الرؤية - شريف صلاح-
تمزج فرقة الباليه الملكية الدانمركية العريقة بين التقاليد الكلاسيكية ولمسات السحر الشبابية الحديثة لتخرج بعرض راقص رائع بمصاحبة الأوركسترا الملكية الدانماركية، يسحر كل فرد من جمهور دار الأوبرا السلطانية مسقط بعرضها القوي الآسر لاثنين من أعظم عروض الباليه الدانماركية الرومانسية: "السلفيدة" (La Sylphide)، والفصل الثالث من "نابولي". اللذين من المقرر تقديمهما في أمسيتين متتابعتين؛ يومي 20 و21 يناير الجاري تحت قيادة المدير الفني نيكولاي هوب.
وتعد الأوركسترا الملكية الدانماركية واحدة من أقدم فرق الأوركسترا في العالم؛ إذ يرجع تاريخ إنشائها إلى العام 1448، وحالياً تقوم الأوركسترا بتقديم حفلات سيمفونية، كما تصاحب بعزفها عروض الأوبرا والباليه على المسرح الدنمركي الملكي. أتاح لها نجاحها الهائل وشعبيتها الواسعة الوقوف على مسارح عريقة بمختلف أنحاء العالم، بما في ذلك مسرح القاعة الذهبية "موزيكفيراين" في فيينا، ومسرح مهرجان "مركز لينكولن" في نيويورك، وغيرهما كثير.
وتستعد فرقة الباليه الملكية الدانماركية لتقديم تحفتين فنيتين كلاسيكيتين من أعمال الباليه الأصيلة الرقيقة لتسحر الجماهير التواقة هنا في مسقط؛ وهما: باليه "السلفيدة" والفصل الثالث من باليه "نابولي"، وقد صمم رقصات العرضين أصلًا المصمم الدانماركي الشهير أوجوست بورنونفيل عامي 1836 و1842 على التوالي.
وباليه "السلفيدة" مستوحَى من الحركة الرومانسية الفرنسية، وهو الباليه التراجيدي الوحيد للمصمم بورنونفيل، أما من الناحية الأسلوبية فإنه مزيج راقٍ من الإيماءات والرقصات. يبرز الباليه الفكرة الرومانسية بأن كل إنسان كائن مزدوج له جانبين أحدهما مشرق والآخر مظلم، كما يعكس الباليه روح العصر ويقدم الموضوع بصورة خالدة. وعلى الصعيد الآخر، يقدم باليه "نابولي" (الفصل الثالث) قصة خالدة تدور حول الشباب والأحلام. لا تعتبر "نابولي" أهم أعمال بورنونفيل فحسب، لكنها تعتبر أيضاً واحدة من أبرز أعمال الباليه في سجل أعمال الباليه العالمية على مر التاريخ. يقدم باليه "نابولي" قصصا شعبية، ويعكس نظرة رومانسية للحياة. لقد أصبحت الرقصة الاحتفالية في الفصل الثالث مع مرور الوقت العلامة المميزة لفرقة الباليه الملكية الدانماركية.
صحيح أن مصمم الرقصات أوجوست بورنونفيل ليس مؤسس فرقة الباليه الملكية الدانماركية، لكنه صاحب الأثر الأكبر والجهد الأقوى في منح الفرقة الشهرة. قام بورنونفيل -المولود في كوبنهاجن- بتغيير مسار الفرقة بمنحها مجموعة أعمال متنوعة وهوية خاصة مستمرة حتى يومنا هذا.. وعمل بورنونفيل بين عامي 1830 و1877 مديراً فنياً للفرقة، فأدخل أكثر من 50 عملاً ما زالت الفرقة تقدم الكثير منها بنجاح لغاية عصرنا الحالي.
كريستينا شيبلمان -المديرة العامة لدار الأوبرا السلطانية مسقط- تعلق قائلة: "من خلال دعوة مجموعة من أشهر فرق الباليه حول العالم إلى سلطنة عُمان، نسعى إلى التأكيد على ميراث الباليه الغني وإبراز العناصر الفنية للرقص والموسيقى والفن بوجه عام. نشعر في الواقع بسعادة بالغة لاستقبال فرقة الباليه الملكية الدنمركية والأوركسترا الملكية الدانماركية في دار الأوبرا السلطانية مسقط، فهذه المناسبة من شأنها أن تفتح للجمهور فرصة للاستمتاع بعرضين كلاسيكيين رائعين من عروض الباليه الخالدة".
أكثر...