إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشيخ نور الدين السالمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشيخ نور الدين السالمي

    الشيخ نور الدين السالمي
    ________________________________________
    مقــــدمــــة
    العلامة عبد الله بن حميد السالمي الذي درس سلوك المسلمين وعقائدهم دراسة شاملة موضوعية قائمة على الأدلة الشرعية والأدلة العقلية، بحيث تمكن هذا العالم الجليل من كشف الازدواجية الخطيرة بين القول والعمل، السائدة في سلوك المسلمين فهذه الظاهرة تعد خروجا عن الإيمان الصحيح.
    وهكذا فإن الإيمان العملي الصالح هو الشرط الأول والضروري لبناء عقيدة المسلم وشخصيته، إن هذه القيمة الجوهرية التي عالجها الشيخ السالمي ودافع عنها بكل قوة ووضوح في كتبه وخطبه جعلتنا بالضرورة نحلل ونبين قيمته العلمية والأخلاقية والأدبية، فهذه الفكرة تعد مدخلا لدراسة وإلقاء بعض الضوء على عظمة هذا العلم الكبير الذي يعد من رواد الفكر الإسلامي الحديث بدون جدال.


    الإمام عبد الله بن حميد السالمي
    1- الشيخ عبد الله بن حميد السالمي: نسبه:
    نسبه: وهو العلامة المحقق الشيخ نور الدين عبد الله بن حميد بن سلوم بن عبيد بن خلفان بن خميس السالمي، أما والده فهو الشيخ حميد- رحمه الله- كان ذا فضل وعلم وتقوى، فقد ولد شيخنا عبد الله بن حميد ببلدة الحوقين من ولاية الرستاق العمانية عام 1286هـ في هذه البلدة الطيبة العمانية، تخلق بالأخلاق القرآنية وتعلم أصل اللغة العربية، وحفظ القرآن الكريم على والده الشيخ حميد رحمه الله.

    2- كنيته :
    كني الإمام نور الدين السالمي بكنيتين :
    أولاهما : يكنى بأبي محمد وذلك نسبة إلى أكبر أبنائه محمد بن عبدالله السالمي .
    ثانيهما : يكنى بأبي شيبة نسبة إلى لقب ابنه الأكبر الذي كان يلقب بالشيبة وقد اشتهر بذلك حتى إن الإمام أبا مسلم البهلاني ناداه في إحدى مراثيه بقوله :
    يــــا أبا شيبة من أرجو لها ** حـــسبي الله إذن عـــز وجــــل
    يا أبا شيبة عـــزّ المــلتقـى ** وقــطين الــرمس مقطوع النقـــل
    يـــا أبا شيبة عــزّت حيلة ** دفــاع المــوت أو وصـل الأجــل

    3- ومولده وتعلمه :
    بدأ الشيخ حياته في بلده الحوقين التابعة لأعمال الرستاق ، وفي هذه القرية بدأ الشيخ يتعلم على يد والده القرآن الكريم ومبادئ الدين الحنيف ، كما هي العادة ، ثم نشبت نار الخلاف بين قبيلته السوالم وقبيلة الخضور فهاجرت قبيلة الشيخ تاركة الحوقين إلى بلدة (الخبة) من بلدان الباطنة فلبث بها الشيخ إلى ما شاء الله من الزمان ، وما هي إلا أيام من الدهر حتى هاجر الشيخ منها إلى الرستاق حيث منبع العلم والعلماء حينئذ وهناك وجد الشيخ ضالته وبدأ ينتقل بين مشائخها الكبار كالشيخ راشد بن سيف اللمكي الذي كان يدرس في مسجد قصرى .
    لما كان الشيخ ابن اثنى عشر عاما فقد بصره ولكن الله عوضه ببصيرة تدرك الأشياء وحافظة جبارة تحفظ كل ما تسمع . وتمر الأيام على الشيخ وهو يدرس بالرستاق وبدأت تظهر علامات النبوغ لمشائخه ، فلاحظ الشيخ اللمكي في تلميذه سرعة الفهم وقوة الذكاء ، والحفظ الغريب ، فأعجب به الشيخ وبدأ يقدمه على زملائه ، ومن ذلك أنه رآه مرة يقرأ في كتاب لامية الأفعال فأخذ الإستغراب من الشيخ مأخذه وقال له كيف تقرأ ما لا تفهمه ؟ فقال : إنني أفهمه وأستطيع أن أشرح ما قرأت فلما شرح له استغرب أكثر من قبل
    وهكذا أخذ الإمام النور السالمي ينتقل بين جنبات الرستاق العامرة بالعلماء وأهل العلم حتى أصبح ممن يشار إليهم وهناك بدأ بالتأليف وهو ابن سبعة عشر عاما وكان ذاك عام 1305هـ ويقول في أحد تأليفاته :
    وإذا العناية لاحظتك عيونها ** نم فالمخاوف كلهن أمان
    رحلته إلى الشرقية :
    كان الإمام نور الدين السالمي وهو بالرستاق يسمع عن الشيخ المحتسب المجاهد صالح ابن علي الحارثي ( رحمه الله ) أحد أقطاب عمان في ذلك العصر الذي كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فأعجب بسيرته فشد رحله إليه سنة 1308 هـ ، وكان أول ما وصل إلى الشرقية أقام عند الشيـخ سلطان بن محمد الحبسي في بلد المضيبي من شرقية عمان ، ومنها ذهب ليزور الإمام المحتسب صالح بن علي ، وفي أثناء الجلسات معه أعجب الإمام المحتسب بنور الدين السالمي وطلب منه أن ينتقل إليه ليسكن بجواره .
    فوجد الشيخ ضالته وهناك أقام متعلما ثم مدرّسا فألف وعلّم وخرج على يديه أفذاذ عمان الذين ذاع صيتهم وما زالت بركاتهم تنهمر على عماننا إلى يومنا هذا .
    وفي سنة 1314هـ توفي الشيخ المحتسب صالح بن علي الحارثي (رحمه الله) فكان لوفاته الأثر الكبير على النور السالمي ، فأصبح الحمل عليه أثقل من قبل والمعاناة في أمور المسلمين أكثر من ما مضى ، وتمر الأيام وتتعاقب الشهور والأعوام والنور السالمي قائم بدور رائد الإصلاح معلما ومنبها حتى عام 1323هـ ففكر في الذهاب إلى أداء فريضة الحج وهناك إلتقى بعلماء الإسلام من مختلف المذاهب وتناقش معهم فيما يخص المسلمين فاطلع على كثير مما يحيكه أعداء الإسلام ضد المسلمين وخاصة ضد رواد الإصلاح ، وفي رحلته هذه اطلع على كثير من علوم الحديث واقتنى كثيرا من كتبها ثم عاد أدراجه إلى عمان لمواصلة مشوار نشر العلم والقيام بالإصلاح السياسي فبدأ بالاتصال بالأعيان في مختلف الأماكن من عمان للقيام بأمر الإمامة حتى وفقه الله .
    فعقدت الإمامة لإمام العدل والإحسان سالم بن راشد الخروصي ( رحمه الله ) .

    4- مــشايخـه :
    من كانت هذه صفاته فلا بد وأن يكون قد مر بمراحل متعددة وأخذ من مشائخ متعددين واستنار بنورهم وأخذ من علمهم وفكرهم وللإمام النور السالمي مشائخ كثيرون يصعب حصرهم ، وإنما نذكر أهمهم فإليكهم :-
    (1) الشيخ المحتسب الأمير صالح بن علي الحارثي 1250-1314هـ ولد بولاية القابل عام 1250هـ ، توفي عنه أبوه وهو صغير فزاده ذلك رغبة في طلب العلم فرحل إلى علامة عصره الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي فأخذ عنه إلى أن أصبح ممن يشار إليهم بالبنان فرجع إلى بلده ومسقط رأسه معلما ، وآمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر مصلحا لما اعوجّ من الأمور ، وكان ممن تتلمذ على يديه النور السالمي فقها وفكرا وسلوكا وهكذا مرت أيامه إلى أن توفاه الله سنة 1314هـ .
    (2) الشيخ راشد بن سيف بن سعيد اللمكي 1262-1333هـ ولد بمحلة قصرى من الرستاق وترعرع هناك إلى أن أصبح قاضيا ومعلما وممن تتلمذ على يديه النور السالمي وكان مناصرا للحق وناصحا للمسلمين إلى أن توفاه الله في الرستاق سنة 1333هـ .
    (3) الشيخ ماجد بن خميس العبري 1252-1346هـ ولد هذا الشيخ سنة 1252هـ بالحمراء فرحل إلى الرستاق لأخذ العلم عن علمائها حينئذ ، وبعد أن أخذ قسطا وفيرا من العلم استقر هنالك وبدأ يدرّس وكان ممن درس على يديه الإمام النور السالمي وخاصة في علوم اللغة والأدب إلى أن هاجر كل منهما فالنور هاجر إلى الشرقية والشيخ ماجد رجع إلى مسقط رأسه الحمراء مدرّسا ومعلّما إلى أن توفاه الله سنة 1346هـ .

    5- تلاميذه :
    بعد أن وفق الله الإمام السالمي لنيل حظ وافر من العلم والمعرفة في اللغة والفقه وأصوله بفضل مشائخه الذين أخذ عنهم وجهوده المتواصلة في الحفظ والإطلاع على مختلف الكتب صغيرها وكبيرها أنشأ مدرسة لتخريج الأجيال فجاء إليها الطلبة من مختلف أنحاء عمان ضاربين أكباد الإبل في سبيل الوصول إليه والنهل من بحره المتلاطم وتخرج على يديه رجال عرفهم البعيد قبل القريب وسجل لهم التأريخ مآثر تعجز الأقلام عن وصفهم بما لهم من محامد وما أحسن ما قاله أحد العلماء المغاربة في مقدمة ترجمته للنور السالمي في كتاب جوهر النظام " تلاميذه كثير لا نبالغ إذا قلنا إن رجال العلم اليوم بعمان جلهم من تلاميذه وقد نبغ منهم كثير " .
    نعم لقد نبغ منهم كثير وتولوا أعمالا عظمى وقادوا هداية الأمة في ميادين شتى فمنهم من تولى الإمامة العظمى وضرب أروع الأمثلة في العدل والورع والزهد كالإمام سالم بن راشد الخروصي ( رحمه الله) والإمام محمد بن عبدالله الخليلي (رحمه الله) ومنهم من تولى ولاية بعض الأقاليم قضاء وتدريسا وبناء ، فضرب أعلى أمثلة للوالي المسلم وما ينبغي أن يكون عليه من زهد وورع وخدمة للناس ، ومن هؤلاء الصنف أبو زيد الريامي الذي تولى إدارة بهلاء .
    وبحق كان تلاميذ الإمام النور السالمي شعلة اتقدت في ذلك الزمان ولا تزال تنير في سماء عمان إلى يوم الناس هذه وإلى أن تقوم قيامة الناس إلى رب العباد ، وعلى كل فأنا لست بصدد حصر تلاميذ النور السالمي وإنما أذكر بعضا منهم :-
    (1) الإمام العادل سالم بن راشد الخروصي 1301هـ- 1338هـ لازم النور السالمي منذ بلغ الحلم إلى أن عقدت له الإمامة العظمى في الثاني عشر من جمادى الثانية سنة 1331هـ وكانت له منزلة خاصة عند النور السالمي حتى إنه زوّجه ابنته وبقي في إمامة المسلمين آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر منفذا لحدود الله حتى توفي شهيدا في سبيل الله فقتل ليلة الخامس من شهر ذي القعدة 1338هـ .
    (2) الشيخ أبو مالك عامر بن خميس المالكي 1280-1346هـ كان أبوه فقيرا وأراد أن يمنعه من الدراسة حتى يتفرغ لكسب المعيشة ولكنه لم يستسلم للواقع ، فلازم حلقات النور السالمي حتى أصبح ممن يشار إليهم بالبنان ، وتولى القضاء والتدريس والتـأليف ، ومن تآليفه (غاية المرام في الأديان والأحكام ) كتاب منظوم في الأحكام وغيره ، توفي إلى رحمة الله في الخامس من رمضان 1346هـ.
    (3) الشيخ العلامة عبدالله بن عامر العزري المتوفى سنة 1358هـ نشأ مكفوف البصر ولكن الله (سبحانه وتعالى) وهبه ذكاء وحفظا ، وأصبح من تلاميذ النور السالمي العباقرة وبعد حين سافر إلى زنجبار واستفاد منه الناس هنالك ثم رجع أدراجه إلى موطنه فتولى منصب القضاء في إبراء و نزوى إلى أن توفاه الله يوم الاثنين السادس عشر من شوال سنة 1358هـ فرحمة الله عليه .
    (4) الشيخ الوالي العامل أبو زيد عبدالله بن محمد الريامي 1301-1364هـ هاجر أبو زيد من بلده ازكي بداخلية عمان إلى النور السالمي بها للشرقية قصدا لتحصيل العلم والعمل حتى أصبح من أخص تلاميذ النور السالمي بل إنه اتخذه كاتبا خاصا له فأكثر مؤلفات النور السالمي مكتوبة بخطه وعينه الإمام سالم واليا له على بهلا وبعد وفاته مدد إليه الإمام محمد بن عبدالله الخليلي حتى وافته منيته والمسلمون عنه راضون ولسعيه شاكرون فتوفي في الثالث من رجب سنة 1364هـ .
    (5) الشيخ الأمير عيسى بن صالح بن علي الحارثي 1290-1365هـ.وهو ممن لازم الشيخ السالمي وخاصة بعد وفاة والده ، فأخذ عنه العلم وكان مضرب المثل في التقوى والعمل الصالح ، وكان رجلا شجاعا مقداما نصر الحق وأهله ، وله مؤلفات منها : رسالة في منع الإسقاط بالجوائح وغيرها .
    (6) الشيخ أبو الوليد سعود بن حميد بن خليفين المتوفى سنة 1373هـ لازم الشيخ السالمي منذ مراحله الاولى ، حتى إن الشيخ السالمي اختاره كاتبا وقارئا نظرا لحسن خطه وجودة صوته ، فأصبح بعد ذلك ممن يشار إليهم بالبنان حتى لقبه الإمام الخليلي" بشمس القراء وداهية العلماء" تولى مناصب القضاء للإمام سالم بن راشد الخروصي والامام محمد ابن عبدالله الخليلي اكثر من خمس وثلاثين سنة توفي (رحمه الله) لست بقين من أشهر الربيعين سنة 1373هـ .
    (7) الإمام العادل الولي محمد بن عبدالله بن سعيد بن خلفان الخليلي 1299-1373هـ كان من بيت شرف وعلم أخذ مبادئ العلم عن والده وعمه أحمد بن سعيد الخليلي ثم هاجر لطلب العلم ، فتتلمذ على يدي الشيخ السالمي وعنه أخذ الفقه وأصوله ، وبعد وفاة الإمام سالم بن راشد الخروصي بويع له بالإمامة في يوم الجمعة الثالث عشر من ذي القعدة 1338هـ فسار في المسلمين سيرة حسنة وعرف بالزهد والورع والعدل والعلم والشجاعة حتى توفاه الله يوم الاثنين ليومين بقين من شهر شعبان سنة 1373هـ فرحمة الله عليه .
    6 ـ مؤلفاته : ( 2 )
    قد يستغرب الإنسان ويأخذه العجب عندما يطلع على مؤلفات الإمام السالمي وإنها بلغت من الكم والكيف مبلغا يعجز اللسان عن وصفه والقلم من مده والتعريف به ، إذا عرفنا أن الإمام السالمي قد شغل بالإصلاح الاجتماعي والسياسي فأين الوقت للتأليف وخاصة في الفقه وأصوله والحديث وعلومه والتي تحتاج إلى عناء وإطلاع واسع وتفريغ للوقت والجهد ولكن الله يبارك في الوقت ويوسعه لمن شاء لحكمة أرادها (عز وجل)
    فيعمل الإنسان في الوقت القصير العمل الكثير وهكذا كان الإمام نور الدين السالمي فالمكتبة الإسلامية زاخرة بكتبه الكثيرة وتآليفه المفيدة والتي جاوزت الثلاثين في عددها في مختلف العلوم اللغوية والفقهية والحديثية وهي ما بين بطولات ضخمة تصل إلى مجلدات ورسائل صغيرة ، وها أنا ذا أذكر مؤلفاته مع التعريف بكل منها بشيء من الإختصار : -
    (أ) في الحديث وعلومه :
    (1) شرح الجامع الصحيح من مسند الإمام الربيع بن حبيب في ثلاثة أجزاء سلك فيه المؤلف سبيل أهل الحديث في الشرح والتخريج وهو يدل على علمه الغزير وسعة إطلاعه وقد طبع الكتاب عدة مرات .
    (ب) في أصول الدين ( العقيدة ) :
    1- غاية المراد في الإعتقاد قصيدة لامية في بضع وسبعين بيتا شرحت عدة مرات وآخر من شرحها سماحة شيخنا العلامة الخليلي ( حفظه الله ) ولا تزال مخطوطة بيد مؤلفها .
    2- أنوار العقول أرجوزة في علم الكلام تزيد على ثلاثمائة بيت طبعت عدة مرات .
    3 - بهجة الأنوار شرح مختصر للأرجوزة السابقة وقد طبعها المعهد المبارك .
    4 - مشارق أنوار العقول شرح مطول واف لأرجوزة أنوار العقول علقه وصححه سماحة شيخنا العلامة الخليلي (حفظه الله ) وقد طبع عدة مرات .
    5- رسالة في التوحيد وهي مختصرة في العقيدة وهي لا تزال مخطوطة .
    6 - الشرف التام في شرح دعائم الإسلام لابن النظر العماني من علماء القرن الخامس الهجري وهذا الكتاب لا يعرف مكانه وقد ألفه أول عمره ولعله لم يحب إخراجه .
    7 - كشف الحقيقة لمن جهل الطريقة أرجوزة وضح فيها عقيدة الاباضية وسيرتهم في مختلف العصور والأزمنة.
    8 - روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن وهو شرح قصيدة للشيخ سعيد بن حمد الراشدي أحد تلامذته المتوفى سنة 1314هـ .
    (ج) الفقه وأصوله :
    1- شمس الأصول أرجوزة في أصول الفقه تقع في ألف بيت تقريبا طبعت مع شرحه وكتبها بعض إخواننا بخطه مستقلة .
    2- طلعة الشمس ( وهو كتابنا هذا الذي نحن بصدده ) وهو شرح للأرجوزة السابقة .
    3- جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام أرجوزة سهلة المأخذ في العقيدة والفقه والحكم تقع في ستة عشر ألف بيت تقريبا مطبوع ومتداول ومعروف عند العامة قبل الخاصة .
    4- مدارج الكمال في نظم مختصر الخصال أرجوزة تربو على ألفي بيت في الفقه نظم فيها مختصر الخصال للعلامة ابراهيم بن قيس من علماء الاباضية في القرن الخامس الهجري .
    5- معارج الآمال على مدارج الكمال شرح الأرجوزة السابقة ولكنه لم يتمه فعاجله ريب المنون والكتاب ط
    بع من قبل وزارة التراث العمانية في ثمانية عشر جزءا وهو من أوسع مؤلفاته وأغزرها مادة وعلما .
    6- حل المشكلات وهو كتاب حل فيه ما أشكل على تلميذه أبي زيد في بعض مختلف العلوم الشرعية وقد طبعته وزارة التراث بعمان .
    7- سواطع البرهان رسالة في تطورات العصر في اللباس وهو جواب لسؤال موجه إليه من بعض أهل زنجبار .
    8- إيضاح البيان في نكاح الصبيان وهي رسالة صغيرة بين فيها حكم نكاح الصبيان وقد طبع أخيرا .
    9- الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة وهو واضح من عنوانه وقد طبع مؤخرا .
    10 - تلقين الصبيان فيما يلزم الإنسان وهي رسالة صغيرة مختصرة في أصول الدين والفقه الاباضي وهذا الكتاب أورد ما يدرس للناشئة في عمان وقد طبع مرات لاتحصى .
    11- الحجج الواضحة في الرد على التلفيقات الفاضحة رسالة رد فيها على من ادعى العلم والإجتهاد من أهل زمانه .
    12- رسالة في نجاسة الدم المسفوح وضعها إجابة لبعض إخوانه حين طلب منه ذلك .
    13- طريق السواد إلى علم الرشاد في الدفاع والجهاد شرح لمنظومة علم الرشاد لتلميذه الشيخ سعيد بن حمد الراشدي ولكنه لم يكتمل .
    14- العقد الثمين نماذج من فتاوى نور الدين قام بإخراجه سالم بن حمد الحارثي وطبع منقحا ومزادا عليه بعض الأجوبة الأخرى تحت عنوان ( جوابات الإمام السالمي).
    (د) في اللغة والأدب والفكر والعروض
    1- بذل المجهود في الرد على النصارى واليهود رسالة مهمة كثيرة الفوائد عظيمة المعاني أوضح فيها الشيخ ما يقوم به المستعمرون من مشاكل واضعاف للمسلمين بطرق مختلفة وقد طبع الكتاب أخيرا .
    2- بلوغ الأمل في المفردات والجمل منظومة في المفردات والجمل في علم النحو (300) بيت وهو أول مؤلفاته وشرحه وقد طبع الكتاب مع شرحه من قبل وزارة التراث بعمان .
    3- المنهل الصافي في العروض والقوافي أرجوزة في (300) بيت وشرحه وقد طبع الكتاب من قبل وزارة التراث القومي بعمان .
    (4) المواهب السنية وهو شرح لطيف على كتاب الدرة البهية نظم الأجرومية ، للشيخ شرف الدين العمريطي وطبع هذا الكتاب من قبل وزارة التراث بعمان بدون تحقيق وحققه أخونا خليفة الجابري في هذه السنة ( بحث تخرج) .
    5- مناظرة الوهابي وهو رسالة ألفها عندما ذهب لمناظر الوهابية يوم الرابع من محرم 1312هـ وقد بين فيها الشيخ بعض الحجج وكيفية المناظرة وكتب أخيرا بالآلة الكاتبة لكنه لم يطبع في كتاب يباع .
    6- ديوان شعر يحتوي على كثير من غرر القصائد والمقطوعات التي قالها في مختلف الأمور وخاصة في مواضع الحث على الجهاد وقد حققه عيسى بن محمد بن عبدالله السلماني لنيل درجة ماجستير بالسودان 1417هـ -1996م
    (هـ) التأريخ وما يتعلق به
    1- تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان وهو كتاب يتعلق بتأريخ عمان منذ عصر الجاهلية وحتى أحداث سنة 1328هـ الموافقة 1910م ويعتبر هذا الكتاب من أهم المراجع في التأريخ العماني وقد طبع الكتاب عدة مرات .
    2- الحق الجلي في سيرة الشيخ صالح بن علي يتناول الإمام النور السالمي في هذا الكتاب سيرة وفضل شيخه الأمير صالح بن علي وفي الكتاب فوائد علميه أخرى وقد طبع منذ زمن في بلاد الشام .
    3- اللمعة المرضية من أشعة الإباضية رسالة مختصرة في التأريخ الإباضي وأماكن وجوده وانتشاره وقد طبع الكتاب من قبل وزارة التراث القومي .
    هذه أهم مؤلفاته (رحمه الله) وإن الناظر فيها بعين الإعتبار لتأخذه الدهشة ويستحوذ عليه الاستغراب من ملكته وقوة حافظته وفكره الثاقب فهو قد أحدث نقلة كبيرة في عمان فأكثر علماء بلده كانوا مهتمين بالفقه ولكنه خرج بهم من هذا المجال إلى مجال أوسع وأرحب وأراد أن يوسع مدارك الناس وعقولهم فكتب في التاريخ لأنه يبين أخبار الماضين فيعبر بهم وقوف هذا وذاك فهو قد ألف لمختلف السنين والأعمار فألف للأطفال تلقين الصبيان في الفقه وغاية المراد في الإعتقاد وألف الجوهر للعامة وألف شرح الجامع للمعنيين بالحديث وعلومه وألف في أصول الفقه ليبينه على أهمية هذا العلم .
    وهناك مؤلفات من الكتب أخرى يمكننا أن نشير إليها دون تحليل مخافة من الوقوع في الإطالة فهذه الكتب هي: العقد الثمين لأجوبة نور الدين، تلقين الصبيان فيما يلزم الإنسان، غاية المراد، قصيدة لامية في الاعتقاد، المنهل الصافي في العروض والقوافي، معارج الآمال على مدارج الكمال.
    وله كذلك ديوان شعري في غاية البلاغة والفصاحة، وشعره يتميز بصدق العاطفة فهي نابعة من إيمان عميق بما يقوله فامتزج شعره بالعقيدة الإسلامية امتزاجا كليا متأثرا بالقرآن الكريم أسلوبا ومعنى وأخلاقا وقال رحمه الله يرثي أبا عيسى ونجله وحميد سيف ابن سعيد البوسعيدي وسعيد الراشدي ووالده حميد بن سلوم :
    صـــــبرا عــلى مضـــض المصارع فـالـدهـر للأعمـار قــاطـع
    هــــون فـــإن الـعمــر فـي الإ نســان مــن بعض الودائــع
    كـــف المـــدامـــع أن تسيـــل فمــا عسى تجــدي المــدامع
    فــاصبــر وإن مضــت الأفــــا ضـل فـي التـراب وفـي البلاقع

    وقال رحمه الله في إحياء الدين الإسلامي:
    هـو المجـد فــاطلبه وإن عـز طـالبه وجــد وإن ضـاقت عليك مذاهبــه
    وســارع إلـى تشييد أركــانه فـلا فـرار لنـا والعـدل هــدت جوانبــه
    ألـيس الهــدى إيثـــار سنة أحمــد أما بزغت في المجد شمسا مناقبه
    ألـيس سبيل العــز أولـى بذي النهى و إن كــدرت للــوارديــن مشـاربـه
    هذه هي عينة صغيرة جدا من شعره استعرضناها بحيث أن الشعر في نظره وسيلة لغاية إسلامية رفيعة التزم بها ولم يحيد عنها وكان الصدق والالتزام بالأخلاق القرآنية مبدأ وسلوكا في آن واحد لا فصل بينهما، فقد غرس رحمه الله هذه الأخلاق في طلابه الذين تتلمذوا عليه فهم كثيرون، إذ أن الذين حملوا لواء النهضة العمانية الحديثة قد تخرجوا من مدرسته.

    - دوره السياسي وقيامه بالإصلاح الاجتماعي :
    جاء في مقدمة كلمة قاله ابنه الشيخ سليمان " لقد كان (رحمه الله) من الذين قطعوا علائق الشهوات وأسرجوا مراكب المجد بصدق العزمات واتجهوا إلى الله بصالح العمل وإخلاص النية وتوسلوا إليه بصفاء القلب وصدق الطوية .
    نعم لقد كان النور السالمي هكذا أخلص النية فوفق إلى عمل الصالحات والبعد عن السيئات ولقد كان (رحمه الله) همه إصلاح مجتمعه والبعد به عن سفاسف الأمور ولم يكن محصورا بين جدران مدرسته يعلم طلابه فقط باعتباره مفكرا ومعلما بل كان رجل سياسة وحنكة فمنذ أن بلغ درجة من العلم انتقل إلى العمل الجاد الذي يحقق للأمة الإسلامية سعادتها ويرفع في أرجاء المعمورة رأيتها فاستطاع أن يرسم سياسة البلاد في ظرف قصير من الزمن وكان كثيرا ما يعاتب بعض مشائخه شاحذا همهم للقيام بأعباء الأمة ورفع راية الحق وإخراج المستضعفين من جور الطغاة وعسف الظلمة فقد كان كما وصفه عز الدين التنوخي " وبذلك نهض المترجم له ببلاده وأقصى عنها أخطار الإستعمار وما في عمان اليوم من علماء إلا وهم تلاميذه ولا فيها من روح قومية مقاومة للمستعمرين إلا منه فهو مغرم نارها وملهب أوارها كيف لا وقد أصلح الداخل وحرض على مقاومة المستعمر بكل صوره وأشكاله فلعب دورا رياديا في إعادة الإمامة إلى عمان حتى وفقه الله فعقدت الإمامة للإمام العادل سالم بن راشد الخروصي في الثاني عشر من جمادى الثانية عام 1331هـ فقام هذا الإمام برعاية المستضعفين وضـرب أروع الأمثلة في العدل والإحسان .
    فلقد كان الإمام السالمي كما وصفه ابنه صاحب النهضة " كان ضريرا يحتاج إلى قائد يهديه السبيل فأصبح يهدي الشعب السبيل كان لا جند له إلا التقوى وكفى بها فأصبح يؤلف من الشعب جندا كان فقيرا لامال له فأصبح يجر الجيوش الضخمة ويبتز المعاقل من أيدي الجبابرة والظلمة .. "

    8- أخلاقه ودعوته إلى الوحدة الإسلامية :
    يقول أحمد شوقي:
    وإنمــا الأمـم الأخلاق ما بقيت فــإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
    نقول هنا إن الأخلاق الفاضلة كالتقوى والعدالة والإحسان والرحمة هي عناصر أساسية في بناء الأمة القوية.
    و بـدون هذه الأخلاق تكون الأمة عرضة للزوال والزلازل في مسيرتها اليومية بحيث أن هناك عدة حضارات قديمة وحديثة انهارت بسبب انغماس شعبها في الأخلاق الرذيلة، كالشرك بالله، وعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والرشوة والنفاق.
    إن الشعوب اليوم في أشد حاجة إلى الأخلاق الفاضلة المتمثلة في القدوة الحسنة والمثابرة على فعل الخير، هذه هي الحقيقة قد جسمها شيخنا السالمي رحمه الله إذ يقول فيه نجله: أبو بشير محمد شيبة بن نور الدين عبد الله بن حميد السالمي: (كان رضي الله عنه شديد الغيرة على محارم الله تعالى، يقول الحق وينطق بالصدق مشهوراً بالبسالة والصلابة، كثير الرد على من خالف ملة الإسلام، مشغول البال بأمته يفرح بما ينفعها، ويحزن لما يضرها وإنه ليكتئب إذا أصيب أحد من الأمة بحدث ولو بالصين وهو في ذلك ممثل بآداب الرسول صلى الله عليه وسلم وهي آداب القرآن الكريم.
    ويقول أيضا كان جوادا سخيا قل ما أكل طعاما وحده لازدحام الضيوف بناديه وكثرة ملازميه المغترفين من فيض أياديه، يقدم للضيف ما حضره بلا تكلف ولا بطر، كثير التفقد والتعرف على حاجة إخوانه وتلاميذه ليواسيهم.
    إن أخلاق الشيخ السالمي رحمه الله لم تكن نظرية صورية بعيدة عن الواقع الذي يعيشه الإنسان، بل إن أخلاقه كانت خيرة خالصة مرتبطة بالحياة التي يعيشها هذه هي الأخلاق القرآنية التي يجب أن تسود كل تصرفاتنا، بحيث تكون بعيدة كل البعد عن مظاهر الرياء والسمعة بين الناس، وإلا كانت تلك الأعمال عند الله هباء منثورا عبارة عن ذرات ترابية لا ترى إلا تحت أشعة الشمس بصعوبة، يقول الله عز وجل:
    ( وَقَدِمْنَآ إلَى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُوراً) - الفرقان:23-
    وفوق هذا فإن الشيخ السالمي رحمه الله كان من دعاة الوحدة الإسلامية ما دام الإسلام دينها، ومحمد رسولها، والقرآن إمامها ونهجها في الحياة وأن الاختلاف الحاصل اليوم بين أبناء الأمة الإسلامية يعود أساسا إلى المطامع السياسية التي ظهر أثرها السلبي في الإسلام.
    لقد بعث إليه الشيخ سليمان بن عبد الله الباروني رسالة منه أن يضع الحلول الجذرية لوحدة الأمة الإسلامية مبينا المرض وإعطاء الدواء الشافي.
    يقول الشيخ السالمي رحمه الله (قد نظرنا في الجامعة الإسلامية فإذا فيها كشف الغطاء من حقيقة الواقع فلله ذلك الفكر المهدي لتلك الحقائق، نعم نوافق على أن منشأ التشتت هو اختلاف المذاهب وتشعب الآراء وهو السبب الأعظم في افتراق الأمة كما اقتضاه نظرك الواسع في بيان لجامعة الإسلامية منها: التحاسد، والتباغض والتكالب على الحظوظ العاجلة ومنها: طلب الرئاسة والاستبداد بالأمر، وهذا هو السبب الذي نشأ عنه افتراق الصحابة في أول الأمر في أيام علي ومعاوية.
    ثم نشأ عنه الاختلاف في المذاهب وجمع الأمة بعد تشعب الخلاف ممكن عقلا مستحيل عادة والساعي ي الجمع مصلح لا محالة، وأقرب الطرق له أ، يدعو الناس إلى ترك الألقاب المذهبية ويحثهم على التسمي بالإسلام.
    (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلامُ) - آل عمران:19-
    فإذا استجاب الناس إلى هذه الخصلة العظيمة ذهبت عنهم العصبية المذهبية، فيبقى المرء يلتمس الحق لنفسه، ويكون الحق أولا عند آحاده من الرجال ثم يظهر شيئا فشيئا فيصير الناس إخوانا.
    وهكذا تدرك كل الإدراك أن الشيخ السالمي رحمه الله كان مثالا لحب الخير والدفاع عن مصير الأمة الإسلامية ووحدتها الجوهرية المقدسة يقول الله عز وجل :
    (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) - المؤمنون:52-
    فهذه الوحدة قائمة على وحدة العقيدة والعبادة.
    (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) - الأنبياء:92-
    (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنَسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) - الذاريات-
    ومن هنا يتضح لنا أن الاختلاف الموجود بين هذه المذاهب يعود أساسا إلى المصالح الدنيوية، حب الزعامة والتحاسد والتباغض، وكل فرقة تدعي أنها على حق وصواب وغيرها في ضلال، فهذا الاختلاف هو النتيجة للفتنة الكبرى التي وقعت بعد ذلك بين المسلمين إلى يومنا هذا.
    وكثيرا ما يتأوه قائلا: ذهب الوفاء ذهب الدين، ذهبت المرؤة، ذهبت الغيرة ذهبت الحمية طمع فينا الخصم- طلبنا بالمكائد، نصب لنا الحبائل وكان رحمه الله يقول:
    حرب النصارى اليوم بالدواهي والكل منا غافل ولاهي
    فيــأخذون الـدار بالخدائع وإنها أقوى من المدافع
    إن هذه الحقيقة قد تجسمت في تاريخ أمتنا الإسلامية بسبب الاختلاف وعدم احترام رؤية الآخرين، فاستغل الخصم هذه الحلة فاستغلها وترك المسلمون الأصول الواضحة في القرآن الكريم، واستمسكوا ببعض الجزئيات وأدى بهم الأمر إلى تكفير بعضهم وهذا هو بعينه الخروج عن جادة الإسلام الصحيح.
    وهكذا ندرك أن الدعوة المذهبية لا قيمة لها دون عمل إسلامي صالح كأن يقول المسلم: أنا إباضي، وأنا مالكي، وأنا حنبلي، وأنا شافعي وأنا شيعي.
    إن الانتساب إلى هذه المذاهب كما يرى الشيخ السالمي، لا قيمة له ما ادم الإنسان لم يكن مسلما، ورعا تقيا، صالحا، لأن كل المذاهب الإسلامية تفقد قيمتها بدون أن تتمسك بالأصل الثابت وهو القرآن الكريم والسنة الشريفة، وهذا الأصل لا يجيز الفصل بأية حال من الأحوال بين القول والعمل، نحن لا نستطيع أن نقول لأي إنسان بأنك كريم جواد حتى يخرج ما يلزمه من المال الذي يملكه وبدون هذا فإن صفة الكرم ستفقد دلالتها ومعناها الحقيقي.
    إن هذه الحقيقة تدرك بداهة ومن هنا نجد شيخنا الجليل الشيخ السالمي قد ركز في آثاره الفكرية على الربط بين القول والعمل الصالح يقول رحمه الله في كتابه القيم- جوهر النظام-:
    وإنــما الإيمان قول وعمل ونـية فهو عـلى هذا اسـتقل.

    9- وفــاته :
    بعد رحلة طويلة مفعمة بالجد والاجتهاد والإخلاص والعمل الجاد في خدمة الإسلام والمسلمين علما وعملا قيادة وإصلاحا بناء وتأليفا ، وبعد أن وفقه الله لما يصبو إليه ويتطلع له أصيب في طريقه إلى بلد الحمراء حين ذهب لمناقشة علمية مع شيخه ماجد بن خميس العبري أثر اصطدامه بغصن شجرة أمبا ( مانجو ) ونقل إلى بلدة تنوف من أعمال نزوى وبعدها بأيام فارق الحياة ذاهبا إلى ربه وصلى عليه تلميذه أبو زيد محمد بن عبدالله الرامي وذلك بعد العتمة من ليلة الخامس من أغر الربيعين سنة 1332هـ ، وقبره لا يزال موجودا ومعروفا ببلدة تنوف على سفح الجبل الأخضر ( فرحم الله نور الدين السالمي وأسكنه فسيح جناته ونفعنا بعلمه وسيرته وقيض لنا من أمثاله ).
    رثاه أعظم شعراء عمان وقال عن نور الدين السالمي الشاعر الكبير أبو مسلم ناصر بن سلم الرواحي في قصيده المشهور:
    نكسي الأعلام يا خير الملل رزىء الإسلام بالخطب الجلل

    10- ثناء العلماء عليه :
    إن للإمام السالمي (رحمه الله) المنزلة العظمى في قلوب العمانيين وغيرهم العامة قبل الخاصة فقد كان مهاب الجانب عظيم المنزلة في القلوب وأثنى عليه العلماء من عمان وخارجها من المذهب وغير المذهب يقول الشيخ عز الدين التنوخي عضو المجمع العربي بدمشق سابقا في مقدمته لشرح الجامع الصحيح للإمام نور الدين السالمي " .. وإذا اطلع المصنف على هذا الشرح وجد الشارح واسع الإطلاع وألفى شرحه واضحا مبينا وتعابيره صحيحة فصيحة أسلوبها المساواة فلا هي مسهبة مملة ولا مفرطة الإيجاز مخلة ، وأما أبحاثه فيها فإنها تدل على اعتدال في التحقيق وبعد عن التعصب " ويقول في موضع آخر " وإن الإنسان ليعجب كيف استطاع أن يؤلف تلك المكتبة في عمره القصير وهو لم يبلغ الخمسين " ويقول عنه الشيخ أبو إسحاق إبراهيم اطفيش الجزائري في مقدمة جوهر النظام " كان محبوبا معظما عند الأمة كلها كما إليه انتهت رئاسة العلم وقوله الفصل ولا فرق في ذلك بين أمير وملك وعالم وبين سائر الأمة "
    ويقول عنه شيخنا المحقق أحمد بن حمد الخليلي عند كلامه في الندوة التي أحياها المنتدى الأدبي تكريما له " .. وإنني أؤكد بأن حياة هذا الإمام مهما تحدث عنها المتحدثون ، وألف فيها المؤلفون لما أوفوها حقها فحياته (رحمه الله) حافلة بجليل الأعمال وإنني لا أجد جملة موجزة تتحدث عن مقام هذا الإمام كما وجدتها في شطر بيت قاله شاعر العرب الشاعر الإسلامي الكبير أبو مسلم في قصيدة رثاه فيها عندما قال"جمع العالم في حيزومه "
    وكفى بها وصفا لهذا الإمام لجليل كما أنني لا أنسى كلمات عذبة قالها شاعر عمان الكبير الشيخ عبدالله بن علي الخليلي في وصف هذا الإمام وإرادته عندما قال الذي هم فضاقت عن هممه همم الدهر وأراد فعجزت عن نفي إرادته إرادة الزمن "

    11 - رثاؤه :
    رثي الإمام السالمي بمراثي عديدة من الشعراء وخاصة العمانيين ، وأشهر تلك المراثي قصيدتان للشاعر الإسلامي الكبير أبي مسلم ناصر بن سالم بن عديم الرواحي المتوفى سنة 1339هـ فلم يترك لقائل بعده مقالا ولا لشاعر بعده مجالا، وأنا أقتطف بعض الدرر منها:-

    أ‌- قال أبو مسلم في اللامية:
    نكسي الأعلام يا خير الملــــل رزئ الإسلام بالخطب الجلل
    وانتثر يا دمع أجفان التقــــى قد أصيب العلم واغتيل العمل
    وانفطر يا قلـب واستقصي الأسـى إن حبل الدين بالأمس انبتل
    يا رجال العلم أودى قطبكـــم بل جميع العلم أودى والعـمل
    فتـكت بالسالمي المرتضــــى غارة شعواء ما عـنها حـول
    ....................... ........................
    عـجبا مـن نعـشه تحـمله فـتية وهـو عـلى الكون اشتمل
    جـمع الـعالم فـي حيزومه أتـرى العـالم فـي القــبر نزل
    ب‌- وقال في الرائية :
    مـهلا همـام الاستقامة مـا الذي غادرت من هـول ومن اذعار
    تـمضى وتـرسلها العـراك مروعة والليل داج والذئاب ضواري
    قومـتها فتـقومت فهـجـــرتها يا هجرة طالت على السفار
    ارجـع إلـيها حـيث قـل حمـاتها ارجع فديتك يا غريب الدار
    ارجـع إلـى الإسـلام تمم نصـره فالعـز تحت عمائم الأنصـار
    ارجع فان الاستقامة أرمـلت ارحـم يتـيمك وهـو ديـن الباري
    ارجـع تـشاهد كـيف دمـع السيف والعسال والأقلام والأسفار
    ........................ ........................
    هيـهات يـا أسـفاه لا رجعى وقـد جثمت عليك صفائح الأحجار
    يثـلون بـالأثـار بعـد صـحابها ومـثار حزني فيك بالأثـــار
    يـا طـلعة الشـمس استري عنا الضيا وخذي الحداد مشارق الأنوار
    سـفران إن هـدي لـرشد أرشـدا من فجعتي لغير وقـــــار


    مع تحيات

    ASM1991

  • #2
    [align=center]تقريرك رائع...وطرحك أروع......تسلم[/align]
    وطنـي لو شُغِلْتُ بالخلدِ عنه
    نازَعَتني إليه في الخُلدِ نفسي

    تعليق


    • #3
      أشكرك أخي الكريم على هذا التقرير الرائع عن هذا العلامة القدير رحمه الله

      وفقك الله لك خير
      http://www.up3.cc/download/4169478488cb52578.png

      تعليق

      يعمل...
      X