الرؤية- فايزة سويلم الكلبانية-
أيقنت عن قناعة تامة في سجل يومياتي المتزاحمة، بمصداقية الحكمة التايلندية التي تقول: "إن الابتسامة طريقك الأقصر إلى قلوب الآخرين"، كما استوعبت مقولة شكسبير الشهيرة "أن تشق طريقك بابتسامة خير من أن تشقه بالسيف"، وقد يكون كارل ساندبرغ منصفاً حين قال: " ابتسامة المرأة..شعاع يفوق سرعة الضوء".
المؤكد أن البعض يعاني من الخلافات الزوجية الكثيرة.. والبعض منّا يشعر بالإرهاق والتعب والإجهاد.. وقد تكون الأزمة الاقتصادية وتداعياتها على أسواق التداول تخلق شعوراً بالحزن والهم لدى بعض الناس.. ومما لاشك فيه أن كل هؤلاء يبحثون عن دواء رخيص وفعّال للحصول على السعادة ودون أي أعراض جانبية، ولكن قلة من يدركون أن "الابتسامة" قد تكون الدواء الذي لن يكلفهم فلساً واحدًا وفي ذات الوقت هو دواء متوفر بكثرة ولا يحتاج أي جهد للحصول عليه.
من الجميل أن نبدأ مشوار حياتنا اليومي بابتسامة صافية ورقيقة لكل من نصادفه في طريقنا، من يدري قد نكون سببًا في إدخال البهجة على قلوب الآخرين. إنني وعلى الصعيد الشخصي أتفاءل حين أبدأ يومي بمصادفة أحد الوجوه البشوشة التي اعتدت على رؤيتها صباح كل يوم في أروقة العمل. بالفعل أدركت أنها لغة جميلة وساحرة تخترق القلوب دون مجهود، وتعطيك القبول لدى الآخرين.. تجذبك إليهم وتجذبهم إليك.. تجعلك أكثر تفاعلاً مع الحياة.
ولذا فإنّه ومن ضمن الصفات التي يجب أن يتحلى بها الموظف حسن استقبال العميل، حيث يطلب من موظف الاستقبال الوقوف للمراجع وتحيته والترحيب والابتسامة في حدود الأدب والسلوك الحسن.
يعجبني الذين يتّخذون من الابتسامة وسيلة للتحكم في غضبهم. ولكن عندما أفكر في حقيقة هذه الابتسامة أتساءل هل يمكن أن تفسر بأنّها ضعف وتنازل عن الحق أم تحايل ونفاق أو أنّها مصدر قوة وتحكّم في الذات، ولكن الجميل أن هذه الابتسامة يمكن أن تكون عامل خير بين الخصمين يؤدي إلى تآلف القلوب ورجوع المياه إلى مجاريها.. فأعظم الناس من يواجه جبروت غضبه بابتسامة..
يفرحني أن أرى طفلاً صغيراً لم يتجاوز عمره العام يبتسم ويضحك؛ يولد ذلك لدي شعوراً مفعماً بالحياة والروعة، فأهرع لأبادله، الابتسامة بشكل تلقائي..وأنا أتساءل في داخلي وفي حيرة من أمري عن سبب ابتسامه لي؟! ولكنني أكون سعيدة جدًا لأن هذا الطفل بمشاعره الفطرية ابتسم لي..ولذا فإنني أرى أنه لا حرج في أن نتبادل الابتسامات مع الكبار لأنّهم يعون أكثر من الأطفال، إن الابتسامة تعبر عن المشاعر والحب والاحترام وكافة المعاني الجميلة التي نفتقدها في زمن الماديات،وإنها أقصر الطرق لأخذ جرعة شافية من كأس السعادة التي يبحث عنها الجميع.
بطبيعة الحال جميعنا ولا سيما في وسط تزاحم مشاغل الحياة اليومية في حاجة إلى الابتسامة.. ولنا في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الأسوة الحسنة حيث كان دائم التبسم، ويؤكد هذا قول عبد الله بن الحارث، رضي الله عنه حين قال: "ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وقول جرير البجلي، رضي الله عنه: "ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسّم في وجهي"، وقال (صلى الله عليه وسلم): "تبسّمك في وجه أخيك صدقة".
همسة.." للمبتسمين"...
فعلاً...إن الابتسامة.. مفتاح السعادة
جربوا..ولن تندموا..
قد تكون ابتسامتنا علامة جودتنا في عالمنا المتعب..
جميل أن تبدأ الصداقة بابتسامة ...
والأجمل أن تنتهي أيضاً بابتسامة..
[email protected]
أكثر...