إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحارثي: باب تطوير التعليم مفتوح أمام الجميع.. و"أكاديمية المعلمين" مشروع طموح يخلق نقلة نوعية في مسارات التعليم بالسلطنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحارثي: باب تطوير التعليم مفتوح أمام الجميع.. و"أكاديمية المعلمين" مشروع طموح يخلق نقلة نوعية في مسارات التعليم بالسلطنة

    وكيل "التربية والتعليم" للمناهج يسرد مراحل التكوين الأولى ورحلة الماجستير والدكتوراة بعيدًا عن "دفء القرية"(1-2)-



    المنهج الدراسي لا يعني الكتاب فقط .. وتطوير الأساليب التربوية الهدف الأبرز للارتقاء بالمستوى التعليمي-
    الاعتماد على الكتاب المدرسي فقط أزمة التعليم في عمان-
    تنويع المصادر التعليمية يثري معارف الطالب-
    طريقة تعيين المعلمين تحتاج إلى "ضوابط" لرفع مستوى التدريس-
    مساع حثيثة لتوزيع السبورة التفاعلية وإحالة "التقليدية" إلى التقاعد-
    الاستعانة بكافة الخبرات لوضع مناهج تواكب متغيرات العصر-
    رغبة البعض في الاهتمام بالمناهج على حساب المهارات تضر بالعملية التعليمية-
    نمتلك أفضل المناهج.. لكن التدريس التقليدي يفرغها من المحتوى-
    إيجاد قانون واضح للتعليم من شأنه إصلاح المنظومة كاملة-
    إلغاء الكتاب المدرسي واستبداله بـ"آي باد " لن يحل أزمة ضعف مستوى المخرجات -
    المناهج ليست في حالة "صدام" مع التكنولوجيا.. وإهمال الجانب الأكاديمي ينذر بالمشكلات -

    متابعة - مدرين المكتومية- أحمد الجهوري- زين العابدين إبراهيم-
    تصوير/ راشد الكندي-
    سجلت ذكريات الطفولة، ورحلات التحصيل العلمي حضورا لافتا، أضفى دفقا حميميا على حديث ضيف صالون الرؤية لهذا الاسبوع سعادة حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للمناهج ..
    حيث تضافرت عدة عوامل لتكوين شخصيته وبناء سماتها، فهنا يكمن الريف العماني بعمقه الضارب في جذور الحضارة، والمتدثر بدفء العشيرة، ووشائج الأسرة الواحدة في قرية
    المغيرب بولاية القابل.. لتأخذه رحلة التحصيل إلى بلاد "تموت من البرد حيتانها " إلى لندن، ومن ثمّ الولايات المتحدة..
    ليعود بعد ذلك إلى وطنه متسلحا بالعلم، ومتوشحا بالعزيمة لخدمته، فكان أن التحق بوزارة التربية والتعليم باعتبارها الوزارة الأهم على صعيد بناء الأجيال.
    "صالون الرؤية"، أفسح المجال أمام سعادته للحديث عن تحديات التعليم والصعوبات التي تواجه الطلاب، وضعف مخرجات التعليم، ومسؤولية المناهج عن هذا الضعف.
    وبأريحية وسعة صدر، انبرى سعادته موضحا الكثير من القضايا التي تلامس قطاع التعليم منهجًا ومعلمًا وطالبا.
    وكشف الحارثي خلال الصالون عن الكثير من الخطط الاستشرافية التي تسعى الوزارة لتطبيقها للتغلب على التحديات بغية تطوير منظومة التعليم في بلادنا ..
    ويستهل حاتم الطائي رئيس التحرير بداية الصالون بالترحيب بسعادة الوكيل، مؤكدًا على ضرورة واستمرارية الحوار، بما يرمي إلى الوصول إلى نتائج إيجابية ومرضية. ويوضح الطائي أنّ "الرؤية" تحرص على تقديم المعارف للمواطن وإطلاعه على الأدوار التي تقوم بها مؤسسات الدولة الحكومية المختلفة، وآليات الخدمة التي تقدم للمواطن، ومن بين هذه الخدمات التعليم، باعتباره أساس النهضة المجتمعيّة والعمود الفقري لتقدم أي شعب، فضلا عن كونه مفتاح الحل لكافة المشكلات التي قد تواجهنا.

    النشأة والدراسة
    يبدأ سعادة حمود الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم حديثه عن نشأته قائلا: إنّه أبصر النور في قرية المغيرب بولاية القابل، وكان مولده في العام 1972، وترعرع في فترة الطفولة والشباب الأولى خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، والتحق بالمدرسة في العام 1979-1980، الأمر الذي مكّنه من المزج بين فترتين ساهمت في منحه الخبرة والاعتماد على الذات بشكل أكبر. ويضيف الحارثي متحدثا عن مرحلة الطفولة، بالقول إنّه كان يخرج من المدرسة ويذهب إلى الضاحية حاملا التمر مع أقرانه، قبل أن يستوي ويعرضه للبيع في السوق، مشيرًا إلى أنّ مثل هذه الممارسات عززت لديه الشخصية القيادية. ومع بلوغ مرحلة الثانوية، يقول الحارثي إنّه التحق بالقسم الأدبي؛ حيث كان يرمي ببصره صوب كليّة الحقوق أو دراسة العلوم السياسية، قائلا إنّ الطموحات في تلك الفترة كانت تنحصر في مثل هذه المجالات، غير أنّه أكّد صعوبة الابتعاث إلى الخارج في تلك الفترة. ومع تفوق الحارثي الدراسي، يوضح أنّه حصل على نسبة 91.7% بالثانوية العامة، فيما حصل الأول على السلطنة آنذاك على مجموع 92%، ما يكشف التفوق الواضح في الدارسة. ويمضي الحارثي قائلا إنّه التحق بكلية التربية قسم التاريخ على أمل الانتقال إلى كلية العلوم السياسية، وكانت الجامعة تأتي إلى المحافظات للتسجيل بعد الامتحان، وليس العكس كما هو الحال حاليًا. ويوري الحارثي أنّه في هذا التوقيت من التسجيل الجامعي، وجه تساؤلا بدا غريبًا وغير عادي، حيث تساءل عن شروط المعيد بالجامعة، الأمر الذي يؤكد حجم الطموح الذي كان يمتلكه الرجل ولا زال. ويزيد الحارثي أنّ الإجابة كانت في كلمتين: "اجتهد وتفوق"، ليلي ذلك فترة الجامعة وقضاء الوقت في الدراسة الأكاديمية، مشيرا إلى أنّ عدد الطلاب آنذاك بلغ 15 طالبًا منهم 5 تقريبًا كانوا الأوائل في القسم الأدبي، حيث كان قسم التاريخ من التخصصات المفضلة لدى الطلاب في تلك الفترة، وكان ذلك ملفتا للنظر، حيث تخصص كثيرون في التاريخ والجغرافيا والدراسات الاجتماعية. ويوضح الحارثي أنّه حقق في هذه الفترة تفوقا أكاديميًا، ورياضيًا في مجال ألعاب القوى، وكان يسكن داخل الجامعة، وتخرجت في العام 1995 من قسم "تدريس تاريخ وجغرافيا" تخصص فرعي، وحصد المركز الأول على الدفعة وتمّ اختياره معيدًا، ومن ثمّ سافر إلى بريطانيا سنة 1996، غير أنّه واجه صعوبة في التعامل مع اللغة الإنجليزية، وصعوبة أخرى تمثلت في أنّه درس في الجامعة باللغة العربية، وكان يسعى لنيل درجة الماجستير في قسم آخر، إلا أنّه تمكن من تعلم اللغة بمساعدة زملائه المقيمين معه أو من خلال كافة من يتعامل معهم في بريطانيا. ويتابع الحارثي أنّه التقى في هذه الفترة بالدكتورة أمل الطائي والدكتور عبد الملك في لندن، ثمّ حصل على الماجستير من جامعة لندن في قسم معهد التربية عام 1997، ومن ثمّ انتقل إلى جامعة بيتسبورغ في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة بين عامي 1998-2002، وحصل على الدكتوراة في "التربية الدولية المقارنة"، بعدها شغل منصب مساعد تدريس في كلية التربية، كما شغل منصب عميد شؤون الطلاب لمدة عامين ومن ثم مساعدا لعميد الكلية.

    إعداد المناهج
    ويعرج الفريق المحاور للحارثي بعد ذلك إلى مرحلة العمل، بالتساؤل عن كيفية إعداد المناهج الدراسية وآليا تغييره ووضعه. ويجيب الحارثي بالتأكيد أنّ المنهج لا يعني فقط الكتاب المدرسي، موضحا أنّ الكتاب جزء من المنهج؛ فهو العملية التعليمية القائمة على التعليم والتعلم، وهناك منهج خفي كمنهج الاستاذ في أسلوب التدريس، لافتا إلى أنّ كلمة المنهج أشمل من كلمة كتاب، فكثيرون اعتبروا أنّ الكتاب هو المنهج المدرسي. ويشير الحارثي إلى أنّ تأليف المنهج يتم بالاتفاق مع المديرية العامة للمناهج، حيث تزخر المديرية بأعضاء عادة ما يكونون معلمين أو مشرفين يتم اختيارهم من كافة التخصصات والميادين، ومن ثمّ يتم تقديمهم إلى الوزارة للعمل على تأليف وتطوير الكتاب. ويوضح أنّه في السابق كان معظمهم غير عمانيين، أمّا خلال الفترة الأخيرة أصبحت الغالبية العظمى منهم عمانيون.
    ويستخرج الحارثي خلال الصالون كتابا للقراءة؛ حيث أظهره للمشاركين في الصالون، كاشفًا عن أنّ هذا الكتاب هو النسخة الجديدة كليا للمرة الأولى، وكذلك كتاب التربية الإسلامية للصف الحادي عشر. وفيما يخص كتاب التربية الإسلامية، يقول الحارثي إنّ نحو 10 أشخاص تقريبا يعملون على تأليف هذا الكتاب، وقد تمّ اختيارهم من مشرفين وأعضاء مناهج ومن معلمين في الميادين. ويمضي موضحا أنّه بعد اكتمال التأليف، تأتي مرحلة أخرى تسمى "مصفوفة المدى والتتابع"، مبرزا أنّ المقصود بها عملية تدرج؛ وهي أن يتم تطوير الأساليب التربوية، لإعداد التلميذ العماني إعدادًا جيدًا، والذي يفترض أن يبدأ من الصف الأول إلى الثاني عشر، بحيث يرتفع مستوى الطالب حسب الصف، من خلال التدرج في المعارف حسب الصف الدراسي والسن.
    ويوضح الحارثي أنّ كل هذه الخطوات تجتمع في مصفوفة المدى والتتابع، مشيرا إلى أنّ من أبرز المشكلات الحالية تتمثل في ضعف مؤهلات مؤلفي الكتب وقلة التدريب والتخصص، مؤكدا أنّ الوزارة تعمل في الوقت الحالي على حل هذه المشكلة. ويشير الحارثي إلى معايير تأليف الكتاب، قائلا إنّ الكتاب يطلع عليه العاملون في الحقل التعليمي كنسخة تجريبية، للتعرف على الملاحظات، غير أنّه يقول إنّ هناك بعض المشاكل المالية التي تعيق الكتاب، بجانب بعض الأخطاء في الكتاب المدرسي التي من الصعب تصحيحها إلا قبل عامين من صدوره، نظرًا لارتفاع تكلفة طباعة الكتاب، وفي هذه الحالة تعمل الوزارة على إرسال مذكرات توضيحية. ويوضح أنّه في حالة زيادة الأخطاء عن نسبة 5 في المئة تتم إعادة صياغة الكتاب وطباعته من جديد.
    تعدد الأخطاء
    ويضيف سعادة وكيل وزارة التربية والتعليم للمناهج أنّ الوزارة في السابق كانت تضطر إلى إصدار الكتاب في غضون سنة، الامر الذي كان يتسبب في العجلة والضغط على واضعي ومؤلفي الكتاب، وبالتالي التسبب في أخطاء تدفع المسؤولين إلى إعادة تغيير الكتب وطباعتها مرة أخرى. ويؤكد الحارثي أنّه نظرا لأن المعرفة متجددة، وذلك ينبغي ألا يستمر الكتاب المدرسي لأكثر من 5 سنوات كحد أقصى ثم يتم تحديثه، مشيرا الى مساعي الوزارة لأن يكون الكتاب المدرسي أحد المصادر التعليمية وليس المصدر الأساسي، معتبرا أن هذه مشكلة التعليم في عمان، كما أننا نركز على التعليم من الكتاب فقط، مهملين المصادر الأخرى، لذلك حين يمتحن الطالب ويواجه صعوبة في حل الأسئلة التي تتطلب مهارة تفكير، يبرر ذلك بأن الحل لم يرد في المقرر.
    وتثار في الصالون قضية أن البعض يلقي باللوم في تراجع مستوى مخرجات التعليم على ضعف المناهج الدراسية، فيما يرد الحارثي موضحا في البداية أنّ القول بهذا التراجع نتيجة مقارنة المخرجات الحالية بالمخرجات في الماضي أم بمستوى الدول الأخرى، وعلى أيّ أساس تعقد المقارنات. ويضيف الحارثي أنّه في هذا السياق ينبغي الحديث عن ضعف التحصيل الأكاديمي، أو أنّ هناك عدم توافق مع متطلبات سوق العمل أو عدم توافق مع متطلبات التعليم العالي، فضلا عن أنّ الطالب يحتاج إلى سنة تأسيسية كان من المفترض أن يكون قد تجاوزها خلال مرحلة التعليم الأساسي. ويرى الحارثي أنّه عند الحديث عن هذه المشكلات لا ينبغي أن نلقي بالكرة في ملعب واحد، فالجميع يتحمل المسؤولية، بدءًا من ولي الأمر الذي يسمح لابنه أو ابنته بحمل الهاتف المحمول والانشغال ببرامج التواصل الاجتماعي، وألا يتابع الطالب في المنزل وأن يهمل الطالب في التحصيل الدراسي الأكاديمي، أو أن يعمد الطلاب إلى المكوث أمام التلفاز والانترنت حتى الساعات المتأخرة من الليل، فيأتي في اليوم التالي إلى المدرسة دون تركيز وعدم قدرة على الفهم والاستيعاب الدراسي.
    ويشكو الحارثي مما وصفه بـ"الجرأة الزائدة عن الحد"، حيث يؤكد أنّ الطالب تغير عن السابق، إلا أنّه يوضح أنّ الوزارة تعمل على تفادي هذه السلبيات التي تؤثر على العملية التعليمية، غير أنّه تساءل عن مدى فعالية جهود الوزارة إذا ما لم تتكاتف الجهود الأخرى، موضحا أنّه على رأس التحديات التي تواجهها الوزارة كذلك في مسألة التعليم المعلم نفسه، بجوانب عوامل أخرى متداخلة.
    ويستطرد الحارثي موضحا أنّه خلال السنوات الخمس الأخيرة تم تعين أكثرمن 10 آلاف معلم عماني، غير أنّ معظمهم جاءمن جامعات وكليات مختلفة من خارج السلطنة، معتبرا أنّ الطريقة التي تم تعيينهم بها غير سليمة، مشيرا إلى أنّ المعلم والطالب يعانيان من الضعف. ويضيف أنّ هناك ضغوطا مجتمعية على الحكومة لتعيين المواطنين، وقد يكون من بينهم من يحمل مؤهلا لكنّه ضعيف، لافتا في هذا السياق إلى أنّ أسباب ضعف التحصيل متعددة.
    الاستعانة بالتكنولوجيا
    وفيما يتعلق بفلسفة الوزارة حول التكنولوجيا والتعامل معها داخل الفصل، وعمّا إذا كانت الوزارة ترغب في إشراك الآباء في التفكير النقدي أو "التعليم الإبداعي" يجيب سعادة وكيل التربية والتعليم للمناهج أنّ الوزارة والمسؤولين يسعون بمنتهى الجهد إلى إعداد منهج يتمكن الطلاب من خلاله الاعتماد عليه عند الضرورة بجانب التكنولوجيا، موضحا على سبيل المثال أنّ مادة "تقنية المعلومات" يتم تدرسيها من الصف الأول إلى المراحل العليا، فيما تسعى الوزارة في الوقت الحالي إلى توزيع السبورة التفاعلية على المدارس، بحيث تنتهي السبورة العادية وهذا المشروع يطبق حاليًا.
    وفيما يتعلق بالتفكيرالنقدي، يؤكد الحارثي أنّ هناك خطة لإعادة تطوير المنهج وفق معايير واضحة، مشيرًا إلى أنّ هذه المعايير تعتمد على المتوقع من الطلاب بعد انتهاء كل مرحلة، لتقييم ماذا اكتسب وإلى أين وصل، مشددًا على مساعي الوزارة للاستعانة بمعايير دولية، فيما يقوم على وضعها عمانيون متميزون بخبرات بريطانية. ويضيف الحارثي أنّ الوزارة تعمل على الاستعانة بخبرات من الجامعة للتعاون مع الفرق المحلية، بغرض إعادة تأليف المناهج بما يتواكب مع متطلبات العصر والمتمثلة في التفكير النقدي والعمل الريادي والقيم.
    ويرى الحارثي أنّ البعض ممن يطالبون بوضع منهج دراسي يتعلق بالمواطنة والبعض الاخر يريد كتاب دراسي للعمل الريادي واخر للسلامة المروية وآخر للثقافة البرلمانية، يمثل مشكلة حقيقية نظرًا لهذا الكم الهائل من الأمور التي يرغب البعض في تضمينها بمناهج الدراسة، وكل ذلك على حساب المهارات، الأمر الذي يضر بالعملية التعليمية برمتها.






















    أكثر...
يعمل...
X