السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا المقال منقول من جريدة الزمن
قال محدثي : يستبشر المرء خيرا عندما يعلم أن حكومة بلده تقوم بعمل مخططات تخدم صالحه العام المستقبلي ، وتدعمه من مختلف الجوانب ، لكي توفر له مستقبلا مهنيا مختلفا وقادرا على الدخول به إلى معترك الحياة .
قلت : هذا ما يفترض أن يكون على كل حال ، فمصير البلد أن يتم خدمته من أبنائه وليس من أطراف أخرى .
قال : هذا صحيح ، ولكن هناك ما يحدث في الأروقة ، وهو ما يجعل المرء يفكر في الطريقة التي تصير بها الأمور وتنقلب من حال مرجوّ إلى حال غير مقبول به .
قلت : وما الذي يحصل ؟
قال : الحكومة أوجدت كليات التقنية العليا ، وهي في الأساس قامت من أجل أن توجد عناصر وطنية متعلمة ومدربة ومؤهلة للدخول إلى سوق العمل العماني بكفاءة واقتدار ، ولتكون منتجة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، ولكن الذي يحصل هو أن اختيار من يكمل المسيرة من المتميزين والحاصلين على معدلات دراسية عليا تصل إلى حدّ الإمتياز ، هو ما ينغّص على المرء حياته ووجوده وتفكيره في مستقبله .
قلت : وما السبب الذي يجعل الحاصل على هذه النسبة العالية لا يكمل دراسته ؟
قال : إختبار ( التوفل )، إذ يفترض أن الحصول على الدبلوم العالي بمعدّل تراكمي مرتفع يساعد على إكمال البكالوريوس على نفقة الحكومة ، على اعتبار أنهم متميزون ومتميزات ، وهذا حق طبيعي ومشروع ، فالمتميز له حق الإعتناء الخاص به من جانب الجهة التي درّسته ، لأنه مشروع عنصر منتج في سوق العمل العمانية ، ولكن واضع اختبار ( التوفل ) لا يريد ذلك ، إذ عنده يتساوى المجتهد في دراسته والمهمل ، وهذا لا يرضى به أحد .
قلت : وما هو ( التوفل ) ؟ أفدني أفادك الله .
قال : هو اختبار لقياس المستوى التعليمي والمعلوماتي للطالب والطالبة ، وهو يعتمد بصورة أساسية على مادة تدرّس في السنة الأولى ، وهذه المادة لا تدخل في المعدّل التراكمي للطلبة ، وفي هذا الإختبار يتساوى الكلّ ، وهو المقياس لإكمال البكالوريوس ، حتى وإن كان المعدّل التراكمي ( على الحافّة ) ، إذ التوفل هو مكتشف المواهب ، وهو المقدّر للجهود ، هكذا أراد له واضعوه في إدارة كليات التقنية العليا بإشراف وزارة القوى العاملة .
قلت : هذا لا يجوز ، هنا لا يتساوى الإثنان أبدا .
قال : هذه عبقرية ( التوفل ) ، والآن لدينا الكثير من أصحاب المعدلات العليا من طلبة وطالبات كليات التقنية العليا في البيوت ، إذ حكم ( التوفل ) على تميّزهم بالموت ، وعليهم أن يتقبلوا هذا الأمر ، والمشكلة الأكبر هي أن المعنيين بهذا الموضوع لا يتقبلون أي نقاش أو مصارحة أو إعادة نظر في الطريقة ولا الكيفية ولا النتائج العامة ، وليس لديهم قدرة ولا رغبة في إلقاء نظرة ولو هامشية او عابرة او سريعة على النتائج والمعدلات ، فـ ( التوفل ) صاحب القرار .
قلت : حسبنا الله ونعم الوكيل ، الدول تشتري المتميزين ، ونحن نقول لهم بالفم المليان ( ما فيكم فايده ) ..
هذا المقال منقول من جريدة الزمن
http://www.azzamn.net
هذا المقال منقول من جريدة الزمن
قال محدثي : يستبشر المرء خيرا عندما يعلم أن حكومة بلده تقوم بعمل مخططات تخدم صالحه العام المستقبلي ، وتدعمه من مختلف الجوانب ، لكي توفر له مستقبلا مهنيا مختلفا وقادرا على الدخول به إلى معترك الحياة .
قلت : هذا ما يفترض أن يكون على كل حال ، فمصير البلد أن يتم خدمته من أبنائه وليس من أطراف أخرى .
قال : هذا صحيح ، ولكن هناك ما يحدث في الأروقة ، وهو ما يجعل المرء يفكر في الطريقة التي تصير بها الأمور وتنقلب من حال مرجوّ إلى حال غير مقبول به .
قلت : وما الذي يحصل ؟
قال : الحكومة أوجدت كليات التقنية العليا ، وهي في الأساس قامت من أجل أن توجد عناصر وطنية متعلمة ومدربة ومؤهلة للدخول إلى سوق العمل العماني بكفاءة واقتدار ، ولتكون منتجة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، ولكن الذي يحصل هو أن اختيار من يكمل المسيرة من المتميزين والحاصلين على معدلات دراسية عليا تصل إلى حدّ الإمتياز ، هو ما ينغّص على المرء حياته ووجوده وتفكيره في مستقبله .
قلت : وما السبب الذي يجعل الحاصل على هذه النسبة العالية لا يكمل دراسته ؟
قال : إختبار ( التوفل )، إذ يفترض أن الحصول على الدبلوم العالي بمعدّل تراكمي مرتفع يساعد على إكمال البكالوريوس على نفقة الحكومة ، على اعتبار أنهم متميزون ومتميزات ، وهذا حق طبيعي ومشروع ، فالمتميز له حق الإعتناء الخاص به من جانب الجهة التي درّسته ، لأنه مشروع عنصر منتج في سوق العمل العمانية ، ولكن واضع اختبار ( التوفل ) لا يريد ذلك ، إذ عنده يتساوى المجتهد في دراسته والمهمل ، وهذا لا يرضى به أحد .
قلت : وما هو ( التوفل ) ؟ أفدني أفادك الله .
قال : هو اختبار لقياس المستوى التعليمي والمعلوماتي للطالب والطالبة ، وهو يعتمد بصورة أساسية على مادة تدرّس في السنة الأولى ، وهذه المادة لا تدخل في المعدّل التراكمي للطلبة ، وفي هذا الإختبار يتساوى الكلّ ، وهو المقياس لإكمال البكالوريوس ، حتى وإن كان المعدّل التراكمي ( على الحافّة ) ، إذ التوفل هو مكتشف المواهب ، وهو المقدّر للجهود ، هكذا أراد له واضعوه في إدارة كليات التقنية العليا بإشراف وزارة القوى العاملة .
قلت : هذا لا يجوز ، هنا لا يتساوى الإثنان أبدا .
قال : هذه عبقرية ( التوفل ) ، والآن لدينا الكثير من أصحاب المعدلات العليا من طلبة وطالبات كليات التقنية العليا في البيوت ، إذ حكم ( التوفل ) على تميّزهم بالموت ، وعليهم أن يتقبلوا هذا الأمر ، والمشكلة الأكبر هي أن المعنيين بهذا الموضوع لا يتقبلون أي نقاش أو مصارحة أو إعادة نظر في الطريقة ولا الكيفية ولا النتائج العامة ، وليس لديهم قدرة ولا رغبة في إلقاء نظرة ولو هامشية او عابرة او سريعة على النتائج والمعدلات ، فـ ( التوفل ) صاحب القرار .
قلت : حسبنا الله ونعم الوكيل ، الدول تشتري المتميزين ، ونحن نقول لهم بالفم المليان ( ما فيكم فايده ) ..
هذا المقال منقول من جريدة الزمن
http://www.azzamn.net
تعليق