إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نعمة البصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نعمة البصر

    --------------------------------------------------------------------------------

    نعمة البصر
    العين نعمة من نعم المولى تبارك وتعالى ، من تأمل ما تقوم به من المهام العظيمة في حياته اليومية حق له أن يحمد ربه سبحانه ليلاً ونهاراً ، ويلهج بذكره وتسبيحه واستغفاره ليلقى منه المزيد من سلامة الجسد وصفاء الروح .
    فكم ميز بها بين الجميل والقبيح والطيب والخبيث ، وكم رأى بها من حبيب قريب وعرف بها العدو واللئيم وسُرّت نفسه لرؤية صديقه الحميم . إنها آلة عزيزة الوجود من فقدها كأنما فقد نصف جسده إذ هما كريمتاه يعز عليه فقدهما ولذا فقد رتب الله تبارك وتعالى لمن فقدهما وصبر على ذلك الجنة ؛ فعن ابن عباس قال صلى الله عليه وسلم (من أذهب الله كريمته فصبر واحتسب أوجب الله له الجنة البتة قالوا وما كريمتاه قال عيناه)رواه الترمذي
    إنها منبع دموع المحبين والمتعبدين فما نزلت دمعة من خشية الله إلا كان الجزاء أن لا تمسها النار يوم القيامة وعن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله)رواه الترمذي.



    بَكَـى البَاكُـونَ لِلرَّحـمـنِ لَـيـلاًوبَاتُـوا دَمعُـهُـم مــا يَسأَمُـونَـا
    بِقَاعُ الأَرضِ من شوقي إِليهمتَحُـنُّ متـى عَليـهـا يَسجُـدونـا


    إنها موطن جمال الإنسان وبهائه ، وترجمان أفعاله وتصرفاته ، وبيان حاله وخطراته ؛ ولذا شُرِعَ لمن أراد أن يخطب المرأة أن يراها أولاً فعن أبي هريرةرضي الله عنه ؛أن رجلا خطب رجل امرأة من الأنصار ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل نظرت إليها ؟ قال : لا ، فأمره أن ينظر إليها". رواه أحمد ومسلم ، فكم تغلغل حب الزوجة في قلب زوجها بسبب ما يراه من حسن جمالها ، وبهاء طلعتها ، ورونق حليتها ؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ألا أخبرك بما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة , إذا نظر إليها سرته , وإذا أمرها أطاعته , وإذا غاب عنها حفظته) رواه أبو داود



    إنَّ العيون التي في طرفهـا حـورقتلنـنـا ثــم لــم يحيـيـن قـتـلانـا
    يصرعن ذا الُّلبِّ حتى لا حِراكَ بهوهـنَّ أضـعـفُ خـلْـقِ الله أركـانـا


    ولقد جعل الله عز وجل بين العين والقلب اتصال عجيب فمن أسباب ضعف الإيمان وتراكم الذنوب واسوداد القلب وقسوته ؛ ما يصل إليه من العين ، ولهذا أمر الله بحفظ أبصار المؤمنين والمؤمنات من المناظر السيئة التي يتسلل الشيطان منها لواذاً إلى القلب فيحدث فيه تعلقاً بما حرم الله فيتيه في وديان المعصية ويتخبط في دياجير ظلمات العشق
    يقول الله تعالى : {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }النور30و31 فيصبح منهكاً متحسراً تائهاً لا يصل إلى ما تلذذت به عينه وإن وصل وحصل اللقاء في غير ما أحل الله ففي ذلك الإثم العظيم :



    وكنتَ متى أرسلتَ طَرْفَك رائداًلقلبـك يـومـاً أتعبَـتْـكَ المنـاظـرُ
    رأيـتَ الـذي لا كلّـه أنـت قــادرٌعليه ولا عَنْ بعضـهِ أنـت صابـر


    وزنا العين وإن كانت من صغائر الذنوب إلا أنها تؤدي إلى القرب من الكبيرة الفاحشة وهي زنا الفرج. ومن لم يقدر على غض بصره لم يقدر على حفظ فرجه ، وقال الفضيل رحمه الله تعالى : "يقول إبليس هو قوسي القديمة وسهمي الذي لا أخطئ به يعني النظر". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (النظرة سهم مسموم من سهام إبليس فمن تركها خوفاً من الله تعالى أعطاه الله تعالى إيماناً يجد حلاوته في قلبه )رواه الحاكم وضعفه الألباني وقال صلى الله عليه وسلم : (إن الله ، عز وجل ، كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدركه لا محالة ، وزنا العين النظر ، وزنا اللسان النطق ، والنفس تمنى وتشتهي ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه).أحمد والبخاري ومسلم وقال علي رضي الله تعالى عنه قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تتبع النظر النظر ، فإن الأولى لك ، وليست لك الأخيرة.رواه أحمد وأبو داود والترمذي .وذلك أنها تثبت في القلب خواطر بحسب رؤيتها فإنها إن رأت عجائب قدرة الله سبحانه وبديع صنعه ارتسمت خواطر الإجلال والمحبة للكبير المتعال سبحانه جلّ في علاه ، وإن أبصرت مناظر الشيطان كالذي تَعْرِضه القنوات الفضائية ومواقع العري والفساد في الانترنت فإنها تثبت دواعي الشهوة لينزلق صاحبها في منحدر التعلق بغير ما أحل الله وكان من العلماء من بلغ أكثر من مائة عام وأعضائه سليمة فسئل فقال "حفظناها في الصغر فحقظها الله لنا في الكبر "



    وليس لمكْفوفٍ خواطـر مُبْصـرٍوذو العيْن والتَّمْييز جمُّ الخواطرِ


    فيا أخي الكريم ويا أختي الفاضلة ؛
    ينبغي لنا أن نحفظ هذه النعمة الغالية عن ما حرم الله تبارك وتعالى وننتقي لها أطايب المشاهد الجميلة والمناظر البديعة التي تزيد إيماننا فكم كرر المولى جلّ ذكره الأمر بالنظر في ملكوته والنظر في مشاهد الأمم الغابرة فقال : {أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ }الأعراف185 وقال سبحانه : {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ }ق6 وقال تعالى : {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }الروم9 فإن لم نستخدمها فيما أمر الله به ونصرفها عما نهى عنه فإنها شاهدة علينا عند الجبار جل جلاله {يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }غافر16.
    كما أن علينا المحافظة عليها من كل ما يصيبها ويضعفها فقد خلقها الله رقيقة البنيان عظيمة المعان فيؤثر فيها أضعف الأشياء وأحقرها فيخفت نورها ويقل بصرها بل ربما يقف عملها وربما تذهب بجرم صاحبها وتهاونه في علاجه وقد يسر الله أمكانية التطبب لإصلاح الخلل فيها وتجديد الحياة فيها فلله الحمد والمنة فلا يعجزن امرئ أن يبادر في علاج عينيه عند ظهور ما يغير لونها ويشل حركتها قبل أن يأتي يوم يتحسر على أيام مضت وفرص مرت ولم يعالج عينه ويحافظ على نعمة الله وعاريته ؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم(تداووا ، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء) أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن .
    http://alwaal888.jeeran.com/wh_664681090.gif

    ©؛°¨°؛©]حقق حلمك وزد مالك ، تفضل وشوف[©؛°¨°؛© >
يعمل...
X