إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سيح الشامخات.. شموخٌ لروَّاد الأعمال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سيح الشامخات.. شموخٌ لروَّاد الأعمال

    حقيبة ورق -

    حمود بن علي الطوقي -
    الندوة التي ستنطلق اليوم في ربوع سيح الشامخات، ويُشارك فيها صنَّاع القرار في الأجهزة الحكوميَّة، ومؤسسات القطاع الخاص، تُعتبر حدثًا مهمًّا في رسم خارطة الطريق نحو تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي تُدار بواسطة الكوادر الوطنيَّة.. هذه الندوة من المؤمَّل لها أن تخرج بقرارات حاسمة نحو إيجاد قاعدة صلبة لدعم مشاريع روَّاد الأعمال من الشباب العُماني.
    .. إن ندوة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتي ستحتضنها ولاية بهلاء بسيح الشامخات، بتوجيهات من لدن حضرة صاحب الجلالة؛ لابد لها أن تعيد رسم خارطة الطريق للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ كون تلك المؤسسات تقود القاطرة الاقتصاديَّة في العديد من البلدان, ونحن في عُمان ننتظر لهذه الشركات أن تعمل تحت المنظومة الاقتصاديَّة بعيدة عن احتقانها من قبل الشركات الكبيرة التي لا تسمح لهذه المؤسسات الصغيرة أن تنموا وتكبُر كونها -أي الشركات الكبيرة- تزاحمها بإنشاء مشاريع مماثلة لا تستطيع الصمود، وتختار إما الخروج من الساحة والمنافسة، أو إعطائها والتنازل عن إدارة دفتها للوافدين بأن يفعلوا ما يشاؤون مقابل أجر شهري بسيط يحصل عليه الكفيل؛ لتدخل الشركة تحت مظلة الشركات المستترة.
    وبنظرة فاحصة؛ نجد أن جلَّ شركاتنا الصغيرة والمتوسطة قد تكون مستترة، وهناك أيضًا شركات كبيرة تعمل تحت هذا الغطاء، وكون الندوة ستبحث مستقبل هذه الشركات والتحديات التي تواجهها، فيتطلب ذلك أن ننظر إلى المصلحة العامة للرقي بهذه المؤسسات، وأن تدعو الندوة -من خلال القرارات- إلى إفساح المجال للشركات الصغيرة، وأن تقلل الشركات الكبيرة والعملاقة من حدة احتقانها بتأسيس شركات صغيرة تحت مسمى الشركة الأم, فلا يمكن لشركة صغيرة أن تنمو في ظل وجود المنافسة الشرسة من قبل الشركات الكبيرة إذا كانت تماثلها في النشاط الاستثماري والتجاري.
    .. إن القائمين على الندوة يعلمون أن هناك تحديات كبيرة، وعليهم أن يقدِّموا الحلول التي تساهم في رفد قطاع المؤسسات الصغيرة، ولعل هناك العديد من الأفكار المطروحة، وحتمًا يتم تدارسها للاستفادة من المعطيات القائمة والحقيقيَّة عن وضع هذه المؤسسات، ونظام إدارتها في الوقت الراهن.
    لابد أن هناك حلولًا يعرفها القائمون على تنظيم هذه الندوة، وخلال الأيام القليلة الماضية نشطت وسائل الإعلام المحليَّة بتسليط الضوء على مجريات أعمال تلك الندوة، وخرجت أفكارٌ من قِبَل الكتَّاب والباحثين والأكاديميين حولها.. وفي المؤتمر الأخير لسعادة وكيل وزارة التجارة والصناعة، طُرحت فكرة تأسيس وإنشاء هيئة مستقلة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وإعطاء الهيئة الجديدة الصلاحيَّات الإداريَّة والماليَّة؛ لكي تستطيع أن تحقق نجاحات في دعم مبادرات الشباب الذين يتلمَّسون دخول عالم التجارة والأعمال, هذا العالم صعب المنال، والمعقَّد، والمُحتكَر من قبل كبار التجار؛ لذا فهو ليس بالمجال السهل؛ فالتاجر في هذا الزمان لابد له وأن يملك مقوِّمات الإدارة الصحيحة, وهناك بعض مبادرات الشباب الطموح قادرة على النجاح بسبب حماسها الشديد وارادتها القويَّة, إلا أن السواد الأعظم من المبادرات الفرديَّة لم يكتب لها النجاح بسبب مزاحمة الشركات الكبيرة لها.
    وحقيقة الأمر أن هذه الرؤية الهادفة لدعم المؤسسات الصغيرة -خاصة تلك التي تُدار بواسطة شبابنا- لابد وأن يُنظر إليها بنظرة واقعيَّة من قبل المسؤولين الذين لديهم سلطة القرار في مشتريات مؤسساتهم؛ فيمكن من خلال توجيه جزء بسيط من مشترياتهم من هذه المؤسسة الصغيرة مساعدتها على البقاء؛ لأن هذا الدعم يُمثل لهذه المؤسسة الصغيرة نقطة تحوُّل، ويقود هذا الشاب الطموح -صاحب المؤسسة- إلى وضع خطط وبرامج تهدف إلى تطوير مؤسسته في المستقبل.
    .. تخيل معي لو أن جزءًا بسيطًا من المشتريات الحكوميَّة، والمؤسسات الكبيرة، تخصص لدعم الأنشطة الصغيرة التي يقف وراءها الشباب الطموح, حتمًا فإن المعادلة سوف تتغير، وسنرى شبابنا وقد تحمَّس لدخول عالم التجارة والأعمال فبشيء من التوجيه، وبشيء من الدعم، وبوجود رغبة صادقة من الجهات الداعمة، يمكننا أن نبرز جيلًا جديدًا من رجالات الأعمال، ونكسر عادة الاحتكار.






    أكثر...
يعمل...
X