[align=center]ركن شهر رمضان وكل ما يتعلق به ,,,,,, .
احبتي في الله
اهل المنتدى الكرام
من ادارة ومراقبين ومشرفين واعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
....وبعد،
فقد اهلنا شهر الخير والبركة شهر المغفرة والتوبة الكبرى عن المعاصي والذنوب ،شهر فيه تضاعف الاجور وتثقل الموازين بما قدمتم لله فيه من طاعة وعبادة وابتعاد عن المعصيةوقطيعة الرحم ،وابتعاد عن ترك الصلاة والانغماس في الشهوات والملذات الا ما احل الله .
ومن اجل التسهيل على اعضائنا الكرام وزوارنا الافاضل اقتطف لكم هذه الباقة العطرة من فتاوى ائمة العصر الذين اضاؤوا في عصرنا الحاضر اضاءات مشرقة في تثبيت منهج اهل السنة والجماعة واعلام الناس بالسيرة العطرة .
امثال الشيوخ الكرام ابن باز وابن عثيمين واستاذي امام علم الحديث الامام الالباني رحمهم الله رحمة واسعة وجعل مثواهم الجنة .
ونبدا باذن الله بما سئل عنه شيخنا ابن باز غفر الله له واجاب عليه بما هو مفيد ونافع لما يتعلق بشهر رمضان المبارك
داعيا الله ان ينتفع به المسلمين في كل مكان
فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
الصيام ليس من خصائص هذه الأمة وحدها
السؤال :
شهر رمضان هل هو من خصائص هذه الأمة أم هو عند الأمم السابقة ؟
الجواب :
يقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[1] دلت هذه الآية الكريمة على أن الصيام عبادة قديمة فرضت على من قبلنا كما فرضت علينا ولكن هم متقيدون بالصيام في رمضان أم في غيره ؟ هذا لا أعلم له نصاً عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أما فضائل رمضان وخصائصه فكثيرة ومنها ما رواه أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أعطيت أمتي في رمضان خمس خصال لم تعطها أمة قبلها : خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ، وتصفد فيه مردة الجن فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ، ويزين الله كل يوم جنته فيقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المئونة والأذى ويصيروا إليك ، ويغفر لهم في آخر ليلة )) قيل : أهي ليلة القدر ؟ قال : (( لا ، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله ))[2] .
فهذه الخصال بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها من خصائص هذه الأمة ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))[3] متفق على صحته .
وقال عليه الصلاة والسلام : (( التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ))[4] متفق عليه . وكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأخيرة من رمضان ((شد مئزره وأيقظ أهله ))[5] متفق عليه .
[1] سورة البقرة، الآية 183
[2] رواه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين مسند أبي هريرة برقم 7857
[3] رواه البخاري في صلاة التراويح باب فضل ليلة القدر برقم 2014 ، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب الترغيب في قيام رمضان برقم 760
[4] رواه البخاري في صلاة التراويح 9 باب تحري ليلة القدر برقم 2017 ، 2020 ، ومسلم في الصيام باب فضل ليلة القدر برقم 1169
[5] رواه البخاري في صلاة التراويح 9 باب العمل في العشر الأواخر من رمضان برقم 2024
المصدر :
نشر في مجلة الدعوة العدد 1284 في 5/9/1411هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عش
النصيحة لمن يتكاسل عن الصلاة ويحافظ على الصيام
السؤال :
بعض الشباب هداهم الله يتكاسلون عن الصلاة في رمضان وغيره ولكنهم يحافظون على صيام رمضان ويتحملون العطش والجوع فبماذا تنصحهم وما حكم صيامهم ؟
الجواب :
نصيحتي لهؤلاء أن يفكروا ملياً في أمرهم ، وأن يعلموا أن الصلاة أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، وأن من لم يصل وترك الصلاة متهاوناً فإنه على القول الراجح عندي الذي تؤيده دلالة الكتاب والسنة أنه يكون كافراً كفراً مخرجاً عن الملة مرتداً عن الإسلام ، فالأمر ليس بالهين ؛ لأن من كان كافراً مرتداً عن الإسلام لا يقبل منه لا صيام ولا صدقة ، ولا يقبل منه أي عمل ؛ لقوله تعالى : { وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ }[1] فبين سبحانه وتعالى أن نفقاتهم مع أنها ذات نفع متعد للغير لا تقبل منهم مع كفرهم ، وقال سبحانه وتعالى : { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً }[2] ، الذين يصومون ولا يصلون لا يقبل صيامهم بل هو مردود عليهم مادمنا نقول إنهم كفار كما يدل على ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
فنصيحتي لهم أن يتقوا الله عز وجل وأن يحافظوا على الصلاة ويقوموا بها في أوقاتها مع المسلمين ، وأنا ضامن لهم بحول الله أنهم إذا فعلوا ذلك فسوف يجدون في قلوبهم الرغبة الأكيدة في رمضان وفيما بعد رمضان على أداء الصلاة في أوقاتها مع جماعة المسلمين ؛ لأن الإنسان إذا تاب إلى ربه وأقبل عليه وتاب إليه توبة نصوحاً ، فإنه يكون بعد التوبة خيراً منه قبلها ، كما ذكر الله سبحانه وتعالى عن آدم عليه الصلاة والسلام أنه بعد أن حصل ما حصل منه من أكل الشجرة ، قال الله تعالى : {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى}[3] .
[1] سورة التوبة ، الآية 54
[2] سورة الفرقان ، الآية 23
[3] سورة طه ، الآية 122
المصدر :
نشر في جريدة البلاد العدد 15378 بتاريخ 20/4/1419هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== ===================================
حكم أمر الصبي المميز بالصيام
السؤال :
هل يؤمر الصبي المميز بالصيام ؟ وهل يجزئ عنه ولو بلغ في أثناء الصيام ؟
الجواب :
الصبيان والفتيات إذا بلغوا سبعاً فأكثر يؤمرون بالصيام ليعتادوه ، وعلى أولياء أمورهم أن يأمروهم بذلك كما يأمرونهم بالصلاة ، فإذا بلغوا الحلم وجب عليهم الصوم ، وإذا بلغوا في أثناء النهار أجزأهم ذلك اليوم ، فلو فرض أن الصبي أكمل الخامسة عشرة عند الزوال وهو صائم ذلك اليوم أجزأه ذلك ، وكان أول النهار نفلاً وآخره فريضة إذا لم يكن بلغ قبل ذلك بإنبات الشعر الخشن حول الفرج وهو المسمى العانة ، أو بإنزال المني عن شهوة ، وهكذا الفتاة الحكم فيهما سواء ، إلا أن الفتاة تزيد أمراً رابعاً يحصل به البلوغ وهو الحيض .
المصدر :
نشر في كتاب تحفة الإخوان لسماحته ص 160 ، وفي جريدة الندوة العدد 12206 بتاريخ 3/9/1419هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
هل تلزم ولدها بالصيام وعمره اثنا عشر عاماً
السؤال :
سائلة من عفيف تقول : لي ابن يبلغ من العمر إثنا عشر عاماً هل ألزمه بالصيام أم أن صيامه اختياري وليس واجباً عليه ؟ علماً بأنه قد لا يطيق الشهر كاملاً ، جزاكم الله خيراً
الجواب :
إذا كان الابن المذكور لم يبلغ فلا يلزمه الصيام ، ولكن يجب عليك أمره بالصيام إذا كان يطيقه حتى يتمرن عليه ويعتاده ، كما يؤمر بالصلاة إذا بلغ عشراً ويضرب عليها . وفق الله الجميع .
المصدر :
نشر في مجلة الدعوة العدد 1673 بتاريخ 6/9/1419هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== ==
من عجز عن الصيام دائماً وجب عليه الإطعام
السؤال :
أنا رجل طاعن في السن وأبلغ من العمر سبعين عاماً وعليَّ ستة وعشرون يوماً أفطرتها في رمضان سابق مضت عليه سنوات عديدة وذلك بسبب مرض يتعهدني في معظم أيام حياتي ، سؤالي : هل أقضي هذه الأيام وأفدي رغم كبر سني أم أفدي فقط بدلاً من قضاء هذه الأيام ؟ وما مقدار الصاع بالكيلو ؟
الجواب :
إذا كنت ترجو العافية فعليك القضاء ؛ لقول الله سبحانه { وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }[1] أما إن كنت أخرت القضاء تساهلاً منك مع وجود أوقات تستطيع فيها القضاء فإنه يلزمك القضاء وإطعام مسكين عن كل يوم مع التوبة إلى الله سبحانه من التأخير . والواجب في ذلك نصف صاع عن كل يوم أخَّرت قضاءه إلى رمضان آخر من غير عذر ، ومقداره كيلو ونصف تقريباً ، يدفع الطعام للفقراء والمساكين ويجوز دفعه كله إلى مسكين واحد ومتى عجزت عن القضاء بسبب كبر السن أو مرض لا يرجى برؤه حسب تقرير الطبيب المختص سقط عنك القضاء ووجب عليك الإطعام وهو نصف صاع عن كل يوم من قوت البلد من تمر أو أرز أو غيرهما . وفقنا الله وإياك لما يرضيه .
[1] سورة البقرة ، الآية 185
المصدر :
نشر في (مجلة البحوث الإسلامية) العدد (30) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== ===========================
للمريض الإفطار إذا شق عليه الصيام
السؤال :
أنا في السادسة عشرة من عمري وأعالج في مستشفى الملك فيصل التخصصي من حوالي خمس سنوات إلى الآن وفي شهر رمضان من العام الماضي أمر الدكتور بإعطائي علاجاً كيماوياً في الوريد وأنا صائم وكان العلاج قوياً ومؤثراً عل المعدة وعلى جميع الجسم وفي نفس اليوم الذي أخذت فيه العلاج جعت جوعاً شديداً ولم يمض من الفجر إلا حوالي سبع ساعات وفي حوالي العصر تألمت منه وكدت أموت ولم أفطر حتى أذان المغرب ، وفي شهر رمضان هذا العام إن شاء الله سيأمر الدكتور بإعطائي ذلك العلاج . هل أفطر في ذلك اليوم أم لا ؟ وإذا لم أفطر فهل علي قضاء ذلك اليوم ؟ وهل أخذ الدم من الوريد يفطر أم لا ؟ وكذلك العلاج الذي ذكرت ؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً .
الجواب :
المشروع للمريض الإفطار في شهر رمضان إذا كان الصوم يضره ، أو يشق عليه ، أو كان يحتاج إلى علاج في النهار بأنواع الحبوب والأشربة ونحوها مما يؤكل ويشرب ؛ لقول الله سبحانه : { وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } [1] ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته )) [2] ، وفي رواية أخرى : (( كما يحب أن تؤتى عزائمه )) [3] ، أما أخذ الدم من الوريد للتحليل أو غيره فالصحيح أنه لا يفطر الصائم ، لكن إذا كثر فالأولى تأجيله فإن فعله في النهار فالأحوط القضاء تشبيهاً له بالحجامة .
[1] سورة البقرة ، الآية 185
[2] رواه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة باقي مسند ابن عمر برقم 5600
[3] رواه ابن حبان في صوم المسافر باب ذكر الخبر الدال على أن الإفطار في السفر أفضل من الصوم برقم 3526 ، وابن أبي شيبة في مصنفه باب الأخذ بالرخص برقم 24793 ، 24794 ، 24795 ، 24796 .
المصدر :
سؤال مقدم لسماحته من ج.ع.أ ، و نشر في (كتاب الدعوة) الجزء الأول ص119 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== =======================
المريض الذي يشق عليه الصيام يشرع له الإفطار
السؤال :
أنا سيدة مريضة وقد أفطرت بعض الأيام في رمضان الماضي ولم أستطع قضاءها لمرضي ، فما هي كفارة ذلك ؟ كذلك فإنني لن أستطيع صيام رمضان هذا العام فما هي كفارة ذلك أيضاً؟
الجواب :
المريض الذي يشق عليه الصيام ، يشرع له الإفطار ومتى شفاه الله قضى ما عليه ؛ لقول الله سبحانه : { وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }[1]وليس عليك أيتها السائلة حرج في الإفطار في هذا الشهر مادام المرض باقياً ، لأن الإفطار رخصة من الله للمريض والمسافر ، والله سبحانه يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته ، وليس عليك كفارة ، ولكن متى عافاك الله فعليك القضاء شفاك الله من كل سوء ، وكفّر عنا وعنك السيئات .
[1] سورة البقرة ، الآية 185
المصدر :
نشر في كتاب (مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز) إعداد و تقديم د.عبد الله الطيار و الشيخ أحمد الباز ج 5 ص236 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== =======================
حكم من تركت الصيام للجهل
السؤال :
من تركت الصيام للجهل ولقلة التوعية الإسلامية في وطنهم ؟ ما حكمه ؟
الجواب :
الجهل في مثل هذا لا يسقط عنها القضاء ؛ لأن هذا أمر معروف بين المسلمين ، وهو من الأمور المشهورة التي لا تخفى على أحد .
المصدر :
من برنامج (نور على الدرب) الشريط رقم(1) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== =====================
السؤال :
ما هي الحالات التي يُبطل فيها خروج الدم الصيام ؟
الجواب :
الصيام لا يُبطل إلا بالحجامة على الصحيح ، مع الخلاف القوي فيها ، والأكثرون يرون أنه لا يبطل حتى بالحجامة ، لكن الأرجح بطلانه بالحجامة .
المصدر :
نشر في كتاب مجموع فتاوى سماحة الشيخ إعداد وتقديم أ . د عبد الله بن محمد الطيار والشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز ج5 ص 254 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== ==================================
السؤال :
إنسان نام قبل السحور في رمضان وهو على نية السحور حتى الصباح ، هل صيامه صحيح أم لا ؟
الجواب :
صيامه صحيح ؛ لأن السحور ليس شرطاً في صحة الصيام ، وإنما هو مستحب ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((تسحروا فإن في السحور بركة)) [1] متفق عليه .
[1] رواه البخاري في الصوم باب بركة السحور من غير إيجاب برقم 1923 ، ومسلم في الصيام باب فضل السحور وتأكيد استحبابه برقم 1095
المصدر :
نشر في كتاب الدعوة الجزء الثاني ص 161 ، وفي جريدة البلاد العدد 10829 وتاريخ 19/9/1414هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== =======================
السؤال :
ما حكم المسلم الذي أهمل أداء فريضة الصوم بدون عذر شرعي لعدة سنوات مع التزامه بأداء الفرائض الأخرى هل يكون عليه قضاء أو كفارة وكيف يقضي كل هذه الشهور إن كان عليه قضاء ؟
الجواب :
حكم من ترك صوم رمضان وهو مكلف من الرجال والنساء أنه قد عصى الله ورسوله وأتى كبيرة من كبائر الذنوب ، وعليه التوبة إلى الله من ذلك ، وعليه القضاء لكل ما ترك مع إطعام مسكين عن كل يوم إن كان قادراً على الإطعام . وإن كان فقيراً لا يستطيع الإطعام كفاه القضاء والتوبة ؛ لأن صوم رمضان فرض عظيم قد كتبه الله على المسلمين المكلفين وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أحد أركان الإسلام الخمسة . والواجب تعزيره على ذلك وتأديبه بما يردعه إذا رفع أمره إلى ولي الأمر ، أو إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا إذا كان لا يجحد وجوب صيام رمضان ، أما إن جحد وجوب صوم رمضان فإنه يكون في ذلك كافراً مكذباً لله ورسوله صلى الله عليه وسلم يستتاب من جهة ولي الأمر بواسطة المحاكم الشرعية فإن تاب وإلا وجب قتله لأجل الردة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( من بدل دينه فاقتلوه )) [1] خرجه البخاري في صحيحه . أما إن ترك الصوم من أجل المرض أو السفر فلا حرج عليه في ذلك ، والواجب عليه القضاء إذا صح من مرضه أو قدم من سفره ؛ لقول الله عز وجل : { وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }[2] الآية من سورة البقرة . والله ولي التوفيق .
[1] رواه البخاري في الجهاد والسير باب لا يعذب بعذاب الله برقم 3017
[2] سورة البقرة ، الآية 185
المصدر :
من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته من مجلة الحياة وأجاب عنها سماحته بتاريخ 8/9/1413هـ عندما كان رئيساً عاماً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ============================================
السؤال :
أنا مسلم والحمد لله ولكني في سابق عمري لم أكن أصوم كل رمضان أي أفطر أياماً من دون عذر وأنا الآن نادم وتائب مع العلم أنني لا أعرف عدد الأيام التي أفطرتها فماذا يلزمني الآن ؟
الجواب :
يلزمك أن تقضي الأيام التي أفطرتها حسب ظنك واجتهادك ، مع التوبة إلى الله سبحانه ، والندم على ما حصل منك ، والعزيمة على ألا تعود في ذلك . وعليك مع ذلك إطعام مسكين عن كل يوم بعدد الأيام التي تظن أنك تركتها ، وذلك نصف صاع عن كل يوم وهو كيلو ونصف تقريباً تعطيه بعض الفقراء ، تعطيه بعض الفقراء . نسأل الله أن يمن عليك بالتوبة النصوح وأن يعفو عنا وعنك .
المصدر :
نشر في مجلة البحوث الإسلامية العدد 30 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== =============================
السؤال :
منذ بداية وجوب الصيام علي لم أصم لمدة ثنتي عشر سنة لعدم إدراكي وقتها بحكم ترك الصيام ، أما بعدها والحمد لله فأنا مستمرة في الصيام دون انقطاع ، فما حكم الإسلام بخصوص هذه الفترة التي لم أصمها هل مطلوب مني أن أصومها جميعاً أم أصوم جزءاً منها معوضاً عن الباقي أم هنالك ما يعوض عن ترك الفترة بغير الصيام ؟ ووالدتي لها نفس الحالة سوى اختلاف في عدد السنين التي لم تصمها غير أنها الآن أصبحت كبيرة في السن وحالتها الصحية لا تسمح بصيام فترة طويلة كهذه . أرشدونا بارك الله فيكم .
الجواب :
عليك وعلى أمك أن تصوما ما تركتما من الصيام مع التوبة والاستغفار ؛ لأنكما أخطأتما في إضاعة هذا الفرض وتأخيره فالواجب عليكما التوبة إلى الله والندم على ما مضى مع الاستغفار ، وسؤال الله العفو سبحانه وتعالى ، والعزم الصادق ألا تعودوا لمثل هذا ، وعليك أن تقضي الأيام التي تركت مع إطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع من التمر أو من البر عن كل يوم مع القدرة ، فإن كنت فقيرة فلا شيء عليك ، ولكن عليك الصيام لما مضى ؛ لقول الله سبحانه : { وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ..} [1] وأنت لست مريضة ولا مسافرة ، فالواجب عليك القضاء من باب أولى . وهكذا أمك عليها أن تقضي الأيام ولو غير متتابعة فتقضي أياماً وتفطر أياماً وهكذا حتى تقضي ما عليها ، بعد شفائها من المرض ، أما إن كانت عاجزة لكبر السن عجزاً لا تستطيع معه صيام رمضان فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من قوت بلدها والحمد لله ، أما مادامت تستطيع الصوم فإنها تصوم ، وإذا كانت في الوقت الحاضر عندها مرض يمنعها من الصوم فإنه يؤجل حتى تشفى إن شاء الله ثم تصوم مع إطعام مسكين عن كل يوم مثلك سواء بسواء ، وهذا الطعام يعطى الفقراء أو فقيراً واحداً
[1] سورة البقرة ، الآية 185
المصدر :
من برنامج نور على الدرب الشريط الرابع - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ==========================================
السؤال :
منذ سنتين أصيبت أمي بمرض شديد ، مما اضطرها إلى تناول دواء من الطبيب المعالج ، وقد نصحها بعدم الصوم ، ولكنها صامت دون علمه وتعبت وتركت الصوم لمدة عشرين يوماً ، والآن وبعد أن تحسنت صحتها أحست أنها تقدر على الصيام فقيل لها : إنه يلزمها كفارة مع الصوم ؛ لأنها تأخرت في القضاء ، فهل يجوز لها أن تخرج الكفارة دفع واحدة وتصوم ، أو أن تخرج كل يوم بيومه ؟ وما مقدار هذه الكفارة مع العلم أن الوالدة كان باستطاعتها الصيام ( القضاء ) في مدة ؛ نظراً لتحسن صحتها وقد صامت العام الماضي كاملاً ؟ جزاكم الله خيراً ، ونفعنا وإياكم بالقرآن الكريم .
الجواب :
ليس على أمك إلا القضاء إذا استطاعت ، وليس عليها إطعام إذا كان تأخيرها للقضاء بسبب المرض حتى جاء رمضان آخر ، أما إن كانت أخرت ذلك عن تساهل ، فعليها مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم ، ومقداره نصف صاع من قوت البلد من تمر أو أرز أو غيرهما ، وهو بالوزن كيلو ونصف تقريباً ، ويكفي أن يدفع كله إلى مسكين واحد . وفق الله الجميع للفقه في الدين والثبات على الحق ، إنه سميع قريب .
المصدر :
استفتاء شخصي قدم لسماحته ، وقد صدرت الإجابة عنه من مكتب سماحته بتاريخ 28/6/1409هـ ، عندما كان رئيساً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== ===========================
السؤال :
توفيت والدتي منذ فترة ولم تصم رمضان قط ، كما لم تكن تصلي إلا في آخر سنة من حياتها ، نوت أن تحج إلى بيت الله الحرام ولكن قضاء الله حدث قبل موسم الحج ، فهل يجوز لي أن أصوم عنها الأشهر التي لم تصمها ؟ علماً بأنها قبل وفاتها بدأت تصلي ، وكذلك هل لي أن أحج عنها ؟ وهل هناك طرق أو عبادات أقدر أن أقوم بها وأهب ثوابها إلى والدتي ؟ أرجو الإجابة ، جزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
الجواب :
ليس عليك قضاء الصيام الذي تركته والدتك مع تركها الصلاة ؛ لأن ترك الصلاة كفر يحبط العمل ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ))[1] رواه الإمام أحمد وأهل السنن عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه بإسناد صحيح ، وفي الباب أحاديث أخرى تدل على ذلك . أما إن كانت تركت شيئاً من الصوم بعد أن هداها الله لأداء الصلاة، فيشرع لك قضاؤه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من مات وعليه صوم صام عنه وليه [2] متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها . فإن لم تصم ولم يقم بذلك أحد من أقاربها أو غيرهم ، فأطعم عنها عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من قوت البلد من تمر أو أرز أو غيرهما . ويشرع لك الإكثار من الدعاء لها والصدقة عنها ، رجاء أن ينفعها الله بذلك إذا لم تعلم أنه حدث منها شيء قبل وفاتها يوجب ردتها عن الإسلام ، ويشرع لك أن تحج عنها ، وإن كانت غنية في حياتها وجب عليك أن تحج عنها من مالها ، وفقك الله وأعانك على كل خير .
[1] رواه الترمذي في لإيمان باب ما جاء في ترك الصلاة برقم 2621 ، والنسائي في الصلاة باب الحكم في تارك الصلاة برقم 463 ، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها باب ما جاء فيمن ترك الصلاة برقم 1079
[2] رواه البخاري في الصوم باب من مات وعليه صوم برقم 1952 ، ومسلم في الصيام باب قضاء الصوم عن الميت برقم 1147
المصدر :
نشر في مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز إعداد وتقديم د . عبد اله الطيار والشيخ أحمد الباز ج5 ص 218 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== =============================
السؤال :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
إلى سماحة الوالد فضيلة شيخنا العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله ورعاه
أخي توفي وله ( 18 ) عاماً وكان متهاوناً في الصلاة متكاسلاً فيها ، أحياناً يصلي وأحياناً يتركها وقد أفطر ما يقارب ( 15 ) يوماً من رمضان بلا عذر شرعي .
السؤال : هل أصوم عنه ؟ هل أحج عنه ؟ هل أستغفر له وأتصدق عنه ؟ الرجاء الرد بسرعة
للضرورة القصوى جزاكم الله خيراً ونفعنا الله بعلمكم .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
إذا كان حال أخيك ما ذكرت من التكاسل عن الصلاة وتركها في بعض الأحيان فإنه ليس لك الحج عنه ولا الصدقة عنه ولا الدعاء له ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( بين الرجل وبين الشرك ترك الصلاة ))[1] ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))[2] ، وقد قال الله سبحانه : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى... }[3] الآية . وفقك الله ورزقنا وإياك العلم النافع والعمل به ، إنه خير مسئول ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
[1] رواه مسلم في الإيمان باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة برقم 82
[2] رواه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار من حديث بريدة الأسلمي برقم 22428 ، والترمذي في الإيمان باب ما جاء في ترك الصلاة برقم 2621 ، وابن ماجة في إقامة الصلاة باب ما جاء فيمن ترك الصلاة برقم 1079
[3] سورة التوبة ، الآية 113
المصدر :
استفتاء شخصي مقدم من ف . ع . من الكويت ، وقد أجاب عنه سماحته بتاريخ 19/11/1419هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== ============================
حكم قضاء الصوم على من ترك الصلاة و الصيام
أخرى
السؤال :
ما يقول شيخنا الجليل فيمن لا يصلي ولا يصوم عمداً وبعد أن هداه الله وأناب إليه وبكى على إسرافه على نفسه رجع يصلي ويصوم ويقوم بجميع العبادات ، هل يؤمر بقضاء الصلاة والصوم أم تكفيه الإنابة والتوبة ؟
الجواب :
من ترك الصلاة والصيام ثم تاب إلى الله توبة نصوحاً لم يلزمه قضاء ما ترك ؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر يخرج من الملة ، وإن لم يجحد التارك وجوبها في أصح قولي العلماء ، وقد قال الله سبحانه وتعالى : { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ..}[1] الآية . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( الإسلام يجب ما قبله )) [2] والتوبة تجب ما قبلها ، والأدلة في هذا كثيرة ، ومنها قوله سبحانه : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } [3] ، وقوله سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }[4] . ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : (( التائب من الذنب كمن لا ذنب له )) [5] . والمشروع للتائب أن يكثر بعد التوبة من الأعمال الصالحات وأن يكثر من سؤال الله سبحانه الثبات على الحق وحسن الخاتمة . والله ولي التوفيق .
[1] سورة الأنفال ، الآية 38
[2] رواه مسلم في الإيمان باب كون الإسلام يهدم ما كان قبله ... برقم 173
[3] سورة طه ، الآية 82
[4] سورة التحريم ، الآية 8
[5] رواه ابن ماجة في الزهد باب ذكر التوبة برقم 4240
المصدر :
نشر في مجلة الدعوة العدد 1450 بتاريخ 13/12/1415هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
حكم القضاء عمن ترك الصلاة والصيام بسبب المرض
السؤال :
كانت أمي تصوم وتصلي ، وقد مرضت مرضاً شديداً مدة سنتين ، توفاها الله على أثره ، ولم تكن تصوم ولا تصلي في وقت مرضها ، لعدم استطاعتها ، فهل يلزمني دفع كفارة عنها ، أو الصيام والصلاة عنها ، أفيدوني بارك الله فيكم .
الجواب :
ما دامت ماتت وهي مريضة ولم تستطع الصيام فإنك لا تقضين عنها شيئاً ، وليس عليك إطعام ، أما الصلاة فقد غلطت في تركها ، وكان الواجب عليها أن تصلي ولو كانت مريضة ، ولا تؤجل الصلاة ، فالواجب على المريض أن يصلي بحسب حاله ، إن استطاع القيام صلى قائماً ، وإن عجز صلى قاعداً ، فإن لم يستطع القعود صلى على جنبه ، وأيمن أفضل من الأيسر إن استطاع ، فإن لم يستطع الصلاة على جنبه صلى مستلقياً ، هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم لما شكا إليه بعض الصحابة رضي الله عنهم المرض قال له : (( صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً ، فإن لم تستطع فعل جنب ، فإن لم تستطع فمستلقياً )) [1] . هذا هو الواجب ذكراً كان أم أنثى ؛ وذلك بأن ينوي أركان الصلاة وواجباتها في قلبه ، ويتكلم بما يستطيع ، فيكبر ناوياً الإحرام ، ثم يقرأ دعاء الاستفتاح والفاتحة وما تيسر من القرآن ، ثم يكبر وينوي الركوع ويقول سبحان ربي العظيم . ثم يقول : سمع الله لمن حمده ناوياً الرفع من الركوع ، ويقول : ربنا ولك الحمد إلى آخره ، ثم يكبر ناوياً السجود ويقول : سبحان ربي الأعلى ، ثم يرفع مكبراً ناوياً الجلوس بين السجدتين ويقول : رب اغفر لي ، ثم يكبر ناوياً السجدة الثانية ، وهكذا بالنية والكلام . والصلاة لا تقضى ، وإنما عليك الدعاء لها ، والترحم عليها ، والاستغفار له إن كانت مسلمة موحدة ، أما إن كانت تدعو الأموات وتستغيث بهم وتدعو غير الله فلا يدعى لها ، ولأن فعلها هذا شرك أكبر وبالله التوفيق .
[1] ذكره صاحب فيض القدير في شرح الجامع الصغير في ج 4 ص 247 ، وذكره صاحب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح في كتاب الطهارة باب القصد برقم 1248 ج 3 ص 314 ، وذكره صاحب نيل الأوطار في كتاب صلاة المريض ج3 ص 224
المصدر :
نشر في مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز إعداد وتقديم د . عبد الله الطيار والشيخ أحمد الباز ج5 ص 225 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
توفي وعليه كفارة القتل الخطأ فهل يجوز الصيام عنه
السؤال :
لي أخ توفي وعليه كفارة القتل الخطأ ، وهي صيام شهرين متتابعين ، فهل يجوز صيامهما عنه ، وهل يجوز اقتسامهما بالتتابع مع إخوتي الأحياء لنبرئ شقيقنا المتوفى ؟
الجواب :
بسم الله والحمد لله ... يشرع لأحدكم أن يصوم عنه شهرين متتابعين لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من مات وعليه صيام صام عنه وليه ))[1] متفق على صحته . والولي هو القريب ، ولا يجوز تقسيمهما على جماعة ، وإنما يصومهما شخص واحد متتابعين كما شرع الله ذلك ، لقوله سبحانه في حق القاتل :{ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْن}[2] . أما من استطاع العتق فعليه العتق ، ولا يجزئه الصيام وفق الله الجميع .
[1] رواه البخاري في الصوم باب من مات وعليه صوم برقم 1952 ، ومسلم في الصيام باب قضاء الصوم عن الميت برقم 1147
[2] سورة النساء ، الآية 92
المصدر :
نشر في مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز إعداد وتقديم د . عبد الله الطيار والشيخ أحمد الباز ج5 ص 226 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
الأيام المنهي عن الصيام فيها
السؤال :
ما هي الأيام التي يكره فيها الصيام ؟
الجواب :
الأيام التي ينهى عن الصيام فيها يوم الجمعة ، حيث لا يجوز أن يصوم يوم الجمعة منفرداً يتطوع بذلك ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك . وهكذا لا يفرد يوم السبت تطوعاً ، لكن إذا صام الجمعة ومعها السبت أو معها الخميس فلا بأس ، كما جاءت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكذلك ينهى عن صوم عيد الفطر وذلك محرم . وكذلك يوم النحر وأيام التشريق كلها لا تصام ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ، إلا أن أيام التشريق قد جاء ما يدل على جواز صومها عن هدي التمتع والقران خاصة لمن لم يستطع الهدي ؛ لما ثبت في البخاري عن عائشة رضي الله عنها وابن عمر رضي الله عنهما قالا : (( لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي )) [1] . أما كونها تصام تطوعاً أو لأسباب أخرى فلا يجوز كيوم العيد ؛ وهكذا يوم الثلاثين من شعبان إذا لم تثبت رؤية الهلال ، فإنه يوم شك لا يجوز صومه في أصح قولي العلماء سواء كان صحواً أو غيماً ؛ للأحاديث الصحيحة الدالة على النهي عن ذلك . والله ولي التوفيق .
[1] رواه البخاري في الصوم باب صيام أيام التشريق برقم 1998
المصدر :
نشر في كتاب فتاوى إسلامية جمع وترتيب فضيلة الشيخ محمد المسند ج2 ص 168 ، ومجلة الدعوة العدد 1677 بتاريخ 4/10/1419هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
حكم من نوى الصيام ثم مرض
السؤال :
رجل قرر أن يصوم شعبان ، وأثناء صيامه لأيام شعبان داهمه مرض فأفطر وفي نيته إكمال شعبان بالصيام ، فهل له أجر تلك النية ؟
الجواب :
يرجى له ثواب ما نواه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً ))[1]أخرجه البخاري في صحيحه ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ))[2].
[1] رواه البخاري في الجهاد والسير باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة برقم 2996
[2] رواه البخاري في بدء الوحي باب بدء الوحي برقم 1
المصدر :
نشر في مجلة الدعوة العدد 1673 بتاريخ 6/9/1419هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
حكم الاعتكاف وما يجب على المعتكف التزامه وحكم اشتراط الصيام له
السؤال :
ما هو الاعتكاف ؟ وإذا أراد الإنسان أن يعتكف فماذا عليه أن يفعل وماذا عليه أن يمتنع ؟ وهل يجوز للمرأة أن تعتكف في البيت الحرام ؟ وكيف يكون ذلك ؟
الجواب :
الاعتكاف : عبادة وسنة وأفضل ما يكون في رمضان في أي مسجد تقام فيه صلاة الجماعة ، كما قال تعالى : { وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } [1] فلا مانع من الاعتكاف في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ، من الرجل والمرأة ، إذا كان لا يضر بالمصلين ولا يؤذي أحداً فلا بأس بذلك . والذي على المعتكف أن يلزم معتكفه ويشتغل بذكر الله والعبادة ، ولا يخرج إلا لحاجة الإنسان كالبول والغائط ونحو ذلك أو لحاجة الطعام إذا كان لم يتيسر له من يحضر له الطعام فيخرج لحاجته ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج لحاجته . ولا يجوز للمرأة أن يأتيها زوجها وهي في الاعتكاف ، وكذلك المعتكف ليس له أن يأتي زوجته وهو معتكف ؛ لأن الله تعالى قال : { وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } والأفضل له ألا يتحدث مع الناس كثيراً بل يشتغل بالعبادة والطاعة ، لكن لو زاره بعض إخوانه أو زار المرأة بعض محارمها أو بعض أخواتها في الله وتحدثت معهم أو معهن فلا بأس ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزوره نساؤه في معتكفه ويتحدث معهن ثم ينصرفن فدل ذلك على أنه لا حرج في ذلك . والاعتكاف هو المكث في المسجد لطاعة الله تعالى سواء كانت المدة كثيرة أو قليلة ؛ لأنه لم يرد في ذلك فيما أعلم ما يدل على التحديد لا بيوم ولا بيومين ولا بما هو أكثر من ذلك ، وهو عبادة مشروعة إلا إذا نذره صار واجباً بالنذر وهو في حق المرأة والرجل سواء ولا يشترط أن يكون معه صوم على الصحيح فلو اعتكف الرجل أو المرأة وهما مفطران فلا بأس في غير رمضان .
[1] سورة البقرة ، الآية 187
المصدر :
من برنامج نور على الدرب شريط رقم 1 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
لا يجوز البدء بالصيام قبل الإطعام
السؤال :
إذا حلفت على شيء ألا أفعله فجاء يوم وفعلته، فهل لي أن أصوم ثلاثة أيام ثم أكمل هذا الشيء، أو أني أتوقف عنه؟
الجواب :
إذا حلف الإنسان على شيء أن لا يفعله ثم فعله، فعليه كفارة يمين؛ كما لو قال: والله لا أكلم فلاناً، أو لا أكل طعامه، ثم كلمه أو أكل طعامه، فإن عليه كفارة يمين؛ لقول الله سبحانه: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[1].
أوضح سبحانه في هذه الآية كفارة اليمين، وبين عز وجل أن الصيام إنما يكون في حق من عجز عن الإطعام والكسوة والعتق، وقد اختلف أهل العلم في مقدار الواجب من الطعام لكل مسكين، والأصح أنه نصف صاع من جميع الأصناف التي يطعمها الإنسان أهله من الرز والتمر وغيرهما، ومقدار ذلك بالوزن كيلو ونصف تقريباً.
وإن غدى المساكين العشرة أو عشاهم، أو كساهم كسوة تجزئهم في الصلاة كفى ذلك، وإن أعتق رقبة مؤمنة من ذكر أو أنثى كفى ذلك، فإن عجز عن الجميع صام ثلاثة أيام، والله ولي التوفيق.
[1] سورة المائدة، الآية 89.
المصدر :
نشر في كتاب (فتاوى إسلامية)، من جمع/ محمد المسند، ج3، ص: 479 - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثالث والعشرون.
حكم إفراد يوم السبت بالصيام
السؤال :
سماحة الوالد/ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام الديار السعودية سلمه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كما تعلمون - حفظكم الله - وافق هذا العام يوم التاسع من محرم 1415هـ يوم السبت، وكان اليوم العاشر يوم الأحد - حسب تقويم أم القرى - وعملاً بالحديث ((لأن عشت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر...)) الحديث، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، صمت يوم السبت والأحد (9-10/1). ولكن أحد الإخوة اعترض على صيام يوم السبت وقال: إن صيامه تطوعاً منهي عنه لما ورد في الحديث، وذكر معناه ولم يذكر نصه.
ولرغبتي في استجلاء الموضوع، وعملاً بقوله تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[1] أرجو من سماحتكم إيضاح هذا الإشكال مع ذكر الحديث ومدى صحته، وما نصيحتكم حول هذا الموضوع؟ والله يحفظكم.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بعده[2]:
الحديث المذكور معروف وموجود في بلوغ المرام في كتاب الصيام وهو حديث ضعيف شاذ ومخالف للأحاديث الصحيحة، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا يوماً قبله أو يوماً بعده))[3]، ومعلوم أن اليوم الذي بعده هو يوم السبت والحديث المذكور في الصحيحين، وكان صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت ويوم الأحد ويقول: ((إنهما يوما عيد للمشركين فأحب أن أخالفهم))[4]، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة كلها تدل على جواز صوم يوم السبت تطوعاً، وفق الله الجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المفتي العام للمملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء والبحوث العلمية والإفتاء
[1] سورة النحل، الآية 43.
[2] صدر من مكتب سماحته برقم 1179/ش في 9/2/1415هـ.
[3] أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب صوم الجمعة فإذا أصبح صائماً يوم الجمعة، برقم 1849، بلفظ: ((لا يصومّن أحدكم...)). ومسلم في كتاب الصيام، باب كراهة صيام يوم الجمعة منفرداً، برقم 1929.
[4] أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار، برقم 25525.
المصدر :
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.
يتبع بإذن الله [/align]
احبتي في الله
اهل المنتدى الكرام
من ادارة ومراقبين ومشرفين واعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
....وبعد،
فقد اهلنا شهر الخير والبركة شهر المغفرة والتوبة الكبرى عن المعاصي والذنوب ،شهر فيه تضاعف الاجور وتثقل الموازين بما قدمتم لله فيه من طاعة وعبادة وابتعاد عن المعصيةوقطيعة الرحم ،وابتعاد عن ترك الصلاة والانغماس في الشهوات والملذات الا ما احل الله .
ومن اجل التسهيل على اعضائنا الكرام وزوارنا الافاضل اقتطف لكم هذه الباقة العطرة من فتاوى ائمة العصر الذين اضاؤوا في عصرنا الحاضر اضاءات مشرقة في تثبيت منهج اهل السنة والجماعة واعلام الناس بالسيرة العطرة .
امثال الشيوخ الكرام ابن باز وابن عثيمين واستاذي امام علم الحديث الامام الالباني رحمهم الله رحمة واسعة وجعل مثواهم الجنة .
ونبدا باذن الله بما سئل عنه شيخنا ابن باز غفر الله له واجاب عليه بما هو مفيد ونافع لما يتعلق بشهر رمضان المبارك
داعيا الله ان ينتفع به المسلمين في كل مكان
فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
الصيام ليس من خصائص هذه الأمة وحدها
السؤال :
شهر رمضان هل هو من خصائص هذه الأمة أم هو عند الأمم السابقة ؟
الجواب :
يقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[1] دلت هذه الآية الكريمة على أن الصيام عبادة قديمة فرضت على من قبلنا كما فرضت علينا ولكن هم متقيدون بالصيام في رمضان أم في غيره ؟ هذا لا أعلم له نصاً عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أما فضائل رمضان وخصائصه فكثيرة ومنها ما رواه أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أعطيت أمتي في رمضان خمس خصال لم تعطها أمة قبلها : خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ، وتصفد فيه مردة الجن فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ، ويزين الله كل يوم جنته فيقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المئونة والأذى ويصيروا إليك ، ويغفر لهم في آخر ليلة )) قيل : أهي ليلة القدر ؟ قال : (( لا ، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله ))[2] .
فهذه الخصال بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها من خصائص هذه الأمة ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))[3] متفق على صحته .
وقال عليه الصلاة والسلام : (( التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ))[4] متفق عليه . وكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأخيرة من رمضان ((شد مئزره وأيقظ أهله ))[5] متفق عليه .
[1] سورة البقرة، الآية 183
[2] رواه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين مسند أبي هريرة برقم 7857
[3] رواه البخاري في صلاة التراويح باب فضل ليلة القدر برقم 2014 ، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب الترغيب في قيام رمضان برقم 760
[4] رواه البخاري في صلاة التراويح 9 باب تحري ليلة القدر برقم 2017 ، 2020 ، ومسلم في الصيام باب فضل ليلة القدر برقم 1169
[5] رواه البخاري في صلاة التراويح 9 باب العمل في العشر الأواخر من رمضان برقم 2024
المصدر :
نشر في مجلة الدعوة العدد 1284 في 5/9/1411هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عش
النصيحة لمن يتكاسل عن الصلاة ويحافظ على الصيام
السؤال :
بعض الشباب هداهم الله يتكاسلون عن الصلاة في رمضان وغيره ولكنهم يحافظون على صيام رمضان ويتحملون العطش والجوع فبماذا تنصحهم وما حكم صيامهم ؟
الجواب :
نصيحتي لهؤلاء أن يفكروا ملياً في أمرهم ، وأن يعلموا أن الصلاة أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، وأن من لم يصل وترك الصلاة متهاوناً فإنه على القول الراجح عندي الذي تؤيده دلالة الكتاب والسنة أنه يكون كافراً كفراً مخرجاً عن الملة مرتداً عن الإسلام ، فالأمر ليس بالهين ؛ لأن من كان كافراً مرتداً عن الإسلام لا يقبل منه لا صيام ولا صدقة ، ولا يقبل منه أي عمل ؛ لقوله تعالى : { وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ }[1] فبين سبحانه وتعالى أن نفقاتهم مع أنها ذات نفع متعد للغير لا تقبل منهم مع كفرهم ، وقال سبحانه وتعالى : { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً }[2] ، الذين يصومون ولا يصلون لا يقبل صيامهم بل هو مردود عليهم مادمنا نقول إنهم كفار كما يدل على ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
فنصيحتي لهم أن يتقوا الله عز وجل وأن يحافظوا على الصلاة ويقوموا بها في أوقاتها مع المسلمين ، وأنا ضامن لهم بحول الله أنهم إذا فعلوا ذلك فسوف يجدون في قلوبهم الرغبة الأكيدة في رمضان وفيما بعد رمضان على أداء الصلاة في أوقاتها مع جماعة المسلمين ؛ لأن الإنسان إذا تاب إلى ربه وأقبل عليه وتاب إليه توبة نصوحاً ، فإنه يكون بعد التوبة خيراً منه قبلها ، كما ذكر الله سبحانه وتعالى عن آدم عليه الصلاة والسلام أنه بعد أن حصل ما حصل منه من أكل الشجرة ، قال الله تعالى : {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى}[3] .
[1] سورة التوبة ، الآية 54
[2] سورة الفرقان ، الآية 23
[3] سورة طه ، الآية 122
المصدر :
نشر في جريدة البلاد العدد 15378 بتاريخ 20/4/1419هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== ===================================
حكم أمر الصبي المميز بالصيام
السؤال :
هل يؤمر الصبي المميز بالصيام ؟ وهل يجزئ عنه ولو بلغ في أثناء الصيام ؟
الجواب :
الصبيان والفتيات إذا بلغوا سبعاً فأكثر يؤمرون بالصيام ليعتادوه ، وعلى أولياء أمورهم أن يأمروهم بذلك كما يأمرونهم بالصلاة ، فإذا بلغوا الحلم وجب عليهم الصوم ، وإذا بلغوا في أثناء النهار أجزأهم ذلك اليوم ، فلو فرض أن الصبي أكمل الخامسة عشرة عند الزوال وهو صائم ذلك اليوم أجزأه ذلك ، وكان أول النهار نفلاً وآخره فريضة إذا لم يكن بلغ قبل ذلك بإنبات الشعر الخشن حول الفرج وهو المسمى العانة ، أو بإنزال المني عن شهوة ، وهكذا الفتاة الحكم فيهما سواء ، إلا أن الفتاة تزيد أمراً رابعاً يحصل به البلوغ وهو الحيض .
المصدر :
نشر في كتاب تحفة الإخوان لسماحته ص 160 ، وفي جريدة الندوة العدد 12206 بتاريخ 3/9/1419هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
هل تلزم ولدها بالصيام وعمره اثنا عشر عاماً
السؤال :
سائلة من عفيف تقول : لي ابن يبلغ من العمر إثنا عشر عاماً هل ألزمه بالصيام أم أن صيامه اختياري وليس واجباً عليه ؟ علماً بأنه قد لا يطيق الشهر كاملاً ، جزاكم الله خيراً
الجواب :
إذا كان الابن المذكور لم يبلغ فلا يلزمه الصيام ، ولكن يجب عليك أمره بالصيام إذا كان يطيقه حتى يتمرن عليه ويعتاده ، كما يؤمر بالصلاة إذا بلغ عشراً ويضرب عليها . وفق الله الجميع .
المصدر :
نشر في مجلة الدعوة العدد 1673 بتاريخ 6/9/1419هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== ==
من عجز عن الصيام دائماً وجب عليه الإطعام
السؤال :
أنا رجل طاعن في السن وأبلغ من العمر سبعين عاماً وعليَّ ستة وعشرون يوماً أفطرتها في رمضان سابق مضت عليه سنوات عديدة وذلك بسبب مرض يتعهدني في معظم أيام حياتي ، سؤالي : هل أقضي هذه الأيام وأفدي رغم كبر سني أم أفدي فقط بدلاً من قضاء هذه الأيام ؟ وما مقدار الصاع بالكيلو ؟
الجواب :
إذا كنت ترجو العافية فعليك القضاء ؛ لقول الله سبحانه { وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }[1] أما إن كنت أخرت القضاء تساهلاً منك مع وجود أوقات تستطيع فيها القضاء فإنه يلزمك القضاء وإطعام مسكين عن كل يوم مع التوبة إلى الله سبحانه من التأخير . والواجب في ذلك نصف صاع عن كل يوم أخَّرت قضاءه إلى رمضان آخر من غير عذر ، ومقداره كيلو ونصف تقريباً ، يدفع الطعام للفقراء والمساكين ويجوز دفعه كله إلى مسكين واحد ومتى عجزت عن القضاء بسبب كبر السن أو مرض لا يرجى برؤه حسب تقرير الطبيب المختص سقط عنك القضاء ووجب عليك الإطعام وهو نصف صاع عن كل يوم من قوت البلد من تمر أو أرز أو غيرهما . وفقنا الله وإياك لما يرضيه .
[1] سورة البقرة ، الآية 185
المصدر :
نشر في (مجلة البحوث الإسلامية) العدد (30) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== ===========================
للمريض الإفطار إذا شق عليه الصيام
السؤال :
أنا في السادسة عشرة من عمري وأعالج في مستشفى الملك فيصل التخصصي من حوالي خمس سنوات إلى الآن وفي شهر رمضان من العام الماضي أمر الدكتور بإعطائي علاجاً كيماوياً في الوريد وأنا صائم وكان العلاج قوياً ومؤثراً عل المعدة وعلى جميع الجسم وفي نفس اليوم الذي أخذت فيه العلاج جعت جوعاً شديداً ولم يمض من الفجر إلا حوالي سبع ساعات وفي حوالي العصر تألمت منه وكدت أموت ولم أفطر حتى أذان المغرب ، وفي شهر رمضان هذا العام إن شاء الله سيأمر الدكتور بإعطائي ذلك العلاج . هل أفطر في ذلك اليوم أم لا ؟ وإذا لم أفطر فهل علي قضاء ذلك اليوم ؟ وهل أخذ الدم من الوريد يفطر أم لا ؟ وكذلك العلاج الذي ذكرت ؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً .
الجواب :
المشروع للمريض الإفطار في شهر رمضان إذا كان الصوم يضره ، أو يشق عليه ، أو كان يحتاج إلى علاج في النهار بأنواع الحبوب والأشربة ونحوها مما يؤكل ويشرب ؛ لقول الله سبحانه : { وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } [1] ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته )) [2] ، وفي رواية أخرى : (( كما يحب أن تؤتى عزائمه )) [3] ، أما أخذ الدم من الوريد للتحليل أو غيره فالصحيح أنه لا يفطر الصائم ، لكن إذا كثر فالأولى تأجيله فإن فعله في النهار فالأحوط القضاء تشبيهاً له بالحجامة .
[1] سورة البقرة ، الآية 185
[2] رواه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة باقي مسند ابن عمر برقم 5600
[3] رواه ابن حبان في صوم المسافر باب ذكر الخبر الدال على أن الإفطار في السفر أفضل من الصوم برقم 3526 ، وابن أبي شيبة في مصنفه باب الأخذ بالرخص برقم 24793 ، 24794 ، 24795 ، 24796 .
المصدر :
سؤال مقدم لسماحته من ج.ع.أ ، و نشر في (كتاب الدعوة) الجزء الأول ص119 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== =======================
المريض الذي يشق عليه الصيام يشرع له الإفطار
السؤال :
أنا سيدة مريضة وقد أفطرت بعض الأيام في رمضان الماضي ولم أستطع قضاءها لمرضي ، فما هي كفارة ذلك ؟ كذلك فإنني لن أستطيع صيام رمضان هذا العام فما هي كفارة ذلك أيضاً؟
الجواب :
المريض الذي يشق عليه الصيام ، يشرع له الإفطار ومتى شفاه الله قضى ما عليه ؛ لقول الله سبحانه : { وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }[1]وليس عليك أيتها السائلة حرج في الإفطار في هذا الشهر مادام المرض باقياً ، لأن الإفطار رخصة من الله للمريض والمسافر ، والله سبحانه يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته ، وليس عليك كفارة ، ولكن متى عافاك الله فعليك القضاء شفاك الله من كل سوء ، وكفّر عنا وعنك السيئات .
[1] سورة البقرة ، الآية 185
المصدر :
نشر في كتاب (مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز) إعداد و تقديم د.عبد الله الطيار و الشيخ أحمد الباز ج 5 ص236 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== =======================
حكم من تركت الصيام للجهل
السؤال :
من تركت الصيام للجهل ولقلة التوعية الإسلامية في وطنهم ؟ ما حكمه ؟
الجواب :
الجهل في مثل هذا لا يسقط عنها القضاء ؛ لأن هذا أمر معروف بين المسلمين ، وهو من الأمور المشهورة التي لا تخفى على أحد .
المصدر :
من برنامج (نور على الدرب) الشريط رقم(1) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== =====================
السؤال :
ما هي الحالات التي يُبطل فيها خروج الدم الصيام ؟
الجواب :
الصيام لا يُبطل إلا بالحجامة على الصحيح ، مع الخلاف القوي فيها ، والأكثرون يرون أنه لا يبطل حتى بالحجامة ، لكن الأرجح بطلانه بالحجامة .
المصدر :
نشر في كتاب مجموع فتاوى سماحة الشيخ إعداد وتقديم أ . د عبد الله بن محمد الطيار والشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز ج5 ص 254 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== ==================================
السؤال :
إنسان نام قبل السحور في رمضان وهو على نية السحور حتى الصباح ، هل صيامه صحيح أم لا ؟
الجواب :
صيامه صحيح ؛ لأن السحور ليس شرطاً في صحة الصيام ، وإنما هو مستحب ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((تسحروا فإن في السحور بركة)) [1] متفق عليه .
[1] رواه البخاري في الصوم باب بركة السحور من غير إيجاب برقم 1923 ، ومسلم في الصيام باب فضل السحور وتأكيد استحبابه برقم 1095
المصدر :
نشر في كتاب الدعوة الجزء الثاني ص 161 ، وفي جريدة البلاد العدد 10829 وتاريخ 19/9/1414هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== =======================
السؤال :
ما حكم المسلم الذي أهمل أداء فريضة الصوم بدون عذر شرعي لعدة سنوات مع التزامه بأداء الفرائض الأخرى هل يكون عليه قضاء أو كفارة وكيف يقضي كل هذه الشهور إن كان عليه قضاء ؟
الجواب :
حكم من ترك صوم رمضان وهو مكلف من الرجال والنساء أنه قد عصى الله ورسوله وأتى كبيرة من كبائر الذنوب ، وعليه التوبة إلى الله من ذلك ، وعليه القضاء لكل ما ترك مع إطعام مسكين عن كل يوم إن كان قادراً على الإطعام . وإن كان فقيراً لا يستطيع الإطعام كفاه القضاء والتوبة ؛ لأن صوم رمضان فرض عظيم قد كتبه الله على المسلمين المكلفين وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أحد أركان الإسلام الخمسة . والواجب تعزيره على ذلك وتأديبه بما يردعه إذا رفع أمره إلى ولي الأمر ، أو إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا إذا كان لا يجحد وجوب صيام رمضان ، أما إن جحد وجوب صوم رمضان فإنه يكون في ذلك كافراً مكذباً لله ورسوله صلى الله عليه وسلم يستتاب من جهة ولي الأمر بواسطة المحاكم الشرعية فإن تاب وإلا وجب قتله لأجل الردة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( من بدل دينه فاقتلوه )) [1] خرجه البخاري في صحيحه . أما إن ترك الصوم من أجل المرض أو السفر فلا حرج عليه في ذلك ، والواجب عليه القضاء إذا صح من مرضه أو قدم من سفره ؛ لقول الله عز وجل : { وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }[2] الآية من سورة البقرة . والله ولي التوفيق .
[1] رواه البخاري في الجهاد والسير باب لا يعذب بعذاب الله برقم 3017
[2] سورة البقرة ، الآية 185
المصدر :
من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته من مجلة الحياة وأجاب عنها سماحته بتاريخ 8/9/1413هـ عندما كان رئيساً عاماً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ============================================
السؤال :
أنا مسلم والحمد لله ولكني في سابق عمري لم أكن أصوم كل رمضان أي أفطر أياماً من دون عذر وأنا الآن نادم وتائب مع العلم أنني لا أعرف عدد الأيام التي أفطرتها فماذا يلزمني الآن ؟
الجواب :
يلزمك أن تقضي الأيام التي أفطرتها حسب ظنك واجتهادك ، مع التوبة إلى الله سبحانه ، والندم على ما حصل منك ، والعزيمة على ألا تعود في ذلك . وعليك مع ذلك إطعام مسكين عن كل يوم بعدد الأيام التي تظن أنك تركتها ، وذلك نصف صاع عن كل يوم وهو كيلو ونصف تقريباً تعطيه بعض الفقراء ، تعطيه بعض الفقراء . نسأل الله أن يمن عليك بالتوبة النصوح وأن يعفو عنا وعنك .
المصدر :
نشر في مجلة البحوث الإسلامية العدد 30 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== =============================
السؤال :
منذ بداية وجوب الصيام علي لم أصم لمدة ثنتي عشر سنة لعدم إدراكي وقتها بحكم ترك الصيام ، أما بعدها والحمد لله فأنا مستمرة في الصيام دون انقطاع ، فما حكم الإسلام بخصوص هذه الفترة التي لم أصمها هل مطلوب مني أن أصومها جميعاً أم أصوم جزءاً منها معوضاً عن الباقي أم هنالك ما يعوض عن ترك الفترة بغير الصيام ؟ ووالدتي لها نفس الحالة سوى اختلاف في عدد السنين التي لم تصمها غير أنها الآن أصبحت كبيرة في السن وحالتها الصحية لا تسمح بصيام فترة طويلة كهذه . أرشدونا بارك الله فيكم .
الجواب :
عليك وعلى أمك أن تصوما ما تركتما من الصيام مع التوبة والاستغفار ؛ لأنكما أخطأتما في إضاعة هذا الفرض وتأخيره فالواجب عليكما التوبة إلى الله والندم على ما مضى مع الاستغفار ، وسؤال الله العفو سبحانه وتعالى ، والعزم الصادق ألا تعودوا لمثل هذا ، وعليك أن تقضي الأيام التي تركت مع إطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع من التمر أو من البر عن كل يوم مع القدرة ، فإن كنت فقيرة فلا شيء عليك ، ولكن عليك الصيام لما مضى ؛ لقول الله سبحانه : { وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ..} [1] وأنت لست مريضة ولا مسافرة ، فالواجب عليك القضاء من باب أولى . وهكذا أمك عليها أن تقضي الأيام ولو غير متتابعة فتقضي أياماً وتفطر أياماً وهكذا حتى تقضي ما عليها ، بعد شفائها من المرض ، أما إن كانت عاجزة لكبر السن عجزاً لا تستطيع معه صيام رمضان فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من قوت بلدها والحمد لله ، أما مادامت تستطيع الصوم فإنها تصوم ، وإذا كانت في الوقت الحاضر عندها مرض يمنعها من الصوم فإنه يؤجل حتى تشفى إن شاء الله ثم تصوم مع إطعام مسكين عن كل يوم مثلك سواء بسواء ، وهذا الطعام يعطى الفقراء أو فقيراً واحداً
[1] سورة البقرة ، الآية 185
المصدر :
من برنامج نور على الدرب الشريط الرابع - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ==========================================
السؤال :
منذ سنتين أصيبت أمي بمرض شديد ، مما اضطرها إلى تناول دواء من الطبيب المعالج ، وقد نصحها بعدم الصوم ، ولكنها صامت دون علمه وتعبت وتركت الصوم لمدة عشرين يوماً ، والآن وبعد أن تحسنت صحتها أحست أنها تقدر على الصيام فقيل لها : إنه يلزمها كفارة مع الصوم ؛ لأنها تأخرت في القضاء ، فهل يجوز لها أن تخرج الكفارة دفع واحدة وتصوم ، أو أن تخرج كل يوم بيومه ؟ وما مقدار هذه الكفارة مع العلم أن الوالدة كان باستطاعتها الصيام ( القضاء ) في مدة ؛ نظراً لتحسن صحتها وقد صامت العام الماضي كاملاً ؟ جزاكم الله خيراً ، ونفعنا وإياكم بالقرآن الكريم .
الجواب :
ليس على أمك إلا القضاء إذا استطاعت ، وليس عليها إطعام إذا كان تأخيرها للقضاء بسبب المرض حتى جاء رمضان آخر ، أما إن كانت أخرت ذلك عن تساهل ، فعليها مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم ، ومقداره نصف صاع من قوت البلد من تمر أو أرز أو غيرهما ، وهو بالوزن كيلو ونصف تقريباً ، ويكفي أن يدفع كله إلى مسكين واحد . وفق الله الجميع للفقه في الدين والثبات على الحق ، إنه سميع قريب .
المصدر :
استفتاء شخصي قدم لسماحته ، وقد صدرت الإجابة عنه من مكتب سماحته بتاريخ 28/6/1409هـ ، عندما كان رئيساً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== ===========================
السؤال :
توفيت والدتي منذ فترة ولم تصم رمضان قط ، كما لم تكن تصلي إلا في آخر سنة من حياتها ، نوت أن تحج إلى بيت الله الحرام ولكن قضاء الله حدث قبل موسم الحج ، فهل يجوز لي أن أصوم عنها الأشهر التي لم تصمها ؟ علماً بأنها قبل وفاتها بدأت تصلي ، وكذلك هل لي أن أحج عنها ؟ وهل هناك طرق أو عبادات أقدر أن أقوم بها وأهب ثوابها إلى والدتي ؟ أرجو الإجابة ، جزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
الجواب :
ليس عليك قضاء الصيام الذي تركته والدتك مع تركها الصلاة ؛ لأن ترك الصلاة كفر يحبط العمل ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ))[1] رواه الإمام أحمد وأهل السنن عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه بإسناد صحيح ، وفي الباب أحاديث أخرى تدل على ذلك . أما إن كانت تركت شيئاً من الصوم بعد أن هداها الله لأداء الصلاة، فيشرع لك قضاؤه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من مات وعليه صوم صام عنه وليه [2] متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها . فإن لم تصم ولم يقم بذلك أحد من أقاربها أو غيرهم ، فأطعم عنها عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من قوت البلد من تمر أو أرز أو غيرهما . ويشرع لك الإكثار من الدعاء لها والصدقة عنها ، رجاء أن ينفعها الله بذلك إذا لم تعلم أنه حدث منها شيء قبل وفاتها يوجب ردتها عن الإسلام ، ويشرع لك أن تحج عنها ، وإن كانت غنية في حياتها وجب عليك أن تحج عنها من مالها ، وفقك الله وأعانك على كل خير .
[1] رواه الترمذي في لإيمان باب ما جاء في ترك الصلاة برقم 2621 ، والنسائي في الصلاة باب الحكم في تارك الصلاة برقم 463 ، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها باب ما جاء فيمن ترك الصلاة برقم 1079
[2] رواه البخاري في الصوم باب من مات وعليه صوم برقم 1952 ، ومسلم في الصيام باب قضاء الصوم عن الميت برقم 1147
المصدر :
نشر في مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز إعداد وتقديم د . عبد اله الطيار والشيخ أحمد الباز ج5 ص 218 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== =============================
السؤال :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
إلى سماحة الوالد فضيلة شيخنا العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله ورعاه
أخي توفي وله ( 18 ) عاماً وكان متهاوناً في الصلاة متكاسلاً فيها ، أحياناً يصلي وأحياناً يتركها وقد أفطر ما يقارب ( 15 ) يوماً من رمضان بلا عذر شرعي .
السؤال : هل أصوم عنه ؟ هل أحج عنه ؟ هل أستغفر له وأتصدق عنه ؟ الرجاء الرد بسرعة
للضرورة القصوى جزاكم الله خيراً ونفعنا الله بعلمكم .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
إذا كان حال أخيك ما ذكرت من التكاسل عن الصلاة وتركها في بعض الأحيان فإنه ليس لك الحج عنه ولا الصدقة عنه ولا الدعاء له ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( بين الرجل وبين الشرك ترك الصلاة ))[1] ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))[2] ، وقد قال الله سبحانه : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى... }[3] الآية . وفقك الله ورزقنا وإياك العلم النافع والعمل به ، إنه خير مسئول ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
[1] رواه مسلم في الإيمان باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة برقم 82
[2] رواه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار من حديث بريدة الأسلمي برقم 22428 ، والترمذي في الإيمان باب ما جاء في ترك الصلاة برقم 2621 ، وابن ماجة في إقامة الصلاة باب ما جاء فيمن ترك الصلاة برقم 1079
[3] سورة التوبة ، الآية 113
المصدر :
استفتاء شخصي مقدم من ف . ع . من الكويت ، وقد أجاب عنه سماحته بتاريخ 19/11/1419هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
================================================== ================================================== ============================
حكم قضاء الصوم على من ترك الصلاة و الصيام
أخرى
السؤال :
ما يقول شيخنا الجليل فيمن لا يصلي ولا يصوم عمداً وبعد أن هداه الله وأناب إليه وبكى على إسرافه على نفسه رجع يصلي ويصوم ويقوم بجميع العبادات ، هل يؤمر بقضاء الصلاة والصوم أم تكفيه الإنابة والتوبة ؟
الجواب :
من ترك الصلاة والصيام ثم تاب إلى الله توبة نصوحاً لم يلزمه قضاء ما ترك ؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر يخرج من الملة ، وإن لم يجحد التارك وجوبها في أصح قولي العلماء ، وقد قال الله سبحانه وتعالى : { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ..}[1] الآية . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( الإسلام يجب ما قبله )) [2] والتوبة تجب ما قبلها ، والأدلة في هذا كثيرة ، ومنها قوله سبحانه : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } [3] ، وقوله سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }[4] . ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : (( التائب من الذنب كمن لا ذنب له )) [5] . والمشروع للتائب أن يكثر بعد التوبة من الأعمال الصالحات وأن يكثر من سؤال الله سبحانه الثبات على الحق وحسن الخاتمة . والله ولي التوفيق .
[1] سورة الأنفال ، الآية 38
[2] رواه مسلم في الإيمان باب كون الإسلام يهدم ما كان قبله ... برقم 173
[3] سورة طه ، الآية 82
[4] سورة التحريم ، الآية 8
[5] رواه ابن ماجة في الزهد باب ذكر التوبة برقم 4240
المصدر :
نشر في مجلة الدعوة العدد 1450 بتاريخ 13/12/1415هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
حكم القضاء عمن ترك الصلاة والصيام بسبب المرض
السؤال :
كانت أمي تصوم وتصلي ، وقد مرضت مرضاً شديداً مدة سنتين ، توفاها الله على أثره ، ولم تكن تصوم ولا تصلي في وقت مرضها ، لعدم استطاعتها ، فهل يلزمني دفع كفارة عنها ، أو الصيام والصلاة عنها ، أفيدوني بارك الله فيكم .
الجواب :
ما دامت ماتت وهي مريضة ولم تستطع الصيام فإنك لا تقضين عنها شيئاً ، وليس عليك إطعام ، أما الصلاة فقد غلطت في تركها ، وكان الواجب عليها أن تصلي ولو كانت مريضة ، ولا تؤجل الصلاة ، فالواجب على المريض أن يصلي بحسب حاله ، إن استطاع القيام صلى قائماً ، وإن عجز صلى قاعداً ، فإن لم يستطع القعود صلى على جنبه ، وأيمن أفضل من الأيسر إن استطاع ، فإن لم يستطع الصلاة على جنبه صلى مستلقياً ، هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم لما شكا إليه بعض الصحابة رضي الله عنهم المرض قال له : (( صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً ، فإن لم تستطع فعل جنب ، فإن لم تستطع فمستلقياً )) [1] . هذا هو الواجب ذكراً كان أم أنثى ؛ وذلك بأن ينوي أركان الصلاة وواجباتها في قلبه ، ويتكلم بما يستطيع ، فيكبر ناوياً الإحرام ، ثم يقرأ دعاء الاستفتاح والفاتحة وما تيسر من القرآن ، ثم يكبر وينوي الركوع ويقول سبحان ربي العظيم . ثم يقول : سمع الله لمن حمده ناوياً الرفع من الركوع ، ويقول : ربنا ولك الحمد إلى آخره ، ثم يكبر ناوياً السجود ويقول : سبحان ربي الأعلى ، ثم يرفع مكبراً ناوياً الجلوس بين السجدتين ويقول : رب اغفر لي ، ثم يكبر ناوياً السجدة الثانية ، وهكذا بالنية والكلام . والصلاة لا تقضى ، وإنما عليك الدعاء لها ، والترحم عليها ، والاستغفار له إن كانت مسلمة موحدة ، أما إن كانت تدعو الأموات وتستغيث بهم وتدعو غير الله فلا يدعى لها ، ولأن فعلها هذا شرك أكبر وبالله التوفيق .
[1] ذكره صاحب فيض القدير في شرح الجامع الصغير في ج 4 ص 247 ، وذكره صاحب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح في كتاب الطهارة باب القصد برقم 1248 ج 3 ص 314 ، وذكره صاحب نيل الأوطار في كتاب صلاة المريض ج3 ص 224
المصدر :
نشر في مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز إعداد وتقديم د . عبد الله الطيار والشيخ أحمد الباز ج5 ص 225 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
توفي وعليه كفارة القتل الخطأ فهل يجوز الصيام عنه
السؤال :
لي أخ توفي وعليه كفارة القتل الخطأ ، وهي صيام شهرين متتابعين ، فهل يجوز صيامهما عنه ، وهل يجوز اقتسامهما بالتتابع مع إخوتي الأحياء لنبرئ شقيقنا المتوفى ؟
الجواب :
بسم الله والحمد لله ... يشرع لأحدكم أن يصوم عنه شهرين متتابعين لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من مات وعليه صيام صام عنه وليه ))[1] متفق على صحته . والولي هو القريب ، ولا يجوز تقسيمهما على جماعة ، وإنما يصومهما شخص واحد متتابعين كما شرع الله ذلك ، لقوله سبحانه في حق القاتل :{ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْن}[2] . أما من استطاع العتق فعليه العتق ، ولا يجزئه الصيام وفق الله الجميع .
[1] رواه البخاري في الصوم باب من مات وعليه صوم برقم 1952 ، ومسلم في الصيام باب قضاء الصوم عن الميت برقم 1147
[2] سورة النساء ، الآية 92
المصدر :
نشر في مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز إعداد وتقديم د . عبد الله الطيار والشيخ أحمد الباز ج5 ص 226 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
الأيام المنهي عن الصيام فيها
السؤال :
ما هي الأيام التي يكره فيها الصيام ؟
الجواب :
الأيام التي ينهى عن الصيام فيها يوم الجمعة ، حيث لا يجوز أن يصوم يوم الجمعة منفرداً يتطوع بذلك ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك . وهكذا لا يفرد يوم السبت تطوعاً ، لكن إذا صام الجمعة ومعها السبت أو معها الخميس فلا بأس ، كما جاءت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكذلك ينهى عن صوم عيد الفطر وذلك محرم . وكذلك يوم النحر وأيام التشريق كلها لا تصام ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ، إلا أن أيام التشريق قد جاء ما يدل على جواز صومها عن هدي التمتع والقران خاصة لمن لم يستطع الهدي ؛ لما ثبت في البخاري عن عائشة رضي الله عنها وابن عمر رضي الله عنهما قالا : (( لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي )) [1] . أما كونها تصام تطوعاً أو لأسباب أخرى فلا يجوز كيوم العيد ؛ وهكذا يوم الثلاثين من شعبان إذا لم تثبت رؤية الهلال ، فإنه يوم شك لا يجوز صومه في أصح قولي العلماء سواء كان صحواً أو غيماً ؛ للأحاديث الصحيحة الدالة على النهي عن ذلك . والله ولي التوفيق .
[1] رواه البخاري في الصوم باب صيام أيام التشريق برقم 1998
المصدر :
نشر في كتاب فتاوى إسلامية جمع وترتيب فضيلة الشيخ محمد المسند ج2 ص 168 ، ومجلة الدعوة العدد 1677 بتاريخ 4/10/1419هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
حكم من نوى الصيام ثم مرض
السؤال :
رجل قرر أن يصوم شعبان ، وأثناء صيامه لأيام شعبان داهمه مرض فأفطر وفي نيته إكمال شعبان بالصيام ، فهل له أجر تلك النية ؟
الجواب :
يرجى له ثواب ما نواه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً ))[1]أخرجه البخاري في صحيحه ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ))[2].
[1] رواه البخاري في الجهاد والسير باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة برقم 2996
[2] رواه البخاري في بدء الوحي باب بدء الوحي برقم 1
المصدر :
نشر في مجلة الدعوة العدد 1673 بتاريخ 6/9/1419هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
حكم الاعتكاف وما يجب على المعتكف التزامه وحكم اشتراط الصيام له
السؤال :
ما هو الاعتكاف ؟ وإذا أراد الإنسان أن يعتكف فماذا عليه أن يفعل وماذا عليه أن يمتنع ؟ وهل يجوز للمرأة أن تعتكف في البيت الحرام ؟ وكيف يكون ذلك ؟
الجواب :
الاعتكاف : عبادة وسنة وأفضل ما يكون في رمضان في أي مسجد تقام فيه صلاة الجماعة ، كما قال تعالى : { وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } [1] فلا مانع من الاعتكاف في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ، من الرجل والمرأة ، إذا كان لا يضر بالمصلين ولا يؤذي أحداً فلا بأس بذلك . والذي على المعتكف أن يلزم معتكفه ويشتغل بذكر الله والعبادة ، ولا يخرج إلا لحاجة الإنسان كالبول والغائط ونحو ذلك أو لحاجة الطعام إذا كان لم يتيسر له من يحضر له الطعام فيخرج لحاجته ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج لحاجته . ولا يجوز للمرأة أن يأتيها زوجها وهي في الاعتكاف ، وكذلك المعتكف ليس له أن يأتي زوجته وهو معتكف ؛ لأن الله تعالى قال : { وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } والأفضل له ألا يتحدث مع الناس كثيراً بل يشتغل بالعبادة والطاعة ، لكن لو زاره بعض إخوانه أو زار المرأة بعض محارمها أو بعض أخواتها في الله وتحدثت معهم أو معهن فلا بأس ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزوره نساؤه في معتكفه ويتحدث معهن ثم ينصرفن فدل ذلك على أنه لا حرج في ذلك . والاعتكاف هو المكث في المسجد لطاعة الله تعالى سواء كانت المدة كثيرة أو قليلة ؛ لأنه لم يرد في ذلك فيما أعلم ما يدل على التحديد لا بيوم ولا بيومين ولا بما هو أكثر من ذلك ، وهو عبادة مشروعة إلا إذا نذره صار واجباً بالنذر وهو في حق المرأة والرجل سواء ولا يشترط أن يكون معه صوم على الصحيح فلو اعتكف الرجل أو المرأة وهما مفطران فلا بأس في غير رمضان .
[1] سورة البقرة ، الآية 187
المصدر :
من برنامج نور على الدرب شريط رقم 1 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
لا يجوز البدء بالصيام قبل الإطعام
السؤال :
إذا حلفت على شيء ألا أفعله فجاء يوم وفعلته، فهل لي أن أصوم ثلاثة أيام ثم أكمل هذا الشيء، أو أني أتوقف عنه؟
الجواب :
إذا حلف الإنسان على شيء أن لا يفعله ثم فعله، فعليه كفارة يمين؛ كما لو قال: والله لا أكلم فلاناً، أو لا أكل طعامه، ثم كلمه أو أكل طعامه، فإن عليه كفارة يمين؛ لقول الله سبحانه: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[1].
أوضح سبحانه في هذه الآية كفارة اليمين، وبين عز وجل أن الصيام إنما يكون في حق من عجز عن الإطعام والكسوة والعتق، وقد اختلف أهل العلم في مقدار الواجب من الطعام لكل مسكين، والأصح أنه نصف صاع من جميع الأصناف التي يطعمها الإنسان أهله من الرز والتمر وغيرهما، ومقدار ذلك بالوزن كيلو ونصف تقريباً.
وإن غدى المساكين العشرة أو عشاهم، أو كساهم كسوة تجزئهم في الصلاة كفى ذلك، وإن أعتق رقبة مؤمنة من ذكر أو أنثى كفى ذلك، فإن عجز عن الجميع صام ثلاثة أيام، والله ولي التوفيق.
[1] سورة المائدة، الآية 89.
المصدر :
نشر في كتاب (فتاوى إسلامية)، من جمع/ محمد المسند، ج3، ص: 479 - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثالث والعشرون.
حكم إفراد يوم السبت بالصيام
السؤال :
سماحة الوالد/ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام الديار السعودية سلمه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كما تعلمون - حفظكم الله - وافق هذا العام يوم التاسع من محرم 1415هـ يوم السبت، وكان اليوم العاشر يوم الأحد - حسب تقويم أم القرى - وعملاً بالحديث ((لأن عشت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر...)) الحديث، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، صمت يوم السبت والأحد (9-10/1). ولكن أحد الإخوة اعترض على صيام يوم السبت وقال: إن صيامه تطوعاً منهي عنه لما ورد في الحديث، وذكر معناه ولم يذكر نصه.
ولرغبتي في استجلاء الموضوع، وعملاً بقوله تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[1] أرجو من سماحتكم إيضاح هذا الإشكال مع ذكر الحديث ومدى صحته، وما نصيحتكم حول هذا الموضوع؟ والله يحفظكم.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بعده[2]:
الحديث المذكور معروف وموجود في بلوغ المرام في كتاب الصيام وهو حديث ضعيف شاذ ومخالف للأحاديث الصحيحة، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا يوماً قبله أو يوماً بعده))[3]، ومعلوم أن اليوم الذي بعده هو يوم السبت والحديث المذكور في الصحيحين، وكان صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت ويوم الأحد ويقول: ((إنهما يوما عيد للمشركين فأحب أن أخالفهم))[4]، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة كلها تدل على جواز صوم يوم السبت تطوعاً، وفق الله الجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المفتي العام للمملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء والبحوث العلمية والإفتاء
[1] سورة النحل، الآية 43.
[2] صدر من مكتب سماحته برقم 1179/ش في 9/2/1415هـ.
[3] أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب صوم الجمعة فإذا أصبح صائماً يوم الجمعة، برقم 1849، بلفظ: ((لا يصومّن أحدكم...)). ومسلم في كتاب الصيام، باب كراهة صيام يوم الجمعة منفرداً، برقم 1929.
[4] أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار، برقم 25525.
المصدر :
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.
يتبع بإذن الله [/align]
تعليق