تويت
إضاءة-
مسعود الحمداني -
(1)
لماذا ننظر دائمًا إلى النصف الفارغ من الكأس؟!!..هل لأنه يقع في الجزء العلويّ من هذه (الكأس)؟!!..أم لأننا نخشى على النصف المملوء من الاندلاق؟!!..هناك أشياء قد تكون خافية علينا ـ نحن البسطاءـ ولكنها لا تغيب عن أعين أصحاب القرار.
(2)
لماذا ننظر إلى الازدحام المروري في مسقط وكأنه شر كله؟!!..هناك إيجابيات سياحية (مقصودة) لهذا الازدحام، منها: أولا: مساعدة الناس على الابتكار والتفكير السريع في حالة الأزمات..ثانيًا: اكتشاف مناطق وطرق داخلية جديدة وبديلة لم نكن نعرفها..ثالثا: التحكم في الأعصاب خاصة في ساعات الذروة حين تجد أمامك طابورا طويلا من السيارات تنتظر أن تفتح إشارة المرور بينما لا ترى مبررا لوجود هذه الإشارات من الأساس!!
(2)
لماذا ننظر إلى نظام التقاعد كشر كله؟..في حين أنّ بعض المسؤولين الذين يؤيدون أن يبقى الموظف كادحا طيلة عمره لهم نظرتهم العميقة والبعيدة للأمور، منها: أن يظل الموظف مخلصا للبنوك والديون، وأن لا يصبح هذا المتقاعد (مقعدًا) بل يظل يبحث عن عمل طيلة عمره حتى وإن كانت الأعمال غير موجودة، وألا يعتمد على راتبه الأساسي بل عليه أن يفكر في طريقة مبتكرة للحياة بعد سن الستين.. وألا يفقد الأمل في سنوات عمره المتبقية بوجود نظام جديد لأحفاده!!
(3)
لماذا ننظر إلى الأخطاء الطبية المتكررة كفعل سلبي في حين أنّها نتيجة طبيعية للاختبارات للوصول إلى أفضل صيغة للعلاج في المستقبل؟!!.. ولعل في وجود (لجنة للتحقيق في هذه الأخطاء) حتى وإن كانت هي القاضي والحكم، كفيل بأن ينهي أي معاناة، ووجود طلبة كليات الطب المتدربين في المستشفيات يتدربون على كيفية علاج الحالات الحساسة، سوف يمنحنا أملا جديدا، ولا بأس إن أخطأ هؤلاء الطلبة أو حتى الأطباء الوافدون ومات بعض المرضى أو تضاعفت معاناة بعضٍ آخر، فالعبرة بالهدف الإستراتيجي البعيد وهو المحافظة على صحة الناس بعد سنوات بعيدة أو قريبة، ووجود نصف (الصحة) أفضل من ضياع الصحة كلها!!
(4)
لماذا نطالب دائما بزيادة معاشات الضمان الاجتماعي؟..أليس ذلك أجدى لهذه الفئات خاصة في ظل هذا الغلاء؟!!..قد يقول قائل إنّ هذه المعاشات قد لا تكفي لشراء كيس (عيش).. والجواب ببساطة: ليس لـ (العيش) أهميّة الآن في ظل وجود هذه الأمراض التي تجتاح العالم، بسبب السمنة، أليس من الأفضل أن يظل هؤلاء الناس تحت (مظلة الضمان الاجتماعي) بدلا من زوال (المظلة) كلها بسبب رياح الأسعار، وأمطار الحاجة؟!!
وللعلم.. تتوافر في السوق حاليا أكياس أرز رخيصة، تناسب فئة الضمان، صحيح أنّها من النوع الرديء.. ولكنها تفي بالغرض إلى أن ينسى الناس طعم الأرز الحالي بعد عدة سنوات!!
(5)
كل شيء له وجهان..لذلك علينا أن ننظر إلى النصف المملوء من الكأس، وإلى النصف المضيء من القمر..لأننا لا نملك أساسًا غير النظر.. والانتظار!!
[email protected]
أكثر...