تويت
ترشيد الأفكار
لكي ينمو تفكيرنا في الاتجاه الإيجابي علينا أن نعمل على ترشيد الأفكار التي تموج في أذهان الناس وتؤثر في مواقفهم إقداما أو إحجاما.
إن الأفكار هي كما يقول شيخ الإسلام بن القيم رحمه الله : " مبدأ كل علم نظري وعمل اختياري هو الخواطر والأفكار فإنها توجب التصورات ، والتصورات تدعو إلى الإرادات ، والإرادات تقتضي وقوع الفعل وكثرة تكراره تعطي العادة "
وهو سبق في هذا مقولة المعاصرة لأحد الكتاب المشهورين "ازرع فكرة، تحصد فعلا، ازرع فعلا، تحصد عادة، ازرع عادة، تحصد شخصية، ازرع شخصية، تحصد مصيرا".
وترشيد الأفكار في مراحلها الأولى سيساعد على سلوك راشد وعادات حميدة لكن إذا تركت تلك الأفكار على عواهنها فإنها قد تنتهي إلى نتائج لا تحمد عقباها .
وأخطر تلك النتائج العجز عن فهم الحقائق والانتفاع بها وهو ما أشار إليه حديث (ابن لبيد) حينما أخبرهم r عن (ذهاب العلم) فتعجب الصحابي وظن أن الأمر متعلق بقراءة القرآن قَالَ( ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ زِيَادُ إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ لَا يَعْمَلُونَ بِشَيْءٍ مِمَّا فِيهِمَا) سنن ابن ماجه - (ج 12 / ص 58- حديث رقم 4038
إن ترشيد الأفكار له جانبان :
الأول : تمييز الأفكار الصحيحة من الفاسدة أو الضالة والبراءة منها وتنقية الأذهان منها .قال تعالى: { قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:100)
الثاني : تنمية الأفكار الإيجابية وتفعيلها في اتجاه تحقيق النفع العام .
قال تعالى: { لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء:114)
كيف نقوم بعملية ترشيد الأفكار ؟
1- عرض الفكرة على الكتاب والسنة فهما الذي يصونان الفكر عن الضلالة
قال r : (أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و أن أمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة)
ويقول r (تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله و سنتي و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ).
2-رد الأمر إلى عالمه قال تعالى: { )وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83).
فمناقشة العلماء وأهل الاختصاص في تلك الأفكار يتبين فيها وجه الحقيقة .
الشيخ د . عادل رشاد غنيم
إمام جامع أنس بن مالك بالخبر العقربية
لكي ينمو تفكيرنا في الاتجاه الإيجابي علينا أن نعمل على ترشيد الأفكار التي تموج في أذهان الناس وتؤثر في مواقفهم إقداما أو إحجاما.
إن الأفكار هي كما يقول شيخ الإسلام بن القيم رحمه الله : " مبدأ كل علم نظري وعمل اختياري هو الخواطر والأفكار فإنها توجب التصورات ، والتصورات تدعو إلى الإرادات ، والإرادات تقتضي وقوع الفعل وكثرة تكراره تعطي العادة "
وهو سبق في هذا مقولة المعاصرة لأحد الكتاب المشهورين "ازرع فكرة، تحصد فعلا، ازرع فعلا، تحصد عادة، ازرع عادة، تحصد شخصية، ازرع شخصية، تحصد مصيرا".
وترشيد الأفكار في مراحلها الأولى سيساعد على سلوك راشد وعادات حميدة لكن إذا تركت تلك الأفكار على عواهنها فإنها قد تنتهي إلى نتائج لا تحمد عقباها .
وأخطر تلك النتائج العجز عن فهم الحقائق والانتفاع بها وهو ما أشار إليه حديث (ابن لبيد) حينما أخبرهم r عن (ذهاب العلم) فتعجب الصحابي وظن أن الأمر متعلق بقراءة القرآن قَالَ( ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ زِيَادُ إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ لَا يَعْمَلُونَ بِشَيْءٍ مِمَّا فِيهِمَا) سنن ابن ماجه - (ج 12 / ص 58- حديث رقم 4038
إن ترشيد الأفكار له جانبان :
الأول : تمييز الأفكار الصحيحة من الفاسدة أو الضالة والبراءة منها وتنقية الأذهان منها .قال تعالى: { قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:100)
الثاني : تنمية الأفكار الإيجابية وتفعيلها في اتجاه تحقيق النفع العام .
قال تعالى: { لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء:114)
كيف نقوم بعملية ترشيد الأفكار ؟
1- عرض الفكرة على الكتاب والسنة فهما الذي يصونان الفكر عن الضلالة
قال r : (أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و أن أمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة)
ويقول r (تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله و سنتي و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ).
2-رد الأمر إلى عالمه قال تعالى: { )وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83).
فمناقشة العلماء وأهل الاختصاص في تلك الأفكار يتبين فيها وجه الحقيقة .
الشيخ د . عادل رشاد غنيم
إمام جامع أنس بن مالك بالخبر العقربية
"
تعليق