عبد الباسط: فرصة لالتقاء الخبرات والعلاقات الفنية والجمالية-
مسقط – الرؤية -
افتتح مساء أمس "السبت" معرض الهيئة الأكاديمية، الذي تنظمه جامعة السلطان قابوس ممثلة في قسم التربية الفنية بكلية التربية وذلك في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية تحت رعاية الدكتور حمد بن سليمان السالمي نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية، وبلغ عدد الفنانين الأكاديميين المشاركين في المعرض 14 منهم 12 من قسم التربية والفنية و2 من قسم المناهج وطرق التدريس: تخصص التربية الفنية. وحول المعرض قالت المكرمة الدكتورة ثويبة بنت أحمد البرواني عميدة كلية التربية إن المعرض يجسد أعمالاً فنية متنوعة تجمع مجالات الفنون المختلفة مثل النحت والتصوير والرسم والطباعة والنسيج والتصميم الزخرفي وأشغال الخشب والخزف؛ وهذه الأعمال تعبر عن حلول وتشكيلات إبداعية وتمثل خبرات ورؤى الأكاديميين في محطة من محطات الإبداعات التشكيلية، وأضافت الدكتورة المكرمة ثويبة في الصدد ذاته أن هذا المعرض امتداد لمجموعة من المعارض الفنية التشكيلية التي تتبناها الجامعة للالتقاء بالمجتمع العماني بصورة مباشرة؛ إذ إنه يعد شرياناً يضخ العديد من الحلول الفنية التشكيلية المتميزة في تخصصات الفنون المختلفة التي تدرس في قسم التربية الفنية. وحول المعرض أيضاً ذكر الفنان الدكتور حسين عبد الباسط رئيس قسم التربية الفنية أن القسم يتميز بتعدد التخصصات الفنية التي يقوم بتدريسها نخبة من أعضاء هيئة التدريس ممن لهم خبرات وتجارب وإنجازات في حركة الفن التشكيلي في الوطن العربي وهو ما يجعل تجمعهم في معرض فني واحد بمثابة حدث فني مهم في الحركة التشكيلية؛ لما يحمله هذا المعرض من التقاء خبرات تتنوع فيها التجارب والعلاقات الفنية والجمالية إذ تتصف كل منها بحالة إبداعية فريدة لما تحمله من اختلافات في الرؤى والخامة والتقنية وهو ما يظهر تنوعات ثرية تضاف إلى إبداعات الحركة الفنية في المجتمع الثقافي العماني كما أضاف أن كل أعمال المعرض تقدم فكرة وتشكيلات فنية هي نتاج خبرات وسنوات من العمل والجهد والبحث في الذات الإنسانية والطبيعة، وتغوص بنا في بحر التقنيات والخامات سعيًا وراء الإبداع الذي يقوده خيال الفنان الذي ينطلق بنا إلى عوالم غير مسبوقة من علاقات إبداعية وجمالية تنقلنا إلى الدهشة والصمت والتفكير، وتكشف لنا عن أشياء لم نرها مع اعتياد أعيينا عليها، فالخيال هبة للإنسان وهو دعامة تطور حياة البشرية، وهو ما يجدد مفاهيمنا وإدراكنا للأشياء في الطبيعة المحيطة وهو ما يهدف إليه هذا التجمع الفني المميز.
قصة يرويها الفنان
عن مشاركتها في المعرض ذكرت الفنانة الدكتورة منى العوادي أن العمل الفني من وجهة نظرها هو قصة يرويها الفنان، حروفها، وجملها، ونصوصها عناصر العمل الفني من أشكال، وألوان، وملامس، وما يحتويه من رموز لمضامين إنسانية فكرية وتضمنت أعمالها مضامين إنسانية تمجد الفكر العلمي للإنسان الذي صنع أولى الحضارات، وتظهر معاناة الإنسان عبر الزمن من الظروف التي يمر بها، والتي حاولت إلغاء المستقبل، والأمل، والطموح من قاموسه.
عشق الطبيعة
أما الفنان والأستاذ الدكتور إبراهيم البكري فهو عاشق للطبيعية العمانية ويقدم لنا في هذا المعرض سلسلة من الأعمال التي تبرز عشقه لها بكل ما تحمله مشاعره من حب لمعطيات البيئة العمانية، فنجد عينه تسجل الطبيعة بشكل مبهج ومفعم بالملامس المتناغمة، بحيث يستطيع المشاهد أن يجول بناظريه في جميع أجزاء اللوحة بشكل مفعم بالحيوية، بل إن المشاهد لأعمال البكري يستطيع أن يستنشق الهواء العليل، ويتحسس ملامس العناصر فيها. كل ذلك ناتج عن المجهود المبذول من قبل عين الفنان البكري، فأعماله قادرة على أن تدخلك في عوالمها الحية وتخرجك من العالم العمراني المحيط.
عالم خيالي
كذلك يقدم الفنان الدكتور محمد العامري لوحات مبهجة مليئة بالخيال وتترك العنان لعالم متجدد في كل لحظة، وزاوية. لوحاته تعبر عن العلاقات اللونية المتجاورة والمنصهرة في عالم من الخيال يشجع المشاهد على البحث عن أشكال تكوينيه في بنية العمل الفني قد تحضر بوضوح تارة وقد تختفي تارة أخرى، وهو هنا تاركاً لخيال المتلقي فرصة رصد الحدث حسب ما تقتضيه الحالة النفسية للمشاهد. ويشارك الدكتور العامري زملاءه الأكاديميين بعد انقطاع طويل عن البحث العلمي والكتابات حول الفن والنقد الفني.
محنة الفنان
ويقول أستاذ الرسم والتصوير الفنان الدكتور صبيح كلش: لقد تخطيت في تجربتي الفنية ما هو تقليدي ومألوف، واستوحيت معالم الجمال من خلال توظيف القدرة والإمكانية التقنية التي خبرتها طويلاً، وتركت للمتلقي المجال واسعاً للتأويل المفتوح في قراءات الرموز والعلامات والإشارات، وفي أغلب لوحاتي وفي قراءة مدركة لها يجدها منسجمة مع عنوانها. ويضيف الدكتور كلش: إن أعمالي مكملة ومرتبطة بأعمال سابقة، لأني لا زلت أعيش المحنة واسترجعها ومحنتي هي الإنسانية وهموم الوطن الجريح، وفي هذا المعرض أقدم ثلاث لوحات كمشاركة مع زملائي في معرض قسم التربية الفنية، واللوحات الثلاث تحمل مضموناً واحداً هو حالات إنسانية تعالج مشكلة وطني وما يمر فيه من دمار، المرأة والخير والشر، وهي توثيق لتلك الحالات وتوظيف لتلك الرموز والإشارات في حقبة صعبة يعيشها الإنسان في كل مكان وخاصة في بلدي العراق، لوحاتي تخبرك أو ربما تستفزك جدرانها لأنها تقدم سرداً تاريخياً وحضارياً بلغة جمعت ما بين التعبيرية والتجريدية والحروفية، كأنها شاشة عرض سينمائية يقرأها الآخرون ويتذوقون جمالها وهي في كلتا الحالتين قد أعطت أثرها.
باطن الأرض
وبالنسبة للفنان الدكتور بسام الردايـدة فيقول: في أعمالي الفنية أطرح الهيئات الإنسانية باعتبارها قالباً مناسباً يمكنه احتواء تأملاتي وملاحظاتي. وقد لعبت التقنية دورًا أساسيًا في بناء التكوين، وإبراز صراع الصدارة القائم بين المفاهيم الفنية ... والقيم الإنسانية، وما تحتويه الأعمال من أشكال ورموز وقيم، شاء لها الحضور المتساوي تحقيق أهدافها ومضامينها. ففي العمل الفني الذي يحمل عنوان "باطن الأرض خير من ظاهرها 2013" نجد أنه يمثل التذكير بالماضي الطيب للإنسان الذي احتضنه باطن الأرض وأصبح ظاهر الأرض يتندر على ماضيه بسبب ما ألم به من ظلم وجلد الذات والسعي نحو المصلحة الذاتية والدنيوية. أما التقنيات المستخدمة في هذا العمل فقد تم بناء وتشكيل عناصر التكوين والتأثيرات والمؤثرات البصرية خارج الفراغ، إذ تم استخدام مجموعة من التقنيات الفنية مثل الحفر على المعدن، والطباعة الفنية، وخلطات الورق، وخلطات لونية بارزة التأثير والخشب ومواد عضوية وعناصر معدنية أخرى. وكان استخدام هذه التقنيات بغرض إنتاج عمل فني متعدد الأبعاد بعيداً عن التسطيح. ومن الأهداف الأخرى تكوين مؤثرات بصرية طبيعية ومن صنع الطبيعة نفسها. بعد ذلك سمح للأشكال والعناصر وبما حملت من مؤثرات بأن تدخل إلى الفراغ المخصص لها ضمن بناء وتوليفات فنية منسجمة مع ذاتها ومؤثرة في محتواها من حيث الموضوع والمضمون.
أما العمل الفني الآخر الذي يحمل عنوان "الأرض والشبح 2012" فقد مثل عملية مواجهة بين المرأة الإنسانة وبين شبح..!! وللمشاهد الحرية في قراءة العمل باعتبار أن المرأة هي الأرض. وفيما يتعلق بتقنية العمل: فقد تم بناء بعض عناصر اللوحة خارج القالب الرقمي وذلك باستخدام مواد ومخلفات عضوية طبيعية تمت معالجتها يدوياً ومن حيث التركيب،البناء،الهدم،التشويه،التحوير والتأثيرات، بالإضافة إلى الرسم والتلوين. ثم تم إدخال ومعالجة هذه التأثيرات رقمياً مع المحافظة على الصيغة والإحساس التقليدي للعمل.
التجريدية والهندسة
تمثل أعمال الفنان الدكتور محمد طارق - تخصص أشغال فنية- التجريدية الهندسية التي تركز على الأشكال الهندسية (المربع والمستطيل)، فنرى أن الفنان هنا يستخدم المربع والمستطيل كأشكال هندسية قياسية وأنهما يمثلان أساس العلاقات التشكيلية التي يقوم بتصميمها في صياغات مجردة معتمداً على العلاقات ما بين اللون أو المساحة أو زوايا الميل داخل الوحدات التي تؤثر في الشكل ويتخذ الشكل الفني لديه اتجاهين أساسيين المعاصرة بما تتضمنه من استيعاب وهضم لإنجازات النموذج التجريدي الهندسي والهوية بما تعنيه من انتماء تاريخي.
صورة مختلفة
كما تهدف أعمال الفنانة الدكتورة فخرية اليحيائية إلى تحويل الرؤية الاعتيادية كي نرى الأمور بصورة مختلفة عن ما كنّا ننظر بها من قبل. لذا فأعمالها ناتجة عن محاولات البحث الموجهة عن العلاقات اللونية في الطبيعة، حيث لا تعتمد اللوحات على مجرد محاكاة تستهدف إنجاز فعل المطابقة بين معطيات الطبيعية والمنتج الفني، ولا ترتبط بآلية الرؤية الاعتيادية التي يمارسها البشر في حياتهم، بل هو إنتاج للجمال نفسه، وتشجيع التأمل والاستبصار تحديداً، وهذا ما يجعل الفنانين يختلفون عن غيرهم في رؤيتهم للأشياء، بل وما يميزهم عن غيرهم من البشر. وهنا يتحتم علينا عند مشاهدة لوحات الدكتورة فخرية أن نتخطى حدود الخبرة الإنسانية، وبالتالي فإن على المشاهد أن يصل لمستوى الخيال حتى يمكن للموضوع الفني أن يتجلى له، وحدوث هذا يعني أن تنقطع فيه صلاتنا بالواقع، لتصبح خبرة التأمل والمشاهدة شيء ممتع لذاته.
أكثر...
مسقط – الرؤية -
افتتح مساء أمس "السبت" معرض الهيئة الأكاديمية، الذي تنظمه جامعة السلطان قابوس ممثلة في قسم التربية الفنية بكلية التربية وذلك في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية تحت رعاية الدكتور حمد بن سليمان السالمي نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية، وبلغ عدد الفنانين الأكاديميين المشاركين في المعرض 14 منهم 12 من قسم التربية والفنية و2 من قسم المناهج وطرق التدريس: تخصص التربية الفنية. وحول المعرض قالت المكرمة الدكتورة ثويبة بنت أحمد البرواني عميدة كلية التربية إن المعرض يجسد أعمالاً فنية متنوعة تجمع مجالات الفنون المختلفة مثل النحت والتصوير والرسم والطباعة والنسيج والتصميم الزخرفي وأشغال الخشب والخزف؛ وهذه الأعمال تعبر عن حلول وتشكيلات إبداعية وتمثل خبرات ورؤى الأكاديميين في محطة من محطات الإبداعات التشكيلية، وأضافت الدكتورة المكرمة ثويبة في الصدد ذاته أن هذا المعرض امتداد لمجموعة من المعارض الفنية التشكيلية التي تتبناها الجامعة للالتقاء بالمجتمع العماني بصورة مباشرة؛ إذ إنه يعد شرياناً يضخ العديد من الحلول الفنية التشكيلية المتميزة في تخصصات الفنون المختلفة التي تدرس في قسم التربية الفنية. وحول المعرض أيضاً ذكر الفنان الدكتور حسين عبد الباسط رئيس قسم التربية الفنية أن القسم يتميز بتعدد التخصصات الفنية التي يقوم بتدريسها نخبة من أعضاء هيئة التدريس ممن لهم خبرات وتجارب وإنجازات في حركة الفن التشكيلي في الوطن العربي وهو ما يجعل تجمعهم في معرض فني واحد بمثابة حدث فني مهم في الحركة التشكيلية؛ لما يحمله هذا المعرض من التقاء خبرات تتنوع فيها التجارب والعلاقات الفنية والجمالية إذ تتصف كل منها بحالة إبداعية فريدة لما تحمله من اختلافات في الرؤى والخامة والتقنية وهو ما يظهر تنوعات ثرية تضاف إلى إبداعات الحركة الفنية في المجتمع الثقافي العماني كما أضاف أن كل أعمال المعرض تقدم فكرة وتشكيلات فنية هي نتاج خبرات وسنوات من العمل والجهد والبحث في الذات الإنسانية والطبيعة، وتغوص بنا في بحر التقنيات والخامات سعيًا وراء الإبداع الذي يقوده خيال الفنان الذي ينطلق بنا إلى عوالم غير مسبوقة من علاقات إبداعية وجمالية تنقلنا إلى الدهشة والصمت والتفكير، وتكشف لنا عن أشياء لم نرها مع اعتياد أعيينا عليها، فالخيال هبة للإنسان وهو دعامة تطور حياة البشرية، وهو ما يجدد مفاهيمنا وإدراكنا للأشياء في الطبيعة المحيطة وهو ما يهدف إليه هذا التجمع الفني المميز.
قصة يرويها الفنان
عن مشاركتها في المعرض ذكرت الفنانة الدكتورة منى العوادي أن العمل الفني من وجهة نظرها هو قصة يرويها الفنان، حروفها، وجملها، ونصوصها عناصر العمل الفني من أشكال، وألوان، وملامس، وما يحتويه من رموز لمضامين إنسانية فكرية وتضمنت أعمالها مضامين إنسانية تمجد الفكر العلمي للإنسان الذي صنع أولى الحضارات، وتظهر معاناة الإنسان عبر الزمن من الظروف التي يمر بها، والتي حاولت إلغاء المستقبل، والأمل، والطموح من قاموسه.
عشق الطبيعة
أما الفنان والأستاذ الدكتور إبراهيم البكري فهو عاشق للطبيعية العمانية ويقدم لنا في هذا المعرض سلسلة من الأعمال التي تبرز عشقه لها بكل ما تحمله مشاعره من حب لمعطيات البيئة العمانية، فنجد عينه تسجل الطبيعة بشكل مبهج ومفعم بالملامس المتناغمة، بحيث يستطيع المشاهد أن يجول بناظريه في جميع أجزاء اللوحة بشكل مفعم بالحيوية، بل إن المشاهد لأعمال البكري يستطيع أن يستنشق الهواء العليل، ويتحسس ملامس العناصر فيها. كل ذلك ناتج عن المجهود المبذول من قبل عين الفنان البكري، فأعماله قادرة على أن تدخلك في عوالمها الحية وتخرجك من العالم العمراني المحيط.
عالم خيالي
كذلك يقدم الفنان الدكتور محمد العامري لوحات مبهجة مليئة بالخيال وتترك العنان لعالم متجدد في كل لحظة، وزاوية. لوحاته تعبر عن العلاقات اللونية المتجاورة والمنصهرة في عالم من الخيال يشجع المشاهد على البحث عن أشكال تكوينيه في بنية العمل الفني قد تحضر بوضوح تارة وقد تختفي تارة أخرى، وهو هنا تاركاً لخيال المتلقي فرصة رصد الحدث حسب ما تقتضيه الحالة النفسية للمشاهد. ويشارك الدكتور العامري زملاءه الأكاديميين بعد انقطاع طويل عن البحث العلمي والكتابات حول الفن والنقد الفني.
محنة الفنان
ويقول أستاذ الرسم والتصوير الفنان الدكتور صبيح كلش: لقد تخطيت في تجربتي الفنية ما هو تقليدي ومألوف، واستوحيت معالم الجمال من خلال توظيف القدرة والإمكانية التقنية التي خبرتها طويلاً، وتركت للمتلقي المجال واسعاً للتأويل المفتوح في قراءات الرموز والعلامات والإشارات، وفي أغلب لوحاتي وفي قراءة مدركة لها يجدها منسجمة مع عنوانها. ويضيف الدكتور كلش: إن أعمالي مكملة ومرتبطة بأعمال سابقة، لأني لا زلت أعيش المحنة واسترجعها ومحنتي هي الإنسانية وهموم الوطن الجريح، وفي هذا المعرض أقدم ثلاث لوحات كمشاركة مع زملائي في معرض قسم التربية الفنية، واللوحات الثلاث تحمل مضموناً واحداً هو حالات إنسانية تعالج مشكلة وطني وما يمر فيه من دمار، المرأة والخير والشر، وهي توثيق لتلك الحالات وتوظيف لتلك الرموز والإشارات في حقبة صعبة يعيشها الإنسان في كل مكان وخاصة في بلدي العراق، لوحاتي تخبرك أو ربما تستفزك جدرانها لأنها تقدم سرداً تاريخياً وحضارياً بلغة جمعت ما بين التعبيرية والتجريدية والحروفية، كأنها شاشة عرض سينمائية يقرأها الآخرون ويتذوقون جمالها وهي في كلتا الحالتين قد أعطت أثرها.
باطن الأرض
وبالنسبة للفنان الدكتور بسام الردايـدة فيقول: في أعمالي الفنية أطرح الهيئات الإنسانية باعتبارها قالباً مناسباً يمكنه احتواء تأملاتي وملاحظاتي. وقد لعبت التقنية دورًا أساسيًا في بناء التكوين، وإبراز صراع الصدارة القائم بين المفاهيم الفنية ... والقيم الإنسانية، وما تحتويه الأعمال من أشكال ورموز وقيم، شاء لها الحضور المتساوي تحقيق أهدافها ومضامينها. ففي العمل الفني الذي يحمل عنوان "باطن الأرض خير من ظاهرها 2013" نجد أنه يمثل التذكير بالماضي الطيب للإنسان الذي احتضنه باطن الأرض وأصبح ظاهر الأرض يتندر على ماضيه بسبب ما ألم به من ظلم وجلد الذات والسعي نحو المصلحة الذاتية والدنيوية. أما التقنيات المستخدمة في هذا العمل فقد تم بناء وتشكيل عناصر التكوين والتأثيرات والمؤثرات البصرية خارج الفراغ، إذ تم استخدام مجموعة من التقنيات الفنية مثل الحفر على المعدن، والطباعة الفنية، وخلطات الورق، وخلطات لونية بارزة التأثير والخشب ومواد عضوية وعناصر معدنية أخرى. وكان استخدام هذه التقنيات بغرض إنتاج عمل فني متعدد الأبعاد بعيداً عن التسطيح. ومن الأهداف الأخرى تكوين مؤثرات بصرية طبيعية ومن صنع الطبيعة نفسها. بعد ذلك سمح للأشكال والعناصر وبما حملت من مؤثرات بأن تدخل إلى الفراغ المخصص لها ضمن بناء وتوليفات فنية منسجمة مع ذاتها ومؤثرة في محتواها من حيث الموضوع والمضمون.
أما العمل الفني الآخر الذي يحمل عنوان "الأرض والشبح 2012" فقد مثل عملية مواجهة بين المرأة الإنسانة وبين شبح..!! وللمشاهد الحرية في قراءة العمل باعتبار أن المرأة هي الأرض. وفيما يتعلق بتقنية العمل: فقد تم بناء بعض عناصر اللوحة خارج القالب الرقمي وذلك باستخدام مواد ومخلفات عضوية طبيعية تمت معالجتها يدوياً ومن حيث التركيب،البناء،الهدم،التشويه،التحوير والتأثيرات، بالإضافة إلى الرسم والتلوين. ثم تم إدخال ومعالجة هذه التأثيرات رقمياً مع المحافظة على الصيغة والإحساس التقليدي للعمل.
التجريدية والهندسة
تمثل أعمال الفنان الدكتور محمد طارق - تخصص أشغال فنية- التجريدية الهندسية التي تركز على الأشكال الهندسية (المربع والمستطيل)، فنرى أن الفنان هنا يستخدم المربع والمستطيل كأشكال هندسية قياسية وأنهما يمثلان أساس العلاقات التشكيلية التي يقوم بتصميمها في صياغات مجردة معتمداً على العلاقات ما بين اللون أو المساحة أو زوايا الميل داخل الوحدات التي تؤثر في الشكل ويتخذ الشكل الفني لديه اتجاهين أساسيين المعاصرة بما تتضمنه من استيعاب وهضم لإنجازات النموذج التجريدي الهندسي والهوية بما تعنيه من انتماء تاريخي.
صورة مختلفة
كما تهدف أعمال الفنانة الدكتورة فخرية اليحيائية إلى تحويل الرؤية الاعتيادية كي نرى الأمور بصورة مختلفة عن ما كنّا ننظر بها من قبل. لذا فأعمالها ناتجة عن محاولات البحث الموجهة عن العلاقات اللونية في الطبيعة، حيث لا تعتمد اللوحات على مجرد محاكاة تستهدف إنجاز فعل المطابقة بين معطيات الطبيعية والمنتج الفني، ولا ترتبط بآلية الرؤية الاعتيادية التي يمارسها البشر في حياتهم، بل هو إنتاج للجمال نفسه، وتشجيع التأمل والاستبصار تحديداً، وهذا ما يجعل الفنانين يختلفون عن غيرهم في رؤيتهم للأشياء، بل وما يميزهم عن غيرهم من البشر. وهنا يتحتم علينا عند مشاهدة لوحات الدكتورة فخرية أن نتخطى حدود الخبرة الإنسانية، وبالتالي فإن على المشاهد أن يصل لمستوى الخيال حتى يمكن للموضوع الفني أن يتجلى له، وحدوث هذا يعني أن تنقطع فيه صلاتنا بالواقع، لتصبح خبرة التأمل والمشاهدة شيء ممتع لذاته.
أكثر...