مسقط - عبدالله بن خلفان الرحبي-
يُعد البخور العُماني تراثًا وثقافة، باعتباره من التقاليد العُمانية الخالصة التي لا يخلو أي بيت في ربوع السلطنة منها، فضلا عن كونه ثقافة تروي جانبًا وإرثًا مهمًّا في حياة المواطن العُماني، وتعبِّر عن شعب يعشق الطيب والروائح الزكية بمختلف أنواعها.
وفي كل عام ينطلق فيه عرس مهرجان مسقط أو غيره من المهرجانات، يتواجد البخور في مقدمة المعروضات. وفي حديقة العامرات تم تخصيص سوق يضم في جنباته عددًا من باعة البخور، فلا تكاد تسلم عند مرورك في القرية من نسمات مبخرة تلامس أنفاسك وتداعبه برقة وعذوبة لتخبر الزائر بأنها وبخورها ضيفة جميع المهرجانات والمناسبات في كل أرجاء السلطنة.
وتتعدَّى المحلات التي تبيع البخور في القرية وتحتل مساحات كبيرة منها، والأمر الجديد الذي يلفت النظر هو عدم اقتصار هذه المحلات على البائعات من فئة النساء وهو الأمر المعتاد، بل أصبح للرجال نصيبٌ وافر في بيع البخور وأنواع الطيب المختلفة. ومن أنواع البخور الموجودة في المهرجان "الملكي وريسوت وعرائس وخصوصي والماس ووفاء الطيب وعود المشهم وحبيبي".
واعتاد زوار المهرجان على بعض المشاركين الذين رافقوا المهرجان منذ انطلاقته، قائلين إن محلات بيع البخور تحتل مكانة مرموقة في المهرجان وزوارها كُثر، لما لها من دور وافر في تلطيف الجو وإشباعه بالروائح الزكية، كما أن أغلب أنواع البخور مصدرها من صلالة.
وعبر سالم بن مسن عن سعادته بالمشاركة الأولى له في المهرجان؛ حيث إنها تعتبر فرصة عظيمة لتعريف الزوار بمختلف أنواع البخور وبيع أكبر قدر منه، كما أنها فرصة لتعريفهم بالمحل ومعروضاته.
فيما قالت أم سالم -وهي بائعة بخور- إنها تشارك في المهرجان للمرة الرابعة على التوالي؛ حيث تعرض العطور والبخور واللبان، وتعدها بنفسها في المنزل، لافتة إلى أن الإقبال جيد على ما تعرضه.
وقالت جميلة رمضان -صاحبة محل بالمهرجان- إنها تشارك في المهرجان منذ انطلاقته الأولى، ولها زبائنها المفضلين. وأضافت بأن: "المهرجان أصبح جزءًا مني، واعتبره رفيق دربي؛ حيث يحتل مكانة خاصة بفضل جودة البخور الذي أصنعه بمسميات مختلفة، ولعل أهمها بخور الاماكن وريسوت وبخور العود الملكي". وأوضحت أن المهرجان اتاح لها الفرصة لكسب زبائن جدد والانتشار في المجتمع المحلي بشكل كبير.
وقالت فايزة سبيل البرام: إن رائحة البخور تنتشر في كل ركن من أركان المهرجان، فالروائح الزكية تنعش القلب وتسعده، مؤكدة أن البخور العُماني معروف ومميز برائحته الجميلة وبأصنافه المختلفة التي تنتشر في جنبات القرية التراثية. وأضافت أنها تحرص في مهرجان مسقط على جذب الزوار والجمهور بصفة عامة للتعريف بالبخور وعرضه للبيع.

أكثر...