"علنا نعود ونرتقي يوما"..قضايا جامعية 2
منذ العصور القديمة كان العرب ممن هم في مقتبل العمر يفنون معظم أوقاتهم في طلب العلم ولديهم شغف كبير في اكتساب المعارف والعلوم بمختلف أصنافها..وبالرغم من أن الحصول على المعلومة لم يكن بالأمر الهيّن،إلا أنهم كانوا يقطعون آلاف الأميال من اجل الظفر بمعلومة يكتسبونها فتبقى راسخة في عقولهم..فكانوا هم السبَّاقين في تعلّم كل ما هو جديد والخروج مما اكتسبوه باختراعات أقاموا بها دول متقدمة وجعلتهم من الشخصيات البارزة والراسخة إلى يومنا هذا..
مع مرور السنين وتطور الحياة توفرت الجامعات والكليات وأصبح هذا الشاب في هذه المرحلة العمرية طالب جامعي يتلقّى ما شاء من العلوم بأيسر الطرق بحيث من المنتظر منه نتيجة لتوافر جميع التسهيلات أن يخطو خطا السلف في حب العلم وامتلاك تلك النظرة الثاقبة للخروج بإنجازات ترتقي به وبأمته..ولكن حدث مالم يكن بالحسبان،حيث انقلبت الموازين وتغيّر تفكير هذا الطالب الجامعي لتكون نظرته المستقبلية وأهدافه سطحية ومحدودة تقتصر على وظيفة وتكوين أسرة يعيش معها حياة كريمة..
للأسف الشديد بات هذا الطالب يفتقر لحب الاستطلاع والتعمّق فيما اكتسبه من علوم..وأصبح يقبل على المادة العلمية على مضض وينهال عليها بالحفظ دون الاهتمام بالمحتوى العلمي..
لن أكون ساذجة لأطلب ما هو بعيد المنال وأغير الكثير من القناعات والطموحات التي باتت بعيدة كل البعد عما كانت لدى من هم في سننا بالماضي.ولكنني فتحت هذا الباب لما أراه حولي وما أسمعه من الطلاب الجامعيين الذين جعلوا حدود لطموحاتهم و أضاقوا النطاق الواسع لمداركهم ونظرتهم المستقبلية.وهذا ما قادهم إلى اعتبار العلم الذي صار بين أيديهم مهمة ثقيلة دم وهم مجبورين على أدائها من أجل الوصول إلى طموحهم المتواضع..
ما أردت أن أوصله من خلال حديثي هذا أننا في هذه المرحلة الجامعية بأمسّ الحاجة إلى أن نحب العلم ونُقبل عليه بكل شغف ونحاول أن نتعلّم كل جديد ولا نخجل من الاستفسار إذا واجهتنا أي صعوبات تذكر.لنكون على يقين حقا بأن هناك مستقبل باهر بين أيدينا بمقدورنا الوصول إليه.وهناك انجازات نستطيع تحقيقها فنرفع بها من مكانة المجتمع الذي نعيش فيه ونصبح من الشخصيات الراسخة في ذاكرة الأيام،فنعود ونرتقي كما كنا ذات يوم.
تعليق