مسقط - رياض السيابي-
المتجولون من زوار المهرجان بجانب هذا الرجل الحرفي يستشعرون بحق درجة أناته ودقة تركيزه وإتقانه للمحافظة على حرف الآباء والأجداد، والمحافظة على تراث حضارة موغلة في التاريخ البشري، فعيناه لا تفارق ما تمسكه يداه إلا من سؤال ينتظر سائله إجابة منه، أو لحظة استئذانه لالتقاط صورة له، وعدا ذلك فهو عمل دائب وبهمة لا تلين.
ولسان حاله يؤكد لهم بأن صناعة السعفيات لها استخداماتها المتعددة فهي جزء لا يتجزأ من تراث بلادنا الجميل، وأصالة الماضي العريق؛ فالمنتجات السعفية كانت تشكل معظم الأدوات المنزلية، والتي يعتمد عليها في الحياة اليومية من حيث استخدامها في الأكل والشرب والزينة، وعند التنقل وغير ذلك، فلا تخلو البيوت قديما من هذه الصناعات، وإن كان وجود بعضا منها الآن -في الغالب- لدواعي الزينة؛ لأشكالها الجميلة وألوانها البهية كما أن صناعة هذه السعفيات جاءت نتيجة لارتكاز البيئة العمانية على زراعة أشجار النخيل؛ فإبداع الكثير من الصناعات المحلية التي استخدمها العماني في حياته، ومن ذلك (البساط) الذي يستخدم للجلوس عليه، و(القفير) التي عادة ما يكون مستدير وعميق بعض الشيء، كما له أحجام ومساحات مختلفة، ويستخدم في عدة أغراض كنقل التمر، وهنالك (الشت) الذي يستخدم لتغطية الأطعمة؛ حفظا من الحشرات والغبار، و(الملهبة) التي تستعمل للتهوية، وأيضا (الجراب) الذي يأخذ الشكل المستدير وله من العمق ما يمكّن من حفظ التمر ونقله من مكان لآخر، وغيرها الكثير من المنتجات التي يتطلب المحافظة عليها من الاندثار.
أكثر...