يطل علينا وكعادته الطالب سلطان الشكيلي
بتحقيق جديد يلامس واقع الحياه الجامعيه
في الــسلطنه
وهذي المره عن تطنيش المحاظرات
مشكلة تعــاني منها كثير من الكليات والجــامعات العمانية
ما هي فوائد اللجوء للمسؤول الاجتماعي؟
تحقيق – سلطان الشكيلي:
جميعنا يلاحظ أن أفضل الطرق لتقييم وتطوير طموح الإنسان المجتهد هو استمراريته برسم خطط بارعة للنجاح, ورسم الصورة بمخيلة أحلام مشواره المستقبلي. هذا بالتأكيد سيوصله لجني ثمــار قد لا تحصى نتيجة الجهد والمثابرة بالرقي بمستواه الذهني والعملي لكل تلك السنين التي كان يبنيها منذ الصغر كالحجارة طــوب طــوب.
هنا سيدور في ذهن الطـالب الجامعي منذ البرهة الأولى لقبوله في الصرح الكبير أنه وبكل تأكيد سيواصل المشوار بمحاولة بذل الجهد المضاعف لاتباع الأنظمة والقوانين دون أي تقصير.
لكن يتفاجأ الشخص نفسه من وجود الكثير من التحديات والتغيرات التي تتشكل أمام ناظرية كالعقبات مانعة إياه من المرور بسلاسة ويسر في تخطي هذه المطبات بالعزيمة الموجودة لدية واليقين الأكيد من العبور للأمام دوما.
انه وكما يعلم الجميع هناك العديد من التحديات التي تعترض الطالب الجامعي في مشوار حياته الدراسية, وهم يعانون منها كعوائق تعترضهم وتتسبب بترتب آثار سلبية تشمل الجانب الأكاديمي والتحصيلي, وكذلك الجوانب الصحية والاجتماعية , وغيرها الكثير. في هذا الموضوع كانت لنا وقفة لأحد أهم العادات المتبعة لدى هؤلاء الطلاب الأكاديميين وهي عادة التهرب عن حضور المحــاضرات والغياب المتكرر هذه العادة التي تعاني كثير من الكليات والجامعات العمانية الخاصة منها والحكومية.
حيث قالت الطالبة نجوى الشكيلية- تخصص تمريض بجامعة نزوى – عن موضوع التهرب عن المحاضرات بشكل عام : الجامعة طموح وحب التعلم, إصرار بلا محالة للوصول إلى الغاية. فالمحاضرات تصقل العقل وتبني المعرفة لدى الطالب ولكن هناك شيء يعتبر سدا لمقاطعة ذلك الحلم وهو التهرب عن هذه المحاضرات التي تعتبر مصدر منبع العلم لدى الطالب في مجال تخصصه. فيقف التهرب عائقا أساسيا لوقف تلك الثمرة الناضجة.
الأهم هو أننا أخذنا هذا الموضوع على محمل الجد فناقشنا وجهات النظر لدى الطلاب من مختلف الجامعات والكليات في السلطنة لنشمل بتطرقنا هذا النواحي التالية لموضوع التهرب عن المحاضرات:
الأسبــاب:
التقينا ببعض من طلبة الجامعات والكليات لنرى ردود آرائهم حول موضوع التهرب فيما يخص الأسباب والصعوبات والحوافز التي يجدها الأكاديمي في طريقه والتي تمهد له اتباع هذه العادة في مشواره الدراسي. فبداية يحدثنا الطالب ماجد خميس الشكيلي – تخصص صحافة بكلية العلوم التطبيقية بصــور – قائلا: قد يكون اختيار الطالب لتخصص ما يعتبر غير مرغوب بالنسبة له وغير محبب (وفق ظروف معينة) قد يعتبر سببا رئيسيا يقود إلى طابع التهرب وعدم الرغبة في مواصلة الدراسة. وكذلك وجود الأصحاب والزملاء المهملين برفقة الشخص أحد أبرز الأسباب, ومشكلة السهر لأوقات متأخرة والشعور بالتحرر من أجواء والتزامات المدرسة والمنزل, واعتقاده بأن التهرب شجاعة وتحدي بين الزملاء لإبراز قوة الشخصية.
فيما جاء رد الطالبة سالمة الكاسبية – تخصص تربية فنية كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى – مؤكدة لكلام ماجد وموضحة عدة أسباب أخرى قائلة: يعد عدم رغبة الطالب في الدراسة أحد الأسباب المهمة الناتجة من دوافع إمضاء الوقت مع الأصحاب في الكلية للتسلية, وأيضا شعور الطالب بالملل الذي يعتبر العدو الأبرز في نفسية الطالب ناتج من اتباع نفس الروتين اليومي وطول وقت المحاضرات داخل القاعة والتي ربما يساهم المحاضر بالجزء الأكبر نتيجة عدم اتباعه الأسلوب الجيد و الراقي في تعليم الطلبة وعدم اتباع المساق والنسق الأميز في ضبط الطلاب داخل القاعة.
فيما عبرت نجوى الشكيلية من واقع ما تشاهده في الصرح الأكاديمي الذي تنتمي إليه قائلة: هنالك عدة أسباب تقود بعض الطلاب إلى التهرب من المحاضرات منها راجع لسوء الحظ الذي يجعل الطالب لا يواصل مسيرة طموحه للتردد الذهني داخل المحاضرات وربما يعود لمشكلات اجتماعية وهذا بدوره يؤدي إلى عدم الاستيعاب والإنصات للدكتور الذي يشرح المحاضرة وكذلك الكثير من الطلاب لا يكترثون بالمعدل هذا بسبب تراكم المواد خصوصا ذات الطابع النظري التي هي بطبيعة الحال تجلب الملل وعدم الرغبة في الدراسة, وأحيانا كثيرة تؤثر طول فترة الدراسة وعدد الساعات المعتمدة التي ترهق الطالب وتتعبه, لذا نجده يلجأ لعادة التهرب من دون أدنى شك. وأيضا لا أريد أن أتناسى سبب ودافع قد يجده البعض أنه بسيط ولا يؤثر في شيء اذا اتبعه في وقت المحاضرات ألا وهو مشكلة الإدمان والانشغال بالهاتف النقال والدخول لبرامج الدردشة مع الأصحاب وهذا طبعا يلهيهم عن الانتباه والتركيز والتهرب عن المحاضرة رغم وجوده فيها.
وجاء تأكيد الطالبان عمرو حارث المعمري والمنتصر سالم المعمري – والاثنان تخصص اتصال دولي بكلية العلوم التطبيقية بنزوى - على كلام زملائهم وقد علقوا على أسباب التهرب قائلين: في اعتقادنا أن سهر الطلاب حتى ساعات متأخرة من الليل وقلة النوم كما يعلم الجميع هذا ما يصعب عليهم عملية الذهاب إلى المحاضرات وبالأخص المحاضرات المتقدمة أو المحاضرات الصباحية التي تكون في وقت مبكر, وأيضا من الأسباب التي تؤدي إلى هذا التهرب عدم الانسجام الملاحظ بين الطالب والدكتور ووجود صعوبة في المادة. وقد ركز الطالب المنتصر المعمري على سبب وجيه يمنع بعض الطلاب من حضور المحاضرات وهو وجود التخوف الشديد من قبل الطلبة تحسبا لإحراجات دكتور المحاضرة له فيما يخص حل الواجب المكلف به أو تحسبا لعدم تحضيره لموضوع المحاضرة.
وأضافت الطالبة الشعثاء البريكية – تخصص صحافة بكلية العلوم التطبيقية بصــور – حول موضوع أسباب التهرب عن المحاضرات قائلة: هذا راجع لشعور الطالب بعدم أهمية ما يفوته من محاضرات لكون أغلب الدروس في أغلب المواد الدراسية تكون شبه معادة و تأتي هذه المحاضرات فقط لتؤكد على سابقتها. وعدم الرغبة بالوجود في تلك المؤسسة التعليمية نتيجة لبعدها عن منطقة عيشه ومنزله أو لما يحمله الطالب من حقد وكراهية لأي إداري كان في تلك المؤسسة أو معلم بها أو حتى لطالب يعتبر كزميل دراسة له وأيضا نتيجة الشعور بالملل وعدم الرغبة.
الآثار والنتائج:
بعدما حدثنا هؤلاء الطلبة عن الأسباب والدوافع والتي تقود الطالب لاتباع سلوك هذه العادة المؤثرة على مستقبله, والتي قد تخبئ له فقدان الثقة في ذاته والاحساس بلحظة الضعف والإنكماش. زودونا هؤلاء الطلاب مجددا بوجهات نظرهم حول ما سيترتب من آثار نتيجة اتباع عادة التهرب عن المحاضرات فأبدى الطالب عمرو المعمري مقولته حول النتائج المترسبة على الطالب الأكاديمي فيما يأتي: هناك آثار ونتائج في أغلبها سلبية تنتج عن حب الطالب أو إدمانه على التهرب كتراجع مستواه التحصيلي وبالتالي خروجه من الصرح التعليمي المنتمي إليه بدون فائدة, وفقدانه العديد من المعلومات المهمة له في مشواره الأكاديمي.
وقالت الطالبتان نجوى الشكيلية وسالمة الكاسبية تعبيرا عن النتائج المترتبة: سيكون شعور الطالب دوما بالخوف والقلق الشديدين لأنه سيكون مهددا بالخطر من جميع النواحي بسبب التهرب, وسوف يفقد الطالب مفاتيح المحاضرة ومعارفها وبالتالي لن يستطيع استيعاب مفاهيم المحاضرة حتى ولو اجتهد وطلب من زملائه تفهيمه فلن يكون بنفس القدر الذي لو كان حاضرا واستمع لشرح المدرس مما يترتب عليه حمل كبير.
وذكر الطالب المنتصر المعمري أيضا العديد من النتائج بالتأكيد على كلام زملائه قائلا: ان ظاهرة التهرب لها آثار وعوامل سلبية كثيرة فسوف تؤدي بالطالب إلى مخاطر كثيرة وتوتر العلاقات بينه وبين مدرسيه وزملائه وستكون معاملته مع المعلم مختلفة تماما عن باقي الطلاب مما سيؤدي إلى تولد الكره بينهما في مواصلة المادة في ذلك الفصل الدراسي. ربما أن الطالب الأكاديمي يسير ويسلك مسار تلك المقولة المتداولة بين الطلاب " طنش تعش منتعش" وهي بالتأكيد خاطئة ولا تعبر عن أي هدف.
فائدة وجود المرشد أو المسؤول الاجتماعي
كما يعلم الجميع أن وزارة التعليم العــالي متمثلة في الجامعات والكليات دأبت بطابع التحسين للأفضل للطلاب بوضع المرشدين الأكاديميين للطلبة لتوجيههم الوجهة الصحيحة وإرشادهم لما تقتضيه مصلحتهم من خلال تلك السنين التي سيقضونها في فترة الدراسة. فنرى توفر مكاتب خاصة بهؤلاء المرشدين أو حتى المسؤولين عن شؤون الطلاب وتلك المكاتب هي مفتوحة للطلاب ولحل مشاكلهم وقضاياهم ومساعدتهم لإبراز مواهبهم وصقلها. ولكن كان مهما لنا أن نعرف مدى استفادة الطلاب من وجود هؤلاء المرشدين حيث قال لنا الطالب ماجد الشكيلي: الشاب دائما يرى أنه مسؤول عن نفسه وأنه دائما يستطيع أن يحل قضاياه بنفسه خصوصا إذا تعدى سن الرشد, فلا يحب من أحد أن يتدخل في أي موضوع يمت له بصلة حتى وان كان لا يعرف كيفية نظام قواعد حلها. فالطالب أو الطالبة يعتقدان أن المسؤول هو عدوهم وبلا فائدة أو ربما سيكون طابع الخجل والتوتر في الإفصاح عن المشكلة هو الحاضر وبهذا لن يستفيد الطالب من وجود هذا المرشد في الكلية.
الحلـــول
يقــال أن لكل مشكلة أو عائق وله حل ومخرج بكل تأكيد. فالإنسان مميز بنعمة العقل ووجود الأفكار التي تساعد في البناء والتخطيط للمستقبل والتماشي مع التطورات والمستجدات في عالم السرعة والتكنولوجيا.
حيث ذكر الطالب المنتصر المعمري بعض الحلول لظاهرة التهرب قائلا: حتى نتمكن من القضاء على هذه الظاهرة لابد لنا من ايجاد حلول لهذه المشكلة، من وجهة نظري المتواضعة يجب أن توجد قوانين صارمة تجاه الطالب الذي يكثر من التهرب حتى يحس بالمسؤولية في المكان الذي ينتمي اليه، وايضا تشكيل لجنة تختص بالطلاب الذين يتغيبون عن المحاضرات ويتم مناقشتهم عن هذه المسالة، الاكثار من توعية المعلمين على مسالة الغياب، وايضا اخبار المعلمين بعدم احراج الطالب في وقت المحاضرة والتعامل مع الموضوع بشكل ودي وبصورة راقية.
فيما أكدت الطالبة سالمة الكاسبية وجهة نظرها فقالت: من وجهة نظري أرى أنه من الضرورة الملحة تهيئة الجو المناسب للطالب فمن الضرورة ترغيبه بالمشاركة في الأنشطة الطلابية ليكسر حاجز الخجل والخوف من داخله ليكتسب الثقة في ذاته دوما ولا يتردد أبدا في فعل الصواب. وأيضا على المعلم أن يكسر الحاجز بينه وبين الطالب باسلوب تدريس راق مستخدما كافة الطرق والوسائل الألكترونية الحديثة في شرح المحاضرة ليكسر أيضا طابع الملل في تلك المحاضرة. وكذلك على الطالب دوما مساعدة نفسه في النهوض من العثرات التي تواجهه وتعوقه عن طريق الإكثار من طرق القراءة والتعلق الشديد بالعلم والتخصص الذي يتعلمه لينفع نفسه أولا ولينفع مجتمعه.
من جانب آخر يلفت انتباه الطالب عمرو المعمري في إيجاد بعض الحلول بأنه قال: ما يلفت انتباهي أنني أرى أنه من الضرورة الأكيدة بأن يوفر للطالب البيئة المناسبة لتسهيل عملية التعليم فهذا سيحد أو سيقلل من ظاهرة التهرب أو سيقضي عليها تماما. وأرى أيضا أنه من الحلول البديلة أن تضاعف العقوبات للطلبة الذين يجدون في عادة التهرب هواية وشجاعة. ومن وجهة نظري أرى بأن يستغل الطلاب هذه الفرصة التي أتيحت لهم لإكمال دراستهم على حساب غيرهم من الطلاب وألا يضيعوها في التهرب بأن يحاسب نفسه ويرضي ضميره ليجني الفائدة له ولعائلته ولمجتمعه.
بتحقيق جديد يلامس واقع الحياه الجامعيه
في الــسلطنه
وهذي المره عن تطنيش المحاظرات
مشكلة تعــاني منها كثير من الكليات والجــامعات العمانية
ما هي فوائد اللجوء للمسؤول الاجتماعي؟
تحقيق – سلطان الشكيلي:
جميعنا يلاحظ أن أفضل الطرق لتقييم وتطوير طموح الإنسان المجتهد هو استمراريته برسم خطط بارعة للنجاح, ورسم الصورة بمخيلة أحلام مشواره المستقبلي. هذا بالتأكيد سيوصله لجني ثمــار قد لا تحصى نتيجة الجهد والمثابرة بالرقي بمستواه الذهني والعملي لكل تلك السنين التي كان يبنيها منذ الصغر كالحجارة طــوب طــوب.
هنا سيدور في ذهن الطـالب الجامعي منذ البرهة الأولى لقبوله في الصرح الكبير أنه وبكل تأكيد سيواصل المشوار بمحاولة بذل الجهد المضاعف لاتباع الأنظمة والقوانين دون أي تقصير.
لكن يتفاجأ الشخص نفسه من وجود الكثير من التحديات والتغيرات التي تتشكل أمام ناظرية كالعقبات مانعة إياه من المرور بسلاسة ويسر في تخطي هذه المطبات بالعزيمة الموجودة لدية واليقين الأكيد من العبور للأمام دوما.
انه وكما يعلم الجميع هناك العديد من التحديات التي تعترض الطالب الجامعي في مشوار حياته الدراسية, وهم يعانون منها كعوائق تعترضهم وتتسبب بترتب آثار سلبية تشمل الجانب الأكاديمي والتحصيلي, وكذلك الجوانب الصحية والاجتماعية , وغيرها الكثير. في هذا الموضوع كانت لنا وقفة لأحد أهم العادات المتبعة لدى هؤلاء الطلاب الأكاديميين وهي عادة التهرب عن حضور المحــاضرات والغياب المتكرر هذه العادة التي تعاني كثير من الكليات والجامعات العمانية الخاصة منها والحكومية.
حيث قالت الطالبة نجوى الشكيلية- تخصص تمريض بجامعة نزوى – عن موضوع التهرب عن المحاضرات بشكل عام : الجامعة طموح وحب التعلم, إصرار بلا محالة للوصول إلى الغاية. فالمحاضرات تصقل العقل وتبني المعرفة لدى الطالب ولكن هناك شيء يعتبر سدا لمقاطعة ذلك الحلم وهو التهرب عن هذه المحاضرات التي تعتبر مصدر منبع العلم لدى الطالب في مجال تخصصه. فيقف التهرب عائقا أساسيا لوقف تلك الثمرة الناضجة.
الأهم هو أننا أخذنا هذا الموضوع على محمل الجد فناقشنا وجهات النظر لدى الطلاب من مختلف الجامعات والكليات في السلطنة لنشمل بتطرقنا هذا النواحي التالية لموضوع التهرب عن المحاضرات:
الأسبــاب:
التقينا ببعض من طلبة الجامعات والكليات لنرى ردود آرائهم حول موضوع التهرب فيما يخص الأسباب والصعوبات والحوافز التي يجدها الأكاديمي في طريقه والتي تمهد له اتباع هذه العادة في مشواره الدراسي. فبداية يحدثنا الطالب ماجد خميس الشكيلي – تخصص صحافة بكلية العلوم التطبيقية بصــور – قائلا: قد يكون اختيار الطالب لتخصص ما يعتبر غير مرغوب بالنسبة له وغير محبب (وفق ظروف معينة) قد يعتبر سببا رئيسيا يقود إلى طابع التهرب وعدم الرغبة في مواصلة الدراسة. وكذلك وجود الأصحاب والزملاء المهملين برفقة الشخص أحد أبرز الأسباب, ومشكلة السهر لأوقات متأخرة والشعور بالتحرر من أجواء والتزامات المدرسة والمنزل, واعتقاده بأن التهرب شجاعة وتحدي بين الزملاء لإبراز قوة الشخصية.
فيما جاء رد الطالبة سالمة الكاسبية – تخصص تربية فنية كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى – مؤكدة لكلام ماجد وموضحة عدة أسباب أخرى قائلة: يعد عدم رغبة الطالب في الدراسة أحد الأسباب المهمة الناتجة من دوافع إمضاء الوقت مع الأصحاب في الكلية للتسلية, وأيضا شعور الطالب بالملل الذي يعتبر العدو الأبرز في نفسية الطالب ناتج من اتباع نفس الروتين اليومي وطول وقت المحاضرات داخل القاعة والتي ربما يساهم المحاضر بالجزء الأكبر نتيجة عدم اتباعه الأسلوب الجيد و الراقي في تعليم الطلبة وعدم اتباع المساق والنسق الأميز في ضبط الطلاب داخل القاعة.
فيما عبرت نجوى الشكيلية من واقع ما تشاهده في الصرح الأكاديمي الذي تنتمي إليه قائلة: هنالك عدة أسباب تقود بعض الطلاب إلى التهرب من المحاضرات منها راجع لسوء الحظ الذي يجعل الطالب لا يواصل مسيرة طموحه للتردد الذهني داخل المحاضرات وربما يعود لمشكلات اجتماعية وهذا بدوره يؤدي إلى عدم الاستيعاب والإنصات للدكتور الذي يشرح المحاضرة وكذلك الكثير من الطلاب لا يكترثون بالمعدل هذا بسبب تراكم المواد خصوصا ذات الطابع النظري التي هي بطبيعة الحال تجلب الملل وعدم الرغبة في الدراسة, وأحيانا كثيرة تؤثر طول فترة الدراسة وعدد الساعات المعتمدة التي ترهق الطالب وتتعبه, لذا نجده يلجأ لعادة التهرب من دون أدنى شك. وأيضا لا أريد أن أتناسى سبب ودافع قد يجده البعض أنه بسيط ولا يؤثر في شيء اذا اتبعه في وقت المحاضرات ألا وهو مشكلة الإدمان والانشغال بالهاتف النقال والدخول لبرامج الدردشة مع الأصحاب وهذا طبعا يلهيهم عن الانتباه والتركيز والتهرب عن المحاضرة رغم وجوده فيها.
وجاء تأكيد الطالبان عمرو حارث المعمري والمنتصر سالم المعمري – والاثنان تخصص اتصال دولي بكلية العلوم التطبيقية بنزوى - على كلام زملائهم وقد علقوا على أسباب التهرب قائلين: في اعتقادنا أن سهر الطلاب حتى ساعات متأخرة من الليل وقلة النوم كما يعلم الجميع هذا ما يصعب عليهم عملية الذهاب إلى المحاضرات وبالأخص المحاضرات المتقدمة أو المحاضرات الصباحية التي تكون في وقت مبكر, وأيضا من الأسباب التي تؤدي إلى هذا التهرب عدم الانسجام الملاحظ بين الطالب والدكتور ووجود صعوبة في المادة. وقد ركز الطالب المنتصر المعمري على سبب وجيه يمنع بعض الطلاب من حضور المحاضرات وهو وجود التخوف الشديد من قبل الطلبة تحسبا لإحراجات دكتور المحاضرة له فيما يخص حل الواجب المكلف به أو تحسبا لعدم تحضيره لموضوع المحاضرة.
وأضافت الطالبة الشعثاء البريكية – تخصص صحافة بكلية العلوم التطبيقية بصــور – حول موضوع أسباب التهرب عن المحاضرات قائلة: هذا راجع لشعور الطالب بعدم أهمية ما يفوته من محاضرات لكون أغلب الدروس في أغلب المواد الدراسية تكون شبه معادة و تأتي هذه المحاضرات فقط لتؤكد على سابقتها. وعدم الرغبة بالوجود في تلك المؤسسة التعليمية نتيجة لبعدها عن منطقة عيشه ومنزله أو لما يحمله الطالب من حقد وكراهية لأي إداري كان في تلك المؤسسة أو معلم بها أو حتى لطالب يعتبر كزميل دراسة له وأيضا نتيجة الشعور بالملل وعدم الرغبة.
الآثار والنتائج:
بعدما حدثنا هؤلاء الطلبة عن الأسباب والدوافع والتي تقود الطالب لاتباع سلوك هذه العادة المؤثرة على مستقبله, والتي قد تخبئ له فقدان الثقة في ذاته والاحساس بلحظة الضعف والإنكماش. زودونا هؤلاء الطلاب مجددا بوجهات نظرهم حول ما سيترتب من آثار نتيجة اتباع عادة التهرب عن المحاضرات فأبدى الطالب عمرو المعمري مقولته حول النتائج المترسبة على الطالب الأكاديمي فيما يأتي: هناك آثار ونتائج في أغلبها سلبية تنتج عن حب الطالب أو إدمانه على التهرب كتراجع مستواه التحصيلي وبالتالي خروجه من الصرح التعليمي المنتمي إليه بدون فائدة, وفقدانه العديد من المعلومات المهمة له في مشواره الأكاديمي.
وقالت الطالبتان نجوى الشكيلية وسالمة الكاسبية تعبيرا عن النتائج المترتبة: سيكون شعور الطالب دوما بالخوف والقلق الشديدين لأنه سيكون مهددا بالخطر من جميع النواحي بسبب التهرب, وسوف يفقد الطالب مفاتيح المحاضرة ومعارفها وبالتالي لن يستطيع استيعاب مفاهيم المحاضرة حتى ولو اجتهد وطلب من زملائه تفهيمه فلن يكون بنفس القدر الذي لو كان حاضرا واستمع لشرح المدرس مما يترتب عليه حمل كبير.
وذكر الطالب المنتصر المعمري أيضا العديد من النتائج بالتأكيد على كلام زملائه قائلا: ان ظاهرة التهرب لها آثار وعوامل سلبية كثيرة فسوف تؤدي بالطالب إلى مخاطر كثيرة وتوتر العلاقات بينه وبين مدرسيه وزملائه وستكون معاملته مع المعلم مختلفة تماما عن باقي الطلاب مما سيؤدي إلى تولد الكره بينهما في مواصلة المادة في ذلك الفصل الدراسي. ربما أن الطالب الأكاديمي يسير ويسلك مسار تلك المقولة المتداولة بين الطلاب " طنش تعش منتعش" وهي بالتأكيد خاطئة ولا تعبر عن أي هدف.
فائدة وجود المرشد أو المسؤول الاجتماعي
كما يعلم الجميع أن وزارة التعليم العــالي متمثلة في الجامعات والكليات دأبت بطابع التحسين للأفضل للطلاب بوضع المرشدين الأكاديميين للطلبة لتوجيههم الوجهة الصحيحة وإرشادهم لما تقتضيه مصلحتهم من خلال تلك السنين التي سيقضونها في فترة الدراسة. فنرى توفر مكاتب خاصة بهؤلاء المرشدين أو حتى المسؤولين عن شؤون الطلاب وتلك المكاتب هي مفتوحة للطلاب ولحل مشاكلهم وقضاياهم ومساعدتهم لإبراز مواهبهم وصقلها. ولكن كان مهما لنا أن نعرف مدى استفادة الطلاب من وجود هؤلاء المرشدين حيث قال لنا الطالب ماجد الشكيلي: الشاب دائما يرى أنه مسؤول عن نفسه وأنه دائما يستطيع أن يحل قضاياه بنفسه خصوصا إذا تعدى سن الرشد, فلا يحب من أحد أن يتدخل في أي موضوع يمت له بصلة حتى وان كان لا يعرف كيفية نظام قواعد حلها. فالطالب أو الطالبة يعتقدان أن المسؤول هو عدوهم وبلا فائدة أو ربما سيكون طابع الخجل والتوتر في الإفصاح عن المشكلة هو الحاضر وبهذا لن يستفيد الطالب من وجود هذا المرشد في الكلية.
الحلـــول
يقــال أن لكل مشكلة أو عائق وله حل ومخرج بكل تأكيد. فالإنسان مميز بنعمة العقل ووجود الأفكار التي تساعد في البناء والتخطيط للمستقبل والتماشي مع التطورات والمستجدات في عالم السرعة والتكنولوجيا.
حيث ذكر الطالب المنتصر المعمري بعض الحلول لظاهرة التهرب قائلا: حتى نتمكن من القضاء على هذه الظاهرة لابد لنا من ايجاد حلول لهذه المشكلة، من وجهة نظري المتواضعة يجب أن توجد قوانين صارمة تجاه الطالب الذي يكثر من التهرب حتى يحس بالمسؤولية في المكان الذي ينتمي اليه، وايضا تشكيل لجنة تختص بالطلاب الذين يتغيبون عن المحاضرات ويتم مناقشتهم عن هذه المسالة، الاكثار من توعية المعلمين على مسالة الغياب، وايضا اخبار المعلمين بعدم احراج الطالب في وقت المحاضرة والتعامل مع الموضوع بشكل ودي وبصورة راقية.
فيما أكدت الطالبة سالمة الكاسبية وجهة نظرها فقالت: من وجهة نظري أرى أنه من الضرورة الملحة تهيئة الجو المناسب للطالب فمن الضرورة ترغيبه بالمشاركة في الأنشطة الطلابية ليكسر حاجز الخجل والخوف من داخله ليكتسب الثقة في ذاته دوما ولا يتردد أبدا في فعل الصواب. وأيضا على المعلم أن يكسر الحاجز بينه وبين الطالب باسلوب تدريس راق مستخدما كافة الطرق والوسائل الألكترونية الحديثة في شرح المحاضرة ليكسر أيضا طابع الملل في تلك المحاضرة. وكذلك على الطالب دوما مساعدة نفسه في النهوض من العثرات التي تواجهه وتعوقه عن طريق الإكثار من طرق القراءة والتعلق الشديد بالعلم والتخصص الذي يتعلمه لينفع نفسه أولا ولينفع مجتمعه.
من جانب آخر يلفت انتباه الطالب عمرو المعمري في إيجاد بعض الحلول بأنه قال: ما يلفت انتباهي أنني أرى أنه من الضرورة الأكيدة بأن يوفر للطالب البيئة المناسبة لتسهيل عملية التعليم فهذا سيحد أو سيقلل من ظاهرة التهرب أو سيقضي عليها تماما. وأرى أيضا أنه من الحلول البديلة أن تضاعف العقوبات للطلبة الذين يجدون في عادة التهرب هواية وشجاعة. ومن وجهة نظري أرى بأن يستغل الطلاب هذه الفرصة التي أتيحت لهم لإكمال دراستهم على حساب غيرهم من الطلاب وألا يضيعوها في التهرب بأن يحاسب نفسه ويرضي ضميره ليجني الفائدة له ولعائلته ولمجتمعه.
تعليق