الرؤية-صحار-
افتتحت صباح أمس الجلسة الأولى للمجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة وكانت البداية بكلمة محافظ شمال الباطنة سعادة الشيخ مهنا بن سيف اللمكي قال فيها إن تجربة الشورى في عمان قديمة، تشهد بها السيرة العطرة على إرجاء هذا البلد الطيب، واليوم نحن وإياكم نعيش فصلا آخر حيًا من فصول هذه التجربة الديمقراطية، تمثلت في انتخابات المجالس البلدية في فترتها الأولى بناءً على معطيات المرسوم السلطاني رقم (116/2011) بتاريخ 26/10/2011م، والتي جاءت تحمل معاني ودلالات إستراتيجية رأتها القيادة الرشيدة لبلدنا أمرا مهما لتطلعات المرحلة القادمة وأمالها، فسارعت في التخطيط لها والإنجاز، وكانت المحصلة وجوها عمانية ودماء جديدة تتوق إلى العمل البلدي، وضع أبناء المجتمع فيها ثقتهم.
وقال سعادته نبارك لكم شرف الحصول على هذا الفوز الذي حباكم به أبناء مجتمعكم كناخبين للصفوة ممن ترشحوا للفترة الأولى لانتخابات هذا المجلس، ووضعوا كل ثقتهم فيكم، فهنيئًا لكم على هذه المنزلة التي اختصكم بها أبناء ولايتكم دون سواكم وأنّ هذه الأمانة ثقيلة وجديرة بمراعاتهم وتحمل مسؤولياتها ولولا أنهم رأوا أهليتكم لما منحوكم أصواتهم متطلعين إلى غد أفضل، فكونوا عند حسن ظنهم بكم.
وأضاف محافظ شمال الباطنة أنّ للمجالس البلدية لها دور مهم في الارتقاء بطموح المواطنين وتحقيقها على الأرض واقعا ملموسا بما يساير تحقيق الأهداف التنموية على هذه الأرض الطيبة، وبالتالي فإن مصلحة المواطن ينبغي أن تكون حاضرة بقوة في إعمال المجالس البلدية ومن منطلقات مهنية، إنّ هذه المجالس البلدية هي رافد من روافد المشروع الوطني الكبير الذي يقوده مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله تعالى ورعاه – والذي يكفل للجميع حق المشاركة في تحقيق أهداف التنمية الشاملة عبر الدور التكاملي بين أجهزة الدولة وما تقوم به من جهد واضح للعيان وبين مختلف فئات المجتمع، ومن هنا فإنّ هذه المجالس البلدية شريك أساسي في العملية التنموية في البلاد، من خلال اقتراح السياسات التنموية الهادفة إلى تحقيق التنمية الشاملة، ومتابعة تنفيذها على الأرض، وهي النواة الأولى لوضع الخطط والرؤى التي تلبي الاحتياجات البلدية للمواطن.
وأشار سعادة الشيخ مهنا اللمكي إلى أن الفترة القادمة من أعمال المجلس البلدي ستكون حافلة بالعديد من الإنجازات، وأن يد التطوير والتعمير ستطال العديد من المجالات الخدمية والآفاق المجتمعية التي تحقق راحة المواطن ورفاهية العيش له، وأن تحقيق هذه التطلعات يتطلب منكم أيها الأعضاء الكرام تعاونا وتناغما في الرؤى والأفكار ومجالات التطبيق والمتابعة: لكي تكونوا سنداً قويا يدعم كافة الوزارات والجهات الحكومية الأخرى من أجل استمرار عجلة التنمية ودفعها للأمام، وهذا يعكس الروح الطيّبة للمسؤولية الوطنية العليا منكم تجاه المواطنين الذين وضعوا ثقتهم فيكم، وأن بذل قصارى جهدكم في تحقيق الأهداف المرسومة لهذه المجالس البلدية أمر في غاية الأهمية، وهذا الجهد المبذول منكم يمكن أن يتمثل في عدة حالات، لعل من أبرزها الالتقاء بالمواطنين، والاستماع منهم، وتعرف متطلباتهم التنموية والخدمية وإيصالها إلى المجلس، والعمل على تحقيقها في نطاق الخطط التنموية العامة التي ترسمها وزارات الدولة ومؤسساتها وهيئاتها المختلفة، كما أنّ تعاونكم ووحدة كلمتكم وسعة آفاقكم وتطلعاتكم في التفكير في كل ما يخدم المواطن ويهيئ سبل الراحة له هو أمر آخر مهم أيضًا، ولهذا كله فإنّ الجميع يعول عليكم أهميّة عالية وينيط بكم مسؤولية راقية وانتم أهل لذلك كله ان شاء الله تعالى ، وأخيرا نسأل الله جلت قدرته ان يكلل مساعيكم ويحقق أمانيكم فيما يخدم مصلحة هذه البلاد ويدعم سبل الراحة والرفاهية لجميع القائمين عليها ، وان تكون باكورة هذه التجربة امتدادا لصوت الشورى الحكيم الذي يتردد صداه في عمان من أقصاها إلى أقصاها في كل زمان على امتداد هذه الحقب التاريخية، كما نسأله تبارك وتعالى أن يديم نعمة الخير والاطمئنان على جميع بقاع هذه الأرض الطيبة، وأن يحفظ لنا قائد مسيرتنا ويمتعه بالصحة والعافية والعمر المديد.
بعد ذلك أدى أعضاء المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة القسم أمام المحافظ وصوتوا لاختيار نائب الرئيس حيث حصل إبراهيم بن سعيد بن سالم المعمري على منصب نائب الرئيس من خلال حصوله على 16 صوتا من أصل 38 واعتذار شخص واحد عن التصويت.
وألقى إبراهيم بن سعيد بن سالم المعمري نائب رئيس المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة كلمة بعد انتخابه نائبا للرئيس شكر فيها الأعضاء وثقتهم في اختياره لهذا المنصب الذي يعتبره تكليفا في ظل العمل التعاوني فيما بين جميع أعضاء المجلس، معاهدا الجميع على العمل بما فيه مصلحة جميع ولايات المحافظة داعيا الجميع إلى استكمال قاعدة البيانات عن جميع ولايات محافظة شمال الباطنة متمنيا من الجميع كذلك المبادرة والتواصل مع المجتمع والعمل بوتيرة روح الفريق وأن يكون العمل في المجلس كأسرة واحدة.
بعدها تمّ فتح باب المناقشات من قبل أعضاء المجلس والرد عليها من قبل سعادة رئيس المجلس ونائبه والتي دارت في مجملها حول اختصاصات الأعضاء في المجلس وولاياتهم وآلية العمل مع الجهات الحكومية في المحافظة إلى جانب مواعيد اجتماعات المجلس الاعتيادية والطارئة وتوضيح طريق المخاطبات بين العضو في المجلس والمواطنين والعمل وفق اللائحة التنظيمية وحديث أحد أعضاء المجلس الممثل عن الجهات الحكومية ودورهم في التنسيق مع المجلس واحتياجات المواطنين وفق اختصاصات تلك الجهات الحكومية بما يحقق المصلحة العامة ودور المجلس في التركيز على أهمية خدمة المواطن في المقام الأول.
أكثر...