الرؤية- خاص-
استضافت دولة قطر في الدوحة الأسبوع الماضي أول مؤتمر عالمي لصناعة تحويل الغاز إلى سوائل، وترى مجموعة QNB أنّ الحدث جاء في مرحلة تشهد تزايد الاهتمام العالمي بهذه الصناعة مع وجود تطورات ضخمة مؤخراً منها بدء تشغيل محطة الإنتاج الثانية في مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل في قطر والخطوات التي اتخذتها الخطوط الجوية القطرية لاستخدام منتجات تحويل الغاز إلى سوائل كوقود للطائرات وخطط إنشاء محطات لتحويل الغاز إلى سوائل في الولايات المتحدة ومناطق أخرى من العالم.
وترى مجموعة QNB أن الاهتمام العالمي بمنتجات تحويل الغاز إلى سوائل مر عبر ثلاث مراحل، حيث كانت المرحلة الأولى في بداية التسعينيات من القرن العشرين عندما بدأت منشآت جنوب أفريقيا وماليزيا في العمل، في حين أن المرحلة الثانية جاءت في بداية الألفية الجديدة مع انطلاق المشاريع الحالية في دولة قطر، بالإضافة إلى مشروع تقوم بإنشائه شركتي شيفرون وشل في نيجيريا لإنتاج 33 ألف برميل يومياً من منتجات تحويل الغاز إلى سوائل والذي من المقرر أن يبدأ العمل هذا العام.
وتبلغ حالياً التكلفة الرأسمالية لمشاريع تحويل الغاز إلى سوائل بما يتراوح بين 100 ألف إلى 200 ألف دولار لإنتاج برميل واحد يومياً من الوقود السائل، وهو معدل تكلفة أعلى من التكلفة الرأسمالية لمشاريع الغاز الطبيعي المسال بما يتراوح بين ضعفين إلى أربعة أضعاف، حيث يعتمد ذلك على عدة عوامل مثل حجم المنشآت والتذبذب في أسعار مواد البناء. كما أن العمليات الكيميائية لتحويل الغاز إلى سوائل تستهلك جزءاً من الغاز الطبيعي الخام كوقود. تتراوح نقطة التعادل في صناعة تحويل الغاز إلى سوائل ما بين 40 إلى 80 دولاراً للبرميل، وذلك حسب طبيعة المنشأة وتكلفة الغاز الطبيعي في السوق المحلي. وتعتبر أسعار منتجات تكرير النفط حالياً أعلى بكثير من هذا المعدل، الأمر الذي يقدم هامش ربح قوي.
يوجد مكان واحد في العالم به فرق كبير بين أسعار النفط وأسعار الغاز الطبيعي وهو الولايات المتحدة التي شهدت طفرة في استغلال الغاز الصخري. ونتج عن ذلك تراجع كبير في أسعار الغاز الطبيعي بالتزامن مع استمرار أسعار النفط عند مستويات مرتفعة، الأمر الذي أدى إلى تزايد الاهتمام بمنتجات تحويل الغاز إلى سوائل. وتتوقع وكالة معلومات الطاقة الأميركية أن يصل معدل الفرق بين أسعار النفط وأسعار الغاز خلال الفترة القادمة حتى عام 2030 إلى الضعف معدل الفرق خلال العقدين الماضيين. وهذا يفسر قيام شركة ساسول بالإعلان خلال الشهر الماضي عن مشروع لتحويل الغاز إلى سوائل بطاقة إنتاجية تصل إلى 96 ألف برميل يومياً في ولاية لويزيانا الأمريكية والذي من المقرر أن يبدأ الإنتاج في عام 2018. ويعتبر هذا المشروع جزءاً من المرحلة الثالثة في الاهتمام العالمي بصناعة تحويل الغاز إلى سوائل. وتخطط شركة ساسول أيضاً لإنشاء مشروع بطاقة تصل إلى 38 ألف برميل يومياً في أوزباكستان، حيث من المتوقع اتخاذ قرار نهائي بشأنه خلال العام الجاري. كما تدرس الشركة إنشاء مشروع لإنتاج 48 ألف برميل يومياً في كندا. وتتفاوض شركة "بترو إس إيه" الجنوب إفريقية حالياً لإنشاء مشروع لإنتاج 40 ألف برميل يومياً في موزمبيق والتي اكتشفت مؤخراً حقول بحرية مهمة للغاز الطبيعي. وأخيراً، تدرس شركة شل إنشاء مشروع لتحويل الغاز إلى سوائل في الولايات المتحدة.
وترى مجموعة QNB أن مستقبل صناعة تحويل الغاز إلى سوائل سيعتمد على القدرة في السيطرة على التكاليف الرأسمالية وعلى التوقعات طولية الأجل لهامش الربح بين أسعار النفط وبين أسعار الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال. وفي حال تم تنفيذ مشاريع تحويل الغاز إلى سوائل التي يتم مناقشتها حالياً، فإن الطاقة الإنتاجية في العالم ستتضاعف أكثر من مرتين بنهاية العقد الحالي لتصل على ما يقارب 0.5 مليون برميل يومياً.
أكثر...