تويت
يتجدد الحلم، وتتعاظم الآمال في المصالحة الفلسطينية، مع توجه الفلسطينيين أمس في قطاع غزة والضفة الغربية؛ لتسجيل أسمائهم للتصويت في انتخابات لطالما تأجلت؛ انتظارًا للم الشمل، ورأب الصدع الفلسطيني المرير؛ الذي استمر لنحو ست سنوات بين القوتين الرئيسيتين على الساحة الفلسطينية وهما حركتا فتح وحماس.
ويمكن قراءة تسجيل أسماء الناخبين، كمؤشر لانفراج محتمل في أفق العلاقة بين الحركتين الوطنيتين، رغم أنّه لا ينبغي الإفراط في التفاؤل بسبب عدم تحديد موعد حتى الآن؛ سواء للانتخابات التشريعية أو الرئاسية، وفي ظل ما يسود الساحة الفلسطينية من تشاحن بين الكتل السياسيّة الرئيسية حول عملية المصالحة؛ الأمر الذي يلقي بظلال قاتمة على إمكانية التوافق الفوري على مصالحة تفضي إلى وحدة دائمة تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني..
ومن دلالات الانفراج التي يمكن رصدها من بين ثنايا هذه الخطوة، هو سماح حركة المقاومة الإسلامية حماس للجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية للعمل في القطاع، مما يؤكد أنّ ثمة تبدل ولو طفيف في المواقف، يتمنى أولئك الفلسطينيون الذين اصطفوا بالأمس في الطوابير لتسجيل أسمائهم للانتخابات أن تتطور هذه التغيرات لتثمر وفاقًا وطنيًا ينعكس إيجابًا على حياة الفلسطينيين، ويدفع قضيتهم إلى الأمام.
ورغم المآلات غير المبشرة التي آلت إليها اجتماعات القاهرة التي عقدت مطلع هذا الأسبوع، بفشلها في التوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية أو على تعديل منظمة التحرير الفلسطينية، إلا أنّ عدم انهيار المحادثات يجعل جذوة الأمل متقدة في النفوس؛ بإمكانية العودة إلى طاولة مفاوضات المصالحة لتحقيق التقدم المنشود، وذلك بدعم من التحرك الفعلي للجنة الانتخابات المركزية لتحديث سجل الناخبين، وعندها تصبح الأجواء مهيأة في حال حدوث التوافق السياسي على إجراء الانتخابات في مدى زمني قدره ثلاثة أشهر.
إنّ الوصول إلى أرضية تفاهم مشترك، يتطلب من كلا الطرفين تقديم التنازلات اللازمة للالتقاء في منتصف الطريق، دون خوف أو وجل من استحقاقات تقاسم السلطة والشراكة السياسية. وبدون ذلك ستظل الساحة الفلسطينية تراوح مكانها، ومرجلا يغلي بالانقسامات والصراعات.
أكثر...