مسقط- عادل اللمكي- بدرية البلوشي-
قال الدكتور فيصل محمد شاه علم استشاري أول جراحة الأوعية الدموية رئيس قسم الجراحة العامة بالمستشفى السلطاني إن القسم يحقق قفزات نوعية في مستوى الخدمات المقدمة، مع إضافة تخصصات جديدة تسهم في علاج المرضى دون اللجوء إلى ابتعاثهم للخارج.
وأوضح علم أن العمل بدأ في قسم الجراحة العامة قبل أكثر من عقدين من الزمن، من خلال تقديم الخدمات على يد خمسة استشاريين، ومع التطور الذي طرأ في علم الجراحة العامة كان لابد من تبني الخطط التي تعطي خدمة أفضل للمرضى، وبالفعل تم تقسيم القسم إلى عدة تخصصات يتبع كل منها استشاري أو استشاريين، ولجأ هؤلاء الاستشاريون للدراسة والتعمق للحصول على تخصصات أدق لتقديم خدمات أفضل للمرضى. وحول التعريف بمفهوم التخصص الدقيق في مجال الجراحة، أوضح رئيس قسم الجراحة العامة بالمستشفى أن الجراح العام يكون متعمقًا في جراحة عضو أو جزء معين من أجزاء الجسم، لافتًا إلى أن اكتساب الجراح لخبرة أكثر وأدق يتم من خلال قيامه بمعالجة وإجراء عمليات جراحية متكررة في نفس المجال ويكون بذلك متخصصًا في هذا المجال. وأضاف أنه إذا لزم الأمر يتم ابتعاثه إلى دول أخرى لاكتساب مزيد من الخبرة والإطلاع على ما هو مستجد في ذات التخصص، مشيرًا إلى أن تأهيل القسم للتدرج في التخصص بدأ منذ أكثر من عقد من الزمن فأصبح القسم الوحيد في السلطنة المتخصص في الجراحة العامة الذي لديه وحدات دقيقة متخصصة. وأوضح علم أن قسم الجراحة يحتوي على 6 وحدات؛ هي: جراحة الأوعية الدموية وجراحة القولون وجراحة الجهاز الهضمي العلوي والسمنة، وجراحة الكبد والمرارة والبنكرياس، وجراحة الثدي، وجراحة الغدد. وتابع أن كل تخصص يندرج تحت إشراف استشاري أول متخصص ومتعمق في نفس مجال تخصصه بالإضافة لكونه جراحًا عامًا.
وعن تفاصيل بعض أنواع الجراحات التي تجرى في المستشفى السلطاني، أوضح علم أن جراحة السمنة تعتبر من الجراحات الحديثة نسبيًا وقد تمت إضافتها خلال السنتين الماضيتين؛ حيث تم إجراء أكثر من 20 عملية جراحية للسمنة بنسبة نجاح أكثر من 95%، موضحًا أن هذا النوع من الجراحات أصبح منتشرًا عالميًا وبالأخص عندما أثبت علميًا نجاحها في علاج بعض حالات مرضى السكري. وقال رئيس قسم الجراحة العامة بالمستشفى السلطاني إن من العمليات النوعية الدقيقة التي تمت إضافتها خلال السنة الماضية، العمليات الدقيقة في مجال جراحة الأوعية الدموية وخاصة الشريان الأورطي، وذلك عن طريق الأشعة التداخلية. وأضاف أنّه خلال العام الماضي تم لأول مرة في السلطنة إجراء عمليتين لإعادة توصيل شرايين الكلى لطفلتين بسبب وجود ضيق في الشريان متسببًا في ضغط دم عال، وتمت العمليتان بنجاح، على الرغم من أنه في السابق كان المرضى المصابون بهذا المرض وبالأخص الأطفال، يتم إبتعاثهم للعلاج الجراحي إلى خارج السلطنة، وهذا في حده يعتبر قفزة نوعية في هذا التخصص، وفخر لنا نحن لأنها تمت تحت إشراف أيادي عمانية حازت على قبول المرضى.
وأوضح أنه تمت مؤخرًا إضافة جهاز الفحص بالموجات الصوتية إلى وحدة جراحة الأوعية الدموية، وذلك لمعاينة الأوعية الدموية قبل وبعد الجراحة، ومن المؤمل ومع ازدياد خبرة الكادر الطبي في استعمال هذا الجهاز، التقليل من الفحوصات التي تعتمد على الأشعة السينية وتجنب تكرار مواعيد زيارة المريض للمستشفى.
وأشار إلى أنه في وحدة جراحة القولون كان التركيز منصبًا على اكتساب مهارات استئصال القولون بالمنظار خلال السنوات القليلة الماضية، موضحًا أنه بالفعل استطاعت هذه الوحدة الارتقاء بمستوى الخدمة في أمراض القولون عامة وسرطان القولون خاصة. وزاد أنه مع ازدياد عدد المرضى المصابين بهذا المرض الخبيث أصبحت الوحدة على أتم الاستعداد علميًا وبمهارات عالية للتعامل مع هذا المرض بكل دقة وكفاءة مهنية جيدة. وقال إن من بين القفزات النوعية أيضًا في هذه الوحدة أنه تمّ في العام الماضي إجراء أول حالة استئصال للقولون في سلطنة عمان بواسطة المنظار عبر فتحة صغيرة واحدة، وتم إجراء الجراحة بواسطة المنظار في كثير من العمليات المتخصصة في القسم في مختلف الوحدات، وذلك إثباتاً لتفوقه علمياً وقدرته على التشخيص الدقيق والتقليل من آلام ما بعد الجراحة وعودة المريض فورًا لممارسة نشاطاته بشكل صحي وطبيعي. وتابع أن الطاقم الطبي الجراحي اكتسب خبرة تراكمية عالية في جراحة المناظير خلال السنوات الخمس الماضية سواء على مستوى الحالات الطارئة أو الحالات غير الطارئة.
وأكد الدكتور علم أن قسم الجراحة العامة في المستشفى السلطاني في تطور مستمر ودائم، مشيرًا إلى أن هناك جهود متواصلة باستمرار لإضافة خدمات جديدة لخدمة المحتاجين، فقد انضم إلى الطاقم الجراحي استشاري عماني متخصص في نقل الأعضاء مثل الكلى والكبد.
وحول زيادة الخدمات العلاجية النوعية بالمستشفى وازدياد أعداد المرضى المترددين على قسم الجراحة، قال رئيس قسم الجراحة العامة بالمستشفى السلطاني إنه تم افتتاح جناح العناية النهارية في العام الماضي بالمستشفى؛ حيث تمت إضافة 6 أسرة للجراحة العامة، لافتًا إلى أن كثيرًا من العمليات الجراحية لا تتطلب تنويم المريض في المستشفى طوال الليل، وعليه من الممكن حضوره في الصباح صائمًا ويتم إجراء العملية له حسب الموعد ومن ثم يتم وضعه تحت ملاحظة الأطباء لعدة ساعات وعند عودة المريض لحالته الصحية الطبيعية يتم السماح له بمغادرة المستشفى في نفس اليوم. وأضاف أنه تمت إضافة أسرة في جناح العناية النهارية لمثل هذا الغرض، على الرغم من أن العناية النهارية وخاصة في قسم الجراحة في بداية مشوارها، إلا أننا نأمل في السنين القليلة القادمة في إجراء 50% من العمليات الجراحية على هذا الأساس، وهذا في حد ذاته سوف يعتبر نقلة نوعية أخرى في هذا المجال.
واستطرد الدكتور فيصل محمد شاه علم بالقول إن قسم الجراحة يسعى دائمًا لتقديم خدمات فائقة تخدم المرضى؛ حيث إنه يلعب دورًا كبيرًا وملموسًا في تدريب الطلبة من كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس، ويقوم أيضًا بتدريب الجراحين المتدربين المبتعثين من المجلس العماني للتخصصات الطبية. وأضاف: "نفخر بأن أغلب الأستشاريين العمانيين العاملين بقسم الجراحة حاليًا من خريجي جامعة السلطان قابوس، وقد كانت بدايات تدريبهم التخصصي، قبل ابتعاثهم إلى الخارج للتأهيل في تخصص الجراحة العامة ومن ثم التخصص الدقيق، في المجلس العماني للتخصصات الطبية". وأوضح أن القسم يقوم دوريًا بتنظيم مؤتمرات علمية محلية ودولية بمشاركة جراحين ذوي خبرة عالية في مجالات الجراحة العامة المتعددة، وذلك لتحقيق التواصل الدائم بكل ما هو حديث في مجال الجراحة العامة، ومن خلال هذه المؤتمرات يتم أيضًا تنظيم حلقات علمية لتنمية المهارات الجراحية والعلاجية.
وتطرق الدكتور علم إلى مستوى نسب رضا المرضى عن الخدمة المقدمة، قائلاً إنه الضروري التعرف على رضا المرضى عن الخدمات المقدمة؛ موضحاً أن ذلك تم من خلال قيام أحد المتدربين في الجراحة العامة بإجراء استبيان قبل فترة، وكان الغرض منه معرفة مدى رضا المرضى للخدمات الطبية المقدمة في قسم الجراحة العامة. وأشار إلى أنه تم عرض نتائج الاستبيان في أحد المؤتمرات العلمية داخل السلطنة، وكانت النتائج إيجابية؛ حيث بلغت نسبة رضا وقبول المرضى بتلك الخدمة أكثر من 85%، وهذه النسبة لا بأس بها، إلا أننا نطمح ونسعى إلى ماهو أعلى من 90-95%. ولفت رئيس قسم الجراحة العامة بالمستشفى إلى حقوق المريض قائلاً: "يجب على المريض أن يكون راغباً في المعرفة عن مرضه وليس بإمكانه ترك كل الأمور بيد الطبيب يتصرف بها كيفما يشاء، فالمريض له الحق في الموافقة أو الرفض لمواصلة العلاج وليس لأحد أن يقوم بإقناعه أو الضغط عليه في شيء من دون رغبته أو إرادته".
أكثر...