محمد الشحري-
أن نكتب عن المرأة يعني أن نكتب عن نصف المجتمع، فللمرأة في حياتنا منزلة كبيرة ومكانة عظيمة، فهي الأم التي أنجبت وأرضعت وربت، وهي الأخت والحبيبة والزوجة والابنة، وهي أيضًا الزميلة في العمل، وكنا قد كتبنا عن المرأة في مناسبات عديدة، من عدة منطلقات أهمها الاحترام الشخصي لأنفسنا مثلما ذكر ذلك المصلح الاجتماعي التونسي الطاهر الحداد في كتابه (امرأتنا في الشريعة والمجتمع) قائلا" إذا كنا نحتقر المرأة ولا نعبأ بما هي فيه من هوان، فإنما ذلك صورة من احتقارنا لأنفسنا، ورضائنا بما فيه من هوان وسقوط، وإذا كنا نحبها ونحترمها ونسعى لتكميل ذاتها فليس ذلك إلا صورة من حبنا واحترامنا لأنفسنا وسعيًا في تكميل ذاتنا"، ولذلك فإننا سنكتب عن حضور المرأة العُمانية المجالس البلدية، بعد أن فازت 4 نساء بمقاعد المجلس، وتعيين 4 نساء أخريات ضمن المختارين من أهل المشورة والرأي.
أذكر أنني كتبت مقالا في شهر مايو من العام الماضي، ونشر في هذه الزاوية بعنوان (وجود المرأة في المجالس البلدية مطلب وغاية)، وكنت قد طالبت أن يتم اختيار امرأة ضمن المختارين من أهل المشورة والرأي، والذين يتم تعيينهم من قبل الوزراء المعنيين، لأنّ وجود المرأة في هذه المجالس ضرورة لنقل هموم المرأة وبعض المجالات التي تعمل فيها النساء خاصة في مجالات الأمومة والطفولة، وقد تفاجأت في إقدام الحكومة على اختيار 4 نساء فقط في هذه المجالس وهي بذلك تتعادل مع الشعب الذي انتخب 4 نساء 3 منهن في محافظة مسقط.
نتمنى أن يتم تعديل بعض القوانين في المجالس البلدية في الفترة القادمة، وتوسيع الصلاحيات للمجالس، بحيث تكوّن وتشرف على صناديق الأعمال الخيرية في كل ولاية، كما نأمل من الحكومة باعتبارها الجهة التي تعين بعض أعضاء المجالس البلدية، أن توسع دائرة المشاركة للمرأة بحيث تشارك في مسيرة البناء والتقدم للوطن.
أكثر...