إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ملف كامل عن اليتيم ,,,!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ملف كامل عن اليتيم ,,,!!

    [align=center]من لليتامى؟
    دنا الأجل.. وحانت ساعة الاحتضار.. تذكر حال صبيته الصغار، والذرية الضعفاء الذين سوف يتركهم وراءه، ترى من سيرعاهم؟ ترى من سيؤويهم ويحنو عليهم؟ ذرفت عيناه، يتمنى لهم ولياً مرشداً يربيهم كتربيته، يعوِّضهم بره وحنانه.

    إنَّها صورة تتكرر كثيراً، صورة الأيتام هنا وهناك.. يتيم أفغانستان.. يتيم فلسطين.. والشيشان.. إنَّها صورة اليتيم المسلم في كل مكان.

    هل تعرف اليتيم؟ نعم، هل تعرف ذاك الإنسان الضعيف الذي فقد ظهيره ونصيره (بعد الله تعالى)، فقد أباه الذي يرعاه بالعطف والحنان، يرعاه بحب خالص من شوائب الأنانية والمصلحة الخاصة، مع استعداد للتضحية والعطاء والفداء، وحرص شديد على إبلاغه مبلغ الرشد والكمال والنضج والقوة.

    غير اليتيم يرعاه أبواه، يعيش في كنفهما تظلله روح الجماعة، يفيض عليه والده من حنانهما، ويمنحانه من عطفهما.

    أمَّا اليتيم فقد فَقَدَ هذا الراعي، ومال إلى الانزواء والعزلة، ينشد عطف الأبوة، ويرنو إلى من يمسح رأسه ويخفف بؤسه.

    إنَّه بوضوح واختصار: يتطلع إلى من يُنسه مرارة اليتم وآلام الحرمان.

    وعندما نمضي سويا نستعرض النصوص القرآنية التي تعرَّضت لأحوال اليتامى، نلاحظ ما يلي:

    * جعل الإحسان إلى اليتامى من البر:
    قال تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ...} (البقرة/117).

    * الأمر بالإحسان إلى اليتامى وإصلاح أحوالهم:
    قال تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ...} (النساء/36).

    * أن الإسلام جعل لليتيم حقاً في أموال الغنائم والفيء:
    قال تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ...} (الأنفال/41). وقال: {مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ...} (الحشر/7).

    * إكرام الله عزّ وجل لليتامى ونعيه على من لم يكرمهم:
    قال تعالى: {كلا بَل لاّ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} (الفجر/17).

    وقال تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى* وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فلا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فلا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (الضحى/ 6ـ11).

    إن حَسْبَ اليتامى أن يكون أسوتهم محمد صلى الله عليه وسلم، فتلك ـ وربك ـ هي الإنسانية بجلالتها، وهي الحقوق بأسمى معانيها.

    وحسب الأوصياء أن يعلموا أنَّ اليتيم محمد صلى الله عليه وسلم قد رعاه ربه وتولاه، فآواه وهداه.

    * ترتيب الجزاء العظيم لمن أكرم اليتيم:
    قال تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا *عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} (الإنسان/5 ـ 12).

    وقال تعالى:{فلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} (سورة البلد/11 ـ 16).

    ثم هاك بعض نصوص السنة تتم عقد ما ذكرنا من آيات:
    * عن سهل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً (رواه البخاري). قال ابن بطال: "حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ومنزلة في الآخرة أفضل من ذلك".

    قد يرغب محب الخير أن يعرف السر في بلوغ الكافل هذه المنزلة العظيمة، والرتبة الشريفة ليكون قريناً لنبيه صلى الله عليه وسلم في المقام العظيم.

    قال أهل العلم: إنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم كتب الله على يديه هداية قوم كانوا في ضلال مبين، قام عليهم، وأصلح شأنهم، علَّمهم وأرشدهم، ودلَّهم على الحق والطريق المستقيم.

    وكذلك كافل اليتيم، يحفظ يتيمه في حال صغره حين لا يعقل ولا يفقه، فيدله ويهديه، ويهذبه ويربيه، فإذا بلغ مبلغ الرجال، كان رجلاً سوياً، محفوظ الحقوق، موفور الكرامة، مع ما يتحمَّل الكافل من تبعات الوصاية والرعاية، وشؤون التربية وحسن العناية، وما يحف بذلك من تقوى ونزاهة وعفاف. قال النيسابوري: قال أهل التحقيق: الحكمة في يتم النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرف قدر الأيتام فيقوم بأمرهم، وأن يكرم اليتيم المشارك له في الاسم.

    * عن أبي أمامة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرَّت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين" وفرَّق بين إصبعيه السبابة والوسطى (رواه أحمد).

    نعم، امسح رأسه، اقترب منه، ابتسم له، طيِّب خاطره، أدخل البهجة على روحه الظامئة بكلمة باسمة.

    إنَّ العلاقات الإنسانية تحقق كل مجد لها حين تضفي على هذا اليتيم المحروم من حنانها ودفئها.

    * عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إني أحرج حق الضعيفين، اليتيم والمرأة" (رواه أحمد وابن ماجه).

    فهذا تحذير بليغ وزجر شديد بإلحاق الإثم بمن ضيَّع حق اليتيم والمرأة.. لِمَ؟؟ لأنَّهما ضعيفان.. إذاً هما بأمس الحاجة إلى من يقف معهما مدافعاً ومناصراً.

    * قول النبي صلى الله عليه وسلم للسائب بن عبدالله: "يا سائب، انظر أخلاقك التي كنت تصنعها في الجاهلية فاجعلها في الإسلام. أقْر الضعيف، وأكرم اليتيم، وأحسن إلى جارك" (رواه أبو داود وصححه الألباني).

    * وقد عدَّ عمرو بن العاص رضي الله عنه خمس صفات يمتاز بها الروم، وذكر منها "وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف" (رواه مسلم).

    ونختم هذا ببعض الأمثلة التطبيقية من النبي صلى الله عليه وسلم:

    فمن ذلك ما فعل بأولاد أبي سلمة عبدالله بن عبد الأسد بن هلال المخزومي - رضي الله عنه - الذي مات سنة 4هـ عن أولاد صغار، وعن زوجته الكريمة أم سلمة- هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية - فيتم الأطفال، وتأيمت المرأة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بكفالتهم جميعاً كما يكفل أبناءه.

    و لما علم بانقضاء عدة أم سلمة - رضي الله عنها - أرسل إليها يخطبها ليكفلها وأولادها، وقال لها لما أرادت أن تعتذر إليه بغيرتها وكثرة صبيانها: "أما قولك: غيرى، فسأدعو الله فتذهب غيرتك، وأما قولك: فإني امرأة مصبية فستكفين صبيانك" (رواه النسائي) فرضيت وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وعال أيتامها.

    ولما أفاء الله تعالى عليه كان يلي أمر كل مسلم يموت وله عيال، ويقول: "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن توفي من المؤمنين فترك دينًا أو كلاً أو ضياعًا فعلي وإلي، ومن ترك مالاً فلورثته" (رواه البخاري ومسلم).

    فهكذا كان النبي صلي الله عليه وسلم يعني بالأيتام بنفسه الشريفة، ليكون أسوة للأمة في العناية بهم وجبر كسرهم وسد عوزهم، فإنها مأمورة بالتأسي به صلي الله عليه وسلم، وفعله شرع لها، وهي مسؤولة عنه إن هي فرطت في أتباعه فيه، لا سيما من يلي أمر الأمة من خلفائه بعده، فإن عليهم أن يفعلوا ما كان النبي صلي الله عليه وسلم يفعله من الكفالة والإعالة للأيتام؛ لأنهم نوابه في رعاياهم من بعده، وذلك من مقتضيات ولاياتهم وواجبات خلافتهم، التي ائتمنهم الله تعالي عليها.

    * ولنا في الصحابة أسوة فقد كان ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ لا يجلس على طعام إلا على مائدته أيتام.

    وبعد فنخلص مما سبق إلى:

    * أنَّ كافل اليتيم يحوز صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم ويحظى بذلك شرفاً وفخراً.

    * كفالة اليتيم صدقة يضاعف لها الأجر إن كانت على الأقرباء (أجر الصدقة وأجر القرابة) كما حدث في حديث زينب امرأة عبدالله بن مسعود ـ رضي الله عنهما ـ عند البخاري.

    * كفالة اليتيم والإنفاق عليه دليل طبع سليم وفطرة نقية.

    * كفالة اليتيم والمسح على رأسه وتطييب خاطره يرقق القلب ويزيل عنه القسوة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال: "امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين" (رواه أحمد).

    * إن كفالة اليتيم تعود على الكافل بالخير العميم في الدنيا فضلاً عن الآخرة.

    * كفالة اليتيم تساهم في بناء مجتمع سليم خال من الحقد والكراهية، وتسوده روح المحبة والود. إن اليتيم إذا لم يجد من يستعيض به حنان الأب المشفق والراعي الرفيق، فإنه سيخرج نافر الطباع، وسيعيش شارد الفكر، لا يحس برابطة ولا يفيض بمودة. وقد ينظر نظر الخائف الحذر، بل قد ينظر نظر الحاقد المتربص، وقد يتحول في نظراته القاتمة إلى قوة هدامة.

    وينبغي التنبه إلى أنَّ مشاعر اليتيم ربما تبلغ من الإفراط في الحساسية أن تقهره الكلمة العابرة التي لا تثير انتباه أي إنسان آخر، ولا تحرك فيه شيئاً؛ لذلك كان على كافل اليتيم أن يكون رقيق الملاحظة جداً لما يهز مشاعر الأيتام بالألم، فلا يأتي منها شيئاً ويوصي أسرته بذلك، وأيضاً ينتبه إلى أنَّ اليتيم قد يقهره منظر عطف الأب أو الأم على ولدهما داخل الأسرة التي يعيش في كفالتها.

    * في إكرام اليتم والقيام بأمره إكرام لمن شارك رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة اليتم، وفي هذا دليل على محبته صلى الله عليه وسلم.

    * كفالة اليتيم تزكي المال وتطهره وتجعله نعم الصاحب للمسلم.

    * كفالة اليتيم من الأخلاق الحميدة التي أقرَّها الإسلام وامتدح أهلها.

    * في كفالة اليتيم بركة تحلّ على الكافل وتزيد من رزقه.

    * في كفالة اليتيم إنقاذ له ممَّن يريد إفساده ـ كما هو حال المنصِّرين ـ أو استغلاله وظلمه.

    * أن مظلة الإسلام تحمي الضعاف، وتحنو على الصغار، وتحفظ حقوقهم، وتنظم علاقاتهم، فلا يستذل ضعيف لضعفه، ولا يعتدى على عاجز لعجزه. ولقد ذلت ـ ولسوف تذل ـ كل أمة تضيع ضعيفها ويتيمها، وتجعل من نفسها مسغبة لا يعيش فيها إلا الوحوش الضارية، أو الثعالب الماكرة.

    * إنَّ كافل اليتيم إذا استطاع أن يوصل صوته ورسائله ونصائحه ـ وأهمّ من ذلك كله حبه ـ لذلك الطفل اليتيم.. فلسوف يضمن ذلك عدم الاحتياج إلى تذكيره بين الحين والآخر بفضيلة كفالة الأيتام، إذ سيصبحون جزءاً لا يتجزأ من حياته المادية والمعنوية.

    * إنَّ كفالة اليتامى من أخلاق المجتمع المسلم، إذ لا يجوز بحال من الأحوال أن يترك اليتيم هملاً، دون أن يجد من يكفله ويرعى شأنه، فإن لم يجد من يكفله فالمجتمع الإسلامي الذي حوله كلهم آثمون إذا علموا به وأهملوه.

    * كان لكفالة اليتيم ما سبق من فضائل؛ لأنَّها تنبئ عن مشاعر الرحمة في قلب من يكفله، والرحمة جوهرة نفيسة في قلوب المؤمنين، ولا تحصل كفالة اليتيم بصدق وأمانة ما لم يكن قلب الكافل مملوءاً بخلق الرحمة، مشحوناً بإيمان يربطه بالله واليوم الآخر.

    ومرةً أخرى إن شئتم أن تذرفوا الدمع ساخناً فاذكروا ساعة الاحتضار، ودنو الأجل، وتذكروا حال الصبية الصغار، والذرية الضعاف الذين يتركهم هذا المحتضر وراءه، يخشى عليهم ظروف الحياة، وبلاء الدهر، يتمنى لهم ولياً مرشداً يرعاهم كرعايته، ويربيهم كتربيته، ويعوضهم بره وعطفه..

    من تذكر هذه الساعة، وعاش هذه الحالة، فليذكر حال اليتيم{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولـُواْ قَـوْلاً سَدِيدًا} (النساء:9).


    _____________________________________________

    رعاية اليتامى إرواء لأرواح ظامئة:

    * كفالة الأيتام بركة
    * تزيد الرزق وتزيل قسوة القلب



    الشيخ أحمد الخضير:
    * اليتيم إنسان فَقد الحنان وجاء الإسلام بما ينسيه كل ذلك الفَقد
    * في كفالة اليتيم والإنفاق عليه دليل طبع سليم وفطرة نقية



    د· يوسف الحارثي:* هناك كفالة جزئية وكفالة كلية لليتيم فالأولى أن يبقى في بيته وتتم كفالته والثانية إعداد دور لليتيم وسكن يؤمن له فيه احتياجاته



    تحقيق: د· عقيل العقيل:اهتم الإسلام بشأن اليتيم اهتماماً بالغاً من حيث تربيته ومعاملته وضمان سبل العيش الكريمة له، حتى ينشأ عضواً نافعاً مفيداً لنفسه ولمجتمعه المسلم، قال تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ } (9) سورة الضحى وقال تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّين (1{فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} (2) [الماعون: 1 - 2] وهذه الآيات تؤكد على العناية باليتيم والشفقة عليه كيلا يشعر بالنقص من غيره من أفراد المجتمع، فيتحطم ويتحول إلى معول هدم في المجتمع· كما أحاط الإسلام اليتيم بالرعاية وأقر له من الحقوق ما يضمن له حياة كريمة واستقراراً نفسياً واجتماعياً، وقد تمثل المجتمع المسلم تلك التوجيهات التي جاء بها الوحيان بدءاً من عصر الصحابة حتى يومنا الحاضر، كما عني المسلمون قديماً وحديثاً برعاية الأيتام فرادى وجماعات· فاليتيم هو طفل اليوم وهو رجل الغد وستكون سلوكياته المستقبلية أسيرة التربية التي تلقاها في صغره، فإذا نال حظه من التربية والرعاية في صغره جاءت ثماره يانعة وارفة في غده على مجتمعه·
    وفي المملكة فإن هذه العناية باليتيم تتواصل بشكل تلقائي وطوعي، إلا أن العمل في شكله المنظم بدأ مع افتتاح أول دار للأيتام بالمدينة المنورة عام 2531هـ وتقدم "الدعوة" هنا حصيلة لقاءات مع مجموعة من المشايخ الأفاضل الذين تفضلوا بالإجابة على السؤال: كيف ندعم اليتيم وأسرة اليتيم؟


    رعاية اليتيمبداية تحدث د· عادل بن محمد السبيعي - أستاذ السنَّة المشارك بقسم السنَّة بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فقال:
    اعتنى الإسلام برعاية اليتيم عناية فائقة شملت جميع نواحي حياته الجسدية والنفسية وإصلاح حاله في الدنيا والآخرة وظهر هذا الاهتمام وهذه الرعاية في عمل المسلمين ابتداء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا·

    رعاية متعددة الجوانب
    والناظر في الكتاب والسنّة يجد احتفاء باليتيم متنوع النواحي: فتارة يأمر بإكرامه على وجه العموم وعدم كسر نفسه كما في قوله تعالى: {كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} (17) سورة الفجر وقوله سبحانه: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ } (9) سورة الضحى وقوله جلَّ ذكره: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} (2) سورة الماعون على وجه الذم لفاعله، ونجد أن نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام الذي نشأ يتيماً وامتن الله عليه بقوله: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} (6) سورة الضحى وحث على كفالة اليتيم بقوله: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى أخرجه مسلم في صحيحه، بل أثنى عليه الصلاة والسلام على نساء قريش كما في حديث أبي هريرة عند مسلم حيث قال في مدحهن "خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناهن على يتيم في صغره" الحديث·

    تحذير مغلظ
    وتارة يحذر من ايصال الأذى له كأخذ ماله مثلاً بغير حق كما في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} (10) سورة النساءأو ضربه ودفعه كقوله سبحانه {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} (2) سورة الماعون وغيرها من الآيات ولما علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا التحذير والوعيد الشديد··· وكقوله صلى الله عليه وسلم المخرج في الصحيحين في بيان السبع الموبقات ومنها "أكل مال اليتيم" وكقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة" رواه أحمد وابن ماجة، وقد خاف الصحابة رضي الله عنهم أشد الخوف فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الأيتام الذين في حجورهم كيف يخالطونهم فأنزل الله سبحانه قوله: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ } (220) سورة البقرةوحين خافوا من نكاح اليتيمة التي في حجورهم خشية ظلمها فاستفتوا النبي صلى الله عليه وسلم فبين لهم الله سبحانه ذلك بقوله جلَّ ذكره: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ ..} (127) سورة النساء فبيّن لهم سبحانه أنهم إذا عاملوهن في المهر وغيره كما يعاملون سائر النساء فلا حرج عليهم في ذلك·

    الاتجار في أموالهم
    وقد جاءت السنَّة بنحو ذلك الذي تقدم، بل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوصون من ولي مال يتيم أن يتجر له فيه حتى لا تأكله الصدقة كما ثبت ذلك عن عمر، حيث قال: اتجروا في أموال اليتامى لا تأكلها الزكاة" أخرجه مالك وغيره وصح عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تعطي أموال اليتامى الذين في حجرها من يتجر لهم فيها" أخرجه مالك، كل ذلك حرصاً منهم على المحافظة على مال اليتيم·

    شمول الرعاية
    أما الرعاية النفسية وتعليم اليتامى فقد ظهرت عناية الإسلام بها بشكل لا يعرف في الأمم السابقة كما مرّ معنا قوله تعالى: {كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} (17) سورة الفجر وكقوله صلى الله عليه وسلم: لمن شكا إليه قسوة قلبه "إن أردت أن يلين قلبك فاطعم المسكين وامسح رأس اليتيم" رواه أحمد وصححه الألباني·
    ومن الخطأ أن نظن أن الإسلام اعتنى باليتيم من النواحي المادية وترك الأمور النفسية والمعنوية ومنه نعلم أن كفالة اليتيم لا تكون كاملة ويرجى ثوابها على الوجه الكامل إلا إذا شملت الكفالة جميع النواحي الحسية والمعنوية لليتيم، وذلك بأن يكون في حجره يرعاه كما يرعى أبناءه، كما نص على ذلك جمع من العلماء فالتعليم مطلب وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتني بذلك كما ذكر أنس أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم هو وأمه ويتيم كان عندهم كالمعلم لهم·

    العطف على اليتيم
    والعطف عليه مطلب وتوجيهه وتربيته مطلب لا يقل أهمية عن إطعامه وكسوته·
    لما رأى بعض الناس صفية رضي الله عنها تضرب ابنها الزبير ضرباً شديداً وكان يتيماً في حجرها لاموها على ذلك وقالوا لها: إنه يتيم ولم يثنها ذلك عن تأديبه بل قالت: وتم لها ما قالت:
    إنما أضربه لكي يلب
    ويجر الجيش ذا الجلب
    وقد قاد الجيوش رضي الله عنه·· ذكره ابن عساكر في تاريخه

    من مآثر عمر بن عبدالعزيز
    ولما جيء لعمر بن عبدالعزيز بغلام شج ابنه وكان هذا الغلام يتيماً فلما سمع عمر الجلبة خرج فإذا أمه تقول إنه يتيم فقال لها عمر هوني عليك ثم قال عمر: أله عطاء في الديوان؟ قالت: لا، قال عمر: فاكتبوه في الذرية، فقالت امرأته فاطمة: أتفعل هذا وقد شج ابنك وفعل وفعل ولعله في المرة الثانية يشجه·· فقال لها: ويحك إنه يتيم وقد أفزعتموه، ذكره ابن كثير في البداية والنهاية·
    ولو ذهبنا نعدد سير الصالحين في هذا وتطبيقهم لنصوص الوحيين في الحثّ على رعاية اليتيم لطال بنا المقام وقد قال زيد بن أرقم رضي الله عنه: كنت يتيماً في حجر عبدالله بن رواحة فلم أر والي يتيم خيراً منه وذكر من شأنه ما ذكر·

    رعاية أفضل من حجة
    وكان أبو الشعثاء يقول لأن أتصدق على يتيم بدرهم أحب إليَّ من حج بعد حجة الإسلام، ذكرها الذهبي في تاريخ الإسلام·
    وكان بعض الصالحين يشتري الفاكهة زمن الفاكهة ويذهب بها إلى الكتاتيب يطعم الأيتام منها·
    وكان عبدالله بن عكيم يتوسل إلى الله بأنه لم يأكل مال يتيم كما ذكره الخطيب في تاريخه، فانظر كيف جعل ذلك من الأعمال الصالحة العظيمة··

    علماء أيتام
    وعلى كل حال فاليتيم محتاج إلى كل أنواع الرعاية والتوجيه والإسلام أعطاه ذلك كله وحث على ذلك وترجم ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم هذا عملياً حتى رأينا عدداً ليس بالقليل من علماء وقادة هذه الأمة نشأوا أيتاماً فلم يمنعهم يتمهم من أن يتفوقوا ويكونوا من خيار هذه الأمة فنعم الدين دين أخرج أيتاماً مثل هؤلاء ونعم بأهل دين من خرج فيهم مثل أولئك·

    قدوة اليتامى
    ثم تحدث الشيخ أحمد بن عبدالكريم الخضير عضو الدعوة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وإمام وخطيب جامع المقبل بالرياض فقال:
    في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ما تطيب به خواطر اليتامى في كل زمان ومكان، فقد توفي والده قبل أن يولد، ونشأ في كفالة جده عبدالمطلب يلقى من الرعاية والعناية ما يعوضه عن فقد أبيه·· ولقد كان عليه الصلاة والسلام في نور نبوته، وجلال رحمته يضم أصبعيه السبابة والوسطى ويقول: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين"·

    روح ظامئة
    إن اليتيم يحتاج إلى الحنان وإغداق الرحمة والعاطفة عليه، فهو إنسان فقد الحنان، ولذلك كان مسح رأسه والاقتراب منه، والابتسام له، وتطييب خاطره، وإدخال البهجة على روحه الظامئة بكلمة أو ببسمة كل ذلك له عظيم الأثر المترتب على نفيسته ولفاعل ذلك الثواب الكبير من الله عزَّ وجلَّ·

    معنى الكفالة
    وكفالة اليتيم هي القيام بأمره ورعاية مصالحه وتربيته والإحسان إليه حتى يبلغ مبلغ الرجال إن كان ذكراً أو تتزوج إن كانت بنتاً، واليتم ينتهي بعد البلوغ لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يتم بعد احتلام"· إن لكفالة اليتيم والقيام عليه بإغداق المال في مصلحته وحتى الانفاق على الأسرة التي فيها يتيم أو أيتام، إن له عند الله عزَّ وجلَّ فضلاً كبيراً ومنزلة عالية رفيعة، قال الله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى } (36) سورة النساءوقال سبحانه: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} (8) [الإنسان: 5 - 8]·

    أجر عظيم
    كما أن لدفع الأموال للأيتام وكفالتهم ودعمهم ودعم الأسر القائمة عليهم والمؤسسات التي تعنى بشؤونهم، أجراً عظيماً، ومكانة عالية·

    فوائد جمة
    إلا أن هناك فوائد جليلة ذكرها بعض العلماء لكفالة اليتيم ورعايته والاهتمام به، ومن ذلك أن في كفالة اليتيم والانفاق عليه دليل طبع سليم وفطرة نقية، أيضاً في تطييب خاطره رقة في القلب وزوال للقسوة، كما أن في كفالته مساهمة في بناء مجتمع سليم خالٍ من الحقد والكراهية وبذلك تسود روح المحبة والود، وفي كفالة اليتيم بركة تحل على الكافل وتزيد من رزقه، أما إذا كان اليتيم المكفول له قرابة بالكافل ففي ذلك زيادة أجر لأن يجتمع هناك أجر الصدقة وأجر القرابة، كما لو كانت الكافلة أماً للأولاد، أو عمهم، أو نحو ذلك، وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك كما في قصة زينب امرأة عبدالله لما سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أيجزي عني أن أنفق على زوجي، وأيتام لي في حجري؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "نعم لها أجران: أجر القرابة وأجر الصدقة"·

    رفقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة
    ثم تحدث الشيخ د· يوسف بن دخيل الله الحارثي الداعية بمكتب الدعوة بالطائف ومشرف على عدد من الجمعيات والمشاريع الخيرية فقال:
    لا شك في أن كفالة اليتيم والعناية به تعود على الإنسان بالخير العظيم في حياته الدينية والدنيوية والأخروية قال الله تعالى{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (215) سورة البقرة يكفي من ذلك مصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطي وفرج بينهما" رواه البخاري قال ابن حجر: قال ابن بطال: حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك"، وعلل ابن حجر ذلك نقلاً في المشابهة في النصح فقال "يقوم بكفالة من لا يعقل أمر دينه بل ولا دنياه، ويرشده، ويعلمه، ويحسن أدبه فظهرت مناسبة ذلك" وتدل كذلك على طبع سليم وفطرة نقية وقلب رحوم، ترقيق القلب وإزالة القسوة عنه قال الرسول صلى الله عليه وسلم "من مسح رأس يتيم لم يمسحها إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات" هذا على مستوى الفرد أما على مستوى المجتمع فهي تساهم في بناء مجتمع سليم متكافل خالٍ من كل ما ينقصه أو يؤثر فيه وقال النبي صلى الله عليه وسلم "من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة"·

    ادعاءات
    أما الأهداف الحقيقية لهذا العمل العظيم التي هي ليست كما يدعيه أعداء الإسلام من أن المقصود بالعناية باليتيم وكفالته إنشاء إرهابيين فهذا غير صحيح ويمكن تلخيصها في محورين أساسيين:
    1 - تنشئة اليتيم تنشئة أخلاقية صالحة حتى لا يكون عبئاً على مجتمعه وأمته أو يكون عرضة لأي تيار منحرف وهذا يشمل التربية والتعليم والتوجيه والنصح·
    2 - من جانب إنساني توفير ما يحتاجه من أوجه الرعاية المعنوية والمادية والاجتماعية والصحية منذ مولده وحتى استكمال تعليمه أو تدريبه مهنياً وتهيئته لمواجهة الحياة وتأمين الضرورات والحاجات له·

    خطة متكاملة
    ويراعى في تحقيق هذه الأهداف الدقة التامة ووفق خطة متكاملة ومدروسة حسب الخطوات التالية:
    1 - يتم بحث حالة اليتيم بحثاً ميدانياً تشمل حالته الصحية والنفسية والاجتماعية والمادية مشفوع معه تقرير وتوصيات الأخصائيين والمرشدين·
    2 - يتم عمل خطة زمنية ومكانية لهذه المساعدات وترتيب الأولويات فيها على عدة جوانب "تعليمية، مادية، صحية، اجتماعية···"·
    3 - أخيراً يتم تنفيذ الخطة ومتابعتها ورفع تقارير الأداء اللازمة لذلك·
    أما عن أنواع الكفالات فهي نوعان:
    1 - كفالة جزئية، وهي أن يبقي اليتيم في بيئته وبيته وتتم كفالته هناك·
    2 - كفالة كلية: أن يعد دور لليتيم ويسكن بها وتؤمن له جميع المتطلبات والاحتياجات·

    مجالات الرعاية
    وهذا تفصيل للجوانب المهمة عند متابعة اليتيم التي تحرص عليها غالبية الجمعيات والمهتمين باليتيم:
    - الجانب الصحي: وتمثل الجانب الوقائي والعلاجي وتأمين وتنمية العناصر اللازمة لضمان نمو صحة اليتيم الجسدية والعقلية "ويشمل مصاريف العلاج، الفحوصات، التوعية والإرشاد الصحي·· إلخ"·
    - الجانب السلوكي والنفسي: تقصي المشاكل السلوكية والعاطفية ومعالجتها بالوسائل المناسبة وبالحكمة والعمل على وقاية اليتيم من الانحراف الخلقي·
    - الجانب الاجتماعي: ويكون بتعريف اليتيم بحقوق الفرد وواجباته كمواطن خاصة من المنظور الإسلامي وتعليم اليتيم احترام القيم وآداب التعامل مع الآخرين وتدريب اليتيم على تحمل المسؤولية واتخاذ القرار وتدعيم شخصيته·
    - الجانب التعليمي: وذلك بمتابعة مستوى الأيتام دراسياً ومساعدتهم في دروسهم من خلال دروس التقوية وغيرها والحد من الرسوب والتسرب المدرسي والخروج المبكر من المدرسة وتنظيم برامج تأهيلية مهنية للأيتام الذين تخلفوا عن الدراسة لظروف خارجة عن إرادتهم أضف إلى ذلك حصر احتياجات الأيتام المدرسية من قرطاسية، حقيبة، ملابس وتقديمها للإدارة المعنية لتوفيرها·

    الشخصية المسلمة-
    الجانب الديني التربوي: وذلك بتعليم الأيتام ما يخصهم من أمور دينهم مع التركيز على المحافظة على الصلاة وحفظ القرآن الكريم والعمل على تكوين الشخصية الإسلامية المتزنة لدى الأيتام والقادرة على التعامل مع مختلف المعطيات وتعليم الأيتام القيم الطيبة وترغيبهم في الصفات الخلقية المرغوبة·
    - الجانب الاقتصادي: المساعدة على تأمين حاجات العيش اليومية وتشجيع أسرة اليتيم على التخطيط للاكتفاء المادي في المستقبل وتدريبهم وتأهيلهم مهنياً ومهارياً حتى يعتمدوا على أنفسهم·

    خمسة أمور مهمة

    وأخيراً تحدث الشيخ شاكر بن أحمد عضو الدعوة في مكتب الدعوة بمدينة تبوك إمام وخطيب جامع الأمير سلطان بتبوك فقال:
    مساعدة اليتيم ليست فقط في صرف مال له شهرياً، بل يقول ابن الجوزي وغيره "وأما كفالة اليتيم فمعناها القيام بأمره وتربيته" فالكفالة شاملة ولهذا فالإسلاح حفظ لليتيم كامل الحقوق النفسية والمعنوية، قال الشنقيطي -رحمه الله- "وبالنظر في نصوص القرآن العديدة في شأن اليتيم والتي زادت على العشرين موضعاً فإنه يمكن تصنيفها في خمسة أبواب كلها تدور حول دفع المضار عنه وجلب المصالح له في ماله وفي نفسه فهذه أربعة وفي الحالة الزوجية وهي الخامسة" فاختصر ذلك مع بعض الزيادة:
    أولاً: دفع المضار المالية عن اليتيم وقد أشار القرآن إليه في قوله تعالى{وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ َ} (152) سورة الأنعام ويلاحظ أن النهي منصب على مجرد الاقتراب من ماله إلا بالتي هي أحسن وقد بيّن تعالى التي هي أحسن بقوله { وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ } (6) سورة النساء ولمنع التحايل على اليتيم قال تعالى: {وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} (2) سورة النساء والحوب أعظم الذنب، ففيه النهي عن استبدال طيب ماله بخبيث مال الولي أو غيره ثم الوعيد الشديد في صورة مفزعة في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} (10) سورة النساءوقد اتفق العلماء أن الآية شملت في النهي عن أكل أموال اليتامى كل ما فيه اتلاف أو تفويت سواء كان بأكل حقيقة أو باختلاس أو بإحراق أو إغراق لأنه تفويت عليه·
    ثانياً: جلب المصالح المالية لليتيم فإننا نجد في القرآن جعله مع الوالدين والأقربين في عدة مواطن منها قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى } (215) سورة البقرة فقرن الانفاق على اليتيم بالانفاق على الوالدين والأقارب وهذا جلب لمصالحه·
    ثالثاً: دفع المضار النفسية بعدم مساءته فمنها قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} (1) [الماعون: 1 - 2] ويدع أي يدفعه بعنف وشدة ولا يرحمه لقساوة قلبه ولأنه لا يرجو ثواباً ولا يخاف عقاباً والشرع نهى عن هذا التصرف·
    رابعاً: جلب المصالح النفسية بالإحسان إليه في المعاملة منه قوله تعالى: { لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى } (83) سورة البقرة فيحسن إليه كما يحسن لوالديه ولذي القربى ومنها سؤال وجوابه من الله تعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ } (220) سورة البقرةأي تعاملونهم كما تعاملون الإخوان وهذا أعلى درجات الإحسان والمعروف·
    الخامسة: في حالة الزواج قال الله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} (3) سورة النساءأي من غيرهن لكي لا تظلموهن في الزواج وفي الصحيح قالت عائشة يعني هي رغبة أحدكم عن يتيمته التي تكون في حجره حين تكون قليلة المال والجمال فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن· فعلي من يريد أن يساعد اليتيم عليه أن يلاحظ هذه الأمور الخمسة مع ملاحظة أنه ليس من باب الإساءة إلى اليتيم تأديبه والحزم معه بل ذلك من مصلحته والله أعلم"·

    __________________________________________

    و هذه نشيده اعجبتني عم اليتيم :

    أنا اليتيم 000 أمى وأبويا راحوا 00 وفاتونى يا خلق وحيد

    فاتونى ألم وجراح وفى قلبى حزن شديد

    رحت لعمى زودلى همى وقلبه حديد

    رحت لخالى لقيته من الحنان ما مد لى إيد

    من بعد أمى وأبويا أنا ما شفتش عيد

    ولا صدر حنين ساعة ما ابكى يضمنى

    يا دنيا هاتى كمان ويا دمع عينى زيد
    --------------------------------------
    ولد يتيم إتحرم من عطف أبوه وأمه

    يا تيم فى الدنيا يا ناس ومين يشيل همه

    وأهله كانو قاسيين ولا مرة عليه حنو ا

    --------------------------------------------

    فينك يا ست الكل يا امه يا نور عينى

    أما أبرد بالليل مين يغطينى

    ولما أكون عطشان مين هيسقينى

    مين بعدك يا با هيوعينى

    الصبر منه قليل والمر ثمنه غالى

    --------------------------------------------

    يتيم من الأيتام ولمين بس اشكى

    سهران الليل عينى بتبكى

    من اللى جر الى يا ناس أنا حقول وأحكى

    عمى قلبه قاسى وسقانى مرار ومآسى

    ---------------------------------------

    وأبو قلب حجر إمتى يلين قلبه

    يا دنيا فيكى العجب فيكى العذاب الوان

    فيكى اليتيم إنطرد فى الطل بات عريان

    -------------------------------------------

    آه 00 منك يا دنيا 00 وآه منك يا زمان

    د ا الزمن غد ار حرسوا منه

    ____________________________________

    و شكرا

    قدساوية صفرة

    م ن ق و ل

    للفائدة ^_^

    ___________[/align]




    وآعليـأَ و على قلبي يبكي في يومـً عيدهُ
    وأعليـآُ ما آكتمل فررحيً آنا بالسنهً الجديدهََ



    " "

  • #2
    تسلمي أختي ع المعلومات
    والله يساعد اليتيم
    (نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت)

    تعليق


    • #3
      [align=center]يعطيج العافية حبيبتي عالمرور الرااائع



      شكرا عالمرور [/align]




      وآعليـأَ و على قلبي يبكي في يومـً عيدهُ
      وأعليـآُ ما آكتمل فررحيً آنا بالسنهً الجديدهََ



      " "

      تعليق

      يعمل...
      X