أُدخل ضرار بن ضمرة على معاوية بن ابي سفيان فقال له معاويه : صف لي علياً !!
فقال له : أوتعفيني من ذلك ؟
فقال : لا أعفيك .
فقال ضرار : كان والله بعيد المدى ؛ شديد القوى ؛ يقول فصلاً ؛ ويحكم عدلاً ؛ يتفجر العلم من جوانبه ؛ وتنطق الحكمة من نواحيه ؛ يستوحش من الدنيا وزهرتها ؛ ويستأنس بالليل ووحشته ؛ كان والله غزير العبره ؛ طويل الفكرة ؛ يقلب كفيه ؛ ويخاطب نفسه ؛ ويناجي ربه ؛ يعجبه من اللباس ما خشن ؛ ومن الطعام ما جشب ؛ كان والله فينا كأحدنا ؛ يدنينا إذا أتيناه ؛ ويجيبنا إذا سألناه ؛ وكان مع دنوه منا وقربنا منه لا نكلمه لهيبته ؛ ولا نرفع أعيننا اليه لعظمته ؛ يعظم أهل الدين ؛ ويحب المساكين ؛ لا يطمع القوي في باطله ؛ ولا ييأس الضعيف من عدله ؛ واُشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه ؛ وهو قائم في محرابه ؛ قابض على لحيته ؛ يتململ تململ السليم ( من لدغته الأفعى ) ويبكي بكاء الحزين ؛ وهو يقول : يادنيا .. يادنيا .. أبي تعرضت ؟ أم إلي تشوقت ؟ هيهات .. هيهات غري غيري لا حاجة لي فيك قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة لي فيها ؛ فعمرك قصير ؛ وخطرك يسير ؛ وأملك حقير .. اٌه اٌه من قلة الزد وبعد السفر ووحشة الطريق وعظم المورد .
فوكفت دموع معاويه على لحيته فنشفها بكمه ؛ واختنق القوم بالبكاء . ثم قال معاويه : كان والله أبو الحسن كذلك ؛ فكيف كان حبك إياه ؟ قال : كحب أم موسى لموسى ؛ وأعتذر الى الله من التقصير .
قال معاويه : فكيف صبرك عنه يا ضرار ؟
قال : صبر من ذبح ولدها على صدرها ؛ فهي لا ترقى عبرتها ؛ ولا تسكن زفرتها .
المصادر : ( منابع أهل السنه )
- تاريخ مدينة دمشق – المجلد 24 الصفحه 401
- حلية الاولياء – المجلد 1 الصفحه 84
- الاستيعاب – ابن عبد البر – المجلد 3 الصفحه 1108
فقال له : أوتعفيني من ذلك ؟
فقال : لا أعفيك .
فقال ضرار : كان والله بعيد المدى ؛ شديد القوى ؛ يقول فصلاً ؛ ويحكم عدلاً ؛ يتفجر العلم من جوانبه ؛ وتنطق الحكمة من نواحيه ؛ يستوحش من الدنيا وزهرتها ؛ ويستأنس بالليل ووحشته ؛ كان والله غزير العبره ؛ طويل الفكرة ؛ يقلب كفيه ؛ ويخاطب نفسه ؛ ويناجي ربه ؛ يعجبه من اللباس ما خشن ؛ ومن الطعام ما جشب ؛ كان والله فينا كأحدنا ؛ يدنينا إذا أتيناه ؛ ويجيبنا إذا سألناه ؛ وكان مع دنوه منا وقربنا منه لا نكلمه لهيبته ؛ ولا نرفع أعيننا اليه لعظمته ؛ يعظم أهل الدين ؛ ويحب المساكين ؛ لا يطمع القوي في باطله ؛ ولا ييأس الضعيف من عدله ؛ واُشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه ؛ وهو قائم في محرابه ؛ قابض على لحيته ؛ يتململ تململ السليم ( من لدغته الأفعى ) ويبكي بكاء الحزين ؛ وهو يقول : يادنيا .. يادنيا .. أبي تعرضت ؟ أم إلي تشوقت ؟ هيهات .. هيهات غري غيري لا حاجة لي فيك قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة لي فيها ؛ فعمرك قصير ؛ وخطرك يسير ؛ وأملك حقير .. اٌه اٌه من قلة الزد وبعد السفر ووحشة الطريق وعظم المورد .
فوكفت دموع معاويه على لحيته فنشفها بكمه ؛ واختنق القوم بالبكاء . ثم قال معاويه : كان والله أبو الحسن كذلك ؛ فكيف كان حبك إياه ؟ قال : كحب أم موسى لموسى ؛ وأعتذر الى الله من التقصير .
قال معاويه : فكيف صبرك عنه يا ضرار ؟
قال : صبر من ذبح ولدها على صدرها ؛ فهي لا ترقى عبرتها ؛ ولا تسكن زفرتها .
المصادر : ( منابع أهل السنه )
- تاريخ مدينة دمشق – المجلد 24 الصفحه 401
- حلية الاولياء – المجلد 1 الصفحه 84
- الاستيعاب – ابن عبد البر – المجلد 3 الصفحه 1108
تعليق