الرؤية – محمد رضا اللواتي -
رعى سعادة المهندس سلطان بن حمدون الحارثي رئيس بلدية مسقط صباح أمس افتتاح ندوة الإعلانات التجارية المضللة التي تنظمها الجمعية العمانية لحماية المستهلك بالتعاون مع الهيئة العامة لحماية
المستهلك خلال الفترة من 3 إلى 4 من الشهر الجاري بفندق سيتي
سيزن، حيث بدأ حفل الافتتاح بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، بعدها ألقى أحمد بن عبدالله الخنجي عضو مجلس إدارة الجمعية كلمة قال فيها: يأتي انعقاد هذه الندوة في ظل الشكاوي المتزايدة من قبل المستهلكين حول منتجات وسلع غير متطابقة مع الإعلان الذي يقدم هذه السلع بالإضافة إلى نشر ثقافة الرقابة الذاتية وتفعيل دور المستهلك.
وأضاف: دأبت الجمعية منذ تأسيسها على أن تضع المستهلك وحمايته عنواناً بارزاً، وتركيزها في مجمل القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تشكل خط التماس الأول في حياة الإنسان، بغية أداء دورها على أكمل وجه بمعية مختلف الجهات التي تعمل في نفس التوجه.
ومع تنوع وتعدد وسائل الإعلام والثورة المعلوماتية التي يشهدها عالمنا اليوم، فقد بات حريا وجود سلبيات كثيرة تلحق بالمتلقي أينما وجد، من جراء المؤسسات التجارية المختلفة التي تحرص على تقديم منتجاتها وسلعها بطرق شرعية وغير شرعية، وذلك لتحقيق الربح المادي كظاهرة تؤدي إلى استمرارها، وعليه فقد تطورت صناعة الإعلان كوسيلة مؤثرة على المستهلك، حيث تنتهج في معظمها أساليب مختلفة تعطي المنتج شرعية اجتماعية واستخدامية للمجتمع وتكون من الثوابت التي يعيش عليها الفرد كما تمثل الإعلانات التجارية المضللة خطراً كبيراً على قيم المجتمع في كافة اتجاهاته، ولا سيما التي تستخدم المرأة في كل شاردة وواردة كتأثير على المستهلك.
وأكد أن الخطورة التي تشكلها الإعلانات التجارية المضللة في تنامٍ مستمر، وذلك لأسباب كثيرة منها الجشع، وتدني منسوب الثقافة الاستهلاكية لدى المستهلك، حيث تم تسخير التكنولوجيا في غير محلها بغية الكسب المادي السريع مع عدم مراعاة التأثيرات السلبية لهذا التوجه، لذا فإنّ المسؤولية تقع على عاتق الجميع بما فيهم وسائل الإعلام المختلفة غير آبهة بضررها على المستهلك.
لقد حاولنا جاهدين أن نسهم بآرائنا وتطلعاتنا في تثقيف المجتمع من خلال الندوات والمؤتمرات لتوضيح المسار الذي يجب على المستهلك إتباعه حفاظاً على حياته، حتى لا يقع ضحية لهذه الإعلانات، وما هذه الندوة إلا حصيلة واقعية نتمنى أن تؤتي ثمارها من خلال ما تقدمه من أوراق عمل على مدار يومين، باستضافة المختصين والمهتمين في جوانب توعية المستهلك، الذين يأملون في أن يخرجوا بتوصيات نافذة تجد طريقها للتطبيق من قبل مختلف الجهات.
وقال: إن المستهلك هو الفرد الذي يعول عليه المجتمع في تواجده ونموه، لذا فمن واجب الجميع أن يقدر وجوده ويسعى لتنميته وتنويره، وذلك حتى نحقق التكامل بعيش كريم تسوده المحبة والتجانس فيما يخدم الصالح العام، ومن جهة أخرى على المستهلك أن يتحرى الدقة في اختياراته لأي سلعة كانت بناءً على احتياجاته الضرورية، وأن يبتعد عن أن يكون لقمة سائغة للدعاية الاستهلاكية، تحت ظرف حب التجربة لأي منتج أو سلعة جديدة.
وأضاف: ظهرت في الآونة الأخيرة الكثير من التجاوزات في حق المستهلك، وكان الكاشف الأساسي لها هو المستهلك نفسه، وذلك لإدراكه ووعيه بخطورة ما يحاك ضده، إلى جانب جهود الجهات المختصة التي تسعى لحمايته وفق القوانين والتشريعات، فدعونا جميعاً نتكاتف لبث الوعي بما تخلفه الدعاية المغرضة حتى نساهم في إيجاد وبناء حياة صحية وفق نواميس الكون.
بعدها ألقى الدكتور محمد عبيدات رئيس الاتحاد العربي للمستهلك كلمة ثم بدأت جلسات الندوة حيث قدم الدكتور زكريا عبد القادر إسماعيل خنجي مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام البيئي بالمجلس الأعلى للبيئة بمملكة البحرين ورقة عمل حول دراسة النفس البشرية عند تصميم الإعلان التجاري من وجهة نظـر التاجر، فيما جاءت الورقة الثانية بعنوان بين الواقع والتضليل السلبيات وطرق المكافحة قدمها محمد بن سعيد البلوشي مفتش أغذية ببلدية مسقط فيما قدم الأستاذ عمر شتيوي المستشار العام لشركة نستلة الشرق الأوسط بدبي ورقة عمل حول تأثير الإعلان التجاري على حماية المستهلك، أما الورقة الثالثة فتتحدث عن تأثير المواصفات على الإعلانات المضللة قدمتها المهندسة ميرفت مصطفى لطفي السيد دياب أخصائي أول مواصفات بالهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، وناقشت الورقة الخامسة تجارب دول الجوار حول محاربة الإعلانات المضللة وسبل الحد منها قدمها الباحث علي بن سعيد العبري من وزارة الشؤون القانونية، أما الورقة السادسة فتتناول بطـاقة بيانات المواد الغذائية قدمها الأستاذ مصطفى مبارك شعبان كبير أخصائيي ضبط الجودة والمواصفات بوزارة التجارة والصناعة.
أما اليوم فيقدم حمود قاسم البخيتي مدير مركز دراسات وبحوث السوق والمستهلك ورئيس تحرير مجلة اقتصاد وأسواق في اليمن ورقة عن الإعلانات المضللة تزييف للوعي الاستهلاكي والمجتمعي، فيما يقدم بدر بن علي البراشدي رئيس قسم مراقبة الأغذية والبيطرة بوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ورقة عمل حول الإعلان وأثره على المستهلك، بعدها يقدم البروفيسور صلاح الدين محمد إبراهيم عميد كلية الإعلام بجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا بالسودان ورقة عن الإعلانات التجارية، أما الدكتور جاسم محمد الشيخ جابر عميد كلية البيان فيقدم ورقة حول الإعلانات بين الأهداف التسويقية وأخلاقيات المهنة، ويختتم الندوة الدكتور سعد بساطة استشاري دولي من جامعة حلب أوراق الندوة بورقة حول الإعلان ودوره والمعايير الواجب اعتمادها لامتحان مصداقية الإعلان، بعدها تقدم توصيات الندوة.
تأتي الندوة بهدف الوقوف على ما يشهده المجتمع من تجاوزات في حق المستهلك، وإدراكاً من الجمعية العمانية لحماية المستهلك لدورها في تفعيل الجانب التوعوي والتثقيفي للمستهلك حفاظًا على اختياراته من السلع والمنتجات.
أكثر...