الرؤية- خاص-
يصدر عن مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر كتاب "سبر أغوار التاريخ Walking Through History"، وهو من تأليف الباحث البريطاني توني وولش، ويرصد الكتاب مواقع التراث العالمي في سلطنة عمان.
ومن المقرر أن يتم توقيع الكتاب في حفلات توقيع مختلفة في عدد من الولايات بالسلطنة، تبدأ في صحار يوم 24 فبراير الجاري، ثمّ يطوف عددًا من الأماكن المختلفة بالسلطنة في حفلات توقيع؛ حيث سيوقع المؤلف الكتاب في جاليريا دار الأوبرا السلطانية بمكتبة "دبليو إيتش سميث" بتاريخ 28 فبراير الجاري، وفي صلالة يوم 16 مارس في متحف أرض اللبان.
ويقع الكتاب في 184 صفحة من القطع الكبير الفاخر. ويستعرض المؤلف في مقدمة الكتاب غرامه بالطبيعة العمانية الساحرة، والتي بدأت من ثمانينيات القرن الماضي، حيث شرع وولش في سبر أغوار تاريخ الطبيعة والجغرافيا العمانية التي تتباين بدرجة كبيرة عن بلده بريطانيا. ويروي المؤلف المراحل المختلفة التي خرج من خلالها هذا الكتاب إلى النور.
وفي الفصل الأول من الكتاب، يسلط المؤلف الضوء على ولاية بهلا، وقلعتها التاريخية الضاربة في عمق التراث العماني التليد، معنونا هذا الفصل تحت اسم "بهلا.. القلعة التاريخية والمسجد العريق". ويوضح وولش أن القرية الخالدة أدرجت في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" للتراث العالمي في الحادي عشر من ديسمبر عام 1987، لتكون بذلك أول موقع عماني بهذه القائمة العالمية.
فيما يتطرق الفصل الثاني من الكتاب إلى وصف دقيق لمدافن "بات"، والمواقع الأثرية في بات والخطم والعين. ويصف الكاتب المواقع الثلاثة بأنها كانت بمثابة شاهد عيان على فجر التاريخ الإنساني. ويقول الكاتب في بداية الفصل: "بالقرب من ولاية عبري الواقعة في شمال غرب عمان، تقع مقابر ومساكن بات والعين الأثريتين، والتي قالت عنها المجلس الدولي للآثار والمواقع التابع لمنظمة اليونسكو إن هذه الآثار تعتبر الأكثر اكتمالا وتعريفا بحضارات القرن الثالث قبل الميلاد. وقد تم إدراج هذه المواقع الأثرية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في 9 ديسمبر عام 1988.
ويقدم الكتاب مجموعة غنية من الصور عالية الجودة والوضوح لهذه المواقع والآثار، بجانب الوصف التفصيلي لها، فضلا عن إرفاق عدد من اللوحات الفنية المعبرة عن حضارات تلك الحقبة الزمنية من تاريخ الأمم والشعوب، لاسيما حضارة أم النار.
وتحت عنوان "أرض اللبان"، يتعرض الكتاب للحديث عن وادي الدوكة وخور روري وسمهرم، وشيصر ووبار، وموقع البليد الأثري، وكلها مناطق أثرية تعكس قدم الأرض العمانية بقدم التاريخ العالمي. ويقول المؤلف في مطلع هذا الفصل، إن أرض اللبان تعكس حياة صحية تقوم على ما ينجم من جبال ظفار من خيرات يستفيد منها السكان المحليون. ويوضح الكاتب ان اللبان عبارة عن مادة صمغية ذات عطر اسطوري يستخلص من الأشجار التي تنمو على سلسلة جبال ظفار في مدينة صلالة، الواقعة جنوب عمان. واشتهرت تجارة اللبان على مر الحقب التاريخية المختلفة منذ القدم، من روما إلى الصين. وقد تمّ إدراج المواقع المرتبطة باللبان في قائمة اليونسكو للتراث العالمي بتاريخ 2 ديسمبر عام 2000. ويتضمن هذا الفصل كذلك مجموعة قيمة من الصور تحمل تعليقات تكشف عن تعامل الحضارات الفرعونية والرومانية مع العمانيين القدامى من خلال شراء اللبان. كما تتضمن الصور شرحا لكيفية استخراج اللبان من الأشجار، ولقطات حديثة لتجارة اللبان في محلات صلالة، بجانب الصور التي تبرز صناعة المبخرة الفخارية. ويتحدث الكاتب في هذا الفصل أيضًا عن وادي دوكة، الذي يعد المنبت الأصلي لأشجار اللبان الأسطورية. وفي منطقة خور روري في سمهرم، يشير الكتاب إلى تاريخ المنطقة وخط التجارة الذي كان يمر بهذا الخور قديمًا. وبالانتقال بين صفحات الكتاب المبحرة في تاريخ عمان القديم ومواقعها الأثرية، يتطرق الكتاب إلى موقع البليد الأثري، ويصفه بأنه تلك المنطقة الخضراء الوارفة على شفا الربع الخالي من الصحراء العريبة.
وفي الفصل الرابع، يتحدث الكاتب عن نظام الأفلاج في عمان، ودوره في دعم سيرورة الحياة. ويعتبر الكاتب الأفلاج العمانية بمثابة أنهار متلألئة نفخت الروح في الأراضي العمانية. ويبرز الكتاب الأفلاج العمانية المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وهي أفلاج الجيلة والخطمين والمالكي ودارس والميسر.
أكثر...