تويت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه فائدة من فوائد للعلامة ابن العثيمين رحمة الله ..
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم : تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي اَلسَّحُورِ بَرَكَةً مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
الشرح :
فإن في السَّحور أو في السُّحُور ؟ يحتمل أنه السِّحور (بالفتح) وهو ما يتسحر به أو السُّحور (بالضم ) الذي هو الأكل في آخر الليل .
قوله عليه الصلاة السلام تسحروا أي كلوا السحور وهو الأكل في السحر أي في آخر الليل
والخطاب هنا للصائمين
وقوله (فإن في السحور بركة )هذا تعليل للأمر وهو بيان أن في السحور بركة والبركة كثرة الخير ودوامه ومنه البِركة : مجتمع الماء
من بركات السحور:
أولا امتثال أوامر النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تسحروا وكل شيء تمتثل به أمر الله ورسوله فإنه بركة وخير ولهذا جرب نفسك عندما تفعل العبادة وأنت تستحضر أنك تفعلها امتثالا لأمر الله تجد فيها من اللذة والانشراح والطمانينة والعاقبة الحسنة مالا يوجد فيما إذا ما فعلتها على أنها مجرد شيء واجب .
من بركته أن فيه حفظا لقوة النفس وقوة البدن لأن النفس كلما نالت حظها من الأكل والشرب استراحت وكذلك البدن .
ولهذا يكره للإنسان أو يحرم أن يصلي بحضرة طعام يشتهيه
ومنها أن فيه عونا على طاعة الله لأنك تأكله لتستعين به على الصيام وهذا لاشك أنه بركة .
ومنها أن البركة حسية ظاهرة فإن الإنسان إذا كان مفطرا يأكل في اليوم مرتين أو ثلاثة ويشرب كثيرا وإذا تسحر وصام فإنه لايأكل ولا يشرب ولا مرة واحدة .
أن فيه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتسحر .
ومن بركته أيضا أن فيه الفصل بيننا وبين صيام أهل الكتاب .
فإن الفصل بيننا وبين صيام أهل الكتاب كما في صحيح مسلم أكلة السحور
ولا شك أن هذا من بركاته فكل شيء يميز المسلم عن الكافر سواء في اللباس أو الحلي أو في أي شيء فإنه خير وبركة فإنه لا خير في موافقة المشركين أبدا أو اليهود أو النصارى في أي شيء .
أما في العبادات فهذا قد يؤدي إلى الشرك أو الكفر أما في العادات فلإن التشبه بهم في الأمور الظاهرة قد يوصل إلى التشبه في الأمور الباطنة .
والغالب أنه ما من شخص يتشبه بإنسان إلا وهو يجد في نفسه إعجابا به وأنه أهل لأن يقتدى به أو يكون في قلبه محبة له .
هذه ستة أوجه يشملها قوله عليه الصلاة والسلام فإن في السحور بركة
هذا الحديث فيه أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسَّحور هذا الأمر هل هو للوجوب أو للاستحباب ؟ يرى بعض العلماء أنه للوجوب وهذا على رأي من يرى أن الوصال حرام .
ولكن جمهور أهل العلم على أن الأمر هنا للاستحباب
لو قلت هل هذا الرأي يؤيده قول ( فإن في السحور بركة ) ؟
كونه فيه البركة لا ينافي الوجوب بل هذا ربما نقول أنه يؤيد القول بالوجوب.
فوائد الحديث :
1- اثبات البركة في بعض الأطعمة ، لقوله ( فإن في السحور بركة ) ، فإذا كان في السحور بركة وهو طعام فقد يكون في الإنسان بركة ، يكون الإنسان مباركا على من له اتصال به كما في حديث أسيد بن حصير رضي الله عنه في قصة ضياع عقد عائشة رضي الله عنها حتى انحبس الناس على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فقال أسيد ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر .
وأما من أنكر أن يكون في الإنسان بركة فهذا إن أراد بإنكاره إنكار أن يكون به بركة جسدية ــ بمعنى أن جسده مبارك ــ فهذا حق لأن لا أحد يتبرك بجسده أو عرقه أو فضولاته إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يتبرك بفضل وضوءه وكذلك بريقه وعرقه أما بوله وغائطه فالصحيح أنه نجس كغيره من البشر .
وإن أراد بنفي البركة نفي ما يحصل منه من خير وعلم ونفع مالي أو بدني هذا غير صحيح
الحاصل أن البركة تكون في المخلوفات ولكن يجعلها فيها الله عزوجل
2- حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام لكونه يقرن الحكم بالعلة ، لقوله ( فإن في السحور البركة ) والعلة تختلف قد تكون العلة مما يحث الإنسان على الفعل أو ينفره من الفعل.
ففي هذا الحديث الغرض من العلة : الحث على الفعل
وفي قوله تعالى " إلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإنَّهُ رِجْسٌ "
التنفير منه .
مثل إلقاء النبي عليه الصلاة والسلام الروث حين جاء بها عبد الله ابن مسعود ليستنجي بها فألقاها الرسول وقال إنها رجس . للتنفير من ذلك .
المصدر : شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام
العلامة ابن العثيمين رحمه الله وأسكنه الجنة
فهذه فائدة من فوائد للعلامة ابن العثيمين رحمة الله ..
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم : تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي اَلسَّحُورِ بَرَكَةً مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
الشرح :
فإن في السَّحور أو في السُّحُور ؟ يحتمل أنه السِّحور (بالفتح) وهو ما يتسحر به أو السُّحور (بالضم ) الذي هو الأكل في آخر الليل .
قوله عليه الصلاة السلام تسحروا أي كلوا السحور وهو الأكل في السحر أي في آخر الليل
والخطاب هنا للصائمين
وقوله (فإن في السحور بركة )هذا تعليل للأمر وهو بيان أن في السحور بركة والبركة كثرة الخير ودوامه ومنه البِركة : مجتمع الماء
من بركات السحور:
أولا امتثال أوامر النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تسحروا وكل شيء تمتثل به أمر الله ورسوله فإنه بركة وخير ولهذا جرب نفسك عندما تفعل العبادة وأنت تستحضر أنك تفعلها امتثالا لأمر الله تجد فيها من اللذة والانشراح والطمانينة والعاقبة الحسنة مالا يوجد فيما إذا ما فعلتها على أنها مجرد شيء واجب .
من بركته أن فيه حفظا لقوة النفس وقوة البدن لأن النفس كلما نالت حظها من الأكل والشرب استراحت وكذلك البدن .
ولهذا يكره للإنسان أو يحرم أن يصلي بحضرة طعام يشتهيه
ومنها أن فيه عونا على طاعة الله لأنك تأكله لتستعين به على الصيام وهذا لاشك أنه بركة .
ومنها أن البركة حسية ظاهرة فإن الإنسان إذا كان مفطرا يأكل في اليوم مرتين أو ثلاثة ويشرب كثيرا وإذا تسحر وصام فإنه لايأكل ولا يشرب ولا مرة واحدة .
أن فيه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتسحر .
ومن بركته أيضا أن فيه الفصل بيننا وبين صيام أهل الكتاب .
فإن الفصل بيننا وبين صيام أهل الكتاب كما في صحيح مسلم أكلة السحور
ولا شك أن هذا من بركاته فكل شيء يميز المسلم عن الكافر سواء في اللباس أو الحلي أو في أي شيء فإنه خير وبركة فإنه لا خير في موافقة المشركين أبدا أو اليهود أو النصارى في أي شيء .
أما في العبادات فهذا قد يؤدي إلى الشرك أو الكفر أما في العادات فلإن التشبه بهم في الأمور الظاهرة قد يوصل إلى التشبه في الأمور الباطنة .
والغالب أنه ما من شخص يتشبه بإنسان إلا وهو يجد في نفسه إعجابا به وأنه أهل لأن يقتدى به أو يكون في قلبه محبة له .
هذه ستة أوجه يشملها قوله عليه الصلاة والسلام فإن في السحور بركة
هذا الحديث فيه أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسَّحور هذا الأمر هل هو للوجوب أو للاستحباب ؟ يرى بعض العلماء أنه للوجوب وهذا على رأي من يرى أن الوصال حرام .
ولكن جمهور أهل العلم على أن الأمر هنا للاستحباب
لو قلت هل هذا الرأي يؤيده قول ( فإن في السحور بركة ) ؟
كونه فيه البركة لا ينافي الوجوب بل هذا ربما نقول أنه يؤيد القول بالوجوب.
فوائد الحديث :
1- اثبات البركة في بعض الأطعمة ، لقوله ( فإن في السحور بركة ) ، فإذا كان في السحور بركة وهو طعام فقد يكون في الإنسان بركة ، يكون الإنسان مباركا على من له اتصال به كما في حديث أسيد بن حصير رضي الله عنه في قصة ضياع عقد عائشة رضي الله عنها حتى انحبس الناس على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فقال أسيد ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر .
وأما من أنكر أن يكون في الإنسان بركة فهذا إن أراد بإنكاره إنكار أن يكون به بركة جسدية ــ بمعنى أن جسده مبارك ــ فهذا حق لأن لا أحد يتبرك بجسده أو عرقه أو فضولاته إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يتبرك بفضل وضوءه وكذلك بريقه وعرقه أما بوله وغائطه فالصحيح أنه نجس كغيره من البشر .
وإن أراد بنفي البركة نفي ما يحصل منه من خير وعلم ونفع مالي أو بدني هذا غير صحيح
الحاصل أن البركة تكون في المخلوفات ولكن يجعلها فيها الله عزوجل
2- حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام لكونه يقرن الحكم بالعلة ، لقوله ( فإن في السحور البركة ) والعلة تختلف قد تكون العلة مما يحث الإنسان على الفعل أو ينفره من الفعل.
ففي هذا الحديث الغرض من العلة : الحث على الفعل
وفي قوله تعالى " إلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإنَّهُ رِجْسٌ "
التنفير منه .
مثل إلقاء النبي عليه الصلاة والسلام الروث حين جاء بها عبد الله ابن مسعود ليستنجي بها فألقاها الرسول وقال إنها رجس . للتنفير من ذلك .
المصدر : شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام
العلامة ابن العثيمين رحمه الله وأسكنه الجنة
تعليق