• تيمورة البدوية: وكيل الشؤون الإدارية طمننا بوجود دراسات للعمل على إضافة تخصص التصميم لطلبة ومعالي وزيرة التربية والتعليم أكدت لنا أنها لن تسمح لأبنائها بدراسة مقرر التصميم على غير أيدي من حصلوا على تأهيل تربوي
انقطعت السبل بخريجات تخصص التصميم الجرافيكي، اللواتي شجعهن توجه المعنيين باضافة هذا التخصص على قوائم التوظيف على إثر التوجه بإدخاله كمقرر ضمن المناهج الدراسية، فاتجهن لدراسته والتخصص فيه؛ إلا أن المعنيين أنفسهم تراجعوا عن توجهاتهم وعزفوا عن إضافة هذا التخصص، مما عنى بقاء الخريجات خارج سوق العمل، وحرمانهن من فرصتهن في خدمة بلدهن من خلال العمل في مجال تخصصهن.
وما تزال الخريجات يعانين جراء هذه المفارقة المؤلمة، ويتمسكن في الأثناء ويأملن أن تقوم وزراة التربية والتعليم بإيجاد وظائف لهن كونهن حصلن على التأهيل التربوي، حتى وإن كانت تلك الوظائف في غير تدريس مقرر التصميم، فهناك من الوظائف الكثير مما يتناسب مع تخصصهن، ومن هذه الوظائف تدريس مقرر التربية الفنية أو تقنية المعلومات، فالكثير من المقررات التي درسنها كانت في تخصص تقنية المعلومات.
"الشبيبة" تفتح لـ الخريجات فرصة شرح قضيتهن، من خلال السطور التالية، علما أننا خاطبنا الوزارة المعنية (التربية والتعليم) ومازلنا بانتظار الرد:
قصة التأهيل
تروي تيمورة بنت معيوف البدوية، إحدى خريجات تخصص التصميم الجرافيكي بدرجة البكالوريوس، قصتها وزميلاتها مع التأهيل التربوي بقولها: عمدنا إلى أخذ التأهيل التربوي في تخصص التصميم الجرافيكي بعد أن نمي إلى مسامعنا منذ قرابة العامين أن وزارة التربية والتعليم سوف تقوم بإدخال منهج التصميم إلى المناهج الدراسية، وتأكد لنا ما سمعنا بعد أن اطلعنا على استمارة اختيار المقررات والتي منحت في ذلك الوقت لطلبة الأول الثانوي وكان من بين الخيارات تخصص التصميم.
وتضيف تيمورة: شخصيا قمت بتشجيع أقربائي باختيار التخصص، وقبل أن نباشر في إجراءات التأهيل واختيار الكلية أو الجامعة التي سوف تمنحنا التأهيل توجهنا لوزارة التربية والتعليم، وقمنا بمقابلة سعادة وكيل الشؤون الإدارية، الذي طمأننا بدوره أن هناك دراسات جارية للعمل على إضافة التخصص للطلبة، وقابلنا معالي وزيرة التربية والتعليم التي أكدت لنا بدورها أنها لن تسمح لأبنائها بدراسة مقرر التصميم على غير أيدي من حصلوا على تأهيل تربوي، ومن خلال حديثها معنا استشفينا أن مشروع إضافة مقرر التصميم هو مشروع جدي، كما أننا أوضحنا لمعالي الوزيرة بأننا سنقبل على أخذ التأهيل ولم تبد الرفض في ذلك بحجة أنه قد يتم إلغاء المشروع.
قرار الإلغاء صدمنا
وتواصل تيمورة: بعد أن عقدنا العزم على أخذ التأهيل توجهنا لوزارة التعليم العالي لنتناقش مع مسؤوليها، إذا ما كان بالإمكان أن يفتح لنا المجال لأخذ التأهيل في جامعتنا وكلياتنا بدلا من تحمل عبء الاغتراب، وأوضح لنا سعادة وكيل التعليم العالي أن وزارة التربية والتعليم هي الجهة المانعة لفتح باب التأهيل في السلطنة، لذا لا يمكن للتعليم العالي أن تتجاوز القوانين.
أوضحت تيمورة أن ما زاد من اطمئنان أهاليهن هو إعلان التوظيف الذي نشرته وزارة التربية والتعليم بتوظيفها لخريجات تخصص تصميم ممن أخذن التأهيل، وقد نزلت أسمائهن ضمن أول قائمة توظيف بعد الأوامر السامية القاضية بتوظيف 50 ألف باحث عن عمل، وقد كتب المسمى الوظيفي معلم تصميم جرافيكي، وبعدها تشجعنا لإكمال إجراءات أخذ التأهيل. البعض منا توجه لدول الخليج، والبعض الآخر إلى الدول العربية لأخذ التأهيل.
وتواصل تيمورة: بعد أن أنهينا سنة التأهيل توجهنا إلى وزارة التربية والتعليم لنصدم هناك بما قاله مسؤولوها ممن قابلناهم بأن مقرر التصميم الجرافيكي تم إلغاؤه، وأن ليس من وظائف لنا، بعدها أصبحنا نتردد على الوزارة بين الفينة والأخرى على أمل أن نسمع غير ما قيل لنا، فالوزارة لم تكن صريحة معنا منذ البداية، كما هي الآن، تصدمنا بإلغاء مشروع إدخال مقرر التصميم إلى المناهج الدراسية. كما طالبنا الوزراة بإيجاد وظائف لنا كوننا حصلنا على التأهيل التربوي حتى وإن كان في غير تدريس مقرر التصميم، فهناك من الوظائف ما يتناسب مع تخصصنا، منها مقرر التربية الفنية أو تقنية المعلومات، فالكثير من المقررات التي درسناها كانت في تخصص تقنية المعلومات.
لا وظائف لتخصصنا
أمل الرشيدية من طالبات تخصص التصميم الجرافيكي حصلت على التأهيل من إحدى الجامعات في الأردن، سألنا أمل عن أسباب توجهها لأخذ التأهيل، تقول: تخصص التصميم الجرافيكي من التخصصات التي يعاني حملة شهادتها من قلة التوظيف، وإذا ما كان هناك توظيف فهو في شركات خاصة صغيرة تعني بالتصميم وتمنح الموظف راتبا لا يتناسب مع مؤهل البكالوريوس الذي حصلنا عليه، إلى جانب أن أغلب الشركات في مسقط ونحن من سكان بقية المحافظات نواجه صعوبة في الاغتراب من جديد.
يكفي سنوات الدراسة فليس جميعنا يجد أهله من يعولهم في غيابه، ونحن الآن نتحدث عن عمل ليس مقرون بسنوات معينة. هذا ناهيك عن مشاكل السكن والنقل التي قد تواجهنا، كما هي الآن تواجه كثيرين ممن يعملون في العاصمة، وتوجهنا للحصول على التأهيل التربوي لم يكن من فراغ ففي فترة تخرجنا الكثير من المسؤولين من وزارة التربية والتعليم ممن أذاع في القنوات الإعلامية أن هناك مشروعا لإضافة تخصص التصميم. وأذكر أنه حتى كتاب مقرر التصميم قد تم عرضه للجمهور من قبل أحد مسؤولي وزارة التربية والتعليم في برنامج قهوة الصباح، فلماذا الآن يتم نسف كل ما قيل بعد أن تكبدنا وأهالينا تكاليف الدراسة والسفر.
تجد أمل الرشيدية أن أمام وزارة التربية والتعليم حلول كثيرة تعالج بها مشكلتهن ومن بينها توظيف خريجات التصميم كمعلمات يدرسن مقرر التربية الفنية أو في وظيفة إدارية في المدارس.
تعليق