[align=center] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في العشرون من رمضان
ـ فتح مكة المكرمة:
من حوادث اليوم العشرين من رمضان فتح مكة المكرمة سنة ثمان للهجرة على يد النبي صلى الله عليه وسلم
وذلك أن قريشاً نقضت العهد الذي بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعانت بكراً على خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، على خلاف ما اتفقت عليه وتعهدت به، فلما بلغ الخبرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بالتجهز، وكتم أمره عن قريش حتى يفاجئها فلا تقاوم، رغبة منه صلى الله عليه وسلم بتجنب سفك الدماء في الحرم.
واستنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع من أسلم من القبائل فجمع بذلك جيشاً قوامه عشرة آلاف مقاتل توجه به إلى مكة وقد كان خروجه من المدينة لعشر من رمضان سنة (8).
ولكنها لم تتوقع أن يهاجم مكة ويقصدها، لذلك بقيت بلا استعداد حقيقي مناسب، حتى حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وأمر أصحابه في الليل أن يوقد كل امريء منهم ناراً.
وكانت قريش تنتظر رداً من رسول الله صلى الله عليه وسلم على غدرها ليدخل الرعب في قلوب المشركين ، وفعلاً فقد ارتاعت قريش وأسقط في يدها، فعلمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحاصر مكة فلم تستطع حراكا.
وقبيل دخول جيش المسلمين مكة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً ينادي:
ـ من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل الحرم فهو آمن ومن أغلق بابه دونه فهو آمن.
ثم تحرك جيش المسلمين نحو مكة، فدخلها من طرفيها، ولم يلق مقاومة تذكر
والتقى طرفا الجيش الإسلامي في صحن الطواف في المسجد الحرام حول الكعبة، فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت، ودخل الكعبة فصلى فيها، ثم خرج فوقف على باب الكعبة وقريش تنظر إليه بم يأمر فيها فقال:ـ يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟؟
قالوا: خيراً. أخ كريم وابن أخ كريم!! قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء.!!
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تزال الأصنام من الحرم ، وأن يصعد بلال فوق الكعبة ويؤذن وقال: ـ لا هجرة بعد الفتح.
وبفتح مكة سقطت دولة الشرك في جزيرة العرب واستعاد المسجد الحرام مكانته، وتبوأ الإسلام سدة الحكم.
وقد ذكر بعضهم أن فتح مكة كان قبل العشرين من رمضان، لكن الأشهر ما ذكرناه.
ـ الحجاج يطارد فلول الخوارج الأزارقة:
ومن حوادث اليوم العشرين من رمضان معركة جرت بين أهل الكوفة والخوارج الأزارقة، الذين طارد فلولهم الحجاج بن يوسف الثقفي عام 75هـ.
قال الطبري (3/552) وأما أهل الكوفة فإنه ذكروا أن كتاب الحجاج بن يوسف أتي المهلب وعبد الرحمن بن مخنف أن ناهضا الخوارج حين يأتيكما كتابي هذا قال: فناهضاهم يوم الأربعاء لعشر بقين من رمضان سنة خمس وسبعين، واقتتلوا قتالاً شديداً لم يكن بينهم فيما مضى من قتال أشد منه. وذلك بعد الظهر ثم مالت الخوارج بحدها على المهلب بن أبي صفرة فاضطروه إلى معسكره، وأخذ عبد الرحمن بن مخنف يمده بالخيل بعد الخيل والرجال بعد الرجال، فعززوا موقفه، فلما كان بعد العصر مالت الخوارج على عبد الرحمن بن مخنف فثبت لهم وقاتلهم حتى قتل مع جماعة في الليل، فلما أصبحوا جاء المهلب حتى أتاه فدفنه وصلى عليه ، وكتب بمصابه إلى الحجاج فكتب بذلك الحجاج إلى عبد الملك بن مروان فنعى عبد الرحمن بمنى وذم أهل الكوفة.
ـ إظهار العباسيين دعوتهم علنا:
ومن حوادث اليوم العشرين من رمضان في سنة 129هـ. إعلان دعوة العباسيين.
ففي ذلك اليوم ظهر أبو مسلم الخراساني واسمه عبد الرحمن بن مسلم أحد بني جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناف بخراسان، وذلك يوم الخميس لعشر بقين من رمضان سنة تسع وعشرون ومائة، فأظهر أبو مسلم الدعوة للرضا من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل مرو ، وفض الجموع التي كانت بها مع نصر بن سيار، وهرب نصر بن سيار من أبي مسلم يريد العراق فمات بسماوة.
وخرج أبو مسلم من مرو إلى نيسابور، ثم قصد الري، ثم خرج منها إلى الكوفة فدخلها.
ـ حدود الفتوحات العثمانية أمام أسوار فيينا:
ومن حوادث اليوم العشرين من رمضان سنة 1904هـ الهزيمة التي لحقت بجيش الدولة العثمانية امام أسوار فيينا، لتضع حداً للفتوحات العثمانية الإسلامية في أوروبا.
ـ نجدة ابن رائق للخليفة المقتني:
وفي العشرين من رمضان سنة 330 تحرك أبو بكر محمد بن رائق صاحب الشام وواليها أيام الخليفة المقتفي لتلبية طلب الخليفة نجدته وتخليصه من الديلم ومن البريدي.
وكان الديلم إذ ذاك أكبر عناصر الجيش في الخلافة، وكان البريدي قائدهم قد تعاظم أمره حتى حدثته نفسه بالاستيلاء على بغداد، وقد سعى المقتفي بكل وسيلة لمنعه فأنفق أموالاً جزيلة في الجند ليتألفهم، وحاول بنفسه أن يمنع دخول البريدي إلى العاصمة فلم يفلح ، بل إن البريدي تطاول على الخليفة، وألزمه أن يبعث إليه خمسمائة ألف دينار قهرا.
وفي هذه الأثناء - قبل وصول ابن رائق من الشام لنجدة الخليفة - قام قائد للديلم يقال له (كورتكين) فنازع (البريدي) وهزمه، ولكن الخليفة الضعيف لم يرق له ذلك، بل ما كاد ابن رانق يصل بغداد نجدة له حتى التقى جيشه وجيش كورتكين داخل بغداد
يقول ابن كثير (11/199) وساعدت العامة ابن رائق على كورتكين، فانهزم الديلم وقتل منهم كثير، وهرب كورتكين فاختفى، واستقر أمر ابن رائق وخلع عليه الخليفة، وركب هو واياه في دجلة.
ـ وفاة ياقوت الحموي:
ومن حوادث يوم العشرين من رمضان وفاة ياقوت الحموي صاحب كتاب معجم البلدان سنة 626. قال عنه الذهبي (سير اعلام النبلاء 22/313) الأديب الأوحد شهاب الدين الرومي مولى عسكر الحموي السفّار النحوي الأخباري المؤرخ.
قال ابن العماد (شذرات الذهب 3/122) أخذ من بلاد الروم صغيراً، وابتاعه ببغداد رجل تاجر معروف بعسكر الحموي، وجعله في الكتاب لينتفع به في ضبط تجارته وكان مولاه عسكر لا يحسن الخط، وشغله مولاه بعد ذلك بالأسفار في متاجره.
ثم جفاه فأعتقه وأبعده عنه فاشتغل بالنسخ بالأجرة وحصلت له بالمطالعة فوائد.
ثم عاد مولاه فتبناه وزوجه واعطاه مالاً للتجارة فجعل تجارته كتبا، وتوجه إلى دمشق وبرز نجمه فيها، وتعرض لمعارضة غيره.
ثم خرج من دمشق إلى حلب فالموصل فإربل فخراسان وصولاً إلى خوارزم، فصادف وصول التتار كالأعصار المدمر، فعاد أدراجه هاربا إلى الموصل فسنجار فحلب وأقام بظاهرها في الخان إلى أن مات...
صنف كتباً قيمة رائعة مثل: إرشاد الألباء إلى معرفة الأدباء، ومعجم الشعراء، والمقتضب في النسب، وأخبار المتنبي.
كانت وفاة ياقوت الحموي في ظاهر مدينة حلب يوم الأحد العشرين من رمضان، وقد أوقف كتبه على مسجد الزيدي بدرب دينار ببغداد، وسلمها إلى الشيخ عزالدين بن الأثير صاحب التاريخ الكبير.
ـ استيلاء الفرنجة على شاطبة.
ومن حوادث يوم العشرين من رمضان استيلاء الفرنجة في الأندلس على بلدة (شاطبة).
وشاطبة مدينة كبيرة خرج منها جماعة من العلماء، استولى عليها الأفرنج يوم العشرين من رمضان سنة 645.
ومن العلماء المنسوبين إليها إمام في القراءات شهير هو: الإمام الشاطبي صاحب قصيدة (حرز الأماني ووجه التهاني) في القراءات، وعدتها ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتا، أبدع فيها أكمل الإبداع وهي عمدة القراء، قلّ من يشتغل بالقراءات إلا ويقدم حفظها ومعرفتها لاشتمالها على رموز عجيبة وإشارات خفية لطيفة. واسمه الشاطبي قاسم بن ميرّة بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الضرير المقرئ يكنى أبا محمد.
كان عالماً بكتاب الله تعالى قراءة وتفسيراً وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوحد زمانه في النحو واللغة، عارفاً بعلم الرؤيا، قرأ القرآن العظيم بالروايات على أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص النفزي المقرئ وأبي الحسن علي بن هذيل الأندلسي.
وكان الشاطبي يجتنب فضول الكلام لا ينطق في سائر أوقاته إلا بما تدعو إليه الضرورة ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة في هيئة حسنة وتخشع.
كان يقول عن قصيدته في القراءات (الشاطبية) لا يقرأ قصيدتي هذه أحد إلا وينفعه الله عز وجل، لأني نظمتها لله عز وجل مخلصاً في ذلك.
توفي يوم الأحد بعد صلاة العصر الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة 590 ودفن بالقرافة الصغري في تربة القاضي الفاضل.
ـ نفقة بعض المدارس الشرعية.
وجاء في كتاب (الدارس في أخبار المدارس ) وصف لما كانت عليه بعض المدارس الدينية قديماً من كفاية ونفقة وما تخرجه من أرزاق في أيام معلومة وأحوال مخصوصة منها مثلاً ما يوزع فيها يوم العشرين من رمضان.
ومن تلك المدارس (الدارس 2/78) المدرسة العمرية الشيخية بدمشق، وقفها لا يمكن حصره من جملته العشر في البقاع والمرتب على داريا من القمح ستون غرارة ومن الدراهم خمسة آلاف للغنم في شهر رمضان.
يقول صاحب كتاب الدارس: ومما رأيناه وسمعناه من مصالحها الخبز لكل واحد من المنزلين فيها رغيفان، وللشيخ الذي يقري أو يدرس ثلاثة وهو مستمر طوال السنة والقمصان في كل سنة لكل منزل فيها قميص، والسراويل لكل واحد سروال. وطعام شهر رمضان بلحم. وكان الشيخ عبد الرحمن ينوع لهم ذلك ويوم الجمعة العدس، وزبيب وقضامة ليلة الجمعة يفرق عليهم بعد قراءة ما تيسر، ووقفه دكاكين تحت القلعة. وكل سنة مرة زبيب وفِرا وبشوت وحلاوة دهنية وصابون وختان من لم يكن مختوناً من الفقراء والأيتام النازلين فيها، وسخانة يسخن فيها الماء في الشتاء لغسل من احتلم، وكعك ومشبك بعسل في ليلة العشرين من رمضان، وكنافة ليلة العشر الأول من رمضان، وقنديل يشعل طول الليل في المقصورة... وغير ذلك كثير.. فليرجع إليه.
ـ القاضي أبي يعلى الفراء شيخ الحنابلة في الفروع:
وممن توفي في العشرين من رمضان (البداية 12/95) القاضي أبو يعلى بن الفرا الحنبلي محمد بن الحسن بن محمد بن خلف، شيخ الحنابلة وممهد مذهبهم في الفروع.
كان من سادات العلماء، إماماً في الفقه، له التصانيف الحسان الكثيرة في مذهب الإمام أحمد وانتهت إليه رياسة المذهب.
درّس وأفتى سنين، وجمع بين الإمامة والفقه والصدق وحسن الخلق والتعبد والتقشف والخشوع وحسن السمت والصمت عما لا يعني
توفي في العشرين من رمضان سنة 459هـ عن ثمان وسبعين سنة واجتمع في جنازته القضاة والأعيان، وكان يوم وفاته يوماً حارا فأفطر بعض من اتبع جنازته بعد أن غلبه الزحام وخشي على نفسه. رحمه الله. [/align]
في العشرون من رمضان
ـ فتح مكة المكرمة:
من حوادث اليوم العشرين من رمضان فتح مكة المكرمة سنة ثمان للهجرة على يد النبي صلى الله عليه وسلم
وذلك أن قريشاً نقضت العهد الذي بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعانت بكراً على خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، على خلاف ما اتفقت عليه وتعهدت به، فلما بلغ الخبرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بالتجهز، وكتم أمره عن قريش حتى يفاجئها فلا تقاوم، رغبة منه صلى الله عليه وسلم بتجنب سفك الدماء في الحرم.
واستنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع من أسلم من القبائل فجمع بذلك جيشاً قوامه عشرة آلاف مقاتل توجه به إلى مكة وقد كان خروجه من المدينة لعشر من رمضان سنة (8).
ولكنها لم تتوقع أن يهاجم مكة ويقصدها، لذلك بقيت بلا استعداد حقيقي مناسب، حتى حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وأمر أصحابه في الليل أن يوقد كل امريء منهم ناراً.
وكانت قريش تنتظر رداً من رسول الله صلى الله عليه وسلم على غدرها ليدخل الرعب في قلوب المشركين ، وفعلاً فقد ارتاعت قريش وأسقط في يدها، فعلمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحاصر مكة فلم تستطع حراكا.
وقبيل دخول جيش المسلمين مكة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً ينادي:
ـ من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل الحرم فهو آمن ومن أغلق بابه دونه فهو آمن.
ثم تحرك جيش المسلمين نحو مكة، فدخلها من طرفيها، ولم يلق مقاومة تذكر
والتقى طرفا الجيش الإسلامي في صحن الطواف في المسجد الحرام حول الكعبة، فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت، ودخل الكعبة فصلى فيها، ثم خرج فوقف على باب الكعبة وقريش تنظر إليه بم يأمر فيها فقال:ـ يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟؟
قالوا: خيراً. أخ كريم وابن أخ كريم!! قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء.!!
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تزال الأصنام من الحرم ، وأن يصعد بلال فوق الكعبة ويؤذن وقال: ـ لا هجرة بعد الفتح.
وبفتح مكة سقطت دولة الشرك في جزيرة العرب واستعاد المسجد الحرام مكانته، وتبوأ الإسلام سدة الحكم.
وقد ذكر بعضهم أن فتح مكة كان قبل العشرين من رمضان، لكن الأشهر ما ذكرناه.
ـ الحجاج يطارد فلول الخوارج الأزارقة:
ومن حوادث اليوم العشرين من رمضان معركة جرت بين أهل الكوفة والخوارج الأزارقة، الذين طارد فلولهم الحجاج بن يوسف الثقفي عام 75هـ.
قال الطبري (3/552) وأما أهل الكوفة فإنه ذكروا أن كتاب الحجاج بن يوسف أتي المهلب وعبد الرحمن بن مخنف أن ناهضا الخوارج حين يأتيكما كتابي هذا قال: فناهضاهم يوم الأربعاء لعشر بقين من رمضان سنة خمس وسبعين، واقتتلوا قتالاً شديداً لم يكن بينهم فيما مضى من قتال أشد منه. وذلك بعد الظهر ثم مالت الخوارج بحدها على المهلب بن أبي صفرة فاضطروه إلى معسكره، وأخذ عبد الرحمن بن مخنف يمده بالخيل بعد الخيل والرجال بعد الرجال، فعززوا موقفه، فلما كان بعد العصر مالت الخوارج على عبد الرحمن بن مخنف فثبت لهم وقاتلهم حتى قتل مع جماعة في الليل، فلما أصبحوا جاء المهلب حتى أتاه فدفنه وصلى عليه ، وكتب بمصابه إلى الحجاج فكتب بذلك الحجاج إلى عبد الملك بن مروان فنعى عبد الرحمن بمنى وذم أهل الكوفة.
ـ إظهار العباسيين دعوتهم علنا:
ومن حوادث اليوم العشرين من رمضان في سنة 129هـ. إعلان دعوة العباسيين.
ففي ذلك اليوم ظهر أبو مسلم الخراساني واسمه عبد الرحمن بن مسلم أحد بني جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناف بخراسان، وذلك يوم الخميس لعشر بقين من رمضان سنة تسع وعشرون ومائة، فأظهر أبو مسلم الدعوة للرضا من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل مرو ، وفض الجموع التي كانت بها مع نصر بن سيار، وهرب نصر بن سيار من أبي مسلم يريد العراق فمات بسماوة.
وخرج أبو مسلم من مرو إلى نيسابور، ثم قصد الري، ثم خرج منها إلى الكوفة فدخلها.
ـ حدود الفتوحات العثمانية أمام أسوار فيينا:
ومن حوادث اليوم العشرين من رمضان سنة 1904هـ الهزيمة التي لحقت بجيش الدولة العثمانية امام أسوار فيينا، لتضع حداً للفتوحات العثمانية الإسلامية في أوروبا.
ـ نجدة ابن رائق للخليفة المقتني:
وفي العشرين من رمضان سنة 330 تحرك أبو بكر محمد بن رائق صاحب الشام وواليها أيام الخليفة المقتفي لتلبية طلب الخليفة نجدته وتخليصه من الديلم ومن البريدي.
وكان الديلم إذ ذاك أكبر عناصر الجيش في الخلافة، وكان البريدي قائدهم قد تعاظم أمره حتى حدثته نفسه بالاستيلاء على بغداد، وقد سعى المقتفي بكل وسيلة لمنعه فأنفق أموالاً جزيلة في الجند ليتألفهم، وحاول بنفسه أن يمنع دخول البريدي إلى العاصمة فلم يفلح ، بل إن البريدي تطاول على الخليفة، وألزمه أن يبعث إليه خمسمائة ألف دينار قهرا.
وفي هذه الأثناء - قبل وصول ابن رائق من الشام لنجدة الخليفة - قام قائد للديلم يقال له (كورتكين) فنازع (البريدي) وهزمه، ولكن الخليفة الضعيف لم يرق له ذلك، بل ما كاد ابن رانق يصل بغداد نجدة له حتى التقى جيشه وجيش كورتكين داخل بغداد
يقول ابن كثير (11/199) وساعدت العامة ابن رائق على كورتكين، فانهزم الديلم وقتل منهم كثير، وهرب كورتكين فاختفى، واستقر أمر ابن رائق وخلع عليه الخليفة، وركب هو واياه في دجلة.
ـ وفاة ياقوت الحموي:
ومن حوادث يوم العشرين من رمضان وفاة ياقوت الحموي صاحب كتاب معجم البلدان سنة 626. قال عنه الذهبي (سير اعلام النبلاء 22/313) الأديب الأوحد شهاب الدين الرومي مولى عسكر الحموي السفّار النحوي الأخباري المؤرخ.
قال ابن العماد (شذرات الذهب 3/122) أخذ من بلاد الروم صغيراً، وابتاعه ببغداد رجل تاجر معروف بعسكر الحموي، وجعله في الكتاب لينتفع به في ضبط تجارته وكان مولاه عسكر لا يحسن الخط، وشغله مولاه بعد ذلك بالأسفار في متاجره.
ثم جفاه فأعتقه وأبعده عنه فاشتغل بالنسخ بالأجرة وحصلت له بالمطالعة فوائد.
ثم عاد مولاه فتبناه وزوجه واعطاه مالاً للتجارة فجعل تجارته كتبا، وتوجه إلى دمشق وبرز نجمه فيها، وتعرض لمعارضة غيره.
ثم خرج من دمشق إلى حلب فالموصل فإربل فخراسان وصولاً إلى خوارزم، فصادف وصول التتار كالأعصار المدمر، فعاد أدراجه هاربا إلى الموصل فسنجار فحلب وأقام بظاهرها في الخان إلى أن مات...
صنف كتباً قيمة رائعة مثل: إرشاد الألباء إلى معرفة الأدباء، ومعجم الشعراء، والمقتضب في النسب، وأخبار المتنبي.
كانت وفاة ياقوت الحموي في ظاهر مدينة حلب يوم الأحد العشرين من رمضان، وقد أوقف كتبه على مسجد الزيدي بدرب دينار ببغداد، وسلمها إلى الشيخ عزالدين بن الأثير صاحب التاريخ الكبير.
ـ استيلاء الفرنجة على شاطبة.
ومن حوادث يوم العشرين من رمضان استيلاء الفرنجة في الأندلس على بلدة (شاطبة).
وشاطبة مدينة كبيرة خرج منها جماعة من العلماء، استولى عليها الأفرنج يوم العشرين من رمضان سنة 645.
ومن العلماء المنسوبين إليها إمام في القراءات شهير هو: الإمام الشاطبي صاحب قصيدة (حرز الأماني ووجه التهاني) في القراءات، وعدتها ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتا، أبدع فيها أكمل الإبداع وهي عمدة القراء، قلّ من يشتغل بالقراءات إلا ويقدم حفظها ومعرفتها لاشتمالها على رموز عجيبة وإشارات خفية لطيفة. واسمه الشاطبي قاسم بن ميرّة بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الضرير المقرئ يكنى أبا محمد.
كان عالماً بكتاب الله تعالى قراءة وتفسيراً وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوحد زمانه في النحو واللغة، عارفاً بعلم الرؤيا، قرأ القرآن العظيم بالروايات على أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص النفزي المقرئ وأبي الحسن علي بن هذيل الأندلسي.
وكان الشاطبي يجتنب فضول الكلام لا ينطق في سائر أوقاته إلا بما تدعو إليه الضرورة ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة في هيئة حسنة وتخشع.
كان يقول عن قصيدته في القراءات (الشاطبية) لا يقرأ قصيدتي هذه أحد إلا وينفعه الله عز وجل، لأني نظمتها لله عز وجل مخلصاً في ذلك.
توفي يوم الأحد بعد صلاة العصر الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة 590 ودفن بالقرافة الصغري في تربة القاضي الفاضل.
ـ نفقة بعض المدارس الشرعية.
وجاء في كتاب (الدارس في أخبار المدارس ) وصف لما كانت عليه بعض المدارس الدينية قديماً من كفاية ونفقة وما تخرجه من أرزاق في أيام معلومة وأحوال مخصوصة منها مثلاً ما يوزع فيها يوم العشرين من رمضان.
ومن تلك المدارس (الدارس 2/78) المدرسة العمرية الشيخية بدمشق، وقفها لا يمكن حصره من جملته العشر في البقاع والمرتب على داريا من القمح ستون غرارة ومن الدراهم خمسة آلاف للغنم في شهر رمضان.
يقول صاحب كتاب الدارس: ومما رأيناه وسمعناه من مصالحها الخبز لكل واحد من المنزلين فيها رغيفان، وللشيخ الذي يقري أو يدرس ثلاثة وهو مستمر طوال السنة والقمصان في كل سنة لكل منزل فيها قميص، والسراويل لكل واحد سروال. وطعام شهر رمضان بلحم. وكان الشيخ عبد الرحمن ينوع لهم ذلك ويوم الجمعة العدس، وزبيب وقضامة ليلة الجمعة يفرق عليهم بعد قراءة ما تيسر، ووقفه دكاكين تحت القلعة. وكل سنة مرة زبيب وفِرا وبشوت وحلاوة دهنية وصابون وختان من لم يكن مختوناً من الفقراء والأيتام النازلين فيها، وسخانة يسخن فيها الماء في الشتاء لغسل من احتلم، وكعك ومشبك بعسل في ليلة العشرين من رمضان، وكنافة ليلة العشر الأول من رمضان، وقنديل يشعل طول الليل في المقصورة... وغير ذلك كثير.. فليرجع إليه.
ـ القاضي أبي يعلى الفراء شيخ الحنابلة في الفروع:
وممن توفي في العشرين من رمضان (البداية 12/95) القاضي أبو يعلى بن الفرا الحنبلي محمد بن الحسن بن محمد بن خلف، شيخ الحنابلة وممهد مذهبهم في الفروع.
كان من سادات العلماء، إماماً في الفقه، له التصانيف الحسان الكثيرة في مذهب الإمام أحمد وانتهت إليه رياسة المذهب.
درّس وأفتى سنين، وجمع بين الإمامة والفقه والصدق وحسن الخلق والتعبد والتقشف والخشوع وحسن السمت والصمت عما لا يعني
توفي في العشرين من رمضان سنة 459هـ عن ثمان وسبعين سنة واجتمع في جنازته القضاة والأعيان، وكان يوم وفاته يوماً حارا فأفطر بعض من اتبع جنازته بعد أن غلبه الزحام وخشي على نفسه. رحمه الله. [/align]
تعليق