
مسقط - العمانية-
تُعرض -ولأول مرة- وحدة هجين مزدوجة لتوليد الطاقة الكهربائية من الشمس والرياح، في المعرض الثاني للهندسة، والذي تنظمه الجامعة الألمانية بمسقط في نهاية الشهر الجاري، للمخترع العُماني الشيخ هلال بن مرهون المعمري، الذي قام بتصنيعها بالتعاون مع شركتين إسبانيتين.
وقد تمكن المخترع حتى الآن من تصنيع وحدتين أطلق على الأولى اسم "مزون1"، وهي تنتج واحد كيلووات من الطاقة الكهربائية، والثانية مزون2، وتنتج 2 كيلووات، ويقوم حاليا بتصنيع وحدة هجين أكبر أطلق عليها اسم مزون3 لإنتاج 12 كيلووات من الكهرباء النظيفة؛ حيث قام بتصنيعهما في مملكة إسبانيا، بالتعاون مع كبريات الشركات الإسبانية المتخصصة في مجال إنتاج الطاقة النظيفة.
وقال الشيخ هلال بن مرهون المعمري إن وحدة الهجين المزدوجة تعد منظومة جديدة قابلة للتكيف مع حاجة المستهلك من الطاقة الكهربائية.
وذكر المخترع -في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- أنه ومن أجل بلورة ونجاح فكرة هذا الاختراع، حرص على تأمين جودة المنظومة؛ وذلك من خلال التجارب التي أجريت على وحدة الهجين والتي أثبتت نجاحها.. موضحا بأن هذا المشروع تم تنفيذه بجهود فردية وأنه على ثقة تامة من أن الجهات المختصة في السلطنة لن تتردد في دعم مثل هذه المشاريع التي تنبع أهميتها أصلًا من التوجهات العالمية الحالية إلى الطاقات النظيفة المتجددة كبديل عن الطاقات التقليدية، خاصة وأن السلطنة من الدول التي تحرص على المحافظة على البيئة وتنويع مصادر الطاقة.
وأوضح المخترع أن وحدة الهجين المزدوجة العاملة بالرياح والشمس تسمح بتأمين الطاقة الكهربائية على مدار العام؛ سواء في الليل أو النهار؛ شريطة وجودها في مكان تكون فيه ظروف الشمس أو الرياح مواتية، أمّا المزايا الرئيسية لهذا الاختراع -مقارنة بالمولدات الأخرى المستقلة للطاقة المتجددة- فإنها تكمن في عدم استخدام الوقود؛ مما يخفض بدرجة كبيرة من تكلفة التشغيل وعملية النقل وعدم انبعاث أصوات مزعجة عند تشغيله حيث تعمل بطريقة هادئة دوان أي تلوث أو ضوضاء.
وأشار إلى أن الاختراع يتشكل من نظامين لتوليد الطاقة الكهربائية؛ هما: اللوحات الشمسية، ومولد الرياح. أمّا القطع الرئيسية لهذين النظامين الفرعيين، فهي مولد الرياح واللوحات الفولتوضوئية (الخلايا الشمسية) وجهازين للضبط وبطاريات والمحول ومجمع توزيع الكهرباء ونظام هيدروليكي.
وقال إن مولد الرياح ينتج الطاقة من قوة الرياح سواء كان في الليل أو النهار، وينبغي أن تكون قوته متناسبة مع حاجيات الاستهلاك، ويتم نقل مولد الرياح مفككا داخل العربة، وهو قابل للتجميع بسهولة حول "عمود" في شكل تليسكوب يتم نشره بدقة متناهية وبسهولة تامة عبر نظام هيدروليكي حتى يصل إلى الارتفاع المطلوب، ويتضمن المولد "دوارة للرياح" ذات تحكم ذاتي لأجل رفع الإنتاجية.
وأوضح المخترع أن اللوحات الشمسية تولد الطاقة من إشعاع الشمس وعملها، وبالتالي يقتصر على ساعات وجود الشمس، بيد أن مزجها بمولد الرياح يضمن تأمين إنتاج ثابت من الطاقة الكهربائية طيلة العام، ويتوقف على اللوحات وقوتها، وعلى الاحتياجات المطلوبة من الطاقة، ويتم نقل هذه اللوحات مطويَّة، ويتم نشرها عبر نظام للتحكم، وتبلغ المساحة الأرضية التي تحتويها عند الانتشار ضعف المساحة وهي مطوية.. مشيرا إلى أن البطاريات التي زوَّد بها الاختراع تعمل على تخزن الطاقة المحصلة من مولد الرياح واللوحات الشمسية.
وذكر المعمري أن منظومتين للتحكم في اللوحات ومولد الرياح هي التي تتحكم في إنتاج الطاقة من مولد الرياح واللوحات الشمسية على حد سواء، كما تتحكمان في وضع البطاريات وتحولان دون أي زيادة مفرطة أو نقصان مفرط في مستوى شحن البطاريات؛ الأمر الذي يُساهم في رفع مستوى الإنتاجية، ويُزيد من فعالية النظام الكهربائي ويمدد من عمر الأجهزة.
وقال بأن المُحول الذي زود به الاختراع يقوم بتُحول الكهرباء المنتجة أو المخزنة في البطاريات في شكل تيار مستمر إلى تيار كهربائي متقطع قابل للاستهلاك كما أن صناديق الكهرباء تعد مربع التوزيع حيث تتوفر بها عناصر الحماية (الصمامات وعناصر الحماية الأخرى) للدوائر الكهربائية المختلفة. ويوجد في الجانب الخلفي وعلى مستوى ارتفاع يجعل من السهولة الوصول إليه من الأرض.
وأوضح الشيخ هلال بن مرهون المعمري بأن الاختراع الجديد زُوِّد بنظام مزدوج هيدروليكي/يدوي حيث يتشكل هذا النظام الهيدروليكي بشكل أساسي من مضخة هيدروليكية ذات اتجاهين وأسطوانتين في شكل تليسكوب ذات مفعول مزدوج لنشر اللوحات وأسطوانة ثالثة في شكل تليسكوب تتحكم في نشر سارية (عمود) مولد الرياح، اضافة إلى مخزن وصمامات وأنابيب ويأخذ هذا النظام الهيدروليكي الطاقة التي يحتاج إليها من البطاريات.
وذكر أن المقطورة التي ثبت عليها المولد الجديد تمتلك أربعة أوتاد "أقدام" للدعم والتحكم في المستوى بغيَّة منحها مزيدًا من التوازن وزودت بـ4 عجلات وفرامل وتوجد عجلتان على كل محور، فضلا عن عجلة خامسة أصغر حجمًا توجد في وسط المقدمة قريبة من نقطة المرسى مع السيارة الجرارة، ويمتلك كل من المحورين نظامًا لامتصاص الارتطامات، ويتضمن نظام الكبح جهازًا لشل الحركة يعمل بمجرد ضبط فرامل السيارة التي تجر المقطورة. وحول الكيفية التي يمكن استخدام المولد فيها، قال بأنه يمكن استخدامه في البحوث العلمية وتزويد البيوت وخاصة الريفية والمكاتب وغيرها بالكهرباء وضخ المياه وبوجه خاص في القرى للزراعات المروية وإنارة الشوارع العامة، كما أنه يمكن استخدامه في تغذية محطات الهاتف ومحطات البث الإذاعي والتليفزيوني والرقابة الأمنية عبر منظومة الكاميرات والفيديو.
كما يمكن استخدام المولد في تغذية محطات الرصد الجوي وتغذية أنظمة إشارات المرور، وإنارة سياج الأسلاك وكهربتها، وتوصيل الكهرباء لبيوت الزراعة المحمية، ومعالجة المياه وتزويد المراكز العسكرية والمدنية ومراصد البحث العلمي، وتزويد المستشفيات الميدانية والمتنقلة، وتزويد مراكز الطوارئ بالكهرباء، كما أن الوحدة الجديدة يمكن استخدامها كعامل مساعد لتعويض التيار الكهربائي الرئيسي في أوقات الذروة، وغيرها من الاستخدامات الأخرى التي تحتاج للطاقة في البر والبحر.

أكثر...