المقال أدناه هو مقالة للكاتب العماني محمد بن أحمد الشيزواي في عمود " إقتصاديات " في ملحق عمان الاقتصادي بجريدة عمان اليومية، المقالة صدرت في عدد اليوم الاثنين 28 سبتمبر 2009 :
نحو بيئة عمل احترافية
محمد بن احمد الشيزاوي
محمد بن احمد الشيزاوي
" ميزة الشركات العالمية انها توفر بيئة عمل احترافية ترعى الكوادر العاملة فيها وتؤهلهم وتدربهم وتحفزهم على تطوير أدائهم وتجعلهم أكثر قدرة على تحقيق أهداف الشركة وغاياتها وأكثر قدرة أيضا على الارتقاء بطموحاتهم ومواكبة ما يشهده القطاع الذي تعمل فيه الشركة من نمو وتطور وتنافسية.
ولو أمعنا النظر في الكوادر العاملة في بعض الشركات التي تمكنت من توفير بيئة عمل احترافية لموظفيها لوجدنا ان هذه الكوادر تختلف كثيرا في تفكيرها وحبها للعمل وتفانيها فيه أكثر من مثيلاتها في مواقع أخرى، ولوجدنا أيضا ان هذه الكوادر برزت في مجالات عملها بشكل كبير ومكنت الشركة من تحقيق نجاحات قياسية جعلتها في المقدمة.
وفي المقابل إذا أمعنا النظر في عدد من الكوادر الأخرى العاملة في بعض الشركات والجهات الحكومية والتي نعرفها منذ سنوات عديدة لوجدنا ان كثيرا منهم كان يمكن ان يصبح أفضل مما هو الآن لو أتيحت له فرصة العمل في بيئة عمل احترافية تقدر المبدعين وتوفر لهم جو عمل يحفزهم على التفاني وتغدق عليهم من الحوافز والمكافآت ما يجعلهم يركزون في عملهم بدل البحث عن فرص أخرى لزيادة دخلهم، وبالتالي فان ما تنفقه تلك الشركة على موظفيها تأخذه منهم عملا وتفانيا وإخلاصا.
مشكلة كثير من الشركات وعدد من الجهات في القطاع العام أنها تحسب ما تنفقه على موظفيها أكثر مما تحصي العوائد التي يحققها الموظفون، وترى ان الراتب الذي يتقاضاه الموظف نهاية كل شهر أكثر مما يستحق ولا تكلف نفسها النظر في حجم الجهد الذي يبذله.
وفي ظل علاقة متنافرة بين موظف يرى انه لا يحصل على حقه المهني والمعنوي والمادي وبين جهة ترى انها تعطي الموظف أكثر من يستحق تخفق كثير من الشركات والمؤسسات الحكومية في إيجاد بيئة عمل احترافية، فتسيء إلى نفسها أكثر مما تسيء إلى الموظفين العاملين فيها، إذ لا تتمكن من تحقيق النجاحات التي تصبو إليها.
إن مكاسب وجود بيئة عمل احترافية تفيد الشركة أكثر مما تفيد موظفيها، إذ ان توفير مثل هذه البيئة يمكن الشركة من مواجهة المنافسة التي يشهدها الحقل الذي تعمل فيه من خلال مجموعة متجانسة من الموظفين الذين يفكرون في شيء واحد هو تحقيق النجاح للشركة أكثر مما يفكرون في الفواتير التي يدفعونها نهاية كل شهر أو بدايته " - انتهى النقل.
http://www.omandaily.com/araa/araa3.htm
تعليق