توصل الفلكيون في العام 1948 بأن الكون في البداية كان كتلة واحدة مادته متجمعة
في مركز كروي أطلق عليه العلماء إسم ( الحساء الكوني ) ؛ وانه قبل 15 بليون سنه
وقع إنفجاراً هائلاً في ذرة بدائيه كانت تحتوي على مجموع المادة والطاقة؛ ومن هذه
الذرات تألف الغبار الكوني الذي نشأت منه المجرات فيما بعد .
وقد وضع لنا الإمام علي – عليه السلام – في ( نهج البلاغه ) نظرية متكاملة عن نشوء
الكون والعالم ؛ ليخبرنا عن عالم مضى وانقضى منذ ملايين السنين ؛ حيث لم تكن
أرض ولا سماء ؛ وإنما فراغ وذرات . فمن الذي أنبأه بهذا ؛ ومن أين إستمد هذا العلم
من غير نبع العلم الإلهي : ( يامعاشر الناس ؛ سلوني قبل أن تفقدوني ؛ هذا سفط العلم ؛
هذا لعاب رسول الله ؛ هذا ما زقني رسول الله زقاً ) .
يفترض الإمام علي – عليه السلام – أنه أول نشوء الكون ؛ خلق الله سائلاً
( عبر عنه الماء ) وهو ما يسميه العلماء ( الهيولي الذرية ) وهي تتألف من الجسيمات
العنصرية التي صنعت العناصر فيما بعد ؛ كالهيدروجين والهليوم والكربون ...
وهذه الجسيمات إن وجدت مجتمعة بهذا الشكل في الهيولي تكون ثقيلة جداً ؛ وأثقل من
المواد الموجودة على الأرض بالاًف المرات . لذلك كان لا بد لحملها في الفضاء ومنعها
من الانتشار والتبعثر من ريح قوية جداً ؛ سماها الإمام – عليه السلام – بالريح العاصفة
تحيط بالهيولي من كل جانب كالوعاء ؛ فتجمعها إلى بعضها . ثم تأتي ريح من نوع اخر
سماها الإمام بالريح العقيم ؛ فتلعب بالهيولي من جانب واحد هو سطحها السائب ؛
فتمخضها كما نمخض اللبن في السقاء ؛ وتصنع منها أول غاز ملاْ الكون وهو غاز
الهيدروجين ؛ الذي عبر عنه القران الكريم بالدخان ؛ في قوله تعالى :
( ثم استوى الى السماء وهي دخان ) – فصلت – 11 .
وبتحريك هذا الهيدروجين في دوامات متمركزة ؛ نشأت فيما بعد الأجرام والكواكب ؛
التي شكلت المجموعات والمجرات ؛ التي تسبح الله وتسير على هدي الله ؛ سابحة في أفلاكها
ومساراتها ؛ وملتزمة بحركاتها ومداراتها .
يقول الإمام علي – عليه السلام – في الخطبة الأولى من نهج البلاغة :
( ثم أنشأ سبحانه فتق الأجواء ؛ وشق الأرجاء ؛ وسكائك الهواء ؛ فأجرى فيها
ماءً متلاطماً تياره ؛ متراكماً زخاره ؛ حمله على متن الريح العاصفة ؛ والزعزع القاصفة
فأمرها بردَه ؛ وسلطها على شَده ؛ وقرنها الى حده ؛ الهواء من تحتها فتيق ؛ والماء من
فوقها دقيق ) .
ثم يقول – عليه السلام – ( ثم أنشاْ سبحانه ريحاً اعتقم مهبّها ؛ وأدام مُربّها ؛
وأعصف مجراها ؛ وأبعد منشاها . فأمرها بتصفيق الماء الزخّار ؛ وإثارة موج البحار ؛
فمخضته مخض السقاء ؛ وعصفت به عصفها بالفضاء ؛ ترد أوله الى اخره ؛
وساجيَه إلى مائره . حتى عبّ عبابه ؛ ورمى بالزبد ركامه . فرفعه في هواء منفتق ؛
( أي مفتوح واسع ) فسوى منه سبع سموات ؛ جعل سفلاهن موجاً مكفوفاً ؛ وعلياهن
سقفاً محفوظاً ؛ وسمكاً مرفوعاً ؛ بغير عمد يدعمها ؛ ولادسار ينظمها ) .
المراجع :
1 - نهج البلاغة – الخطبة الاولى ؛
2 - الإعجاز العلمي عند الامام علي – د / لبيب بيضون
3 - خطب علي - نصر بن مزاحم - وفاة المؤلف - 207 ه
4 - المحاسن والاضداد - الجاحظ - وفاة المؤلف – 255 ه
في مركز كروي أطلق عليه العلماء إسم ( الحساء الكوني ) ؛ وانه قبل 15 بليون سنه
وقع إنفجاراً هائلاً في ذرة بدائيه كانت تحتوي على مجموع المادة والطاقة؛ ومن هذه
الذرات تألف الغبار الكوني الذي نشأت منه المجرات فيما بعد .
وقد وضع لنا الإمام علي – عليه السلام – في ( نهج البلاغه ) نظرية متكاملة عن نشوء
الكون والعالم ؛ ليخبرنا عن عالم مضى وانقضى منذ ملايين السنين ؛ حيث لم تكن
أرض ولا سماء ؛ وإنما فراغ وذرات . فمن الذي أنبأه بهذا ؛ ومن أين إستمد هذا العلم
من غير نبع العلم الإلهي : ( يامعاشر الناس ؛ سلوني قبل أن تفقدوني ؛ هذا سفط العلم ؛
هذا لعاب رسول الله ؛ هذا ما زقني رسول الله زقاً ) .
يفترض الإمام علي – عليه السلام – أنه أول نشوء الكون ؛ خلق الله سائلاً
( عبر عنه الماء ) وهو ما يسميه العلماء ( الهيولي الذرية ) وهي تتألف من الجسيمات
العنصرية التي صنعت العناصر فيما بعد ؛ كالهيدروجين والهليوم والكربون ...
وهذه الجسيمات إن وجدت مجتمعة بهذا الشكل في الهيولي تكون ثقيلة جداً ؛ وأثقل من
المواد الموجودة على الأرض بالاًف المرات . لذلك كان لا بد لحملها في الفضاء ومنعها
من الانتشار والتبعثر من ريح قوية جداً ؛ سماها الإمام – عليه السلام – بالريح العاصفة
تحيط بالهيولي من كل جانب كالوعاء ؛ فتجمعها إلى بعضها . ثم تأتي ريح من نوع اخر
سماها الإمام بالريح العقيم ؛ فتلعب بالهيولي من جانب واحد هو سطحها السائب ؛
فتمخضها كما نمخض اللبن في السقاء ؛ وتصنع منها أول غاز ملاْ الكون وهو غاز
الهيدروجين ؛ الذي عبر عنه القران الكريم بالدخان ؛ في قوله تعالى :
( ثم استوى الى السماء وهي دخان ) – فصلت – 11 .
وبتحريك هذا الهيدروجين في دوامات متمركزة ؛ نشأت فيما بعد الأجرام والكواكب ؛
التي شكلت المجموعات والمجرات ؛ التي تسبح الله وتسير على هدي الله ؛ سابحة في أفلاكها
ومساراتها ؛ وملتزمة بحركاتها ومداراتها .
يقول الإمام علي – عليه السلام – في الخطبة الأولى من نهج البلاغة :
( ثم أنشأ سبحانه فتق الأجواء ؛ وشق الأرجاء ؛ وسكائك الهواء ؛ فأجرى فيها
ماءً متلاطماً تياره ؛ متراكماً زخاره ؛ حمله على متن الريح العاصفة ؛ والزعزع القاصفة
فأمرها بردَه ؛ وسلطها على شَده ؛ وقرنها الى حده ؛ الهواء من تحتها فتيق ؛ والماء من
فوقها دقيق ) .
ثم يقول – عليه السلام – ( ثم أنشاْ سبحانه ريحاً اعتقم مهبّها ؛ وأدام مُربّها ؛
وأعصف مجراها ؛ وأبعد منشاها . فأمرها بتصفيق الماء الزخّار ؛ وإثارة موج البحار ؛
فمخضته مخض السقاء ؛ وعصفت به عصفها بالفضاء ؛ ترد أوله الى اخره ؛
وساجيَه إلى مائره . حتى عبّ عبابه ؛ ورمى بالزبد ركامه . فرفعه في هواء منفتق ؛
( أي مفتوح واسع ) فسوى منه سبع سموات ؛ جعل سفلاهن موجاً مكفوفاً ؛ وعلياهن
سقفاً محفوظاً ؛ وسمكاً مرفوعاً ؛ بغير عمد يدعمها ؛ ولادسار ينظمها ) .
المراجع :
1 - نهج البلاغة – الخطبة الاولى ؛
2 - الإعجاز العلمي عند الامام علي – د / لبيب بيضون
3 - خطب علي - نصر بن مزاحم - وفاة المؤلف - 207 ه
4 - المحاسن والاضداد - الجاحظ - وفاة المؤلف – 255 ه
تعليق