مسقط - عزان الراشدي-
التقى فريق وزارة القوى العاملة والاتحاد العام لعمال السلطنة عدداً من العمال العمانيين الذين يعملون في إحدى الشركات اللوجستية العاملة في مناطق الامتياز، حيث اتضح أنّ الشركة لا توفر لهم مسكنا ولا مأكلا خلال تواجدهم في موقع العمل، وإنما ينامون تحت ظلال أشجار السمر أو تحت شاحناتهم، وحالهم هكذا لمدة تتجاوز (12) يوماً في بعض الأحيان، يبدأون عملهم في الصباح الباكر إلى الساعة الثانية عشرة ظهراً، وبعد ذلك يطبخون طعامهم للغداء، وبعد فترة راحة يستأنفون عملهم إلى الساعة العاشرة ليلاً ويبدأ عملهم في طبخ الطعام للعشاء، ويفرشون فرشا بسيطة في العراء ليناموا عليها في صحراء مظلمة وفي قلق مستمر لا يسلمون فيها من لسع الأفاعي والحشرات.
التقى الفريق بهؤلاء العمال واستمع إلى معاناتهم حيث يقول أحمد بن عوض الغريبي، ويعمل مشغلا بالشركة: إنّ المشكلة التي نعاني منها هي العمل في منطقة الحفر، وهذا الأمر يجعل الشركة تدفعنا الى النوم في الصحراء إلى أن ينتهي العمل وهذا يحتاج إلى 12 يوماً وأحيانا أسبوع، ونأكل مما نطبخ أيضاً ونستظل بظل شجرة سمر أو تحت ظل الشاحنات، ويضيف أحمد الغريبي: لقد التهبت يدي إثر لدغة من الحشرات نتيجة للنوم في العراء، وعندما ذهبت إلى العيادة قال الطبيب إن السبب هو النوم في الخارج وهذا إثر لدغة. ويقول محمد بن سالم المحروقي: أعمل هنا منذ عام 1996م (سائق) في هذه الشركة و مشكلتنا أننا نعمل عمل سائق وعامل في نفس الوقت هذا بالإضافة إلى النوم في الخارج لمدة تتجاوز عشرة أيام ونطبخ بأنفسنا بينما العمال الأجانب ينقلونهم مباشرة إلى مسكن (موتيل) للنوم، وكذلك إلى المطعم (الميز) للغداء، وإن كان المسكن يبعد 30 كيلومتر إلا أنّ الشركة تنقلهم ونحن العمال العمانيون يتركوننا ننام هنا كما ترى ونطبخ بأنفسنا .
وللوقوف على حقيقة الأمر التقينا عبيد الحبشي المشايخي وهو يعمل مراقب عمال، سألناه عن العمال الأجانب أين هم حالياً أجاب بأنّهم في مطعم السكن يأكلون هناك، وعندما ينتهون يتم إرجاعهم إلى مكان العمل، والعمال العمانيون يطبخون بأنفسهم في موقع العمل، وقال عبيد المشايخي: أنا أعمل هنا منذ عام 2001م وهذا هو نهج الشركة نقوم بنقل العمال الأجانب إلى المطعم للغداء وبعد الانتهاء من العمل يتم نقلهم إلى غرفهم بالموتيل، أمّا العمال العمانيون فينامون في موقع العمل وتدفع لهم الشركة خمسة ريالات في اليوم نظير نومهم في الخارج.
بينما يقول خليفة بن محمد الجنيبي وهو من ضمن العمال العمانيين: الشركة لا توفر لنا المسكن ولا المأكل أثناء عملنا في (موقع الحفر) وتقول لا يوجد عندنا سكن لكم ولا يوجد مطعم، ولكن العمال الأجانب يتم نقلهم من موقع الحفر إلى المطعم للغداء والعودة بهم للعمل، وكذلك في المساء ينقل الأجانب إلى الموتيل للنوم، ونحن ننام في العراء في خطر محدق بنا لا نأمن من الحشرات والدواب .
أما أحمد بن سعيد البطحري فيقول: أعمل في هذه الشركة منذ عام 1997 م، وكنا في العمل عمانيين فقط في مجال النقل، وبعد فترة توافدت علينا القوى العاملة الوافدة بشكل كبير، الشركة لا توفر لنا السكن في موقع العمل، وإنما ننام تحت ظل الشجرة القريبة من هنا، وكذلك نفرش تحت الشاحنات، وفي إحدى المرات وجدت تحت الفراش أفعى كبيرة والحمدلله بفضل الله سلمت منها، منذ بدأنا العمل ونحن على هذا الحال، الأجانب ينقلونهم إلى السكن وإن كان يبعد 30 أو 40 كلم، لا تعبأ الشركة بذلك؛ ونحن العمانيين نبقى في موقع العمل ننام هنا في الصحراء ونأكل مما نطبخ، وقد يصل بنا الحال هكذا إلى أكثر من عشرة أيام .
أكثر...