إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حلقة سؤال أهل الذكر هذا الأسبوع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حلقة سؤال أهل الذكر هذا الأسبوع

    [align=center]دروس وعبر من الإعصار

    مفتي عام السلطنة:
    نحن بكل إخلاص نشكر الذين تعاونوا على البر والتقوى وفي مقدمتهم جلالة السلطان المعظم صاحب الروح الأبوية الحانية التي غمر بها هذا الشعب

    يجب على المسلم أن يكون مدركاً أن كل ما يصيبه إنما هو من عند الله وعليه أن يفكر بين مقدار ما أصابه وما دُفِع عنه فما دفع الله أعظم

    مما يؤسف أن كثيراً من الناس أحسوا بأن الطبيعة خصم وذلك لأنهم لم ينسجموا معها فهي تسبح بحمد الله وتخضع وتسجد لجلاله

    اليد التي تنفق في سبيل الله يباركها سبحانه وتعالى وكل ما ينفقه الإنسان يعود إليه لا يخسره أبدأً إن أخلص إنفاقه

    أرجو أن لا يُكثر الناس ترداد الحديث عن النفقات فذلك ينبغي أن يكون سراً بين العبد وربه يطلع عليه رب السماوات والأرض وحده


    متابعة أحمد بن سعيد الجرداني

    مالمّ بالسلطنة لأمر ينبغي أن لا يذهب دون تمعن وإدراك لما حدث من أمر قدره الله تعالى من جراء تأثير الإعصار على بعض مناطق السلطنة، لهذا يجب أن تحط النقاط على الحروف، وحول هذا كان لسماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة هذه الكلمات المفعمة بالأدلة والبراهين وذلك من خلال البرنامج الديني (سؤال أهل الذكر) الذي يبثه التلفزيون العماني يوم الأحد من كل أسبوع، والحلقة هذه تم بثها الأسبوع الجاري، وأعدها وقدمها سيف بن سالم الهادي..


    · سماحة الشيخ كما هو معلوم لديكم ولدى الجميع هب على البلد العزيز إعصار أوقع مجموعة من الأضرار، نظر الناس إليه على أنه قضاء الله تعالى وقدره، واستقبلوه برضا كبير، وتعاونوا وتآزروا فيما بينهم من أجل رفع أضراره.
    والسؤال الذي نتوجه به إليكم ونحن بحاجة إليه هو أن توضحوا لنا الروح المؤمنة الواعية المتدبرة التي يستقبل بها المسلم مثل هذه الأقدار من الله تعالى؟

    - بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله على حلو القضاء ومره، سبحانه لا نحصي ثناءً عليه، هو كما أثنى على نفسه نستغفره ونتوب إليه، ونستدفع البلاء الذي ينزل من قِبَلِه باستغفاره والرجوع إليه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
    فقبل كل شيء يجب على المسلم أن يكون مدركاً أن كل ما يصيبه إنما هو من عند الله سبحانه وتعالى (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون) (التوبة:51)، وعلى المسلم أن يفكر بين مقدار ما أصابه ومقدار ما دُفِع عنه، فما دفع الله أعظم، فالحمد لله على ما دفع مما هو أعظم مما أصاب، فالشكر لله سبحانه وتعالى أولاً على لطفه بنا، ثم إن من لم يشكر الناس لم يشكر الله، فنحن بكل إخلاص أيضاً نشكر الذين تعاونوا على البر والتقوى، وفي مقدمة الجميع أبو الأسرة العمانية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم صاحب الروح الأبوية الحانية التي غمر بها هذا الشعب، وكذلك نشكر جميع الجهات الرسمية التي اشتركت، نشكر شرطة عمان السلطانية على البذل الكبير الذي بذلته من أجل إنقاذ الناس، ونشكر الدفاع المدني أيضاً في ما قام به، ونشكر رجال قوات السلطان المسلحة على ما بذلوه من خير، ونشكر مؤسسات الإعلام على التحذير الذي سبق هذا الإعصار والذي كان في أثناء هذا الإعصار وتغطية ما حدث، ونشكر جميع الذين هبوا لفعل الخير سواء من المؤسسات الرسمية أو من الشعب الكريم الذين هبوا لأجل إنقاذ إخوانهم ولأجل معونة إخوانهم، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمد المؤمنين والمؤمنات الذين وافاهم الأجل المحتوم في هذا الحادث المرير، هذا أمر لا بد منه.
    وبالنسبة إلى ما يستقبل به الإنسان المسلم مثل هذه الأحداث لا ريب أن المسلم كل شيء يرده إلى الله سبحانه وتعالى، فالسراء لا تبطره وإنما ترده إلى الله لأنها جاءت من عند الله، والضراء أيضاً لا تجزعه لأنها جاءت من عند الله، ويعلم أن الله سبحانه وتعالى امتحنه بها، فلذلك يحرص على أن يكون موصولاً بالله سبحانه وتعالى.
    وعلينا أن نضع نصب أعيننا قبل كل شيء قول الله تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير) (الشورى:30)، وكلمة قالها العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندما استسقى به عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أي طلب منه أن يدعو بالسقيا فكان في مقدمة ما قاله : إن البلاء لا ينزل إلا بمعصية ولا يرتفع إلا بتوبة.
    ولا ريب أن المسلم مأمور أن يقف مع نفسه ويحاسب نفسه حساباً دقيقاً، ويقف مع أسرته ويحاسبها حساباً دقيقاً، ويقف مع كل من يستطيع أن يقف معه لأجل المحاسبة في مثل هذه الأشياء.
    فنحن علينا أن نرجع إلى أنفسنا هل عملنا ذلك، (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، هكذا قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ، يقول عليه أفضل عليه الصلاة والسلام : الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل في بيته راع ومسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسئولة عن رعيتها.
    فمعنى ذلك أن كل أحد مسئول عن نفسه ومسئول عمن يرعاه، ونحن نرى في كتاب الله سبحانه وتعالى ما يدل على أسباب البلاء وما يدل على ما يرفع البلاء، الله سبحانه وتعالى يقول (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُون) (الأعراف:96-99).
    علينا أن ندرك بأن الله سبحانه وتعالى غيور على حرماته، فنحن إن لم نغر على حرمات الله فجبار السماوات والأرض لا بد من أن يغار عليها، لذلك كان علينا أن نقف موقف المحاسبة الدقيقة لأنفسنا أمام هذه التصرفات.
    وأعظم شيء أن تستشري المعصية وتنتشر من غير أن تُغيّر.
    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هما صمام الأمان لحياة الإنسان الدنيوية والأخروية، الله سبحانه وتعالى يقول (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُون) (المائدة:78-79).
    ونحن نرى أن الله سبحانه وتعالى يقص علينا في كتابه أنباء الأمم من قبل وما حدث لهذه الأمم من تغيير الله سبحانه وتعالى وبطش الله سبحانه وتعالى بها، الله سبحانه وتعالى يقول (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُون) (الأعراف:163-165)، فإذن الذين نُجّوا هم الذين ينهون عن السوء، ومعنى ذلك أن كل أحد يجب عليه بقدر استطاعته أن ينهى عن السوء، وأن يأمر بالمعروف، الله سبحانه وتعالى حكم على الجنس البشري بأسره بأنه جنس خاسر إلا من جمع من هذا الجنس بين أربع خصال، يقول الله سبحانه وتعالى (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر) (سورة العصر)، فلا بد من التواصي بالحق مع التواصي بالصبر بجانب الإيمان والعمل الصالح.
    فإذن البشرية جعلها الله سبحانه وتعالى حياتها متداخلة، ولما كانت حياتها متداخلة فإن كل عمل سيء ينعكس أثره عليها إن لم يُغَيّر هذا العمل، لذلك كان من الواجب على الناس أن يقبضوا على أيدي الذين يفسدون في الأرض حتى لا يعود إليهم عقاب عملهم يقول الله سبحانه وتعالى (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً * وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيرا) (الإسراء:16-17).
    وكم يلفت القرآن الكريم انتباه الناس إلى الأمم التي بادت، والأمم التي أصابها ما أصابها من عقاب الله بسبب اجترائها على الله سبحانه وتعالى (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِين) (الأنعام:6)، ويقول سبحانه وتعالى (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاق) (غافر:21).
    فإذن هذه ذنوبنا التي جرّت علينا، وترْكنا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح، كم من قضية هي تعتبر حرباً بين العباد وبين الله، المعاصي كلها حرب بين العباد وبين الله سبحانه وتعالى، فهل نحن اعتبرنا، فكم نسمع من عبارات قذرة تتردد على ألسن الناس بعد هذا الإعصار كقولهم (نحن تحدينا الإعصار) أو (تحدينا جونو)، الإعصار من الله، من أنت أيها المخلوق حتى تتحدى ما يأتي من قِبَلِ الله سبحانه وتعالى (قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَه) (عبس:17)، (يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَك) (الانفطار:6-8).
    كم من اجتراء على الله بمثل هذه العبارات، كيف لا تُنكر هذه العبارات، وكيف لا نُطّهر منها وسائل إعلامنا، كيف لا نُطّهر كلامنا من رجس القول الذي يعود علينا بعقاب الله سبحانه وتعالى، هل نحن آمنون عقاب الله (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيد) (البروج:12-13)، فالله سبحانه وتعالى بطشه شديد فلماذا نحن نجترئ على الله بالقول وبالعمل، ألا تكفينا عبرة، حسب الإنسان أن يوعظ بقضاء الله تعالى وبقدره، حسب الإنسان ما يراه من آثار سخط الله سبحانه وتعالى، فكيف هذا الاجتراء على الله سبحانه بمثل هذه الكلمات.
    نعم على الناس أن يستغفروا الله تعالى ويتوبوا إليه كما قال العباس ابن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه : البلاء لا ينزل إلا بمعصية ولا يرتفع إلا بتوبة.
    علينا أن نتوب إلى الله، علينا أن نحاسب أنفسنا، علينا أن نحرص على تطبيق شريعة الله.
    الأرض هي جزء من مملكة الله، والله تعالى يغار على مملكته، ويغار على حكمه ويغار على حرماته، علينا أولاً قبل كل شيء أن يطبق كل واحد منا شريعة الله في نفسه وفي بيته وفي من يستطيع أن يطبق شريعة الله تعالى عليه، هذا مما يجب على الكل، وعلينا أن نرعى حرمات الله سبحانه وتعالى وأن لا نتساهل فيها.

    · ظهرت قيم التآزر والتعاون والمواساة والمؤاخاة عند الناس في هذه الشدة مما خفف من الكثير من الأضرار التي أصابت الناس، ما هي موقع هذه القيم العليا في حياة الناس في الإسلام، وما هو الأجر الذي ينتظر أولئك الذين يتعاونون ويتآزرون في هذه المحن؟

    - على أي حال نحن نشكر الله سبحانه وتعالى على أن وجدت هذه الروح، وكما ذكرنا فإن عاهل البلاد المفدى حفظه الله تعالى ورعاه كان هو المثل الأعلى، هو الذي ضرب أحسن الأمثال في تقديم العون وكان قدوة للآخرين، فنرجو من الجميع أن يسابقوا إلى هذا الخير، ونرجو من الجميع أن يحرصوا على السباق في هذا المضمار.
    الله سبحانه وتعالى بيّن أجور المنفقين أموالهم في سبيل الله، كم آية في كتاب الله تحض على الإنفاق، وكم من آية في كتاب الله تُبيّن ما للمنفقين من أجر عظيم ينتظرهم، الله سبحانه وتعالى يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُون) (البقرة:254)، هذا في معرض التذكير بذلك اليوم، وفي معرض التذكير بالموت يقول الله تعالى (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون) (المنافقون:10-11).
    ويقول سبحانه وتعالى أيضاً مُبيناً أجور الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم) (البقرة:261).
    فإذن يجب على الناس أن يسارعوا إلى هذا الإنفاق وإلى هذا البر وإلى هذا الإحسان ولهم على ذلك الأجور العظيمة، واليد التي تنفق في سبيل الله يباركها الله سبحانه وتعالى، وكل ما ينفقه الإنسان يعود إليه، لا يخسره أبدأً إن أخلص إنفاقه لوجه الله سبحانه وتعالى، حسبنا أن الله سبحانه وتعالى يقول (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُون)(البقرة: من الآية272)، كل ما ينفقه الإنسان يوف إليه، والله تعالى يبارك في مال الذي ينفق ماله في سبيل الله، كم نجد نحن من آيات تدل على ذلك الله سبحانه وتعالى يقول (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم) (البقرة:268).

    · في قوله تعالى (إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلا الْمُصَلِّين) (المعارج:19-22)، ما هي الصلاة التي تحمي الإنسان في مثل هذه المواقع؟

    - الصلاة الصحيحة التي يأتي بها الإنسان بوجهها الصحيح مبتغياً وجه الله سبحانه وتعالى، الصلاة التي تجمع ما بين كمال الجسم وتمام الروح، تجمع ما بين هيئة الصلاة الصحيحة بحيث لا يكون الإنسان عابثاً في صلاته يلتفت ذات اليمين وذات الشمال، ولا يكون مخلاً بشيء مما يجب عليه في ركوعه وسجوده وقيامه وقعوده وإنما يأتي بكل شيء على الوجه الأكمل، ومع هذا تكون في هذه الصلاة روحها وهي الخشوع، فإن هذه الصلاة هي المؤثرة في النفس وهي التي تباعد الإنسان عن المنكر (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر)(العنكبوت: من الآية45).

    · في قوله تعالى (وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ) (يونس:12)، هذا واضح في حياة عدد من الناس يتضرعون إلى الله سبحانه وتعالى ويدعونه في وقت الشدة فلما تنكشف تلك الشدة وتزول تلك الغمة يعود إلى سابق عهده وينسى ربه سبحانه وتعالى، فهل لكم أن تجلّوا هذه النقطة وتعطوها قدرا من التوضيح؟

    - إن الله سبحانه وتعالى شأنه عظيم وفضله عظيم وبطشه شديد، على الإنسان أن يكون دائماً مستشعراً نعمة الله تعالى ومستشعراً خوفه من الله، فهو يستدفع البلاء بتقوى الله ويستجلب رحمة الله تعالى بطاعته، على الإنسان أن يكون حريصاًً على طاعة الله سبحانه وتعالى، وأن يكون حريصاً على اجتناب كل ما يسخطه سبحانه وتعالى، وإنما طبيعة البشر أن يحرص الإنسان دائماًً على سلوك هذه المسالك التي تنحرف به ذات اليمين وذات الشمال
    ودأب النفوس السوء من حيث طبعها *** إذا لم يصنها للبصائر نور
    هذه طبيعة النفس البشرية وإنما هذه الأحداث تُذكّر الإنسان ولكن هل يبقى مدكرا؟
    نحن كم نرى من آيات في كتاب الله تدل على أنه هكذا شأن الأمم التي نسيت ربها سبحانه وتعالى.
    نحن نجد في كتاب الله سبحانه وتعالى آيات كثيرة تدل على أن كثيراً من الناس عندما يحيط بهم بطش الله سبحانه وتعالى عندئذ يحاولون أن يدعوا الله ويحاولون أن يخلصوا لله ويحاولون أن يتقربوا إلى الله كما يقول الله سبحانه وتعالى (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُون) (العنكبوت:65)، والله سبحانه وتعالى يقول (قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُون) (الأنعام:64)، أي بعدما ينتهي الإنسان من الكرب الذي كان فيه ويتخلص من محنته وشدته يعود إلى الإشراك، ولا يلزم أن يكون الإشراك باتخاذ إله مع الله، قد يكون الإشراك حتى بطاعة الشيطان بدلاً من أن يطيع ربه مع أنه مأمور بأن يطيع الله، نحن نرى أن الله سبحانه وتعالى يقول (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين) (يّس:60) أي أن لا تطيعوه (وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيم) (يّس:61)، فيأمر الله سبحانه وتعالى عباده بطاعته.
    ويحذر الله سبحانه العباد في هذا السياق وفي سياق بيان نعمته عليهم بتنجيتهم من الشدائد والبلاء يحذرهم مما هو أشد يقول الله سبحانه (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ * قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُون) (الأنعام:63-65)، إذن هذه النقطة يجب على الإنسان أن يحاسب نفسه معها، وأن يحرص على أن يستبدل بالشر خيرا وبالفساد صلاحا وبالاعوجاج استقامة وبالضلالة هدى، ويحرص على تقوى الله وطاعته وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

    · هل من كلمة في حث الناس على التعاون والتآزر؟.

    - على أي حال أنا أُقَدّرُ هذه الجهود التي بذلها الناس فقد أنفق الناس حسب ميسورهم، أنفق ذو اليسر من يسره وذو العسر مما آتاه الله تعالى.
    ولكن هناك نقطة لا بد من أن أنبه عليها: نرجو من الجميع أن لا يأخذهم الغرور، أن لا يقول أحد بأنني أنفقت وبذلت وأعطيت وآثرت غيري على نفسي أو مثل هذا، فإن هذا حق واجب، والامتنان بالنفقات التي ينفقها الإنسان على الغير أو الامتنان بالصدقات مما يحبط الأجور، الله تعالى يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين) (البقرة:264)، هذا تحذير من الله تعالى أن يبطل الناس أجور نفقاتهم التي ينفقونها، ولا ريب أنني بحمد الله أشعر بمنة الله سبحانه تعالى وبفضله وبتوفيقه على أن هب الناس للإنفاق، ولكن أرجو مع هذا كله أن لا يأتيهم الشيطان من باب الغرور، وأن لا يحس أي أحد بأن له منة على من أنفق عليه، فإن المال قبل كل شيء هو مال الله، الله تعالى يقول (وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ)(النور: من الآية33)، ويقول (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيه) (الحديد: من الآية7)، والإنسان مسئول عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، فأنا أخشى أن يأخذ الغرور بعض الناس، وأنا لا أتهم أحداً، كلا، معاذ الله أن أكون مسيئاً الظن بأحد، ولكن أرجو أن لا يُكثر الناس ترداد الحديث عن النفقات وعن وعن، هذا حديث ينبغي أن يكون سراً بين العبد وبين ربه، يطلع عليه رب السماوات والأرض (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم)(البقرة: من الآية273)، هكذا ينبغي، والله تعالى الموفق.

    · أنتم ذكرتم في أثناء الإجابة على السؤال الأول موضوع التحديات التي تصدر من بعض الأفراد ونحن تصريحاتنا الرسمية تصريحات راقية ورائعة جدا تنم عن روح مؤمنة لكن هناك بعض الكُتّاب الذين يتحملون مسئوليتهم بطبيعة الحال؟.
    - نحتاج منكم إلى توجيه وإرشاد إلى إخوتنا وأحبتنا الإعلاميين والصحفيين، هؤلاء الأخوة قبل كل شيء جزاهم الله عنا كل خير على ما بذلوه من جهد ووقت في سبيل تغطية الحدث وتنبيه الناس لكن نريد منكم همسة في آذنهم بشأن ضبط المشاعر وما يُكتب وما يتفوه به على الأجهزة أو الكتابات بالضوابط الشرعية، فقد رأينا وسمعنا من العبارات التي لا يجوز إطلاقها في مجتمع مسلم مثل (الإعصار من فعل الطبيعة)، (الناس يتحدون جونو)، (يا جونو ارحل عنا أيها الضيف الثقيل) وأمثال هذه العبارات. نريد منكم إرشاداً وتوجيهاً لمثل هؤلاء الذين يكتبون وربما قد يكون بحسن نية لكن تخونهم العبارة.
    مما يؤسف أن كثيراً من الناس أحسوا بأن الطبيعة خصم وذلك لأنهم لم ينسجموا مع الطبيعة، هذا يعود إلى عدم انسجام الإنسان مع الطبيعة، الطبيعة هي تسبح بحمد الله وتخضع لجلاله وتسجد لجلاله، الله تعالى يقول (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُورا) (الإسراء:44)، ويقول عز من قائل (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ) (الحج: من الآية18) إذن هؤلاء لا يشعرون بهذا الانسجام ما بينهم وبين الطبيعة لأنهم بعدوا عن حقيقة الذكر لله سبحانه وتعالى، وبعدوا عن روح عبادة الله سبحانه وتعالى بحيث إن الإنسان يشعر وهو يعبد الله بخشيته وبرجائه فيشعر مع ذلك بأن الكون بأسره ينسجم معه في هذه العبادة ويتجاوب معه في تسبيحه ويتفاعل معه في سجوده لله سبحانه.
    وهذه الألفاظ إنما جاءت في الأصل ممن لا يؤمنون بالله وباليوم الآخر، نحن سمعنا كثيراً من الألفاظ الآن غُزينا بها، نسمع كثيراً من الناس يقولون مثلاً استطاع فلان أن يقهر الطبيعة، أو يقولون بأن الإنسان غزا الفضاء، كأن الفضاء هو عدو وخصم لدود وكأنما الطبيعة هي خصم لدود للإنسان، وليس الأمر كذلك، الطبيعة مُصَرفّة بأمر الله سبحانه وتعالى فعلى الإنسان أن يتصرف في كلماته التي يقولها وفق سنن الله تعالى في خلقه ووفق شرع الله تعالى الذي هو حاكم على كل جزئية من جزئيات الحياة البشرية وحياة غير البشر أيضاً .
    فهؤلاء الذين يأتون بمثل هذه الكلمات إما أن يكونوا جهلة لا يفرقون بين التمرة وبين الجمرة، وإما أن يكونوا متأثرين بالآخرين منقادين لما يسمعونه، هم لا يتجاوزون أن يكونوا كالببغاء التي تردد ما يقال من غير أن تعرف له معنى، على هؤلاء أن يتقوا الله، وأن يعلموا أن المسلم هو عبد لله (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً) (مريم:93-95)، فهذا الذي يأتي يوم القيامة ربه فرداً ألا يخشى أن يحاسبه الله تعالى على ما يقول وعلى ما ينطق وعلى ما يفعل مع أن سبحانه وتعالى يقول (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (قّ:18)، ويقول (كَلا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ) (الانفطار:9-11)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلّم: إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبينها تهوي به في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب. ويقول صلوات الله وسلامه عليه : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله تعالى له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه.

    · هل رؤيا الطبق الأخضر للشاب الصالح التي ذكرها سماحة الشيخ في إحدى محاضراته قد تحققت بهذا الإعصار؟

    - هذه كانت رؤيا في الأيام السابقة، ونحن نبهنا عليها في محاضرة، ولا ريب أن الغيب لله تعالى، ولا ندري ما في ضمير الغيب، نحن لا نستطيع أن نقول، إنما رؤيا المؤمن كثيراً ما تكون تجسد الواقع المنتظر، وكثيراً ما تكون هذه الرؤيا إما تبشيراًً وإما إنذارا، وجاء في بعض الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلّم: حسب أحدكم أن يوعظ في منامه.- إن ثبتت هذه الرواية ولا أدري سندها -، أي ما يراه في منامه قد يكون له موعظة وعليه أن يدّكر.

    · في موضوع التحذير الأجهزة الرسمية حذرت ونبهت قبل مجيء الإعصار، بعض الناس تهاونوا بتلك الإنذارات ولم يأخذوا الموضوع بمأخذ الجد على اعتبار أن الأمر غيب ربما يأتي وربما لا يأتي ومن هذا القبيل، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه عندما يرى سحابة يتغير وجهه، ما الذي يجب على المسلم في مثل هذه الأحوال عندما يسمع تحذيراً أو إنذاراً؟

    - على أي حال أولاً نحن نشكر - كما قلنا - وسائل الإعلام على التغطية التي قامت بها وعلى العناية بهذا الحدث قبل أن يقع وبعدما وقع، كل ذلك مما نشكر عليه وسائل الإعلام، ولكن كم كنا نتمنى بجانب هذا التحذير والأمر بأخذ الاحتياطات العادية أن يكون أيضاً هناك تحذير من معاصي الله سبحانه وتعالى ومن الاجتراء على الله، وأن يكون هناك استنفار لجميع الناس لأن يتوبوا إلى الله توبة نصوحا، وأن يحاسبوا أنفسهم، هذا مما يجب أن يكون، ونتمنى أن تلتزم بهذا وسائل الإعلام في المستقبل إن شاء الله، أن يكون هنالك دعاء للناس جميعاً بأن يتوبوا إلى الله توبة نصوحا، وأن يحاسبوا أنفسهم على ما قدموا وأخروا، وأن يزنوا أعمالهم جميعاً بموازيين الشرع، وأن يحرصوا على تقوى الله تعالى وطاعته، وهذا مما يجب أن يكون عليه المسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلّم كان إذا رأى سحابة أو جاءت ريح لا يلبث أن يتردد جيئة وذهابا من خشيته من الله سبحانه وتعالى ويقول: ما يؤمنني أن يكون كما قال الله سبحانه وتعالى (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا)(الأحقاف: من الآية24). أي أن يكون ذلك كما حصل لعاد، هذا لرسوخ إيمانه صلوات الله وسلامه عليه وقوة يقينه لأنه أرسخ الناس إيماناً وأقواهم يقينا فلذلك كان أشدهم خوفاً من الله سبحانه وتعالى.
    وهكذا يجب على المسلم دائماً أن يكون حريصاً على محاسبة النفس وعلى الخوف من الله تبارك وتعالى من الوقوع في أي شيء مما يسخطه.

    · بعض النساء فقدن أزواجهن في هذا الإعصار إلى عالم مجهول لا يدرين أين جرفهم التيار وهل لا يزالون أحياء أم لا، فكيف تكون عدتهن؟

    - العدة لا تكون إلا بعد مضي أربع سنوات لأن حكمهم أنهم مفقودون، وبعدما تمضي مدة الفقد التي أُجمع عليها بمضي أربع سنوات يُطلّقن منهم ويعتددن عدتين عدة الوفاة وعدة الطلاق.
    واختتم هذا اللقاء بهذه السورة الكريمة حتى تكون على كل بال، هي سورة قصيرة ولكنها عظيمة المدلول وعظيمة الفائدة ولذلك حرص السلف على أن لا يفترق اثنان منهما إذا التقيا حتى يتلو كل واحد منهما على الآخر هذه السورة (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ *إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (سورة العصر).[/align]
    فلكلِّ هلالٍ آمالٌ
    تترقّى دوما لتمامِ
    وأنا لا حدّ لأهدافي
    كشعاع الشمسِ المترامي

  • #2
    [align=center]موضوع رائع جدّا .. وفقت في إدراجه
    جزاك الله ما تحب وترضى


    شكرا لك

    والحمد لله على كلّ حال [/align]
    On prograss ......

    تعليق


    • #3
      يرفع

      تعليق

      يعمل...
      X