كليات العلوم التطبيقية بين التخطيط والتخبيط!!!!
بداية الحكايـة ..
أطل العام الدراسي 2004/2005 على طلاب الشهادة العامة مريحا من جانب وقاسيا من جانبٍ آخر. فبُعد إعلان نتائج الفصل الأول، انبهر الجميع بالنسب العالية جداً ، والتي كسرت كل الأرقام القياسية مقارنة بالأعوام السابقة . فكانت أعلى دفعة تحصد هذه النسب المرتفعة على مرّ الدفعات السابقة، وأصبح الكل يحلم بدخول جامعة السلطان قابوس، وبعد ظهور نتائج الفصل الثاني ( ورغم تدنيها ) ولكن بقي الحال على ماهو عليه . نسب ومعدلات مرتفعة لأكثر من قرابة 15000 طالب !!
فتبددت أحلام الكثيرون لدخول إلى الجامعة ، وبدأ الطالب بالبحث عن مؤسسة حكومية أخرى تضمن له ولأهله راحة البال. وبدأ الحزن يخيم على وجوه الكثيرين من الطلاب الذين لم يتوفقوا في الحصول على مقعد في الجامعة ،
فتبددت أحلام الكثيرون لدخول إلى الجامعة ، وبدأ الطالب بالبحث عن مؤسسة حكومية أخرى تضمن له ولأهله راحة البال. وبدأ الحزن يخيم على وجوه الكثيرين من الطلاب الذين لم يتوفقوا في الحصول على مقعد في الجامعة ،
وأثناء كل هذه الضجّة والارتباك، ظهر اسم " الكلية التخصصية " بين الخيارات الحكومية المطروحة، فثارت علامات التعجب والاستفهام لدى الكثيرين عن هذه الكليات التي مازالت مبهمة ( آنذاك ) وخصوصا في ظهورها المفاجئ جداً !
فبدأت بعض الأسئلة تصارع عقول الخريجين :
ما المقصود بكليات العلوم التطبيقية؟؟؟؟
ومن أين أتت ؟؟؟ وكيف هي حالها؟؟؟؟
ولماذا ظهرت في وقت مفاجئ ودون سابق إنذار ؟؟؟؟
وما هي تخصصاتها ؟؟
وهل هي مهيأة لدراسة بداخلها ؟؟؟
قصة نشأة هذه الكليات بدأت قبل ستة أعوام من الآن عندما زادت مخاوف وزارة التربية والتعليم من الفائض الزائد عن الحاجة لمخرجات كليات التربية للمعلمين، حيث اكتظّت جنبات سلك التعليم بالمعلمين (في بعض التخصصات) فقررت وزارة التعليم العالي إيقاف استقبال الطلبة في كليات التربية. وهنا بدأت القضية ؛ إي إن الوزارة سعت إلى حل مشكلة مخرجات كليات التربية وتم تحويلها إلى كليات تطبيقية وذلك يدل إلى عدم وجود تخطيط مسبق لهذا التحويل.
أي انه قد تم تحويل الكليات ذات البرامج التربوية إلى كليات ذات برامج علوم تطبيقية ،ومن المعروف على سلك هذه الحياة بأن البرامج التربوية تعتمد على الجانب النظري والإطلاع ،ولكن في الجانب الآخر بأن برامج كليات العلوم التطبيقية تعتمد على الدراسة الميدانية والتطبيق العملي هنا هي بداية تفكك الحلقات؛ إي انه لم يتم تجهيز المباني ،ولم يتم فتح قاعات دراسية تتناسب مع كل تخصص لو أتينا إلى الحديث عن برنامج تقنية المعلومات نجد انه لايوجد هناك مختبرات خاصة ،ومهيأة لدراسة هذا البرنامج بأختلاف التخصصات التي تندرج تحت هذا التخصص وكذلك ينطبق على باقي البرامج.فأذن كيف يستطيع الطالب إن يصل إلى المعلومة بشكل سليم؟؟؟ هل سوف تكون مخرجات كليات العلوم التطبيقية مناسبة إلى احتياجات سوق العمل؟؟؟
أي انه قد تم تحويل الكليات ذات البرامج التربوية إلى كليات ذات برامج علوم تطبيقية ،ومن المعروف على سلك هذه الحياة بأن البرامج التربوية تعتمد على الجانب النظري والإطلاع ،ولكن في الجانب الآخر بأن برامج كليات العلوم التطبيقية تعتمد على الدراسة الميدانية والتطبيق العملي هنا هي بداية تفكك الحلقات؛ إي انه لم يتم تجهيز المباني ،ولم يتم فتح قاعات دراسية تتناسب مع كل تخصص لو أتينا إلى الحديث عن برنامج تقنية المعلومات نجد انه لايوجد هناك مختبرات خاصة ،ومهيأة لدراسة هذا البرنامج بأختلاف التخصصات التي تندرج تحت هذا التخصص وكذلك ينطبق على باقي البرامج.فأذن كيف يستطيع الطالب إن يصل إلى المعلومة بشكل سليم؟؟؟ هل سوف تكون مخرجات كليات العلوم التطبيقية مناسبة إلى احتياجات سوق العمل؟؟؟
ولو تحدثنا إلى النقطة الثانية نجد بأن في بداية الأمر تم توزيع الكليات إلى خمس كليات من أصل ست كليات وهي (صحار-عبري-صور-صلاله-نزوى) وبقيت بعض البرامج التربوية تدرس بكلية الرستاق ولكن الجدير بالذكر إن في عام 2009 تم تحويل كلية الرستاق إلى كلية العلوم التطبيقية بالرستاق على العلم انه لم يتم توزيع البرامج على الكليات في تلك الفترة،وفي عام 2005م تم قبول الطلاب لدراسة بكليات العلوم التطبيقية وهي أول دفعه يتم قبولها لدراسة بكليات التطبيقية ، ولم يتم تحديد تخصصاتهم في بداية الأمر ؛ إي إن يجب على الطالب دراسة السنة التأسيسية ،وعندما ينجح ينتقل لدراسة أربعه برامج مختلفة في الفصل الأول من السنة الأول، ومن ثم ينتقل لدراسة برنامجين في الفصل الثاني من نفس العام ، وفي السنة الثانية يحدد البرنامج الذي يرغب بدراسته ،ومن ثم يحدد التخصص الذي يريده نجد هنا عملية معقدة نوعاً ما ؛لأنه لماذا لا يعطى الطالب تخصصه من البداية ؛لكي يركز في مجال واحد وبالتالي ينمي قدراته ،ويصب تركيزه في تخصصه مما قد ينتج لنا طلاب متميزين في مجالات مختلفة،والصدمة الأكبر التي آتت دون سابق إنذار وهي في عام 2007م أصدرت الوزارة قراراً بتوزيع البرامج على الكليات ،وإن كل طالب يدرس في الكلية التي أنظم إليها وفي السنة الثانية إذا كان التخصص الذي يريده لا يتوفر فيه كليته إذن يجب نقله إلى كلية أخرى ،حيث تم توزيع البرامج كالآتي:
1-كلية صحار ( برامج تقينة المعلومات ،وفي عام 2009 تم إضافة برنامج الهندسة) .
2- كلية نزوى (برنامج الاتصال –برنامج التصميم).
3-كلية عبري ( برنامج تقنية المعلومات –برنامج التصميم-برنامج إدارة الأعمال الدولية).
4-كلية صور (برنامج تقنية المعلومات-برنامج الاتصال).
5- كلية الرستاق (برنامج إدارة الأعمال الدولية-برنامج تقنية المعلومات).
6- كلية صلاله (برنامج إدارة الأعمال الدولية-برنامج الاتصال).
وعلى سبيل المثال (أحمد تم قبوله لدراسة بكلية صحار وفي السنة الثانية اختار إحدى تخصصات برنامج الاتصال, وكما هو موضح في الإعلاء بأنه لايوجد تخصص الاتصال بكلية صحار ،فأذن يجب إن ينتقل إلى كلية نزوى او صور)
من هنا نجد ان الطلاب قد يعاني من التشتت الفكري بين التخصصات والكليات ‘واستمر هذا القانون لطلاب دفعه 2005 ودفعه 2006 ودفعه 2007 ودفعه 2008‘ومن الغريب جدا نجد وفي عام 2009م بأن الوزارة غيرت هذا القانون وإصدرت قانون آخر ،وهو توزيع الطلاب على تخصصاتهم مباشرة ،وكذلك توزيعهم على الكليات على حسب تخصصات
من هذا المنطلق يتبن لنا التخبط الحاصل في القوانين الصادرة من أجل كليات العلوم التطبيقية ؛ إي أنه لماذا لم يتم منذ البداية اتخاذ هذا القرار المناسب من وجه نظري وكذلك لماذا تأخر القرار وصدر بعد سنتين ؟؟؟؟
النقطة الثالثة وهي تخصص الهندسة ,حيث تم إضافه تخصص الهندسة في عام 2009 م ، والسؤال هنا لماذا تم إضافة هذا التخصص بعد أربعه أعوال ؟الأمر المثير للجدال بأن الوزارة تعاقدت مع جامعه بوخوم الألمانية للإشراف على هذا التخصص ودفعت ملايين كثيرة ،ولكن في عام 2010م تم فك الارتباط بجامعه بوخوم ،وتم التعاقد مع جامعه السلطان قابوس ،وذهبت الملايين الذي دفعت من أجل جامعه بوخوم هباً منثورة , ولكن العجب العجاب في عام 2011م تم إلغاء العقد مع جامعه السلطان قابوس ،والرجوع مرة آخرى مع جامعه بوخوم ،وتوقيع عقد أخرى، ودفعت الوزارة ملاين أخر لهم ، والجديد بالذكر بأنه لا توجد خطة دراسية لطلبة برنامج الهندسة ،وهذا دليل أخر على التخبط الحاصل في كليات العلوم التطبيقية.بين الشد الجذب في التعاقدات أيضا لم يكن هناك مباني خاصة لطلبة الهندسة مما يعني إضافة هذا البرنامج دون تخطيط مسبق، وطبعا الطالب سوف يتحمل أعباء الدراسة .
النقطة الرابعة هي بأن في كليات العلوم التطبيقية خطط دراسة الطلبة وهي تحتوي على أسماء المقررات التي يجب على الطالب دراستها ،وكذلك عدد الساعات لكل مقرر ,المثير للجدل بأن خطة دراسة طلاب دفعه2005 ودفعه2006 ودفعه2007 تختلف عن خطة طلاب دفعه 2008 ودفعه2009 ودفعه 2010؛ إي إنه تم إضافة بعض المقررات وحذف بعضها ،وبين ذاك وهذا تمتزج الأشياء للوصول إلى مرحلة عقيمة من مخرجات كليات العلوم التطبيقية. وكذلك في إحدى الإجتماعات بكلية العلوم التطبيقية بصحار حضر الدكتور عبدالله الصارمي وهو وكيل في وزارة التعليم العالي ,سالته هل اذا كانت هناك خطة او بنية أساسية لكليات العلوم التطبيقية ,فرد قائلاً :في بداية الأمر لم تكن هناك خطط واضحة ولكن العمل مستمر من أجل النهوض بمستوى أفضل لكليات العلوم التطبيقية .حيث يتبن لنا بأن لا يوجد اسس صحيحية لتحويل الكليات ذات الرامج التربوية الى كليات ذات البرامج التطبيقية.
هذه ليست كل النقاط التي تشكل بعض العوائق لطلبة ,وإنما هي أبرزها ,ومن وجهة نظري المتواضعة جدا, كان يجب على الوزارة او المديرية وضع خطط وإستراتيجيات واضحة لطلبة مما قد يسهل لهم العملية التعليمية.من هنا يجب علينا أن نردد :
"لا لتخبيط ومعاُ من أجل التخطيط"
بقلم:إعـــــــــــــــلامي وكـــــــــــــــــلي فـــــــــــــــــــخر
تعليق