كان الامام جعفر بن محمد الصادق – عليه السلام – يدعم أسس الثورة الفكريه الجامحة التي تؤدي الى الثورة السياسية أيضاً ؛ وذلك بنشر الحقائق الدينية والتاريخية بصراحة وبدون غموض ؛ مما أدى الى تهيئة جو صالح لغرس نواة الإنقلاب الفكري السياسي ؛ومن الطبيعي أن لا تتركه السلطات الجائره هادئاً يمشي في طريقه المرسوم وان كان لا يعارضهم معارضة مباشره ؛ لان مقاطعته للبلاط العباسي كانت له نذير سوء ؛لذا اتبع الخليفه أسلوب أحتواء الامام فقد دعاه ليسير من حاشيته كما سار غيره من أئمة الضلال ؛ حيث أرسل اليه يقول :
- ألا تغشانا كما يغشانا الناس ؟
- فأجابه الامام : ليس لنا ما نخافك من أجله ؛ ولا عندك ما نرجوك به ؛ ولا أنت في نعمة فنهنيك ؛ ولا نراك في نقمة فنعزيك بها ؛ فما نصنع عندك ؟
- فكتب اليه المنصور : تصحبنا لتنصحنا .
- فأجابه الامام : من أراد الدنيا لا ينصحك ؛ ومن أراد الاخرة لا يصحبك .
وعندما لم ينجح أسلوب الاحتواء إتبع سياسة التضيق على الامام ؛ وإيجاد بدائل علميه تغطي على الامام وتؤيد سياسة البلاط العباسي وتؤدي بالنتيجة الى شق وحدة التيار الاسلامي ؛ وقد نجح المنصور بهذه الخطوه .
وتتابعت المحن على سليل النبوة وعملاق الفكر الاسلامي ؛ فقد راى الامام ما قاساه العلويون وشيعتهم من ضروب المحن والبلاء فقد استشهد زيد بن علي ؛ وقتل يحيى بن زيد ؛ ومزق محمد ذي النفس الزكيه إرباً إربا وأحرق ابراهيم الحسني حياً؛ وأحضر محمد بن ابراهيم الملقب بالديباج لجماله وأدخلوه في داخل العمود وصبوا عليه الإسمنت وبنيت عليه الاسطوانه وهو حي ؛ واحرقت دور الساده العلويون وجرت الاعتقالات التعسفية للشيعه في سجن تحت الارض لا يعرف فيه ليله من نهاره ؛ حتى باتوا لا يعرفون وقت الصلاة فجزأوا القران الكريم خمسة أجزاء؛ فكانوا يصلون الصلاة على فراغ كل واحد منهم لجزئه وبقي العلويون في سجن المنصور وهم يعانون أهوالاً من الخطوب والمصائب ؛ حتى مرضوا ومات أكثرهم ؛ ثم أمر الطاغية بهدم السجن على من بقي منهم ( 1 ) وقد كابد الامام من صنوف الارهاب والتنكيل ؛ فقد كان الطاغيه يستدعيه بين فترة واخرى ويقابله بالشتم والتهديد ولم يحترم مركزه العلمي وشيخوخته ؛ وأخذ المنصور يضيق على الامام ويرصد نشاطاته وأحاط داره بالجواسيس ؛ ثم أقدم على إغتياله في مثل هذه الايام الخامس والعشرين من شوال سنة 148؛ فدس اليه السم حيث تقطعت أمعاؤه وأخذته الالام القاسيه ؛ وعند أحتضار الموت مدد الامام الصادق رجليه وأسبل يديه وغمض عينيه وقراء سورة الواقعه وفارقت روحه جسده الطاهر .
المصادر :
- تهذيب التهذيب
- الامام الصادق والمذاهب الاربعه
- سير أعلام النبلاء
- سبائك الذهب
- تاريخ الامم والملوك
- الكامل في التاريخ
( 1 ) مروج الذهب – 3/225
الطبري – 9/398
- ألا تغشانا كما يغشانا الناس ؟
- فأجابه الامام : ليس لنا ما نخافك من أجله ؛ ولا عندك ما نرجوك به ؛ ولا أنت في نعمة فنهنيك ؛ ولا نراك في نقمة فنعزيك بها ؛ فما نصنع عندك ؟
- فكتب اليه المنصور : تصحبنا لتنصحنا .
- فأجابه الامام : من أراد الدنيا لا ينصحك ؛ ومن أراد الاخرة لا يصحبك .
وعندما لم ينجح أسلوب الاحتواء إتبع سياسة التضيق على الامام ؛ وإيجاد بدائل علميه تغطي على الامام وتؤيد سياسة البلاط العباسي وتؤدي بالنتيجة الى شق وحدة التيار الاسلامي ؛ وقد نجح المنصور بهذه الخطوه .
وتتابعت المحن على سليل النبوة وعملاق الفكر الاسلامي ؛ فقد راى الامام ما قاساه العلويون وشيعتهم من ضروب المحن والبلاء فقد استشهد زيد بن علي ؛ وقتل يحيى بن زيد ؛ ومزق محمد ذي النفس الزكيه إرباً إربا وأحرق ابراهيم الحسني حياً؛ وأحضر محمد بن ابراهيم الملقب بالديباج لجماله وأدخلوه في داخل العمود وصبوا عليه الإسمنت وبنيت عليه الاسطوانه وهو حي ؛ واحرقت دور الساده العلويون وجرت الاعتقالات التعسفية للشيعه في سجن تحت الارض لا يعرف فيه ليله من نهاره ؛ حتى باتوا لا يعرفون وقت الصلاة فجزأوا القران الكريم خمسة أجزاء؛ فكانوا يصلون الصلاة على فراغ كل واحد منهم لجزئه وبقي العلويون في سجن المنصور وهم يعانون أهوالاً من الخطوب والمصائب ؛ حتى مرضوا ومات أكثرهم ؛ ثم أمر الطاغية بهدم السجن على من بقي منهم ( 1 ) وقد كابد الامام من صنوف الارهاب والتنكيل ؛ فقد كان الطاغيه يستدعيه بين فترة واخرى ويقابله بالشتم والتهديد ولم يحترم مركزه العلمي وشيخوخته ؛ وأخذ المنصور يضيق على الامام ويرصد نشاطاته وأحاط داره بالجواسيس ؛ ثم أقدم على إغتياله في مثل هذه الايام الخامس والعشرين من شوال سنة 148؛ فدس اليه السم حيث تقطعت أمعاؤه وأخذته الالام القاسيه ؛ وعند أحتضار الموت مدد الامام الصادق رجليه وأسبل يديه وغمض عينيه وقراء سورة الواقعه وفارقت روحه جسده الطاهر .
المصادر :
- تهذيب التهذيب
- الامام الصادق والمذاهب الاربعه
- سير أعلام النبلاء
- سبائك الذهب
- تاريخ الامم والملوك
- الكامل في التاريخ
( 1 ) مروج الذهب – 3/225
الطبري – 9/398
تعليق