوفا من القتال لأجل الطاغية صدام.
حقا أنا في حيرة من أمري , رغم كل الشوق من بلوغ ساحات القتال للجهاد من أجل الشعب المذلول والأطفال الباكية عيونهم. اخواني أفتوني وكونوا لي من الناصحين
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
المفتي: حامد بن عبد الله العلي
الإجابة:
إن كنت عارفا بمهارات القتال ، وآمنا أن تجد هناك مجالا لقتال الصليبيين، فالجهاد أفضل العمل، وهدفه طرد الغازي عن بلاد المسلمين، وليس إعانة نظام الحكم، بهذا أفتى عامة علماء الإسلام في هذه النازلة العراقية والله أعلم .
.................................................. ..............
الشيخ عبد الرحمن السحيم
السؤال :
هل صحيح أن الجهاد في العراق فتنة وليس جهاد ، لأنه لا جهاد إلا بإمام ، أو بإذن ولي الأمر ؟!
الجواب :
هذه المسألة بحاجة إلى تفصيل
الجهاد عند العلماء على نوعين :
جهاد دفع
وجهاد طلب
ويُشترط في جهاد الطلب ما لا يُشترط في جهاد الدّفع .
فالعدو الصائل الذي يُفسد الدين والدنيا يُدفع ولو من غير جماعة ولا إمام .
بخلاف جهاد الطلب .
فهو الذي يُشترط فيه وجود إمام ، ويُشترط إذنه في ابتدائه .
وأما مسألة العراق على وجه الخصوص فنحن نسمع ما يجري بالعراق وعلى أرضه ، ولكن المسألة تحتاج في نظري إلى أمرين :
الأول : وضوح الراية والهدف .
الثاني : فتوى علماء الأمة .
أما الأول : فإنه يُخشى أن يكون بعض القتال لإخراج الكفار ثم تنصيب كافر آخر !
فإذا كان الهدف واضحاً مُعلنا فليس ثم فتنة ، ولكن إذا وقع القتال بين المسلمين من أهل السنة فهذه الفتنة فتُعتزل ، أما قتال الكفار فهو مأمور به مطلوب .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
فيا معشر المسلمين من العرب وغيرهم في كل مكان بادروا إلى قتال أعداء الله من اليهود ، وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون . بادروا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أُعدّت للمتقين والمجاهدين والصابرين ، وأخلصوا النية لله واصبروا وصابروا واتقوا الله عز وجل تفوزوا بالنصر المؤزّر أو شرف الشهادة في سبيل الحق ودحر الباطل . اهـ .
وأما الثاني : فلأن هذه قضية أمة وليست قضية شعب أو أفراد .
وأخشى ما نخشاه أن نقول في يوم من الأيام : أُكلنا يوم أُكِل الثور الأبيض !
وأن ندفع ثمن سكوتنا عما يقع من ظُلم لإخواننا وانتهاك لأعراض المسلمات .
أتُسبى المسلمات بكل ثغر *** وعيش المسلمين إذاً يطيب ؟
أما لله والإسلام حـق *** يُدافع عنه شُـبّان وشِيب ؟
فقل لذوي البصائر حيث كانوا *** أجيبوا الله ويحكمُ أجيبوا
ونسأل الله أن يُهيئ لأمة الإسلام من أمرها رشداً .
والله تعالى أعلى وأعلم .
.......................................
هل المقاومة في العراق جهاد ؟
الشيخ الدكتور محمد موسى الشريف
الذين أفتوا بأن القتال في العراق ليس جهاداً أو الذين تكلموا بغير علم ولا هدى ولا فقه من العوام من الصحفيين والإخباريين والمحللين ماذا يريدون ؟ ولماذا يخذلون ؟ وما هو البديل ؟ وهل يقول عاقل – بغض النظر عن فتوى الفريقين – بترك بلاد المسلمين لهؤلاء الصليبين المتصهينين يعيثون فيها الفساد ويستولون على خيراتها وثرواتها ، ويجعلونها معبراً لغيرها من البلاد الإسلامية التي ابتدأوا يهددونها من الآن مثل سورية ؟ وأي فقه هذا الذي يجيز لهؤلاء التمكن في بلاد الإسلام ، وكل الذي جاؤوا به أن صداماً وحزبه ظلمة ، سبحان الله كيف هذا وأكثر بلاد المسلمين فيها ظلمة متغلبون وفجرة متحكمون فهل نسلم البلاد إلى الصليبيين واحدة تلو الأخرى بهذه الحجة،أفيقوا يا قوم فقد طال سباتكم ، وعظم بعدكم عن قواعد الشرع في هذه المسألة العظيمة ، التي لا ينبغي أن يتصدى لها كل أحد
إن السواد الأعظم اليوم من الفقهاء المعتبرين والعلماء الراسخين والدعاة والمشهورين يرون أن ما يجري على أرض العراق من مقاومة إنما هو جهاد في سبيل الله لمن حسنت نيته ، وقام غيرة على دين الله وغيرة على بلاد الإسلام وأعراض المسلمين بقطع النظر عن قضية الراية ومع من يجاهد كما بينت في النقطة الثانية ، وهؤلاء لا يجتمعون على ضلالة ولا يصدرون عن هوى ولا تشهي ولا تشفي بل هم علماء نحسن الظن بهم ونجلهم ونجل فتواهم فينبغي والحالة هذه الأخذ بأقوال الأغلب الأكثر من علماء المسلمين وترك ما سواها ، وبعد هذا كله لا ينبغي أن يشكك مشكك فيما يجري على أرض العراق من مقاومة وأنه جهاد في سبيل الله لمن حسنت نيته وصفا عمله وقاتل ليدفع الصليبيين المتصهينين أرض العراق الحبيبة ومن قتل بعد ذلك فهو شهيد إن شاء الله تعالى.
كتبه:
الشيخ الدكتور محمد موسى الشريف
أستاذ متعاون بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة
والمشرف العام على موقع التاريخ
............................................
عبد الحميد بن مبارك آل الشيخ مبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله وبعد فقد كتبت بحثا أسميته " بيانا لأمة الإسلام " عن أحكام هذه الجيوش الصليبية التي حلت ديار المسلمين ,بعد أن بلغتني أسئلة كثيرة عن ذلك, وإليك ملخصه :
أولا:- حرمة سكوت العلماء عن بيان الأحكام التفصيلية في هذه النازلة , وأن مصلحة الأمة مقدمة على المصالح المادية والحزبية الموهومة .
ثانيا :- حرمة إعانة الكفار في حربهم ضد المسلمين بالعراق وغيرها بأي شيء ولو بالتسهيلات الأرضية أو الجوية , أو ببيعهم أي شيء من غذاء أو دواء , أو تأجير معدات أو سكن ...وأعظم من ذلك حمايتهم ممن أراد جهادهم ولو بالفتوى , وحكم من فعل شيئا من ذلك يدور بين الردة المخرجة من الملة و بين الكبيرة الموجبة لغضب الله وسخطه وعذابه و نكاله في الدنيا والآخرة , وأن أضعف أحوال من فعل ذلك أنه محارب لله ولرسوله والمؤمنين , وهو الراجح .
ثالثا :- أن تأمين هذه الجيوش أو إعطاءها أي عهد من أي دولة لا صحة له شرعا , لأن من شرط ذلك عدم الضرر على المسلمين بالإجماع , والضرر بالغ في هذه الحرب المدمرة , وقبل ذلك أن أمريكا قد ظاهرت علينا اليهود سياسيا وماديا وعسكريا , فلا عهد لهم بنص القرآن وإجماع الأمة .
رابعا :- أن جهاد هذه الجيوش ومن عاونها من المدنيين فرض عين على جميع المسلمين , كل بحسب جهده , لا يستأذن فيه والد ولا والدة ولا زوج ولا حاكم , بل لو نهى الحاكم عن جهادهم لوجبت معصيته , لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق , فيجب جهادهم جماعات وأفرادا , بأي نوع من عمليات الجهاد . ولو وجد مع هذه الجيوش الصليبية بعض المسلمين من المدنيين أو العسكريين لمعاونتهم أو حمايتهم فحكمهم وحكم الكفار سواء في قتلهم لا في تكفيرهم .
خامسا :- لا يجوز التعرض للمدنيين من الأمريكان وغيرهم الذين لم يأتوا مع هذه الجيوش ,كالأطباء والمدرسين والتجار وغيرهم , ممن لا علاقة لهم بالحرب , كما لا يجوز التعرض للمطاعم الأمريكية وغيرها , بل الواجب مقاطعتها .
سادسا :- عدم جواز التعرض لهذه الدول المسلمة , لا في مؤسساتها العسكرية أو المدنية , ولا في أفرادها , لأن هذا باب شر عظيم من أبواب التكفير .
سابعا :-لا يجوز لأي مسلم مدنيا أو عسكريا , ولو أمره الحاكم , أن يشارك في درع الجزيرة , أو أن يصد أو يتعرض لمن أراد جهاد الكفار بلسانه أو ماله أو نفسه , وأن من فعل شيئا من ذلك فقد أعان الكافرين على المسلمين ,وحكمه كما مر .
أخيرا يعلم الله أني ما كتبت هذا إلا بعد أن أعذرت للعلماء في خطاب ضمنته هذه الأسئلة و أرسلته لرئيس المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في دورتهم المنعقدة في قطر في ذي القعدة 1423 , كما سلمت هذه الأسئلة للعلماء الذين حضروا مؤتمر مكة المكرمة الثاني في غرة ذي الحجة , ولم يصلني جواب من أحد .
وإني أناشد علماء الأزهر الشريف , و علماء الدعوة السلفية في نجد , و علماء الحجاز واليمن و المغرب و أفريقية و السودان و الشام و العراق و الأحساء و الخليج و الترك و الفرس وباكستان و الهند و سائر علماء الإسلام من عرب وعجم , أناشدهم أن يتقوا الله في هذه الأمة , ويبينوا لها حكم الله في هذه الأمور المدلهمة.
و إني لأرى أن من أخطر الأمور هذه الأيام وأشدها ضررا على المسلمين ما يصدر من بيانات من المخلصين من العلماء والدعاة حول الكف عن الجهاد وعدم محاربة الجيوش الصليبية ,فإن في هذا حماية لظهر جيوش الكافرين لتتفرغ للعراق ثم تلتفت ورائها, فالله الله في عواقب الأمور , وإني أخشى أن يكون ذلك التثبيط و التخذيل من باب إعانة الكافرين على المسلمين .
وأرجو ممن رأى هذا البيان أو سمع به من علماء الأمة أن يبين رأيه في مسائله ,اللهم بلغت, اللهم فاشهد.
والحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين , وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين , آمين آمين آمين .
لأي ملاحظات أو تنبيهات يرجى الاتصال عل جوال 054925424 عبد الحميد بن مبارك آل الشيخ مبارك
فاكس و هاتف 5802826/3/966 مدرس الفقه المالكي بالأحساء
العنوان البريدي: ص.ب 904 ,الأحساء 31982 ,المملكةالعربيةالسعودية
.................................
خطاب مفتوح إلى الشعب العراقي المجاهد
علماء بلاد الحرمين
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه الأمين، وبعد:
قد دعا إلى تدوين هذا الخطاب الحال الاستثنائية التي يمر بها أهلنا في العراق، والتي توجب التناصر والتضافر وتبادل الرأي والمشورة والنصيحة التي هي من حق المسلم على أخيه.
ولن نألوا جهداً فيما نراه صواباً ومصلحة لإخواننا المسلمين في هذا البلد العريق الذي يتعرض لحرب خطيرة على الأصعدة كلها، خاصة والبلد مفتوح على كافة الاحتمالات بغير استثناء من حرب داخلية إلى تفكك
وانقسام إلى قيام حكومة مهيمنة تابعة للمحتل. ونوجز رؤيتنا في يلي:
1. وأعظم نصيحة هي الإخلاص لله وإرادة وجهه والتخلي عن المطامع الدنيوية والمصالح الشخصية والحزبية والفئوية، قال _تعالى_: "تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" (83) سورة القصص، فليعلم الله في قلوبكم جميعاً يا أهل العراق -وخصوصاً من له رتبة أو جاه أو تأثير مادي أو معنوي - التوجه الصادق والنية الصالحة والتخلي عن حظوظ النفس واقتفاء سنة محمد _عليه الصلاة والسلام_ كما قال _سبحانه_:
" إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (70) سورة الأنفال.
وليكن من أول ذلك التعاون وإمضاء العدل والإنصاف فيما بينكم، ورفق بعضكم ببعض، وتجنب أسباب الفتن وموجباتها التي تطل برأسها في هذه المرحلة الحرجة، ومن أعظم أسباب الفتن التعاند وإعجاب كل ذي رأي برأيه، وأن يظن بنفسه الصدق والصواب، وبالآخرين الريبة وسوء النية، وهذا يمهد للحرب التي ينتظرها الكثيرون من خصوم هذه الأمة، ويسعدهم أن تقع بأيدينا لا بأيديهم.
2. ثم إن من شروط النجاح فهم الظرف والمرحلة والواقع الذي يعيشه الإنسان فهماً جيداً؛ فإن أي طموح أو تطلع لا يعتد بالرؤية الواقعية ولا يقرأ الخارطة بكل تداخلاتها وتناقضاتها وألوانها؛ فإنه يؤدي به إلى الفشل، وإذا كان الله _تعالى_ قال: "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ " (60) سورة الأنفال، فإن أعظم القوة هي قوة العقل والنظر والرؤية الإستراتيجية.
وأكثر الإشكالات تأتي من جهة اختلاف الرؤية للواقع وعدم تمثله بشكل صحيح أو من النظر إليه من زاوية واحدة أو من التعويل على صناعة المستقبل دون اعتداد بالحاضر أو إدراك لصعوباته.
وهذا شأن يعز إدراكه على الكثيرين ويحتاج إلى رؤية جماعية ذات معايشة وفهم ودراية ودربة وتعقل وتجربة.
3. ولا شك أن جهاد المحتلين واجب على ذوي القدرة، وهو من جهاد الدفع، وبابه دفع الصائل، ولا يشترط له ما يشترط لجهاد المبادأة والطلب، ولا يلزم له وجود قيادة عامة، وإنما يعمل في ذلك بقدر المستطاع كما قال _تعالى_ : "فاتقوا الله ما استطعتم".
وهؤلاء المحتلون هم ولا شك من المحاربين المعتدين الذين اتفقت الشرائع على قتالهم حتى يخرجوا أذلة صاغرين _بإذن الله_ كما أن القوانين الأرضية تضمنت الاعتراف بحق الشعوب في مقاومتهم.
وأصل الإذن بالجهاد هو لمثل هذا، كما قال _سبحانه_: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" (39) سورة الحـج، وقد قرر _سبحانه_ سنة التدافع التي بها حفظ الحياة وإقامة العدل وضبط الشريعة، فقال: " وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (40) سورة الحـج،
فالمقاومة إذن حق مشروع، بل واجب شرعي يلزم الشعب العراقي الدفاع عن نفسه وعرضه وأرضه ونفطه وحاضره ومستقبله ضد التحالف الاستعماري، كما قاوم الاستعمار البريطاني من قبل.
4. ولا يجوز لمسلم أن يؤذي أحداً من رجال المقاومة، ولا أن يدل عليهم فضلاً عن أن يؤذي أحداً من أهلهم
وأبنائهم، بل تجب نصرتهم وحمايتهم.
5. يحرم على كل مسلم أن يقدم أي دعم أو مساندة للعمليات العسكرية من قبل جنود الاحتلال؛ لأن ذلك إعانة على الإثم والعدوان.
أما ما يتعلق بمصالح البلد وأهله - من توفير الكهرباء والماء والصحة والخدمات وضبط المرور واستمرار الأعمال والدراسة وديمومة المصالح العامة ومنع السرقة ونحوها- فلا بد من السعي في توفيرها بحسب الإمكان.
6. إن من مقررات الشريعة الثابتة المستقرة - التي لا خلاف عليها بين أهل الإسلام - حفظ دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم.
ولم يرد في القرآن وعيد على ذنب بعد الشرك كما ورد في وعيد من قتل مؤمناً متعمداً قال الله _سبحانه_ : "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" (93) سورة النساء.
وفي صحيح البخاري عن أبي بكرة مرفوعاً أن رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – قال: " إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ " .
وفي الصحيحين عَنْ جَرِيرٍ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : "اسْتَنْصِتِ النَّاسَ " ، فَقَالَ: " لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " .
وفي صحيح البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا " .
ولسنا نعرف لغة أقوى وأوضح وأصدق في إقامة الحجة وقطع المعذرة عن المتأولين والمتحايلين والمتساهلين وأكثر حفظاً لدماء المسلمين وأعراضهم من هذه اللغة النبوية المحكمة، ولهذا يجب أن يحفظ هذا الأصل الذي هو حقن دم المسلم وتحريم ماله وعرضه وعدم فتح باب التأويل في ذلك.
7. من المصلحة الظاهرة للإسلام والمسلمين في العراق وفي العالم ألا يستهدف المستضعفون ممن ليسوا طرفاً في النـزاع وليست دولهم مشاركة في الحملة العسكرية على العراق كمن يقومون
بمهمات إنسانية أو إعلامية أو حياتية عادية لا علاقة لها بالمجهود الحربي، وقد قال _تعالى_ :" وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين".
وقد ثبت في الصحيح أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ ترك قتل المنافقين وعلله بقوله _صلى الله عليه وسلم_:" لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ ".
فإذا كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يداري مثل هذا ويدفعه بترك من قد يكون مستحقاً للقتل في الأصل فكيف بغيره؟! خاصة والإعلام اليوم قد سلط الأضواء كثيراً على مجريات الوضع في العراق، وعلى كل عمل يقوم به أهل الإسلام.
فالواجب تحري مردود الأعمال التي تقع ومدى تأثيرها على الشعوب من المسلمين وغيرهم.
8. إن المحافظة على وحدة العراق مطلب حيوي وضروري ،
وهناك أصابع خفية تحاول إيقاد نار الفتنة، وتمزيق العراق إلى طوائف، وإثارة المعارك الداخلية بين الشيعة والسنة أو بين الأكراد والعرب.
ومثل هذا الاحتراب الداخلي -الذي قد ينجر إليه المتسرعون من كل فئة- ضرر ظاهر وخدمة مجانية لليهود الذين يتسللون إلى العراق ولقوى التحالف التي توظف الخلاف في ترسيخ سيادتها، وتسليط كل طرف على الطرف الآخر يقتل رموزه، ويفشي أسراره ، والمحصلة النهائية أن كل فئة تقول : الأمريكان خير لنا من هؤلاء، ولهذا يجب أن يتواضع العراقيون جميعاً على أن حقهم أن يعيشوا بسلام - تحت راية الإسلام - بعضهم إلى جوار بعض، وهذا وضع تاريخي مرت عليه قرون طويلة، وليست هذه المدة الحرجة من تاريخ العراق بالفرصة الذهبية التي يطمع كل طرف أن يوظفها لصالحه، والأولوية في هذه المرحلة هي لترسيخ وحدة البلد، والمصالحة الداخلية وتجنب أسباب الفتنة والاحتراب، وكف بعض الطوائف عن بعض، فهذه مصلحة مشتركة.
9 . إذا استطاع أهل الإسلام عامة والمنتسبون إلى الدعوة خاصة أن يتجهوا إلى الإصلاح والبناء والإعمار المادي والمعنوي والأعمال الإنسانية والتربوية والعلمية والمناشط الحيوية، وكانوا قريبين من نبض الناس ومشاعرهم، متصفين بالحلم والصبر وسعة الصدر، وتركوا خلافاتهم جانباً - إذا استطاعوا ذلك - فسيكون لهم في بناء البلد وإعماره وقيادة مؤسساته تأثير كبير، والبلد الآن في مرحلة تشكل وتكون، والأسبقية مؤثرة ، خصوصاً إذا صحبها إتقان لفنون الإدارة والتدريب العملي والعمل الجماعي المؤسسي.
ولذا يجب الاستفادة من المساجد والمدارس وغيرها في توجيه الناس ومخاطبتهم واستثمار وسائل الإعلام من الإذاعات والقنوات الفضائية والصحف والمجلات وإقامة الدروس والمحاضرات والحلقات على هدى وبصيرة وعلم وتأسيس صحيح بعيداً عن التحيز والهوى والموقف الشخصي والحزبي، وبعيداً عن إقحام الناس في الانتماءات الخاصة والمواقف الضيقة والخلافات المذهبية التي تؤدي إلى الشتات والفرقة والاختلاف والتطاحن.
10. ونوصي إخواننا المسلمين في العالم بالوقوف إلى جنب إخوانهم في العراق بالدعاء الصادق والتعاطف والتراحم والنصرة قدر الإمكان، كما أوصى النبي _صلى الله عليه وسلم_ خصوصاً وهم يشهدون معاناتهم في قبضة المعتدين بالقصف العشوائي والتدمير والقتل الأعمى الذي طال معظم مناطق العراق، ولعل من آخرها ما نشهده اليوم في مدينة الفلوجة الصامدة المنصورة _بإذن الله_ وما حولها.
ونوصيهم بإعانة إخوانهم بالرأي السديد والنظر الرشيد المتزن البعيد عن التسرع والاستعجال، وأن يكف عن إطلاق الفتاوى المربكة ذات اليمين أو ذات الشمال مما يتسبب في اضطراب الأمر بينهم.
ونوصيهم بمؤازرة الشعب العراقي في محنته الأليمة، وأن تسارع الجمعيات والمؤسسات الخيرية إلى السعي في سد حاجة العراقيين للغذاء والدواء واللباس وضروريات الحياة.
نسأل الله أن يحفظ شعوب الإسلام في العراق وفلسطين وفي كل مكان، وأن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً، والله أعلم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه والحمد الله رب العالمين.
وقع على هذا البيان كل من :-
الشيخ الدكتور. أحمد الخضيري (أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود).
الشيخ الدكتور. أحمد العبد اللطيف (أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى).
الشيخ الدكتور. حامد بن يعقوب الفريح (أستاذ التفسير بكلية المعلمين بالدمام)
الشيخ الدكتور الشريف حاتم العوني (أستاذ الحديث بجامعة أم القرى).
الشيخ الدكتور. خالد القاسم (أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود).
الشيخ الدكتور. سعود الفنيسان (أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الإمام –سابقا-).
الشيخ الدكتور. سعيد بن ناصر الغامدي (أستاذ العقيدة في كلية الشريعة – أبها).
الشيخ الدكتور. سفر بن عبدالرحمن الحوالي (أستاذ العقيدة في جامعة أم القرى سابقاً).
الشيخ الدكتور. سلمان بن فهد العودة (المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم).
الشيخ المحامي. سليمان الرشودي (محام).
الشيخ الدكتور. صالح بن محمد السلطان (أستاذ الفقه في جامعة القصيم).
الشيخ الدكتور. عبدالرحمن بن أحمد علوش مدخلي (أستاذ الحديث في كلية المعلمين).
الشيخ الدكتور. عبد العزيز الغامدي (أ ستاذ الفقه بجامعة الملك خالد بأبها).
الشيخ الدكتور. عبدالله بن إبراهيم الطريقي (أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام).
الشيخ الدكتور. عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي (أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام).
الشيخ الدكتور. عبدالله بن وكيل الشيخ (أستاذ الحديث في جامعة الإمام).
الشيخ الدكتور. عبدالوهاب بن ناصر الطريري (نائب مشرف مؤسسة الإسلام اليوم).
الشيخ الدكتور. علي بن حسن عسيري (أستاذ العقيدة في كلية الشريعة – أبها).
الشيخ الدكتور. علي بادحدح (أستاذ الحديث وعلوم القرآن – جامعة الملك عبدالعزيز).
الشيخ الدكتور. عوض بن محمد القرني (أستاذ أصول الفقه في جامعة الإمام -سابقا-).
الشيخ الدكتور. قاسم بن أحمد القتردي (أستاذ التفسير في كلية الشريعة – أبها)
الشيخ الدكتور.محمد بن حسن الشريف (أستاذ القرآن وعلومه بجامعة الملك عبدالعزيز).
الشيخ الدكتور. محمد بن سعيد القحطاني (أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى سابقاً).
الشيخ الدكتور. مسفر القحطاني (أستاذ الفقه بحامعة الملك فهد للبترول والمعادن).
الشيخ الدكتور. مهدي محمد رشاد الحكمي (أستاذ الحديث في كلية المعلمين – جازان).
الشيخ الدكتور. ناصر العمر (المشرف على موقع المسلم).
الجمس الحمر
وبعد :
يخرج علينا كل يوم مثبط من المثبطين من أهل النفاق والخيانة ويتهم المجاهدين بالفساد والتكفير والزندقة !!! ( ولا أقصد هنا من يُفتى من العلماء بغير ذلك ولا يسب أو يتهم المجاهدين ) وهو جالس في بيته كالنساء لا يُدافع عن المسلمين المستضعفين في أي مكان بل يتهم من ينصرهم بشتى التهم ويكيل لهم السباب !!
وهو يرى المسلمات تُنتهك أعراضهن ولا يحمر له وجن ولا يستشعر بحمرة الخجل فهو لا يحمل دماً حتى يحمر به خجلاً .
ثم يأتي أمثال هؤلاء المأفونون وهم جالسون كالنساء يسبون من يقوم بتقديم نفسه رخيصة في سبيل الله في سبيل إنقاذ أخت له إُغتصبت أو أخ له تم أسره وتعذيبه فسبحان الله على تلك العقول المريضة المسمومة المليئة بالحقد والدياثة .
فأمثال هؤلاء لا يغارون على أعارضهم فضلاً عن أن يغاروا على أعراض نساء المسلمين !!!.
ولقد كان الغرب دائماً في كل زمن يستخدم هؤلاء لكي يبرروا غزوهم لبلاد المسلمين فهم خير عون لهم ، وقد كان هذا من قبل في وقت إحتلال البريطانيين للهند عندما إستخدموا ميرزا أحمد غلام خان على حرب المجاهدين .
وقد تكرر هذا كثيراً وما زال في كل زمن وعصر ومصر .
ولا شك في أن هؤلاء من أعداء الإسلام والدين شاءوا أم أبوا قصدوا أم لم يقصدوا ولا أريد أحداً أن يتهمني بأنني أفسق أو أكفر أحداً ولكن حسبي أنني نقلت لكم فتواى العلماء الثقات من بلاد الإسلام في حكم الجهاد في العراق وغيره من بلاد الإسلام المحتلة .
فأرجوا من كل أخ مسلم موحد أن يقرأ تلك الفتاوى بعين الحق والبصيرة فسيعلم أين الحق وهو ضالة كل مسلم .
الطحاوي
******
**
الجهاد في العراق واجب شرعاً وعقلاً
فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك
السؤال :
فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك _حفظك الله وسدد خطاك_ :
سماحة الوالد: ما حكم جهاد الأمريكان بالنسبة لأهل العراق أنفسهم؛ لأنه وقع بيننا وبين بعض الأخوة نقاش حول هذه القضية؛ فنريد من سماحتكم بيان هذه القضية. وأسأل الله أن يسدد خطاكم لما يحبه ويرضاه.
‏
الاجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إن الكفرة الأمريكان وأعوانهم في غزوهم للعراق ظالمون معتدون،
فهم كفرة محاربون، يجب على المسلمين جهادهم وطردهم من ديار المسلمين.
وصمت الدول الإسلامية عن الاستنكار لهذا الظلم والعدوان - فضلاً عن اتخاذ الوسائل الممكنة الدبلوماسية
والاقتصادية - موقف مخزٍ شرعاً وعقلاً.
ومنشأ ذلك بعدهم عن دين الله الذي به العز والتمكين والنصر المبين.
فالمقاتلون في العراق للأمريكيين وأعوانهم ، من أراد منهم إعلاء كلمة الله وإذلال الكافرين فهو مجاهد في سبيل الله، ومن أراد مقاومة الاحتلال الأجنبي عن وطنه فلا لوم عليه، بل هذا ما تقتضيه الشهامة والأصالة والأنفة، من عدم الخضوع للمستعمر المعتدي، وبذلك يعلم أنه يجب على المسلمين نصر المجاهدين في العراق وفلسطين، وفي الشيشان، وفي الأفغان، ومد يد العون والمساعدة بما يستطيعون، وأقل ذلك الدعاء لهم ومواساتهم بالمال؛ لإطعام جائعهم وعلاج جريحهم ومريضهم.
وذلك من الوفاء بحق إخوة الإيمان، كما قال _تعالى_: " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"(الحجرات:10) .
وقال _صلى الله عليه وسلم_: " مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم، وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" أخرجه البخاري
(6011)، ومسلم (2586)، من حديث النعمان بن بشير _رضي الله عنه_ .
والله أعلم.
.........................................
السؤال :
أنا شاب قد هرب من ضيق العيش وفساد الحكم في بلده إلى بلد غربي لأستطيع متابعة تعليمي والعمل لتوفير نفقاتي
حقيقة إن ما يحدث اليوم في العراق الشقيق لهو مسؤولية القادة, ولكن الآن أصبح الأمر لا يعني صدام بل الشعب العراقي, وسؤالي هو هل أترك مستقبلي وأذهب للجهاد, لأنني حقيقة في خوف شديد من الذهاب إلى هناك
ليس خوفا من الموت ولكن خوفا من القتال لأجل الطاغية صدام.
حقا أنا في حيرة من أمري , رغم كل الشوق من بلوغ ساحات القتال للجهاد من أجل الشعب المذلول والأطفال الباكية عيونهم. اخواني أفتوني وكونوا لي من الناصحين
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
المفتي: حامد بن عبد الله العلي
الإجابة:
إن كنت عارفا بمهارات القتال ، وآمنا أن تجد هناك مجالا لقتال الصليبيين، فالجهاد أفضل العمل، وهدفه طرد الغازي عن بلاد المسلمين، وليس إعانة نظام الحكم، بهذا أفتى عامة علماء الإسلام في هذه النازلة العراقية والله أعلم .
.................................................. ..............
الشيخ عبد الرحمن السحيم
السؤال :
هل صحيح أن الجهاد في العراق فتنة وليس جهاد ، لأنه لا جهاد إلا بإمام ، أو بإذن ولي الأمر ؟!
الجواب :
هذه المسألة بحاجة إلى تفصيل
الجهاد عند العلماء على نوعين :
جهاد دفع
وجهاد طلب
ويُشترط في جهاد الطلب ما لا يُشترط في جهاد الدّفع .
فالعدو الصائل الذي يُفسد الدين والدنيا يُدفع ولو من غير جماعة ولا إمام .
بخلاف جهاد الطلب .
فهو الذي يُشترط فيه وجود إمام ، ويُشترط إذنه في ابتدائه .
وأما مسألة العراق على وجه الخصوص فنحن نسمع ما يجري بالعراق وعلى أرضه ، ولكن المسألة تحتاج في نظري إلى أمرين :
الأول : وضوح الراية والهدف .
الثاني : فتوى علماء الأمة .
أما الأول : فإنه يُخشى أن يكون بعض القتال لإخراج الكفار ثم تنصيب كافر آخر !
فإذا كان الهدف واضحاً مُعلنا فليس ثم فتنة ، ولكن إذا وقع القتال بين المسلمين من أهل السنة فهذه الفتنة فتُعتزل ، أما قتال الكفار فهو مأمور به مطلوب .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
فيا معشر المسلمين من العرب وغيرهم في كل مكان بادروا إلى قتال أعداء الله من اليهود ، وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون . بادروا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أُعدّت للمتقين والمجاهدين والصابرين ، وأخلصوا النية لله واصبروا وصابروا واتقوا الله عز وجل تفوزوا بالنصر المؤزّر أو شرف الشهادة في سبيل الحق ودحر الباطل . اهـ .
وأما الثاني : فلأن هذه قضية أمة وليست قضية شعب أو أفراد .
وأخشى ما نخشاه أن نقول في يوم من الأيام : أُكلنا يوم أُكِل الثور الأبيض !
وأن ندفع ثمن سكوتنا عما يقع من ظُلم لإخواننا وانتهاك لأعراض المسلمات .
أتُسبى المسلمات بكل ثغر *** وعيش المسلمين إذاً يطيب ؟
أما لله والإسلام حـق *** يُدافع عنه شُـبّان وشِيب ؟
فقل لذوي البصائر حيث كانوا *** أجيبوا الله ويحكمُ أجيبوا
ونسأل الله أن يُهيئ لأمة الإسلام من أمرها رشداً .
والله تعالى أعلى وأعلم .
.......................................
هل المقاومة في العراق جهاد ؟
الشيخ الدكتور محمد موسى الشريف
الذين أفتوا بأن القتال في العراق ليس جهاداً أو الذين تكلموا بغير علم ولا هدى ولا فقه من العوام من الصحفيين والإخباريين والمحللين ماذا يريدون ؟ ولماذا يخذلون ؟ وما هو البديل ؟ وهل يقول عاقل – بغض النظر عن فتوى الفريقين – بترك بلاد المسلمين لهؤلاء الصليبين المتصهينين يعيثون فيها الفساد ويستولون على خيراتها وثرواتها ، ويجعلونها معبراً لغيرها من البلاد الإسلامية التي ابتدأوا يهددونها من الآن مثل سورية ؟ وأي فقه هذا الذي يجيز لهؤلاء التمكن في بلاد الإسلام ، وكل الذي جاؤوا به أن صداماً وحزبه ظلمة ، سبحان الله كيف هذا وأكثر بلاد المسلمين فيها ظلمة متغلبون وفجرة متحكمون فهل نسلم البلاد إلى الصليبيين واحدة تلو الأخرى بهذه الحجة،أفيقوا يا قوم فقد طال سباتكم ، وعظم بعدكم عن قواعد الشرع في هذه المسألة العظيمة ، التي لا ينبغي أن يتصدى لها كل أحد
إن السواد الأعظم اليوم من الفقهاء المعتبرين والعلماء الراسخين والدعاة والمشهورين يرون أن ما يجري على أرض العراق من مقاومة إنما هو جهاد في سبيل الله لمن حسنت نيته ، وقام غيرة على دين الله وغيرة على بلاد الإسلام وأعراض المسلمين بقطع النظر عن قضية الراية ومع من يجاهد كما بينت في النقطة الثانية ، وهؤلاء لا يجتمعون على ضلالة ولا يصدرون عن هوى ولا تشهي ولا تشفي بل هم علماء نحسن الظن بهم ونجلهم ونجل فتواهم فينبغي والحالة هذه الأخذ بأقوال الأغلب الأكثر من علماء المسلمين وترك ما سواها ، وبعد هذا كله لا ينبغي أن يشكك مشكك فيما يجري على أرض العراق من مقاومة وأنه جهاد في سبيل الله لمن حسنت نيته وصفا عمله وقاتل ليدفع الصليبيين المتصهينين أرض العراق الحبيبة ومن قتل بعد ذلك فهو شهيد إن شاء الله تعالى.
كتبه:
الشيخ الدكتور محمد موسى الشريف
أستاذ متعاون بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة
والمشرف العام على موقع التاريخ
............................................
عبد الحميد بن مبارك آل الشيخ مبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله وبعد فقد كتبت بحثا أسميته " بيانا لأمة الإسلام " عن أحكام هذه الجيوش الصليبية التي حلت ديار المسلمين ,بعد أن بلغتني أسئلة كثيرة عن ذلك, وإليك ملخصه :
أولا:- حرمة سكوت العلماء عن بيان الأحكام التفصيلية في هذه النازلة , وأن مصلحة الأمة مقدمة على المصالح المادية والحزبية الموهومة .
ثانيا :- حرمة إعانة الكفار في حربهم ضد المسلمين بالعراق وغيرها بأي شيء ولو بالتسهيلات الأرضية أو الجوية , أو ببيعهم أي شيء من غذاء أو دواء , أو تأجير معدات أو سكن ...وأعظم من ذلك حمايتهم ممن أراد جهادهم ولو بالفتوى , وحكم من فعل شيئا من ذلك يدور بين الردة المخرجة من الملة و بين الكبيرة الموجبة لغضب الله وسخطه وعذابه و نكاله في الدنيا والآخرة , وأن أضعف أحوال من فعل ذلك أنه محارب لله ولرسوله والمؤمنين , وهو الراجح .
ثالثا :- أن تأمين هذه الجيوش أو إعطاءها أي عهد من أي دولة لا صحة له شرعا , لأن من شرط ذلك عدم الضرر على المسلمين بالإجماع , والضرر بالغ في هذه الحرب المدمرة , وقبل ذلك أن أمريكا قد ظاهرت علينا اليهود سياسيا وماديا وعسكريا , فلا عهد لهم بنص القرآن وإجماع الأمة .
رابعا :- أن جهاد هذه الجيوش ومن عاونها من المدنيين فرض عين على جميع المسلمين , كل بحسب جهده , لا يستأذن فيه والد ولا والدة ولا زوج ولا حاكم , بل لو نهى الحاكم عن جهادهم لوجبت معصيته , لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق , فيجب جهادهم جماعات وأفرادا , بأي نوع من عمليات الجهاد . ولو وجد مع هذه الجيوش الصليبية بعض المسلمين من المدنيين أو العسكريين لمعاونتهم أو حمايتهم فحكمهم وحكم الكفار سواء في قتلهم لا في تكفيرهم .
خامسا :- لا يجوز التعرض للمدنيين من الأمريكان وغيرهم الذين لم يأتوا مع هذه الجيوش ,كالأطباء والمدرسين والتجار وغيرهم , ممن لا علاقة لهم بالحرب , كما لا يجوز التعرض للمطاعم الأمريكية وغيرها , بل الواجب مقاطعتها .
سادسا :- عدم جواز التعرض لهذه الدول المسلمة , لا في مؤسساتها العسكرية أو المدنية , ولا في أفرادها , لأن هذا باب شر عظيم من أبواب التكفير .
سابعا :-لا يجوز لأي مسلم مدنيا أو عسكريا , ولو أمره الحاكم , أن يشارك في درع الجزيرة , أو أن يصد أو يتعرض لمن أراد جهاد الكفار بلسانه أو ماله أو نفسه , وأن من فعل شيئا من ذلك فقد أعان الكافرين على المسلمين ,وحكمه كما مر .
أخيرا يعلم الله أني ما كتبت هذا إلا بعد أن أعذرت للعلماء في خطاب ضمنته هذه الأسئلة و أرسلته لرئيس المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في دورتهم المنعقدة في قطر في ذي القعدة 1423 , كما سلمت هذه الأسئلة للعلماء الذين حضروا مؤتمر مكة المكرمة الثاني في غرة ذي الحجة , ولم يصلني جواب من أحد .
وإني أناشد علماء الأزهر الشريف , و علماء الدعوة السلفية في نجد , و علماء الحجاز واليمن و المغرب و أفريقية و السودان و الشام و العراق و الأحساء و الخليج و الترك و الفرس وباكستان و الهند و سائر علماء الإسلام من عرب وعجم , أناشدهم أن يتقوا الله في هذه الأمة , ويبينوا لها حكم الله في هذه الأمور المدلهمة.
و إني لأرى أن من أخطر الأمور هذه الأيام وأشدها ضررا على المسلمين ما يصدر من بيانات من المخلصين من العلماء والدعاة حول الكف عن الجهاد وعدم محاربة الجيوش الصليبية ,فإن في هذا حماية لظهر جيوش الكافرين لتتفرغ للعراق ثم تلتفت ورائها, فالله الله في عواقب الأمور , وإني أخشى أن يكون ذلك التثبيط و التخذيل من باب إعانة الكافرين على المسلمين .
وأرجو ممن رأى هذا البيان أو سمع به من علماء الأمة أن يبين رأيه في مسائله ,اللهم بلغت, اللهم فاشهد.
والحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين , وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين , آمين آمين آمين .
لأي ملاحظات أو تنبيهات يرجى الاتصال عل جوال 054925424 عبد الحميد بن مبارك آل الشيخ مبارك
فاكس و هاتف 5802826/3/966 مدرس الفقه المالكي بالأحساء
العنوان البريدي: ص.ب 904 ,الأحساء 31982 ,المملكةالعربيةالسعودية
.................................
خطاب مفتوح إلى الشعب العراقي المجاهد
علماء بلاد الحرمين
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه الأمين، وبعد:
قد دعا إلى تدوين هذا الخطاب الحال الاستثنائية التي يمر بها أهلنا في العراق، والتي توجب التناصر والتضافر وتبادل الرأي والمشورة والنصيحة التي هي من حق المسلم على أخيه.
ولن نألوا جهداً فيما نراه صواباً ومصلحة لإخواننا المسلمين في هذا البلد العريق الذي يتعرض لحرب خطيرة على الأصعدة كلها، خاصة والبلد مفتوح على كافة الاحتمالات بغير استثناء من حرب داخلية إلى تفكك
وانقسام إلى قيام حكومة مهيمنة تابعة للمحتل. ونوجز رؤيتنا في يلي:
1. وأعظم نصيحة هي الإخلاص لله وإرادة وجهه والتخلي عن المطامع الدنيوية والمصالح الشخصية والحزبية والفئوية، قال _تعالى_: "تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" (83) سورة القصص، فليعلم الله في قلوبكم جميعاً يا أهل العراق -وخصوصاً من له رتبة أو جاه أو تأثير مادي أو معنوي - التوجه الصادق والنية الصالحة والتخلي عن حظوظ النفس واقتفاء سنة محمد _عليه الصلاة والسلام_ كما قال _سبحانه_:
" إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (70) سورة الأنفال.
وليكن من أول ذلك التعاون وإمضاء العدل والإنصاف فيما بينكم، ورفق بعضكم ببعض، وتجنب أسباب الفتن وموجباتها التي تطل برأسها في هذه المرحلة الحرجة، ومن أعظم أسباب الفتن التعاند وإعجاب كل ذي رأي برأيه، وأن يظن بنفسه الصدق والصواب، وبالآخرين الريبة وسوء النية، وهذا يمهد للحرب التي ينتظرها الكثيرون من خصوم هذه الأمة، ويسعدهم أن تقع بأيدينا لا بأيديهم.
2. ثم إن من شروط النجاح فهم الظرف والمرحلة والواقع الذي يعيشه الإنسان فهماً جيداً؛ فإن أي طموح أو تطلع لا يعتد بالرؤية الواقعية ولا يقرأ الخارطة بكل تداخلاتها وتناقضاتها وألوانها؛ فإنه يؤدي به إلى الفشل، وإذا كان الله _تعالى_ قال: "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ " (60) سورة الأنفال، فإن أعظم القوة هي قوة العقل والنظر والرؤية الإستراتيجية.
وأكثر الإشكالات تأتي من جهة اختلاف الرؤية للواقع وعدم تمثله بشكل صحيح أو من النظر إليه من زاوية واحدة أو من التعويل على صناعة المستقبل دون اعتداد بالحاضر أو إدراك لصعوباته.
وهذا شأن يعز إدراكه على الكثيرين ويحتاج إلى رؤية جماعية ذات معايشة وفهم ودراية ودربة وتعقل وتجربة.
3. ولا شك أن جهاد المحتلين واجب على ذوي القدرة، وهو من جهاد الدفع، وبابه دفع الصائل، ولا يشترط له ما يشترط لجهاد المبادأة والطلب، ولا يلزم له وجود قيادة عامة، وإنما يعمل في ذلك بقدر المستطاع كما قال _تعالى_ : "فاتقوا الله ما استطعتم".
وهؤلاء المحتلون هم ولا شك من المحاربين المعتدين الذين اتفقت الشرائع على قتالهم حتى يخرجوا أذلة صاغرين _بإذن الله_ كما أن القوانين الأرضية تضمنت الاعتراف بحق الشعوب في مقاومتهم.
وأصل الإذن بالجهاد هو لمثل هذا، كما قال _سبحانه_: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" (39) سورة الحـج، وقد قرر _سبحانه_ سنة التدافع التي بها حفظ الحياة وإقامة العدل وضبط الشريعة، فقال: " وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (40) سورة الحـج،
فالمقاومة إذن حق مشروع، بل واجب شرعي يلزم الشعب العراقي الدفاع عن نفسه وعرضه وأرضه ونفطه وحاضره ومستقبله ضد التحالف الاستعماري، كما قاوم الاستعمار البريطاني من قبل.
4. ولا يجوز لمسلم أن يؤذي أحداً من رجال المقاومة، ولا أن يدل عليهم فضلاً عن أن يؤذي أحداً من أهلهم
وأبنائهم، بل تجب نصرتهم وحمايتهم.
5. يحرم على كل مسلم أن يقدم أي دعم أو مساندة للعمليات العسكرية من قبل جنود الاحتلال؛ لأن ذلك إعانة على الإثم والعدوان.
أما ما يتعلق بمصالح البلد وأهله - من توفير الكهرباء والماء والصحة والخدمات وضبط المرور واستمرار الأعمال والدراسة وديمومة المصالح العامة ومنع السرقة ونحوها- فلا بد من السعي في توفيرها بحسب الإمكان.
6. إن من مقررات الشريعة الثابتة المستقرة - التي لا خلاف عليها بين أهل الإسلام - حفظ دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم.
ولم يرد في القرآن وعيد على ذنب بعد الشرك كما ورد في وعيد من قتل مؤمناً متعمداً قال الله _سبحانه_ : "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" (93) سورة النساء.
وفي صحيح البخاري عن أبي بكرة مرفوعاً أن رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – قال: " إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ " .
وفي الصحيحين عَنْ جَرِيرٍ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : "اسْتَنْصِتِ النَّاسَ " ، فَقَالَ: " لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " .
وفي صحيح البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا " .
ولسنا نعرف لغة أقوى وأوضح وأصدق في إقامة الحجة وقطع المعذرة عن المتأولين والمتحايلين والمتساهلين وأكثر حفظاً لدماء المسلمين وأعراضهم من هذه اللغة النبوية المحكمة، ولهذا يجب أن يحفظ هذا الأصل الذي هو حقن دم المسلم وتحريم ماله وعرضه وعدم فتح باب التأويل في ذلك.
7. من المصلحة الظاهرة للإسلام والمسلمين في العراق وفي العالم ألا يستهدف المستضعفون ممن ليسوا طرفاً في النـزاع وليست دولهم مشاركة في الحملة العسكرية على العراق كمن يقومون
بمهمات إنسانية أو إعلامية أو حياتية عادية لا علاقة لها بالمجهود الحربي، وقد قال _تعالى_ :" وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين".
وقد ثبت في الصحيح أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ ترك قتل المنافقين وعلله بقوله _صلى الله عليه وسلم_:" لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ ".
فإذا كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يداري مثل هذا ويدفعه بترك من قد يكون مستحقاً للقتل في الأصل فكيف بغيره؟! خاصة والإعلام اليوم قد سلط الأضواء كثيراً على مجريات الوضع في العراق، وعلى كل عمل يقوم به أهل الإسلام.
فالواجب تحري مردود الأعمال التي تقع ومدى تأثيرها على الشعوب من المسلمين وغيرهم.
8. إن المحافظة على وحدة العراق مطلب حيوي وضروري ،
وهناك أصابع خفية تحاول إيقاد نار الفتنة، وتمزيق العراق إلى طوائف، وإثارة المعارك الداخلية بين الشيعة والسنة أو بين الأكراد والعرب.
ومثل هذا الاحتراب الداخلي -الذي قد ينجر إليه المتسرعون من كل فئة- ضرر ظاهر وخدمة مجانية لليهود الذين يتسللون إلى العراق ولقوى التحالف التي توظف الخلاف في ترسيخ سيادتها، وتسليط كل طرف على الطرف الآخر يقتل رموزه، ويفشي أسراره ، والمحصلة النهائية أن كل فئة تقول : الأمريكان خير لنا من هؤلاء، ولهذا يجب أن يتواضع العراقيون جميعاً على أن حقهم أن يعيشوا بسلام - تحت راية الإسلام - بعضهم إلى جوار بعض، وهذا وضع تاريخي مرت عليه قرون طويلة، وليست هذه المدة الحرجة من تاريخ العراق بالفرصة الذهبية التي يطمع كل طرف أن يوظفها لصالحه، والأولوية في هذه المرحلة هي لترسيخ وحدة البلد، والمصالحة الداخلية وتجنب أسباب الفتنة والاحتراب، وكف بعض الطوائف عن بعض، فهذه مصلحة مشتركة.
9 . إذا استطاع أهل الإسلام عامة والمنتسبون إلى الدعوة خاصة أن يتجهوا إلى الإصلاح والبناء والإعمار المادي والمعنوي والأعمال الإنسانية والتربوية والعلمية والمناشط الحيوية، وكانوا قريبين من نبض الناس ومشاعرهم، متصفين بالحلم والصبر وسعة الصدر، وتركوا خلافاتهم جانباً - إذا استطاعوا ذلك - فسيكون لهم في بناء البلد وإعماره وقيادة مؤسساته تأثير كبير، والبلد الآن في مرحلة تشكل وتكون، والأسبقية مؤثرة ، خصوصاً إذا صحبها إتقان لفنون الإدارة والتدريب العملي والعمل الجماعي المؤسسي.
ولذا يجب الاستفادة من المساجد والمدارس وغيرها في توجيه الناس ومخاطبتهم واستثمار وسائل الإعلام من الإذاعات والقنوات الفضائية والصحف والمجلات وإقامة الدروس والمحاضرات والحلقات على هدى وبصيرة وعلم وتأسيس صحيح بعيداً عن التحيز والهوى والموقف الشخصي والحزبي، وبعيداً عن إقحام الناس في الانتماءات الخاصة والمواقف الضيقة والخلافات المذهبية التي تؤدي إلى الشتات والفرقة والاختلاف والتطاحن.
10. ونوصي إخواننا المسلمين في العالم بالوقوف إلى جنب إخوانهم في العراق بالدعاء الصادق والتعاطف والتراحم والنصرة قدر الإمكان، كما أوصى النبي _صلى الله عليه وسلم_ خصوصاً وهم يشهدون معاناتهم في قبضة المعتدين بالقصف العشوائي والتدمير والقتل الأعمى الذي طال معظم مناطق العراق، ولعل من آخرها ما نشهده اليوم في مدينة الفلوجة الصامدة المنصورة _بإذن الله_ وما حولها.
ونوصيهم بإعانة إخوانهم بالرأي السديد والنظر الرشيد المتزن البعيد عن التسرع والاستعجال، وأن يكف عن إطلاق الفتاوى المربكة ذات اليمين أو ذات الشمال مما يتسبب في اضطراب الأمر بينهم.
ونوصيهم بمؤازرة الشعب العراقي في محنته الأليمة، وأن تسارع الجمعيات والمؤسسات الخيرية إلى السعي في سد حاجة العراقيين للغذاء والدواء واللباس وضروريات الحياة.
نسأل الله أن يحفظ شعوب الإسلام في العراق وفلسطين وفي كل مكان، وأن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً، والله أعلم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه والحمد الله رب العالمين.
وقع على هذا البيان كل من :-
الشيخ الدكتور. أحمد الخضيري (أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود).
الشيخ الدكتور. أحمد العبد اللطيف (أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى).
الشيخ الدكتور. حامد بن يعقوب الفريح (أستاذ التفسير بكلية المعلمين بالدمام)
الشيخ الدكتور الشريف حاتم العوني (أستاذ الحديث بجامعة أم القرى).
الشيخ الدكتور. خالد القاسم (أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود).
الشيخ الدكتور. سعود الفنيسان (أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الإمام –سابقا-).
الشيخ الدكتور. سعيد بن ناصر الغامدي (أستاذ العقيدة في كلية الشريعة – أبها).
الشيخ الدكتور. سفر بن عبدالرحمن الحوالي (أستاذ العقيدة في جامعة أم القرى سابقاً).
الشيخ الدكتور. سلمان بن فهد العودة (المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم).
الشيخ المحامي. سليمان الرشودي (محام).
الشيخ الدكتور. صالح بن محمد السلطان (أستاذ الفقه في جامعة القصيم).
الشيخ الدكتور. عبدالرحمن بن أحمد علوش مدخلي (أستاذ الحديث في كلية المعلمين).
الشيخ الدكتور. عبد العزيز الغامدي (أ ستاذ الفقه بجامعة الملك خالد بأبها).
الشيخ الدكتور. عبدالله بن إبراهيم الطريقي (أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام).
الشيخ الدكتور. عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي (أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام).
الشيخ الدكتور. عبدالله بن وكيل الشيخ (أستاذ الحديث في جامعة الإمام).
الشيخ الدكتور. عبدالوهاب بن ناصر الطريري (نائب مشرف مؤسسة الإسلام اليوم).
الشيخ الدكتور. علي بن حسن عسيري (أستاذ العقيدة في كلية الشريعة – أبها).
الشيخ الدكتور. علي بادحدح (أستاذ الحديث وعلوم القرآن – جامعة الملك عبدالعزيز).
الشيخ الدكتور. عوض بن محمد القرني (أستاذ أصول الفقه في جامعة الإمام -سابقا-).
الشيخ الدكتور. قاسم بن أحمد القتردي (أستاذ التفسير في كلية الشريعة – أبها)
الشيخ الدكتور.محمد بن حسن الشريف (أستاذ القرآن وعلومه بجامعة الملك عبدالعزيز).
الشيخ الدكتور. محمد بن سعيد القحطاني (أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى سابقاً).
الشيخ الدكتور. مسفر القحطاني (أستاذ الفقه بحامعة الملك فهد للبترول والمعادن).
الشيخ الدكتور. مهدي محمد رشاد الحكمي (أستاذ الحديث في كلية المعلمين – جازان).
الشيخ الدكتور. ناصر العمر (المشرف على موقع المسلم).
الجمس الحمر
تعليق