بقلم/ مالك بن سليمان الشملي .
(((( أضواء وستاره ))))))
(مسرح الجمهورية والفنون) أول مسرح أقيم في دولة عربية في مصر، أنشاءه نابليون بونابرت عام 1798م في حملة لغزو الشرق، مثلت فية الروايات الفرنسية أمام الفرنسين والمصرين، لسبب ما كان فن المسرحية لا يوجد عند العرب ما قبل غزو نابليون الشرق؛ وعلل بعض الأدباء ذلك أن المسرح يحتاج إلى رقياً في الحياة الإجتماعية؛ إلا أنَّ العرب كانت حياتهم بسيطة ،ومقتصرة على فنون أخرى مثل الشعر والنثر بأسلوب خطابي خالي من تصادم الأحاسيس والخوالج مع الطبيعة المحطة بهم.
كانت أول تجربة مسرحية عربية على يد مارون النقاش في القرن السابع عشر، فلا عجب أنها تطورة مع تطور باقي الفنون العربية الحديثة ؛حتى صارت اليوم أداة للتعبير عن الرأي ،وإبراز الصعوبات والمشاكل الحياتية من خلالها ،وكباقي الصروح التعليمية والثقافية العربية أحتضنت الجامعات والكليات العمانية بين أركانها العديد من هواة ومحبيِّ المسرح ؛فهم طلابٌ كانت لهم الرغبة في تجسيد واقع الحياة العمانية على المسرح ،ومعالجة القضايا الأدبية والإجتماعية بأسلوب درامي ،تأرة في قالب كوميديا وتارة في قالب التراجيديا(1) ،فكان محاكاه مادية للخوالج النفوس وشذرات الفكر ،ونافذة الإفصاح والتعبير.
كباقي الكليات في السلطنة كان للكلية التطبيقية بصحار الكثير والكثير من الإنجازات الداخلية والخارجية في المسرح ،ومع إبتداء السنة الدراسية الجديدة إجتمع كاردها المسرحي ليبداء مسيرتة الفنية ،وليجدد وليطور مضامين مسرحيتة من السنوات الماضية ،بمواضيع جديدة ،وتسلسل درامي مثير ؛فأعدَّ أفراده وشحذ هممهم بالعزم والتطلع نحو التميز في إطار المنافسات الداخلية للسلطنة ،ورحبًّ بمهرجان المسرحية العماني والذي سوف يقام على مسرحهم ؛بمشاركة باقي كليات العلوم التطبيقية ،بروح العمل الجماعي ،وبروح المنافسة للإبداع ؛لا للكسب المادي ،فمن أركان صرحهم العتيق إلى إيلياء(2) ،حبكة قلوبهم أحلى المواضيع ،وضاغة السنتهم أرقى المفاهيم ،يداً بيد ،ليكونُ يداً واحدةً علياء لا مجموعة ايدٍ سفلى ،جذورهم كالعُمرِيّ(3) مضت في أرض الوعي والإحساس الهادف ،نحو حلّ العديد من المشاكل بذلك الإسلوب الرائع المبدع ،وإعلا مفهوم الواجب ،والأخلاق والقيم التي نقشت في صدورهم فأبقى من وحي في حجر ؛كانت ولا زالت أسس الإسلام والتي بنيَ عليها باقي مفاهيم العقيدة الشريفة.
ما كديت(4) روح تبثُّ الوعي مدعمةً بثقافة العصر ؛القائمة على إبداء الرأي ،وعدم كبت الإبداع ورضوخة أمام تلك العقول المتحجرة غير المؤهلة لتقيم شخصية مبدعة تطمح إلى فضاءٍ ينتهي عند بدايته فكرُ تلك العقول المتحجرة ،فما أروع هذه الأبيات)*(....
الـسيف أمضى به الأبطال تعتملُ والـعلم أبقـى بـه الإنـسـان يكـتملُ
لا يؤخذ الرأيُ من أعمى تساورهُ جـهـالةٌ مـا عــن الـتـقـديـر تـنتقلُ
إذا كان فن المسرحية واقع حياتي نعايش مشاهده الدرامية كل يوم ؛فهو فن أساسي لا غنى عنه ،ولا يقل منزلة عن باقي الفنون الأدبية الأخرى بل اجتازها ومثَّـلَ الرؤية العصرية الحديثة لمجموع القيم والمبادئ الإسلامية التي تدعو إلى التأمل في أعماق النفس البشرية ،وإخراج مكنوناتها على صورة إبداع لا متناهي.
1) المأساة
2) بيت المقدس
3) شجرٌ له جذور قوية
4) الخسارة أو الفقر
*) أبيات كاتب المقالة
تعليق