[align=center]العبادة مجد وعطاء (×)
للأستاذ الكاتب الإسلامي : أحمد بهجت
× إن نعمة السجود لله نعمة يستحيل حمد الله عليها لأنها أكبر من الحمد
المجد كلمة لها عشرات المعاني والمستويات ..
لسلطان الحاكم مجد طاعة المحكومين ,
وللفنان مجد إعجاب الجماهير ,
وللعاشق مجد خضوع من يحبه ,
وللعالم مجد الاكتشاف والاختراع والإضافة .
ولقد تأملت أنواع المجد المختلفة وحاولت أن أحسها , ولكنني اعترف بعد خبرة السنين والتجارب أن هناك لونًا واحدًا من المجد لا مثيل لمذاقه .. أن تقف بين يدي الله وتتعبد .
اما في الصلاة .. أو في الذكر .. وفي رقة القلب والبكاء .. أو في السؤال المجرد وأنت مكروب .. وفي هذا اللون من المجد وحده معنى لا يتوافر لأي لون آخر من ألوان المجد . إن الحاكم يظل مطاعا ما ظل عادلا , وللفنان مجد التصفيق ما دام له عطاء الفن , فإذا كبر في السن وزايلته صحته وانسحبت عنه الأضواء نسيه من كان يصفق له , وفي العشق يظل محبوبا يخضع لنا ما دمنا نحسن معاملته ونبالغ في إكرامه , وفي العلم يكتشف العالم أن مجد الوصول لشيء ما زال أمام أشياء لم يكتشفها بعد ..
وكل أنواع المجد مشروطة بالجهد البشري والتفاني والعطاء .
وحين يتوقف العطاء ينسحب المجد وينصرف .
باستثناء لون واحد .. ومجد واحد .. أن تحب الله ..
هنا لا يشترط الله عطاء مقابل عطائه.. سبحانه ..
قل لي أي شيء يستطيع التراب أن يعطيه لرب المشارق والمغارب ؟ هل تعرف أنت عدد المشارق والمغارب ؟ إن الشروق والغروب أمران نسبيان , ونحن نقيسهما في الأرض بمقياس الأرض . ولو كنا في كوكب آخر في مجرة أخرى فربما يكون شروق الأرض غروبًا لنا , بل ان في الأرض ذاتها أجزاء تنام حين تستيقظ أجزاء أخرى , وحين يبيض النهار وجه الأرض يسود الليل وجهها الثاني , ما أكثر وجوه المخلوقات التي تتعاقب عليها آيات الله من نور أو ظلمة أو شروق أو غروب ـ أي شيء يعطيه التراب لرب المشرقين ورب المغربين ؟؟؟
هل تقول لي أنك تصلي , أو تصوم .. أو تنفق .. أو تحج .. هل تتصور أن صلاتك عطاء لله .. أو صومك .. إن العبادة عطاء لك أنت , ومنة أخرى من الله عليك , ونعمة أخرى ساقتها رحمة الرحمن إليك .
في مجد العبادة لا تعطي وإنما تأخذ , ويحسب الله الكريم أخذك منه على أنه عطاء منك . قل لي من في الخلائق يحسب هذا الحساب ؟ لا أحد .. سوى الواحد الأحد .
كثيرا ما تزلزلني فكرة الكرم الإلهي الذي يسمح لمخلوقاته الترابية أن تسجد له .. إن مجد السجود لله نعمة يستحيل حمد الله عليها لأنها أكبر من الحمد .. ورغم ذلك يحتسب الله سجود الناس على أنه عطاء منهم .. وكثيرا ما يقول الله انه شاكر " فإن الله شاكر عليم " .
تصور أنت أن الله يشكرنا على ما أنعم به علينا .
××××××××××××××××××××[/align](*) ـ صحيفة الهدف , العدد : 1845, نشرت بتاريخ
31 ـ 1 ـ 2004 مـ
للأستاذ الكاتب الإسلامي : أحمد بهجت
× إن نعمة السجود لله نعمة يستحيل حمد الله عليها لأنها أكبر من الحمد
المجد كلمة لها عشرات المعاني والمستويات ..
لسلطان الحاكم مجد طاعة المحكومين ,
وللفنان مجد إعجاب الجماهير ,
وللعاشق مجد خضوع من يحبه ,
وللعالم مجد الاكتشاف والاختراع والإضافة .
ولقد تأملت أنواع المجد المختلفة وحاولت أن أحسها , ولكنني اعترف بعد خبرة السنين والتجارب أن هناك لونًا واحدًا من المجد لا مثيل لمذاقه .. أن تقف بين يدي الله وتتعبد .
اما في الصلاة .. أو في الذكر .. وفي رقة القلب والبكاء .. أو في السؤال المجرد وأنت مكروب .. وفي هذا اللون من المجد وحده معنى لا يتوافر لأي لون آخر من ألوان المجد . إن الحاكم يظل مطاعا ما ظل عادلا , وللفنان مجد التصفيق ما دام له عطاء الفن , فإذا كبر في السن وزايلته صحته وانسحبت عنه الأضواء نسيه من كان يصفق له , وفي العشق يظل محبوبا يخضع لنا ما دمنا نحسن معاملته ونبالغ في إكرامه , وفي العلم يكتشف العالم أن مجد الوصول لشيء ما زال أمام أشياء لم يكتشفها بعد ..
وكل أنواع المجد مشروطة بالجهد البشري والتفاني والعطاء .
وحين يتوقف العطاء ينسحب المجد وينصرف .
باستثناء لون واحد .. ومجد واحد .. أن تحب الله ..
هنا لا يشترط الله عطاء مقابل عطائه.. سبحانه ..
قل لي أي شيء يستطيع التراب أن يعطيه لرب المشارق والمغارب ؟ هل تعرف أنت عدد المشارق والمغارب ؟ إن الشروق والغروب أمران نسبيان , ونحن نقيسهما في الأرض بمقياس الأرض . ولو كنا في كوكب آخر في مجرة أخرى فربما يكون شروق الأرض غروبًا لنا , بل ان في الأرض ذاتها أجزاء تنام حين تستيقظ أجزاء أخرى , وحين يبيض النهار وجه الأرض يسود الليل وجهها الثاني , ما أكثر وجوه المخلوقات التي تتعاقب عليها آيات الله من نور أو ظلمة أو شروق أو غروب ـ أي شيء يعطيه التراب لرب المشرقين ورب المغربين ؟؟؟
هل تقول لي أنك تصلي , أو تصوم .. أو تنفق .. أو تحج .. هل تتصور أن صلاتك عطاء لله .. أو صومك .. إن العبادة عطاء لك أنت , ومنة أخرى من الله عليك , ونعمة أخرى ساقتها رحمة الرحمن إليك .
في مجد العبادة لا تعطي وإنما تأخذ , ويحسب الله الكريم أخذك منه على أنه عطاء منك . قل لي من في الخلائق يحسب هذا الحساب ؟ لا أحد .. سوى الواحد الأحد .
كثيرا ما تزلزلني فكرة الكرم الإلهي الذي يسمح لمخلوقاته الترابية أن تسجد له .. إن مجد السجود لله نعمة يستحيل حمد الله عليها لأنها أكبر من الحمد .. ورغم ذلك يحتسب الله سجود الناس على أنه عطاء منهم .. وكثيرا ما يقول الله انه شاكر " فإن الله شاكر عليم " .
تصور أنت أن الله يشكرنا على ما أنعم به علينا .
××××××××××××××××××××[/align](*) ـ صحيفة الهدف , العدد : 1845, نشرت بتاريخ
31 ـ 1 ـ 2004 مـ
تعليق