قبل حوالي قرنين من الزمان كان كوكيشي ميكيموتو المنتمي إلى إحدى الأسر المتواضعة، تمنى لو أن جيد كل امرأة من نساء العالم يتحلى بعقد من اللؤلؤ. حلم لم يكن يتحقق ولكن ميكيموتو ظل يعمل بجد واجتهاد حتى حقق حلمه، فهو مكتشف اللؤلؤ الصناعي الذي أصبح بمرور السنين مرادفاً للذوق الرفيع والأناقة.

اللؤلؤ الصناعي هو اللؤلؤ الذي ينمو بمساعدة البشر، ففي القرن التاسع عشر ازدهرت تجارة اللؤلؤ الطبيعي في اليابان وتوسعت تجارته مع الدول الأخرى الأمر الذي تسبب في الإفراط في صيد المحار واستنزافه.

هذا العمل أزعج الشاب ميكيموتو ابن صانع المعكرونة فتعهد بحماية مجمعات المحار الهشة التي تعرضت للتدمير بشكل جائر، وفي الوقت نفسه تحقيق حلمه في أن يجعل اللؤلؤ الذي كان من المقتنيات الحصرية للطبقات الملوكية والأرستقراطية في ذلك الوقت، وأن يجعله بضاعة في متناول يد الجميع.

وبالتالي، بدأ في البحث عن وسائل وأساليب "زراعة اللؤلؤ" وذلك من خلال إدخال جسيمات غريبة أو مهيجة داخل لحم المحار لتحفيزها على إفراز الصدف الذي ينمو في شكل طبقات مترادفة تتحول إلى لؤلؤة لامعة.

في 11 يوليو 1893م وبعد سنوات من البحث والتجارب، اثمرت جهود ميكيموتو وأوفى بوعده، فأصبح أول شخص في تاريخ البشرية يستطيع أن يبتكر اسلوباً متفرداً لإنتاج اللؤلؤ مخالفاً الأسلوب الطبيعي للمحار فأرسي بذلك حجر الأساس لصناعة انتشرت في العالم كله عُرفت بصناعة اللؤلؤ.

واليوم أصبح اللؤلؤ متاحاً للجميع، وبدلاً من المعاناة التي كان يقوم بها صيادو اللؤلؤ الطبيعي بالغوص في أعماق البحار، أصبحت للؤلؤ مزارع منتشرة في كل مكان ويتم الحصول على اللؤلؤ بدون إلحاق الأذى بالمحار نفسه عندما كان صيد اللؤلؤ يتم على الطريقة التقليدية. وأصبح اللؤلؤ الذي كان حلية الأثرياء وعليَّة القوم والطبقات الأرستقراطية، أصبح متاحاً لمن يحب وكيفما أحب.

افتتح مكيوموتو أول متجر للؤلؤ في طوكيو عام 1899م، تبعه وفي وقت قصير متاجر أخرى في العديد من المدن في مختلف أرجاء العالم. وباجتماع المعرفة الفنية والخبرة التسويقية، استطاع "ملك اللؤلؤ" أن يؤسس أشهر إمبراطورية يابانية على مستوى العالم هي إمبراطورية ميكيموتو "ملك اللؤلؤ".

ظل ميكيموتو حتى هذا التاريخ يتربع على عرش اللؤلؤ الصناعي ذو الجودة العالية وأشهر مصممي عقود اللؤلؤ والمجوهرات ذات الذوق الاستثنائي. وتتمتع منتجات ميكيموتو باحترام العالم بلا استثناء لروعة التصميم ودقة الإنتاج والتقنيات الفنية المتقدمة في عمليات النحت والتشكيل الفني للؤلؤ وأصبحت منتجاته تزين جيد أشهر النجمات العالمية أمثال مارلين مونرو وانجلينا جولي!

يعتلي ميكيموتو قمة الروعة والبهاء في مكونات الحلي التي يقوم بتصميمها وتصنيعها حيث أن منتجاته لا تحتوي إلا على 5 بالمائة فقط من اللؤلؤ الصناعي، ويأتي هذا الحرص والاهتمام من منطلق فلسفته في عدم التفريط في معايير صناعة الجمال والأناقة.

وتجدر الإشارة إلى أن متاجر ميكيموتو منتشرة في مختلف أنحاء العالم في اليابان وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ودبي وماليزيا وهونج كونج والصين وتايلاند.

أما في مسقط فمتجر ومعرض كيمجي للساعات الفاخرة والمجوهرات والاكسسوارات، هو الحاضنة لروائع كوكيشي ميكيموتو وإبداعاته لأجيال قادمة.