إعداد : بيان البلوشية، جميلة الزيدية.

تعد فترة الانتقال من مرحلة الثانوية العامة إلى الجامعة أكثر الفترات حساسية في حياة الطلبة، ينتقلون فيها من مرحلة النظام المدرسي والروتين اليومي إلى الحياة الجامعية، التي تبدأ معها أحلام وطموحات بروح عالية وعزيمة لا متناهية. مئات الطلاب والطالبات قُبلوا في كليات العلوم التطبيقية بشتى تخصصاتها ؛رغبة منهم في تحقيقِ أحلامهم وآمال ذويهم، فاستقبلتهم حياة جديدة، تختلف عن مراحل حياتهم السابقة.
تجولنا بين الطلبة الجدد لنتعرف أكثر عن الصورة المتكونة لديهم عن الحياة الجامعية بعد مرور شهر من بداية الفصل الدراسي الجديد.



يبدأ الطالب محمد راشد الضباري-تخصص هندسة- حديثه عن ماهية شعوره وهو بين عتبات الحياة الجامعية قائلا: شعرت لحظة دخولي للكلية أنني أصبحت ناضجًا وواعيًا، فتغيرت نظرتي تجاه العلم والمعرفة، وبدأت الاهتمام أكثر بالجوانب العلمية، فالحياة هنا تختلف بأبعادها وزواياها عن حياة المدرسة، فأنا الآن أمام مرحلة هامة جدًّا من حياتي، هي تخطيط لصورة المستقبل الذي سأعيشه لاحقا بإذن الله. ويؤكد ها قد أكملت شهري الأول في الدراسة ولكنني ما زلت أعاني وزملائي من عدم الاستيعاب السريع للشرح باللغة الإنجليزية، بالرغم أن الهيئة الأكاديمية تبذل جهد كبير في إعداد الطالب في السنة التأسيسية ليكمل مراحل دراسته فيما بعد بيسر، من خلال برنامج السنة التأسيسية الذي قسم إلى أربع مستويات يتم توزيع الطلاب فيها من خلال اختبار تحديد مستوى، وإن شاء الله سوف نتقن اللغة بشكل جيد خلال الأشهر المقبلة فهي مسألة وقت لا أكثر !

ويعبر الطالب أسعد بن حمدان الكثيري-تخصص تقنية معلومات- عن مشاعره وهو يكمل شهرا ً من دراسته الجامعية قائلا ً:شعور لا يوصف ، مشاعر فرح وسعادة موجودة بين خلجات قلبي، فيها تعرفت على الجديد من الأصدقاء من مختلف مناطق بلادنا الحبيبة باختلاف عاداتهم وتقاليدهم ونمط معيشتهم، وتعرفت على الأجواء الجامعية المتنوعة ما بين دراسة وأنشطة طلابية أكسبتني حب التعلم والاطلاع. ويتفق مع زميله أحمد في المعوقات فيؤكد أنني أجد صعوبة في فهم المعلم لأنه يتحدث باللغة الإنجليزية خاصة أنه أجنبي الجنسية مما يعوق من فهمنا لطريقة لكنته ونطقه للكلمات مما يقلل احتمالية استيعابنا للمادة. وأخيراً أتمنى أن أنهي دراستي الجامعية بمعدل يتجاوز 3، وكل التوفيق لزملائي الطلاب.

وتقول الطالبة عبير سعيد الربيعي-تخصص تقنية معلومات- : في الحقيقة أشعر براحة نفسية كبيرة، فخلال هذه الأسابيع الأربعة الماضية أحسست أن المرحلة الجديدة -الحياة الجامعية-جعلتني أدرك بعظم المسؤولية وازدادت ثقتي بنفسي أكثر، أحسست بالقوة والشجاعة والجرأة، أصبحت أشعر بأن الهدف أمامي وأنا من أرسم طريق البلوغ إليه، فالآن أصبحت أفكر بالبعيد بعد ما كانت نظرتي لا تتجاوز حدود سور المدرسة، اليوم أصبحت أعتمد على نفسي، بالأمس كنت انتظر والدتي لتيقظني للحاق بالحافلة، واليوم أصبحت لا استغني عن المنبه لكي أذهب إلى محاضراتي مبكرا ً، بالأمس أدركت كل تفاصيل حياة مدرستي الصغيرة واليوم أكملت شهرا وأنا أجهل الكثير من الأمور في الحياة الجامعية، بالأمس كنت لا اخطو خطوة إلا برفقة والدي ّ، واليوم أنا أبعد عنهم بآلاف الكيلو مترات ، وبالنسبة لأهم الصعوبات التي أواجهها هي بعدي عن أهلي ومكوثي في مكان لا أعرف فيه أحدا ً، وعدم إتقاني للطبخ مما يستلزم أكل المطاعم الذي لم أعتد عليه كثيرا ًمن قبل، فعلا أنني أشتاق إلى رائحة طعام والدتي. وتؤكد لاقينا كثير من الاهتمام ولله الحمد من قبل الإدارة والمسؤولين في الأسبوع التعريفي، مما ساعدنا على التأقلم والتكيف بصورة أسرع من زملائنا الذين تجاهلوا حجم الفائدة التي يجنونها من وراء حضورهم لأنشطة وفعاليات الأسبوع التعريفي، ،من هنا أشكر الكلية وعمادتها على الاهتمام كما أشكر كل من وقف بجانبي وساندني ووجهني لأصل إلى هذا المكان ، وادعوا الله أن تنعم هذه البقعة المنيرة بمزيد من التقدم والارتقاء.



وحول حديثنا مع الطالبة أفراح سعيد المعمري-تخصص تقنية معلومات- عن هذا الموضوع فتقول: أشعر بإحساس السعادة والتفاؤل بالمستقبل القادم بإذن الله فقد بدأت خطواتي الأولى نحو مستقبلي وسأكملها بكل عزم وإرادة لأصل لما كانت تطمح إليه نفسي. وتشير الحياة الجامعية لم تختلف كثيرا عن الصورة التي رسمتها في مخيلتي من قبل، فهي المكان الأوسع للدراسة والتطور، وتكوين علاقات اجتماعية، وتحصيل خبرة في مجالات متعددة من خلال الأنشطة المتنوعة والفرص الكثيرة التي تساعدنا على ممارسة هوياتنا وتنمية مواهبنا، كما أنها تغير أفكارنا نحو الأفضل، نظرا ً لوجود طلاب وطالبات من مختلف البيئات مع تمايز فكري وثقافي واجتماعي مما يكسبنا مهارة المرونة في التعايش مع الآخرين، وتتابع من أبرز المعوقات التي واجهتني هي عدم التكيف مع نظام الدراسة الذي يطول لأكثر من 8 ساعات أحياناً، الذي يشعرنا بإرهاق لأننا لم نعتد على هذه الفترة الزمنية الطويلة. وختاما ً أخوتي الطلبة انظروا للماضي على أنه كنز من الخبرات، استخدمها بحكمة ولا تجعله كاللوحة الذي كتب عليها قف، وانظر للغد على أنه الأمل في المستقبل فما الامس إلا حلم والغد إلا رؤية، ولكن اليوم الذي تعيشه كما يجب يجعل الامس حلماً من السعادة والغد رؤية من الأمل.

ويتحدث الطالب أزهر بن زاهر السالمي-تخصص هندسة- قائلاً: أنني في عالم آخر يختلف كثيرًا عن العالم الذي عشت فيه خلال أيامي المدرسية، وبصراحة أنني أشعر بارتياح أكبر في الكلية نظرا ً لاختلافها عن نظام المدرسة، فهي تمنحك حرية أكبر وتوسع لك مجالات فكرية متعددة تتيح لك فرص لبناء الذات، وأشعر أن شخصيتي تتطور وتتغير يوما بعد يوم للأفضل، وأتمنى من أخوتي الطلبة أن يستغلوا هذه الحرية فيما ينفعهم بعيدا ًعن سلك الطرق التي لا تعود إلا بالضر لمتخذيها, متمنياً لي ولهم الانتهاء من الدراسة الجامعية بتفوق ونجاح.

وتقول الطالبة بسمة الحوسنية-تخصص تقنية معلومات- في بداية الأمر كانت علامات التوتر والارتباك تشغل بالي وفكري لأنني مقبلة على مرحلة جديدة تختلف جذريا ًعن حياة المدرسة التي اعتدت عليها طيلة 12 عاما ً، ولكن الوضع اختلف الآن، الحمد لله بعد أن قضيت شهرا ً في الكلية اصبحت الأمور أسهل، وزاد اعتمادي على نفسي وتحمل المسؤولية والشعور بقليل من الاستقرار، في الحقيقة بالسابق كنت أعتقد أن الدراسة الجامعية أصعب بكثير وأكثر تعقيداً ولكنها على العكس تمام، فطريقة التدريس الجامعي، والحصول على المقررات وأوقات المحاضرات كل هذا يصنع جوا من التشويش في فكر الطالب مما يشعره بصعوبة تلك المواد، وتضيف نجد أنه في الحياة الجامعية يخرج الطالب من حياة الاتكالية إلى حياة الاستقلالية والاعتماد على النفس ،تحررك من كل القيود وتكون منفتحا ً على أناس كثر وتجارب كثيرة ومواجهة تحديات ومعوقات تكسبك حسن طريقة التعامل مع ما شابهها مستقبلا ً، فطريق طلب العلم ليس بالسَّهل، ولا يكفي الصَّبر فيه؛ بل يحتاج ذلك إلى المصابرة لما يواجهه الطَّالب من عقبات ومعوِّقات لا تخلو الحياة الجامعيَّة منها.

وتوضح الطالبة زهرة الفارسية-تخصص هندسة- عن المعوقات التي واجهتها فتقول : كنت أسمع بأن الاختلاط من أبرز المعوقات التي قد تواجه الطالب في بداية التحاقه بالحياة الجامعية، وها أنا وزميلاتي اليوم دائما ًنشكو من هذا الأمر، فما زال حاجز الخوف والخجل من الجنس الآخر يعترينا مما قد يؤثر سلبا ًعلى دراستنا، بالرغم من مرور شهر على دراستي إلا أنني لم أتكيف مع هذا الوضع ، وما زلت أخجل أن أقف أمام زملائي وأتحدث بأريحية، بالإضافة إلى الخوف من تكوين صداقات تعود علي بالضر، فأنا أحرص جدا على اختيار الصداقة الحسنة وما زلت أبحث عنها!، وأخيرا بالرغم من شعوري بالتوتر ورهبة من الأيام القادمة، إلا أنني أشعر بأني أصبحت كبيرة ومسؤولة عن نفسي وعن تصرفاتي.



ويشير الطالب أحمد بن سالم العيسائي إلى الصعوبات التي واجهته، قائلا ً: الصعوبة كانت تكمن بداية الأيام في عدم معرفة الكثيرين منا لجميع مرافق الكلية مما تسبب في مواقف محرجة لبعض الشباب لدخولهم في مرافق خاصة للطالبات. لذا نأمل في السنوات القادمة بأن يتم التركيز في تعريف الطلاب الجدد بمرافق الكلية في الأسبوع التعريفي بصورة أكبر حتى لا تتكرر مثل هذه المواقف المحرجة. كما أحب أشيد من خلال هذا المنبر بجهود الكلية تجاهنا والذي التمسناه من خلال أنشطة وفعاليات الأسبوع التعريفي..كل الشكر لهم، وأجمل الأمنيات لأخواني الطلبة والطالبات بحياة جامعية موفقة.