مسقط- علي الحارثي-
أكد المشاركون في الدورة التدريبية الإقليمية لتدريب المدربين المعتمدين في بناء مهارات ثقافة الحوار والسلام، التي تتواصل فعالياتها حتى الغد، أن الدورة تسهم في التعريف بالحلول الممكنة للمشكلات العالمية، مؤكدين أهمية الدورة التي تهدف إلى نشر ثقافة الحوار والسلام.
وقالت عبير بنت علي بن عوض (متدربة عمانية) إن نشر ثقافة السلام بات أمراً ملحاً وجوهرياً، مشيرة إلى أن الحوار المبني على أسس علمية سليمة يسهم في الخروج من بحلول لكثير من الأزمات المعاصرة، إذ إن الحوار سبيل السلام ويتيح المجال لتبادل الأفكار والتعرف على الآخر. وأضافت أن البرنامج التدريبي ثري من حيث المحتوى ويمنح المشاركين مهارات أساسية في إدارة الحوار وأساسياته، بما يؤهلهم ليكونوا مدربين معتمدين في ثقافة الحوار والسلام ونبذ العنف. وقال أحمد العلوش من الجمهورية التونسية إن ما يشهده العالم في العصر الحالي من توترات ولا سيما في بعض أقطار العالم العربي من اضطرابات سياسية واجتماعية، يستوجب نشر ثقافة الحوار والسلام، بما يؤدي إلى نشر الأمن والسلم في ربوع العالم. وأوضح أنه من الضروري خلال المرحلة المقبلة العمل على التربية من أجل الحوار والسلام والتغلب على كافة معوقات الحوار لبلوغ الأهداف التي تنشدها البشرية في حياة آمنة ومستقرة وتنمية مستدامة. وأضاف أن برنامج الدورة شامل ومتكامل واستفادتنا كبيرة من هذا البرنامج الناجح، متوجهاً بالشكر لجميع المنظمين على جهودهم. وقالت أماني النصيرات وهي متدربة من المملكة الأردنية الهاشمية وتمثل جمعية قادة الغد وهي مؤسسة شبابية أردنية، إن البرنامج التدريبي يعد برنامجًا نموذجيًا يتسم بالتنظيم الجيد والمحتوى الدقيق والمرونة في الطرح، كما أنه يحتوي على برامج تطبيقية وعملية مما جعل المشاركين في تفاعل مستمر مع المدربين. وأضافت أن عالمنا المعاصر يشهد الكثير من الاختلافات سواء على المستوى الأيديولوجي أو الحزبي أو الثقافي التي تؤدي في النهاية إلى العنف، مما يجعل مسألة نشر ثقافة الحوار الفعال والسلام أحد أهم الضروريات في عصرنا الحالي. وقالت رنا هادي وهي متدربة من الجمهورية العراقية إن البرنامج متميز من ناحية التنظيم، كما أن القائمين على إدارة البرنامج يتمتعون بكفاءات عالية في تطبيقه وإيصال الفكرة. وأضافت أنها تقترح أن يتم تطبيق البرنامج مستقبلاً على فئة عمرية متقاربة، مشيرة إلى أن نشر ثقافة الحوار والسلام يؤدي في النهاية إلى مجتمعات خالية من العنف، ويمكن من خلال الحوار الوصول إلى أرضية مشتركة للعمل التعاوني. وقال محمد قدري من جمهورية مصر العربية إن نبذ العنف ونشر ثقافة الحوار والسلام يعتبر أولوية قصوى ينبغي إيلاؤها أهمية قصوى من خلال تكاتف جميع الحكومات ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، وتعد هذه الدورة نموذجاً حياً يمكن من خلاله العمل على نشر هذه الثقافة، واقترح بأن تضمن مفاهيم الحوار والسلام في المناهج الدراسية في التعليم العام والكليات والجامعات.
من جانب آخر، تواصلت فعاليات الدورة التدريبية من خلال الوحدة الرابعة للبرنامج "التعامل مع الاختلاف" التي تولى عملية التدريب عليها فواز بن محمد آل داوود مدرب المدربين بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وهدفت إلى تعريف المشاركين بأهداف الحوار العامة وإستراتيجياته وأوجه النظر للخلاف والاختلاف ومفاهيم تضارب المصالح، والعلاقات بين المختلفين وإستراتيجيات حل النزاع وتطبيقها، واعتمد المدرب في تحقيق أهدافه على الأنشطة والتطبيقات العملية والتفاعلية. فيما يخصص اليوم الختامي من البرنامج التدريبي لأداء تطبيقات عملية للمتدربين حول عملية التدريب وتطبيق ما تم اكتسابه من مهارات ومعرفة خلال أيام الدورة التي استمرت لمدة خمسة أيام متوالية. كما تم تنظيم رحلة بحرية مساء أمس الأول للمشاركين في الدورة وذلك ضمن البرنامج المصاحب للفعالية بهدف إطلاع المشاركين على ما تتميز به السلطنة من معالم حضارية وثقافية وتنوع بيولوجي، وتمّ مساء أمس تنظيم حفل عشاء رسمي، وزيارة لجامع السلطان قابوس الأكبر، وسيقوم المشاركون اليوم بزيارة لدار الأوبرا السلطانية، وغدًا إلى سوق مطرح.
الجدير بالذكر أن الدورة ينظمها مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي ببيروت ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالتنسيق مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، وتستهدف (36) متدرباً من إحدى عشرة دولة عربية، يتم تدريبهم من أجل إكسابهم المهارة في الحوار، والتواصل الفعال مع الآخرين، لتحقيق التعايش والسلام، ونشر ثقافة الحوار في المجتمعات العربية من خلال البرامج التدريبية وبناء شبكة من المدربين العرب لديهم مؤهلات لتدريب الآخرين على القضايا المتعلقة بثقافة الحوار والسلام.
أكثر...