برنامج النــدوة
الإفتتاحية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرع مكارم الأخلاق، وجعلها سبيلا للنهوض والرقي والانطلاق، والصلاة والسلام على الرسول المصطفى، الذي كان خلقه القرآن، فكان قرآنا يمشي على الأرض... وبعد،
تنطلق مسيرة الأمم والشعوب نحو مستقبلها وفق رؤى تنبثق من عقائدها الدينية، ومبادئها القيمية، وأعرافها الاجتماعية لتشكل بذلك الموجه الحقيقي نحو الانطلاق في سبل العطاء وخدمة الأوطان.
وتعد الأخلاق أهم وسيلة ريادية تعتمدها الشعوب في بناء منظومات مجتمعية ترتقي بالمستويات الإنتاجية لدى الأفراد، لتحقق القيمة الفعلية للفرد ومكانته الوظيفية، التي تؤتي ثمارها إيجابية على مستوى المجتمع بأسره، وبهذا تكون الأخلاق خير مؤشر لقياس كفاءة الأفراد، كما تكون إنتاجية المجتمع خير مؤشر على وجود الأخلاق المهنية المنشودة. وتسير مختلف دول العالم على اختلاف أطيافها وتوجهاتها الفكرية والسياسية والإقتصادية نحو تنمية وتعزيز أخلاقيات المهنة، لإيمانها الأكيد بأنها الوسيلة الفاعلة في بناء مجتمعات إنتاجية، تغلب المصالح العامة على المصالح الخاصة.
ولم يكن مجتمعنا العماني بعيدا عن تلك التوجهات الأخلاقيات الرفيعة، سيما وأنه مجتمع ذو مبادئ وقيم أسلامية تقوم على تحقيق المصالح الاجتماعية المشتركة، لهذا عمدت الكثير من المؤسسات في الدولة على تشجيع الموظفين وحثهم على تبني سياسات إستراتيجية تعزز من أخلاقيات المهنة وتفعل منها.
من هنا، قامت كلية العلوم التطبيقية بنزوى التابعة لوزارة التعليم العالي في السلطنة بتنظيم ندوة علمية بعنوان: أخلاقيات المهنة بين الواقع والمأمول" لتكون إضافة علمية منهجية تحقق الترابط الفعلي بين كليات العلوم التطبيقية ومختلف المؤسسات في الدولة، ولتقدم إسهاما بارزا في بناء الشخصية المهنية للموظف العماني، من خلال دراسات وأبحاث علمية يطرحها مجموعة من الباحثين المجيدين من داخل السلطنة وخارجها، وفق إطار تفاعلي تكاملي، يستهدف رفع المستويات المهنية ويعزز من الوعي الوظيفي.
وإننا إذ نقدم لأبناء هذا البلد الغالي هذه الندوة العلمية كتفعيل للوظيفة الأكاديمية لهذه الكلية ليحدونا الأمل بأن تكون ندوة علمية فاعلة، تحقق جزءا من الرسالة السامية لهذه الكلية، وإسهاما متواضعا منها في تحقيق أهداف الوطن.
د. سالم بن عبد الله الناعبي
مساعد العميد للشؤون الأكاديمية والبحث العلمي
رئيس اللجنة الرئيسة للندوة
تعليق