مسقط - الرؤية -
اختتمت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان البرنامج التدريبي المكثف الخاص بتدريب المدربين، والذي نظمته بالتعاون مع معهد جنيف لحقوق الإنسان، واستمر لمدة ستة أيام متواصلة.
وتضمن البرنامج طرقاً وأساليب متنوعة في الشرح والتقديم؛ هدفت إلى تنمية مهارات المشاركين وتطوير قدراتهم في مجال إلقاء وتقديم المحاضرات والدورات التدريبية والإلمام بتصميم وتقديم وتقييم التدريب.
وتطرق البرنامج لمجموعة من الأسس والمعايير والأساليب الحديثة المستخدمة في التدريب والمبنية على طبيعة السلوك الإنساني وتعليم الكبار، وتحليل وكتابة الاحتياج التدريبي، وتحديد الإطار العام للمحتويات التدريبية، واختيار طرق التدريب المناسبة، وكتابة خطة الدرس التدريبي، وكيفية ممارسة التدريب.
وقدم البرنامج التدريبي الدكتور محمد سيد خليل أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس وخبير تنمية الموارد البشرية؛ حيث أوضح أن برنامج تدريب المدربين يستهدف العاملين في مجال حقوق الإنسان بصورة رئيسية؛ حيث تعتبر الحقوق جزءًا من ثقافة الإنسان اليومية؛ فتنبغي أن تبسط وتقدم لعامة الناسة بطريقة مبسطة لكي يستوعبوها، وتكون واقعًا في حياتهم اليومية. وأضاف خبير تنمية الموارد البشرية بأن المتدربين سيكون بمقدورهم المساهمة في نشر ثقافة حقوق الإنسان في السلطنة والعالم العربي؛ حيث هدف البرنامج التدريبي إلى تخريج مدربين متخصصين في مجال حقوق الإنسان وملمين بالموضوعات المتعلقة بحقوق الإنسان كالاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وكل ما من شأنه تعزيز وتأصيل هذا المفهوم لدى عامة الناس وبين أن تفاعل المشاركين وحماسهم في المشاركة يدل على أن الرغبة والدافعية متأصلة فيهم لتحويل المواد والقوانين إلى أسلوب ونمط حياة.
وأضاف قائلاً: نأمل من المشاركين في البرنامج التدريبي المساهمة في نشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان داخل المجتمع، وممارسة أنماط التدريب وعدم التوقف، والاحتفاظ بالخبرات والأفكار المتراكمة، كما أود أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان على التنسيق والترتيب المسبق وتوفير كافة المستلزمات والاحتياجات التدريبية التي ساعدت معهد جنيف لحقوق الإنسان على إنجاز البرنامج التدريبي في السلطنة بكفاءة عالية.
وقدَّم المشاركون في البرنامج التدريبي برامج تدريبية عكست المستوى الذي وصلوا إليه وتضمنت شرح وتوضيح مواضيع مختلفة متعلقة بحقوق الإنسان كنشأة وتطور مفهوم حقوق الإنسان، وأجهزة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية الأساسية المعنية بحقوق الإنسان، واتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية حقوق الطفل، وحماية الأطفال من المخدرات، والآليات التعاقدية والآليات الغير التعاقدية لحماية حقوق الإنسان، والآليات الوطنية لحماية حقوق الإنسان، ودور اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالسلطنة، ودور الإعلام في نشر ثقافة حقوق الإنسان، والمعلومات المتعلقة بآليات حماية حقوق الإنسان على الانترنت، وتضمنت هذه البرامج شروحاً نظرية وتمارين عملية، وتم خلالها استخدام وسائط أخرى كالصور التوضيحية، والرسومات البيانية، والمقاطع الصوتية والمرئية حيث كان اعتماد البرنامج منذ اليوم الأول على منحى المشاركة والتعلم القائم على الخبرة؛ حيث يتم البناء على خبرات المشاركين وربطها بالمهمة التي ستوكل إليهم بعد التدريب، من خلال ممارسة كل ما يتم تعلمه داخل قاعة التدريب، بما في ذلك تقديم التدريب، وكان من بين الطرق التي استخدمت في البرنامج التدريبي دعوة جمهور خارجي للتفاعل والاستفادة من البرامج التدريبية التي قدمها المشاركون في البرنامج حيث تفاعل الحضور مع المحاضرات، والتدريبات العملية وشاركوا بفاعلية من خلال التمارين المقدمة إليهم.
آراء المشاركين
وفي هذا الإطار، ذكر أحمد الراشدي مدير دائر الرصد وتلقي البلاغات في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أن أهمية البرنامج تكمن في تنمية المهارات التدريبية لدى موظفي اللجنة كونهم يعملون في مجال إنساني قبل أن يكون وظيفيًّا؛ وذلك عبر التطرق إلى الجوانب العلمية والعملية.. مشيراً إلى عملية رصد البلاغات وكتابة التقارير، وكيفية رصد الانتهاكات وغيرها من المهارات التدريبية.
بينما ذكر سالم الشعيلي -وهو أحد المشاركين في البرنامج التدريبي المكثف- أن البرنامج كان على درجة عالية من الفائدة، ورأى أن أهدافاً عديدة تحققت من المشاركة في البرنامج؛ من بينها: المعرفة بالمفاهيم، ونشأة وتطور مجال حقوق الإنسان، إلى جانب صقل المواهب والأفكار. وأضاف: "سيكون من المهم مستقبلاً أن يتم تطبيق ما اكتسبناه في هذا البرنامج في واقع الحياة العملية وتحويل المعارف المتكونة إلى واقع ملموس في بيئة العمل".
وقالت أمل الشماخية -مشاركة في البرنامج التدريبي- "البرنامج أفادنا كثيراً وأكسبنا مهارات إيجابية كثيرة في كيفية التعامل مع الآخرين، وتقديم المحاضرات بأسلوب علمي حديث مبني على التفاعل مع المستمعين وتنويع الأساليب المستخدمة لتحقيق أكبر قدر من الإفادة، إضافة إلى زرع الثقة في النفس، وتوقعت أن يساهم البرنامج في تغيير العادات السلبية في التعامل مع الآخرين إلى عادات إيجابية في الممارسات والسلوك تنعكس إيجابياً على بيئة العمل المحيطة.
وذكرت سلوى البلوشية أن مشاركتها في البرنامج التدريبي حققت لها فائدة كبيرة في كيفية مواجهة الجمهور وإدارة الوقت تحت الضغط، وتعلم مختلف أنواع التدريب العملي والنظري، والتعرف على الأساليب المتبعة لتقليل التوتر والضغط وكسر الروتين أو الجمود مع الجمهور، واستخدام الأساليب الحديثة في كتابة التقارير وإعداد المواد المختلفة لتقديمها في قالب بسيط ومفهوم للجمهور العام.
ويأتي هذا البرنامج في إطار مواصلة برامج تنمية وتطوير مهارات العاملين باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، ولضمان إلمامهم بأحدث الطرق المتبعة في التدريب، ليواصلوا مهمتهم الوطنية في المساهمة بنشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان في السلطنة.
أكثر...