جلست امرأة حزينة في دارها, كانت كلما نظرت إلى أطفالها ,اشتد حزنها ,فهي لا تملك مالا تنفقه عليهم,أو تسد به حاجتهم ,كما إنها لم تأخذ نصيبها في زكاة مال المسلمين, فماذا تفعل؟ وإلى من تذهب؟
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .قد أرسل الصحابي الجليل محمد بن مسلمة ,كي يوزع الزكاة على بعض الفقراء والمساكين , فقام ذلك الصحابي بالمهمة , ولكن تلك المرأة لم تأخذ نصيبها ونصيب أبنائها ,لم يكن محمد بن مسلمة قد تعمد حرمانها ,ولكنه لم يلتق بها ,,فماذا تفعل؟وهل يضيع حقها؟
عقدت تلك المرأة العزم , على السعي للقاء محمد بن مسلمة .سارت أملا في الوصول إليه ,لعلها تجد من يدلها عليه, استمرت في سيرها ,حتى رأت جماعة من الناس, كان أحدهم نائما تحت شجرة ,يستظل بها من شمس الظهيرة.
وقفت تنظر إليهم, كي تتخير واحدا منهم ,يستطيع أن يعينها في هذا الأمر قررت أن تعرض أمرها على ذلك الرجل النائم تحت الشجرة ,فتقدمت نحوه ,قالت له:- إنني امرأة مسكينة, ولي عدد من الأبناء الصغار, وقد بعث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ,محمد بن مسلمة ساعيا, كي يوزع الزكاة على مستحقيها ,ولكنه لم يعطنا شيئا ,فلعلك تشفع لنا ,وتحدثه في أمرنا.
فوجئت المرأة بذلك الرجل الذي كان نائما تحت الشجرة ,ينادي غلامه قائلا: أدع محمد بن مسلمة ,فانطلق الغلام مسرعا امتثالا لأمره, أما المرأة فقد ظهرت الدهشة على وجهها !! هل سيأتي محمد بن مسلمة بنفسه ,تلبية لأمر ذلك الرجل الذي كان نائما تحت الشجرة؟!
قالت المرأة لذلك الرجل: من الأفضل أن تذهب معي إليه, وتكلمه في أمري ,فذلك أنفع لي, وأيسر لقضاء حاجتي ,فقال لها الرجل: اطمئني .......سيقضي لك حاجتك إنشاء الله, فوقفت تنتظر.
أقبل محمد بن مسلمة مسرعا , اتجه نحو ذلك الرجل الجالس تحت الشجرة قائلا:- السلام عليك يا أمير المؤمنين, فوجئت المرأة بذلك ! احمر وجهها حياء , أدركت أنها كانت تتحدث إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
قال أمير المؤمنين لمحمد بن مسلمة:-ماذا تقول لله عز وجل ,إذا سألك عن تلك المرأة ؟ تأثر محمد بن مسلمة .فــــــــاضت عينــــــاه بالدمع خوفا من ربه, وإشفاقا على تلك المرأة الفقيرة, التي لم تأخذ حقها وحق أولادها.
استمر أمير المؤمنين عمر في حديثه قائلا: إن الله بعث إلينا رسوله صلى الله عليه وسلم , فصدقناه واتبعناه ,فعمل بما أمره الله به ,فجعل الصدقة لأهلها من المساكين حتى توفاه الله ,ثم جاء أبو بكر من بعده, فعمل بسنته حتى توفاه الله , ثم استخلفني فلم أقصر في اختيار خياركم.
سكت أمير المؤمنين عمر قليلا ,ثم قال لمحمد بن مسلمة : إن بعثتك بعد ذلك ,فأعط لهذه المرأة صدقة هذا العام ,والعام السابق أيضا , وما أدري لعلي لا أبعثك.
أعطاها أمير المؤمنين جملا محملا بالزيت والدقيق,ثم قال لها : خذي هذه حتى تلحقي بنا بخيبر , ففرحت المرأة بما أعطاها , ثم ذهبت بعد ذلك إلى خيبر,فأعطاها أمير المؤمنين جملين آخرين محملين , وقال لها : هذا يكفيك حتى يأتيكم محمد بن مسلمة, فقد أمرته أن يعطيك حقك لهذا العام ,والعام الماضي أيضا.
لكن من هو محمد بن مسلمة , الذي فاضت عيناه بالدمع خوفا من ربه ,وإشفاقا على امرأة فقيرة.كان رضي الله عنه , رجل المهمات الصعبة لأمير المؤمنين عمر, يبعثه لكشف الأمور المعضلة في البلاد ,فهو يثق به لتاريخه الناصع المشرف .......لجهاده وورعه, وحكمته وعلمه وزهده ,وخوفه من ربه ,وثقة في قدرته على تنفيذ ما أمره به تنفيذا دقيقا, ابتغاء مرضاة الله سبحانه.
فحينما علم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ,أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , اتخذ قصرا في الكوفة , وجعل عليه بابا , أرسل إليه محمد بن مسلمة , وأمره أن يحرق بابه , فانطلق إلى الكوفة , وأحرق ذلك الباب . فلم يعترض سعد , وذلك امتثالا لأمر أمير المؤمنين عمر.
كما بعثه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى مصر , فقاسم عمرو بن العاص ماله, فأمتثل عمرو لأمر أمير المؤمنين ,فهو يعلم أن ما أخذ منه سيكون لبيت مال المسلمين.
كان محمد بن مسلمة رضي الله عنه من قدماء الصحابة وفضلائهم , ولد قبل الإسلام باثنتين وعشرين سنة, وهو واحد ممن كان اسمهم محمدا في الجاهلية , وهو من الأنصار الذين أسلموا في المدينة قبل الهجرة ,على يد مصعب بن عمير رضي الله عنه.
جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وبقية غزواته ,ما عدا غزوة تبوك ,فقد تخلف بإذن من رسول الله وبقى في المدينة ,وكان من بين الذين خرجوا في مهمة لقتل اليهودي كعب بن الأشر ف , وكذلك قتل ابن أبي الحقيق لعنهما الله, واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة في بعض غزواته , وكان بعد رسول الله ممن اعتزل الفتنة التي وقعت بين المسلمين ,كما ولاه عمر بن الخطاب جمع الصدقات.
روى أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,أما عن اعتزاله الفتنة ,فقال :- أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , سيفا فقال: ((قاتل به المشركين ,ما قاتلوا فإذا رأيت أمتي يضرب بعضهم بعضا, فأت به أحدا ...جبل احد ... فاضربه حتى ينكسر ,ثم أجلس في بيتك ,حتى تأتيك يد خاطئة أو منية )) أي حتى تقتل أو يأتيك الموت.
عـــــــــــــــــــــاش رضي الله عنه ,حتى بلغ السابعة والسبعين من عمره, مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين هجرية , وكان رضي الله عنه طويلا معتدلا أصلع الرأس.
وسلاااااااااااااااااااااامتكم وآآآآآآآســــــــــفــــــه لأني طولت عليكم.................
منقوووووووووووووووووووووووووول
.
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .قد أرسل الصحابي الجليل محمد بن مسلمة ,كي يوزع الزكاة على بعض الفقراء والمساكين , فقام ذلك الصحابي بالمهمة , ولكن تلك المرأة لم تأخذ نصيبها ونصيب أبنائها ,لم يكن محمد بن مسلمة قد تعمد حرمانها ,ولكنه لم يلتق بها ,,فماذا تفعل؟وهل يضيع حقها؟
عقدت تلك المرأة العزم , على السعي للقاء محمد بن مسلمة .سارت أملا في الوصول إليه ,لعلها تجد من يدلها عليه, استمرت في سيرها ,حتى رأت جماعة من الناس, كان أحدهم نائما تحت شجرة ,يستظل بها من شمس الظهيرة.
وقفت تنظر إليهم, كي تتخير واحدا منهم ,يستطيع أن يعينها في هذا الأمر قررت أن تعرض أمرها على ذلك الرجل النائم تحت الشجرة ,فتقدمت نحوه ,قالت له:- إنني امرأة مسكينة, ولي عدد من الأبناء الصغار, وقد بعث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ,محمد بن مسلمة ساعيا, كي يوزع الزكاة على مستحقيها ,ولكنه لم يعطنا شيئا ,فلعلك تشفع لنا ,وتحدثه في أمرنا.
فوجئت المرأة بذلك الرجل الذي كان نائما تحت الشجرة ,ينادي غلامه قائلا: أدع محمد بن مسلمة ,فانطلق الغلام مسرعا امتثالا لأمره, أما المرأة فقد ظهرت الدهشة على وجهها !! هل سيأتي محمد بن مسلمة بنفسه ,تلبية لأمر ذلك الرجل الذي كان نائما تحت الشجرة؟!
قالت المرأة لذلك الرجل: من الأفضل أن تذهب معي إليه, وتكلمه في أمري ,فذلك أنفع لي, وأيسر لقضاء حاجتي ,فقال لها الرجل: اطمئني .......سيقضي لك حاجتك إنشاء الله, فوقفت تنتظر.
أقبل محمد بن مسلمة مسرعا , اتجه نحو ذلك الرجل الجالس تحت الشجرة قائلا:- السلام عليك يا أمير المؤمنين, فوجئت المرأة بذلك ! احمر وجهها حياء , أدركت أنها كانت تتحدث إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
قال أمير المؤمنين لمحمد بن مسلمة:-ماذا تقول لله عز وجل ,إذا سألك عن تلك المرأة ؟ تأثر محمد بن مسلمة .فــــــــاضت عينــــــاه بالدمع خوفا من ربه, وإشفاقا على تلك المرأة الفقيرة, التي لم تأخذ حقها وحق أولادها.
استمر أمير المؤمنين عمر في حديثه قائلا: إن الله بعث إلينا رسوله صلى الله عليه وسلم , فصدقناه واتبعناه ,فعمل بما أمره الله به ,فجعل الصدقة لأهلها من المساكين حتى توفاه الله ,ثم جاء أبو بكر من بعده, فعمل بسنته حتى توفاه الله , ثم استخلفني فلم أقصر في اختيار خياركم.
سكت أمير المؤمنين عمر قليلا ,ثم قال لمحمد بن مسلمة : إن بعثتك بعد ذلك ,فأعط لهذه المرأة صدقة هذا العام ,والعام السابق أيضا , وما أدري لعلي لا أبعثك.
أعطاها أمير المؤمنين جملا محملا بالزيت والدقيق,ثم قال لها : خذي هذه حتى تلحقي بنا بخيبر , ففرحت المرأة بما أعطاها , ثم ذهبت بعد ذلك إلى خيبر,فأعطاها أمير المؤمنين جملين آخرين محملين , وقال لها : هذا يكفيك حتى يأتيكم محمد بن مسلمة, فقد أمرته أن يعطيك حقك لهذا العام ,والعام الماضي أيضا.
لكن من هو محمد بن مسلمة , الذي فاضت عيناه بالدمع خوفا من ربه ,وإشفاقا على امرأة فقيرة.كان رضي الله عنه , رجل المهمات الصعبة لأمير المؤمنين عمر, يبعثه لكشف الأمور المعضلة في البلاد ,فهو يثق به لتاريخه الناصع المشرف .......لجهاده وورعه, وحكمته وعلمه وزهده ,وخوفه من ربه ,وثقة في قدرته على تنفيذ ما أمره به تنفيذا دقيقا, ابتغاء مرضاة الله سبحانه.
فحينما علم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ,أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , اتخذ قصرا في الكوفة , وجعل عليه بابا , أرسل إليه محمد بن مسلمة , وأمره أن يحرق بابه , فانطلق إلى الكوفة , وأحرق ذلك الباب . فلم يعترض سعد , وذلك امتثالا لأمر أمير المؤمنين عمر.
كما بعثه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى مصر , فقاسم عمرو بن العاص ماله, فأمتثل عمرو لأمر أمير المؤمنين ,فهو يعلم أن ما أخذ منه سيكون لبيت مال المسلمين.
كان محمد بن مسلمة رضي الله عنه من قدماء الصحابة وفضلائهم , ولد قبل الإسلام باثنتين وعشرين سنة, وهو واحد ممن كان اسمهم محمدا في الجاهلية , وهو من الأنصار الذين أسلموا في المدينة قبل الهجرة ,على يد مصعب بن عمير رضي الله عنه.
جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وبقية غزواته ,ما عدا غزوة تبوك ,فقد تخلف بإذن من رسول الله وبقى في المدينة ,وكان من بين الذين خرجوا في مهمة لقتل اليهودي كعب بن الأشر ف , وكذلك قتل ابن أبي الحقيق لعنهما الله, واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة في بعض غزواته , وكان بعد رسول الله ممن اعتزل الفتنة التي وقعت بين المسلمين ,كما ولاه عمر بن الخطاب جمع الصدقات.
روى أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,أما عن اعتزاله الفتنة ,فقال :- أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , سيفا فقال: ((قاتل به المشركين ,ما قاتلوا فإذا رأيت أمتي يضرب بعضهم بعضا, فأت به أحدا ...جبل احد ... فاضربه حتى ينكسر ,ثم أجلس في بيتك ,حتى تأتيك يد خاطئة أو منية )) أي حتى تقتل أو يأتيك الموت.
عـــــــــــــــــــــاش رضي الله عنه ,حتى بلغ السابعة والسبعين من عمره, مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين هجرية , وكان رضي الله عنه طويلا معتدلا أصلع الرأس.
وسلاااااااااااااااااااااامتكم وآآآآآآآســــــــــفــــــه لأني طولت عليكم.................
منقوووووووووووووووووووووووووول
.