السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكمن أهمية إدخال تقنية المعلومات في التعليم في مختلف مستوياته في أنها تقدم وسيلة أصبحت أساسية سواء كان ذلك في سوق العمل أو على مستوى التنافس بين الشركات.
فمن جهة، نجد أنه لم تعد أنظمة تقنية المعلومات مجرد تجهيزات ثانوية في عمل الشركات والمؤسسات الناجحة فقد أصبحت هذه أمرا مفروغا منه وأصبحت الأولوية تكمن في أفضل استثمار لهذه الأنظمة لتحقيق نتائج أفضل على صعيد الإنتاجية والكفاءة.
وبعيدا عن توجيه الاتهام هنا، فمن الإنصاف القول أن معالجة مشاكل البطالة ودور تقنية المعلومات في ذلك يستدعي علاقة وطيدة بين الأطراف أي الشركات والمؤسسات والباحث عن العمل إلى جانب الدور الحكومي في تهيئة التعليم المناسب لذلك.
فلا يمكن إدخال التعليم والتدريب على تقنية المعلومات في المدارس والجامعات قبل البداية الصحيحة التي تتمثل بتدريب الأساتذة في هذه الجامعات والمدارس، وإلا لكانت حصيلة كل الجهود خبرات نظرية لا تغني ولا تفيد أحدا غير المستفيدين من صفقات بيع المنتجات.
ومهما يكون مستوى التعليم والتدريب في المدارس والجامعات تبقى مقولة النجاح للجميع والعلم لمن يريد صحيحة تماما، إذ يتوجب على المتعلم أن يجهد للاستفادة من فرصته في اكتساب الخبرة والمعرفة بعلوم الكمبيوتر وبأنظمة تقنية المعلومات وطرق الاستفادة منها واستخدامها وحتى تطويرها.
ومن جهة أخرى، تغفل الشركات الخاصة وأطراف أخرى معنية بذات الأمر في منطقتنا العربية، دورها الحيوي في خدمة المجتمع في مجال تقديم التدريب لحديثي التخرج أو لطلاب المدارس خلال فترة العطلات.
ويقع هدر كبير ومضاعف في هذا الفشل في استغلال الطاقات والكوادر المحلية التي تحتاج لبعض التدريب لتساهم في هذه الشركات بكفاءة عالية بدلا من استقدام ''خبراء'' من دول أجنبية.
وتمتنع الكثير من الشركات والجهات المحلية في توظيف حديثي التخرج بحجج واهية مثل عدم توفر مهارات وخبرات ضرورية للعمل، لا أعرف، كيف يمكن لمن أمضى سنوات في الدراسة أن يحصل على خبرات في ذات الوقت دون مساعدة الشركات في تبني تدريبه وتقديم فرص العمل له عقب التخرج من الجامعة؟
ونظرا لأن منطقتنا العربية تعاني من أزمات البطالة فإن الموضوع أصبح لا يحتمل المزيد من الإهمال والتجاهل. إذ أن مبادرة بعض الشركات العالمية في تقديم تدريب أو خدمات للمجتمع تأتي ضئيلة، بل غالبا ما تكون من ضمن سياسة وخطط الشركة على المستوى العالمي أو ضمن خطط تسويقية بأسلوب العلاقات العامة لتحسين صورة الشركة طمعا في صفقة مستقبلية أو ما شابه ذلك.
تكمن المشكلة الأساسية في منطقتنا في أننا لم نستعد التوازن بعد صدمات العولمة والانبهار بالمنتجات التقنية بينما يمكن تحقيق الكثير من خلال حلول وخطط مرنة تحول عمليات التعليم والتدريب لمحو أمية تقنية المعلومات إلى أنشطة يسيرة.
فهناك قطاعات كبيرة لحق فيها الإهمال مثل المكتبات العامة التي يمكن أن تلعب دورا كبيرا في تطوير مهارات زوراها للتحول إلى مجتمع المعرفة.
ويمكن أن يتم ذلك على سبيل المثال، عبر إدخال الحوسبة وتدريب الجمهور على استخدام أنظمة تقنية المعلومات فيها.
فهذه المبادرات يجب أن تسبق مشاريع الحكومة الإلكترونية والتي لن تجدي نفعا بدون جمهور قادر على الاستفادة منها تماما.
وبالنظر إلى أن انتشار الأمية المعلوماتية أي جهل استخدام أنظمة الكمبيوتر يصل إلى نسبة تقارب 99% في المنطقة العربية فإن ذلك يستدعي تحركا غير تقليدي وسريع لمواجهة هذه المشكلة.
إذ تؤكد الأرقام في عدة دراسات عالمية أن الاستثمار بالتعليم والتدريب وتنمية مهارات تقنية المعلومات هي من العوامل التي تساهم بقوة في زيادة النمو الاقتصادي وتقليص البطالة.
تختلف تقنية المعلومات عن باقي المجالات في تطوراتها المتسارعة والتي تستدعي طرقا خاصة في التدريب تتماشى مع طبيعتها المتبدلة وما يترتب على ذلك من استثمارات كبيرة في تطوير وسائل التدريب فيها.
وعلى صعيد أمن تقنية المعلومات وحماية البيانات مثلا، تتبدل طبيعة المخاطر وأنواع الفيروسات وأسلوب عمله كل عدة شهور. وتبرز مخاطر جديدة تهاجم الكمبيوترات دون سابق إنذار.
ولذلك فإن محو الأمية المعلوماتية لا يرتبط بمهارات الكمبيوتر فقط إذ لا تكفي المهارات الأساسية لتصفح الإنترنت في الاستفادة من أنظمة تقنية المعلومات والويب بصورة عامة إذا لم يكتسب المستخدمون خبرات أوسع لتقييم مصداقية ما توفره الإنترنت.
فلا تكفي الملايين التي تنفقها المؤسسات أو المدارس والجامعات لتأمين أنظمة كمبيوتر والاتصال بالإنترنت ما لم يتقن مستخدميها قدرات الوصول إلى البيانات والمعلومات السليمة والمفيدة التي تتمتع بالمصداقية والدقة من بين كم هائل من المعلومات.
وهناك أسباب لتفشي ومنح الثقة في غير موضعها على الويب، فهناك تركة ثقيلة لقيمة الكلمة المطبوعة التي نفترض أنها خضعت لتدقيق وتمحيص من قبل أكثر من شخص مؤهل على الأقل قبل أن تصل إلى يد القارئ.
خلاصة القول أنه هناك أشواط بعيدة يجب علينا قطعها للوصول إلى مستويات فاعلة في مجتمع المعرفة ويعد التدريب المدروس أولى الخطوات التي لا يجب التلكؤ في اتخاذها وهي البداية الصحيحة لكل خطط التنمية المستدامة. فالاستثمار في تنمية الموارد البشرية هو الفيصل في تحقيق نجاحات اقتصادية واجتماعية في الوقت الراهن وذلك لا يحتمل الخطأ.
للأمااااانة منقول..
تحياااتي وعذرا على الإطالة
تكمن أهمية إدخال تقنية المعلومات في التعليم في مختلف مستوياته في أنها تقدم وسيلة أصبحت أساسية سواء كان ذلك في سوق العمل أو على مستوى التنافس بين الشركات.
فمن جهة، نجد أنه لم تعد أنظمة تقنية المعلومات مجرد تجهيزات ثانوية في عمل الشركات والمؤسسات الناجحة فقد أصبحت هذه أمرا مفروغا منه وأصبحت الأولوية تكمن في أفضل استثمار لهذه الأنظمة لتحقيق نتائج أفضل على صعيد الإنتاجية والكفاءة.
وبعيدا عن توجيه الاتهام هنا، فمن الإنصاف القول أن معالجة مشاكل البطالة ودور تقنية المعلومات في ذلك يستدعي علاقة وطيدة بين الأطراف أي الشركات والمؤسسات والباحث عن العمل إلى جانب الدور الحكومي في تهيئة التعليم المناسب لذلك.
فلا يمكن إدخال التعليم والتدريب على تقنية المعلومات في المدارس والجامعات قبل البداية الصحيحة التي تتمثل بتدريب الأساتذة في هذه الجامعات والمدارس، وإلا لكانت حصيلة كل الجهود خبرات نظرية لا تغني ولا تفيد أحدا غير المستفيدين من صفقات بيع المنتجات.
ومهما يكون مستوى التعليم والتدريب في المدارس والجامعات تبقى مقولة النجاح للجميع والعلم لمن يريد صحيحة تماما، إذ يتوجب على المتعلم أن يجهد للاستفادة من فرصته في اكتساب الخبرة والمعرفة بعلوم الكمبيوتر وبأنظمة تقنية المعلومات وطرق الاستفادة منها واستخدامها وحتى تطويرها.
ومن جهة أخرى، تغفل الشركات الخاصة وأطراف أخرى معنية بذات الأمر في منطقتنا العربية، دورها الحيوي في خدمة المجتمع في مجال تقديم التدريب لحديثي التخرج أو لطلاب المدارس خلال فترة العطلات.
ويقع هدر كبير ومضاعف في هذا الفشل في استغلال الطاقات والكوادر المحلية التي تحتاج لبعض التدريب لتساهم في هذه الشركات بكفاءة عالية بدلا من استقدام ''خبراء'' من دول أجنبية.
وتمتنع الكثير من الشركات والجهات المحلية في توظيف حديثي التخرج بحجج واهية مثل عدم توفر مهارات وخبرات ضرورية للعمل، لا أعرف، كيف يمكن لمن أمضى سنوات في الدراسة أن يحصل على خبرات في ذات الوقت دون مساعدة الشركات في تبني تدريبه وتقديم فرص العمل له عقب التخرج من الجامعة؟
ونظرا لأن منطقتنا العربية تعاني من أزمات البطالة فإن الموضوع أصبح لا يحتمل المزيد من الإهمال والتجاهل. إذ أن مبادرة بعض الشركات العالمية في تقديم تدريب أو خدمات للمجتمع تأتي ضئيلة، بل غالبا ما تكون من ضمن سياسة وخطط الشركة على المستوى العالمي أو ضمن خطط تسويقية بأسلوب العلاقات العامة لتحسين صورة الشركة طمعا في صفقة مستقبلية أو ما شابه ذلك.
تكمن المشكلة الأساسية في منطقتنا في أننا لم نستعد التوازن بعد صدمات العولمة والانبهار بالمنتجات التقنية بينما يمكن تحقيق الكثير من خلال حلول وخطط مرنة تحول عمليات التعليم والتدريب لمحو أمية تقنية المعلومات إلى أنشطة يسيرة.
فهناك قطاعات كبيرة لحق فيها الإهمال مثل المكتبات العامة التي يمكن أن تلعب دورا كبيرا في تطوير مهارات زوراها للتحول إلى مجتمع المعرفة.
ويمكن أن يتم ذلك على سبيل المثال، عبر إدخال الحوسبة وتدريب الجمهور على استخدام أنظمة تقنية المعلومات فيها.
فهذه المبادرات يجب أن تسبق مشاريع الحكومة الإلكترونية والتي لن تجدي نفعا بدون جمهور قادر على الاستفادة منها تماما.
وبالنظر إلى أن انتشار الأمية المعلوماتية أي جهل استخدام أنظمة الكمبيوتر يصل إلى نسبة تقارب 99% في المنطقة العربية فإن ذلك يستدعي تحركا غير تقليدي وسريع لمواجهة هذه المشكلة.
إذ تؤكد الأرقام في عدة دراسات عالمية أن الاستثمار بالتعليم والتدريب وتنمية مهارات تقنية المعلومات هي من العوامل التي تساهم بقوة في زيادة النمو الاقتصادي وتقليص البطالة.
تختلف تقنية المعلومات عن باقي المجالات في تطوراتها المتسارعة والتي تستدعي طرقا خاصة في التدريب تتماشى مع طبيعتها المتبدلة وما يترتب على ذلك من استثمارات كبيرة في تطوير وسائل التدريب فيها.
وعلى صعيد أمن تقنية المعلومات وحماية البيانات مثلا، تتبدل طبيعة المخاطر وأنواع الفيروسات وأسلوب عمله كل عدة شهور. وتبرز مخاطر جديدة تهاجم الكمبيوترات دون سابق إنذار.
ولذلك فإن محو الأمية المعلوماتية لا يرتبط بمهارات الكمبيوتر فقط إذ لا تكفي المهارات الأساسية لتصفح الإنترنت في الاستفادة من أنظمة تقنية المعلومات والويب بصورة عامة إذا لم يكتسب المستخدمون خبرات أوسع لتقييم مصداقية ما توفره الإنترنت.
فلا تكفي الملايين التي تنفقها المؤسسات أو المدارس والجامعات لتأمين أنظمة كمبيوتر والاتصال بالإنترنت ما لم يتقن مستخدميها قدرات الوصول إلى البيانات والمعلومات السليمة والمفيدة التي تتمتع بالمصداقية والدقة من بين كم هائل من المعلومات.
وهناك أسباب لتفشي ومنح الثقة في غير موضعها على الويب، فهناك تركة ثقيلة لقيمة الكلمة المطبوعة التي نفترض أنها خضعت لتدقيق وتمحيص من قبل أكثر من شخص مؤهل على الأقل قبل أن تصل إلى يد القارئ.
خلاصة القول أنه هناك أشواط بعيدة يجب علينا قطعها للوصول إلى مستويات فاعلة في مجتمع المعرفة ويعد التدريب المدروس أولى الخطوات التي لا يجب التلكؤ في اتخاذها وهي البداية الصحيحة لكل خطط التنمية المستدامة. فالاستثمار في تنمية الموارد البشرية هو الفيصل في تحقيق نجاحات اقتصادية واجتماعية في الوقت الراهن وذلك لا يحتمل الخطأ.
للأمااااانة منقول..
تحياااتي وعذرا على الإطالة
تعليق