تعكس جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، الاهتمامَ السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بالإنجاز الفكري والمعرفي، والحرص على ترسيخ الوعي الثقافي؛ باعتباره الحلقة الأهم في سُلم الرقي الحضاري للبشرية، ودعم المثقفين والفنانين والأدباء المجيدين؛ تشجيعًا لهم على مواصلة مسيرة التميز، وتحفيزًا لغيرهم على ارتياد آفاق أرحب في فضاءات الإبداع.
وتترجم الجائزة كذلك الاهتمامَ بالمنجز الفكري العُماني، وتبوأه مكانة متقدمة على قائمة الأولويات السامية لحضرة صاحب الجلالة -رعاه الله- مما يتوافق والنهج السامي الذي يُعلي من شأن الإسهامات الفكرية والثقافية؛ اعترافًا بدورها في نهضة وتقدم الأمم.
.. إن هذه الجائزة -التي تم الاحتفاء مساء أمس بتكريم الفائزين بها، في دورتها الأولى- تنطوي على مضامين وأهداف قيِّمة؛ منها: دعم المجالات الثقافية، والفنية، والأدبية؛ باعتبار أن هذه المجالات من سبل تعزيز التقدم الحضاري الإنساني، كما تهدف كذلك إلى الإسهام في حركة التطور العلمي، والإثراء الفكري، وترسيخ عملية التراكم المعرفي، وغرس قيم الأصالة والتجديد لدى الأجيال الصاعدة؛ من خلال توفير بيئة خصبة قائمة على التنافس المعرفي والفكري، وفتح أبواب التنافس في مجالات العلوم والمعرفة القائم على البحث والتجديد. كما أن من أهداف الجائزة تكريم المثقفين والفنانين والأدباء على إسهاماتهم الحضارية في تجديد الفكر والارتقاء بالوجدان الإنساني، إضافة إلى تأكيد المساهمة العُمانية ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا؛ في رفد الحضارة الإنسانية بالمنجزات المادية والفكرية والمعرفيةز
وتجعل هذه الأهداف الجامعة من الجائزة رائدة في مجالها؛ لاشتمالها على كافة الجوانب الثقافية من فنون وآداب وعلوم إنسانية؛ كاللغة، والتاريخ، والشعر، والرواية، والقصة القصيرة، والموسيقى، وغيرها من المعارف ذات الصلة.
ومما يُضفي عليها أهمية إضافية أنها تتعدَّى محيطها العُماني، إلى المحيط العربي، لتغطي كل المبدعين باللغة العربية.
.. ويبقى القول: إن هذه الجائزة التي تواكب تطلعات المشتغلين بالشأن الثقافي والفني والأدبي، ستنعكس إيجابًا، وستُحدث نقلة نوعية للحركة الفكرية والثقافية والإبداعية العربية.
أكثر...