تلتئم القمَّة العربيَّة الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والتنمويَّة، في دورتها الثالثة بالعاصمة السعوديَّة الرياض، اليوم، وسْط أجواءٍ مشحونة بالتحدِّيات الناجمة عن التحولات السياسيَّة الكبيرة في عدد من دول المنطقة، والتي ألقت بظلالها على مُجمل الأوضاع العربيَّة، خاصة الاقتصاديَّة منها؛ حيث ترزح العديد من دول المنطقة تحت أعباء جسيمة، وتواجه تحدِّيات جمَّة تتعلق في جانب منها بازدياد أعداد الباحثين عن عمل، وما ينجم عن ذلك من آثار اجتماعيَّة هدَّامة، إضافة إلى تمدُّد خارطة الفقر على العديد من الدول العربية، مُلقية بظلال قاتمة على واقع ومستقبل هذه البلدان. وإضافة إلى تحدِّي خلق فرص عمل للشباب، وزيادة معدلات التنمية، وتعزيز مستويات التجارة البينيَّة العربيَّة، يزدحم جدول قمة الرياض بعدد من الموضوعات الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة الأخرى الهادفة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي، وتوثيق الروابط التجاريَّة البينيَّة بين الدول العربيَّة.
ومن الموضوعات التي يتوقع أن تحظى باهتمام كبير على جدول أعمال القمَّة: الربط البرِّي عبر السكك الحديديَّة؛ باعتبار أن ذلك من أهم عوامل تعزيز التواصل الاجتماعي من جهة، وتدعيم التداخل التجاري من جهة أخرى؛ لأن السكك الحديديَّة من أنجع وسائل الربط وأكثرها جدوى في عمليَّات النقل؛ مما سيحفز الاستثمارات المشتركة، ويُزيد حركة رؤوس الأموال بين البلدان العربيَّة، إضافة إلى الرفع من وتيرة المبادلات التجاريَّة البينيَّة.
ومن الموضوعات التي تحتل صدارة أجندة القمَّة مشروع الاتحاد الجمركي، والذي من المُقرر إطلاقه في العام 2015؛ مما سيسهم في انسيابيَّة السلع بين الدول العربيَّة دون عوائق جمركيَّة أو حواجز إجرائيَّة.
.. ويعوَّل على القمة الكثير فيما يتعلق بالوصول إلى تفاهمات حول اتفاقيَّة الاستثمار للدول العربيَّة المعدَّلة؛ لكونها ستُعطي حافزًا أكبر لتعزيز الاستثمار في الدول العربيَّة، كما يُنتظر أن تتابع القمَّة جهود إقامة منطقة التجارة الحرَّة العربيَّة، علاوة على التطرق إلى المشروعات العربيَّة المشتركة في مجالات البُنى الأساسيَّة. وتُعلق آمالٌ كبيرة على قمَّة الرياض للتمخُّض عن قرارات طموحة، ومبادرات عمليَّة لتدعيم العمل العربي المشترك في المجالات الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والتنمويَّة.
أكثر...