شهد الإعلام العُماني -خاصَّة الصحافة- خلال عهد النهضة المباركة، تطورًا كبيرًا، ونقلاتٍ نوعيَّة لمواكبة الحراك التنموي والنهضوي الذي انتظم بلادنا في كافة المجالات، في ظل الحرص السامي لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- على دعم الإعلام؛ ليقوم برسالته التنويريَّة والتنمويَّة تحقيقًا لأهدافه النبيلة.
وضمن هذا الاهتمام السامي بالإعلام، واستشعارًا لدوره المُهم، تم إنشاء مؤسسة عُمان للصحافة والنشر؛ لتكون مؤسَّسة إعلاميَّة وطنيَّة قادرة على الاضطلاع بدورها في خدمة أهداف التنمية الوطنيَّة، والتعبير عن سياسات ومواقف السلطنة، والتعريف بدورها وموقفها إزاء مختلف القضايا، وحيال ما تشهده المنطقة من تطوُّرات، إضافة إلى الإسهام في التكوين الفكري للمواطن العُماني بتثقفيه من خلال إطلاعه على مجريات الأحداث محليًّا ودوليًّا، وموقف السلطنة من المستجدَّات العالميَّة.
وقد نهضت المؤسَّسة بهذا الدور بصورة مُقنعة لما حظيت به من رعاية سامية، ولما توفَّر لها من إمكانيَّات وصلاحيَّات كبيرة.
وجريدة "عُمان" -وهي تحتفل بالذكرى الأربعين على صدورها- قد حقَّقت الكثير من أهدافها، وشهدت تطورًا كبيرًا وملموسًا على المستويين المهني (تحريريًّا)، والتقني (طباعيًّا)، إضافة إلى التوسُّع في عدد المطبوعات الصادرة عن المؤسَّسة، والتي تتضافر جهودها مجتمعة لأداء رسالتها بالصورة التي تواكب التطلعات وترتقي إلى حجم الطموحات.
.. وإذ نحيِّي جريدة "عُمان" بمرور أربعين عامًا على صدورها، في مسيرة أوقدت خلالها ألوف الشموع، وسلَّطت أضواءً كاشفة على المُنجز الوطني في كافة الميادين، نؤكد أن المسؤوليَّة تضامنيَّة بين جميع وسائل الإعلام في بلادنا الغالية، خاصة الصحافة؛ لمواكبة المستجدَّات، ومسايرة المتغيِّرات التي يشهدها عالم اليوم؛ سواءً على الصعيد المهني أو التقني لتقديم خدمة إعلاميَّة للمتلقي تُساير الوعي المُتنامي، وتعكس ما تعيشه السلطنة من ازدهار وتطوُّر مُضَّطرد في جميع المجالات.
أكثر...