ارتفعت وتيرة الاستعدادات، وتكاملت التجهيزات، مع قرب انطلاق أعمال ندوة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ التي ستعقد في سيح الشامخات بولاية بهلاء، الأسبوع المقبل، تنفيذًا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه - في إطار اهتمامه بالقطاع الخاص، وتعزيز دوره كشريك للحكومة في التنمية الشاملة، وتعظيم إسهامه في الاقتصاد الوطني. فالندوة تعد منعطفًا مهمًّا لتعزيز وتنمية هذه المؤسسات، وتمثل فرصة كبيرة لنشر ثقافة ريادة الأعمال، ومنطلقًا لدعم الأنشطة الصغيرة والمتوسطة.
وينتظر أن تخرج الندوة بتوصيات عملية لتعزيز دور هذا القطاع في التنمية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي.
ابتداءً، من المأمول أن تبلور الندوة رؤية محددة وواضحة لتفعيل ثقافة ريادة الأعمال، من خلال مختلف الوسائل المتاحة بداية من الأسرة، ومرورًا بالمنهج المدرسي ونهاية بالإعلام، باعتبار أنّ مرتكز نجاح مفهوم ريادة الأعمال يرتبط في الأساس بتجذر القناعات في نفوس الشباب بدوره، وقدرته على بناء مستقبل مهني مشرق لهم، وليس الوظيفة وحدها هي القادرة على تأمين المستقبل كما يرسخ في ذهن العديد من الشباب.
وهنا تبرز أهمية تضمين المحاور المرتبطة بثقافة العمل الحر في المناهج والأنشطة التربوية المختلفة، إضافة إلى تعزيز دور أخصائيي التوجيه المهني في المدارس لإيصال الرسالة، ورسم صورة إيجابية عن ريادة الأعمال؛ باعتبارها خيارًا خلاقًا يناسب الشباب الطامحين، ويساعدهم على بناء مستقبلهم بالكيفية التي تلبي تطلعاتهم وترضي طموحات مجتمعهم.
ومن المنتظر أيضًا أن تصل الندوة إلى توافقات في ما يتعلق بتعديل القوانين والتشريعات المنظمة للقطاع، باعتبار أنّ ذلك أمرًا ضروريًا لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال تذليل معوقات التراخيص، والحد من البيروقراطية في الإجراءات، وحل صعوبات التمويل؛ وكل هذا يكفل تشجيع الشباب وتحفيزهم؛ لارتياد آفاق ريادة الأعمال، والولوج إلى عالم المال والاقتصاد بقوة؛ من خلال منظومة قوانين وأنظمة تساعدهم على تحقيق آمالهم، وتسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني إلى الأمام.
أكثر...