كشفت عن استعدادها لأول معرض نحت بالسلطنة-
فن النحت يتميز بالقدرة على تجسيد المشاعر-
شاركت في 5 معارض نحتية بالقاهرة بين عامي 2008 و2011-
الفنان الحقيقي قادر على تطويع الخامات لنقل رؤيته الإبداعية الخاصة-
القوة الذهنية لا العضلية تلعب دورًا بارزًا في فن النحت-
أنصح الشباب بممارسة الهوايات والحرص على الإبداع-
افتتاح فروع لجمعية الفنون التشكيلية يدعم الحركة الفنية بالسلطنة ويكتشف المواهب-
اعتقاد خاطئ بعدم ملاءمة فن النحت للمرأة-
الرؤية- مالك الهدابي-
أسماء المجينية.. فتاة عمانية متميزة تمتلك موهبة فريدة، ربما لا يتخصص فيها الكثيرون، أو على أقل تقدير غير منتشرة في السلطنة مثل فنون أخرى، غير أنها تضع نصب عينيها هدفا لن تحيد عنه، وقمة عالية تواصل الصعود إليها، رغبة منها تحقيق الطموح الذي تعتبره ترياق الحياة، فاليأس خيانة وضعف في الإيمان..
المجينية أحبت فن النحت، حتى إنّها تحملت عناء السفر إلى الخارج لدراسة هذا الفن الذي لو استطاعت أن تتعلمه في أقاصي الأرض لذهبت دون تردد، إيمانا منها بضرورة صقل الموهبة، وهي النصيحة التي توجهها إلى الشباب. وتشكل مرحلة الطفولة بالنسبة للمجينية الفترة الحرجة التي تشكلت فيها ملامح الموهبة، غير أنّها ترفض نظرة المجتمع لفن النحت، لاسيما وأنّ كثيرين لا يمتلكون المعرفة الكافية حول الفن، كما أنّ هناك اعتقادا خاطئا بعدم ملاءمة هذا الفن للمرأة، بدعوى أنّه يتطلب قوة عضلية تمكن الفنان من استخدام أدوات النحت التي لا شك تتطلب قوة عضلية، لكنّها- بحسب المجينية- ليست وحدها التي تسهم في نجاح الفنان، فتؤكد أنّ القوة الذهنية وتمتع الفنان بالخيال الكافي من أبرز عوامل نجاح النحات.
وتقول المجينية إنّ النحت فن يختلف في أسلوبه عن باقي الفنون الأخرى، موضحة أنّه نوع من الفنون لا يتعامل مع الأشكال المسطحة مثل فن التصوير، وإنّما يتضمن أشكالا مجسمة. وأضافت أنّ النحات يشكّل الأعمال بيديه التي هي أقدر الوسائل لنقل الحس الفني باللمس، بجانب استخدامه لبعض الخامات التي تنقل الإحساس بواقعية الشكل المنحوت، مشيرة إلى أنّ النحت أصبح الآن علمًا وفنًا بحد ذاته يدرس في الجامعات والكليّات المختلفة.
بداية المشوار
وأوضحت المجينية أنّها دخلت عالم النحت مع التحاقها بكلية التريبة النوعية في جامعة القاهرة، والتي تخرجت منها في العام 2011، وقد واجهت صعوبة في بداية الأمر في كيفية نحت الحجر وتشكيله، لأنّه بحاجة إلى جهد وصبر وأناة، كما أنّه يتطلب رؤية وبصيرة. وأشارت إلى أنّ القوة العضلية لست كافية لإنجاز المنحوتة أو العمل الفني بشكل عام، إنّما القوة الذهنية هي التي تؤدي الدور الرئيسي في التشكيل. وتعتبر المجينية فن النحت أنّه فن يطيع من أراد أن يمارسه. وقالت إنّه منذ التحقاها بالكلية بات النحت رفيق درب لها، تلجأ إليه في أوقات الفرح والحزن، وتتخذه وسيلة للتعبير عما يجول في داخلها من مشاعر.
وتوضح المجينية- التي تعمل حاليًا معلمة فنون تشكيلية بمدرسة الملدة للتعليم الأساسي- أسباب اختيارها لفن النحت تحديدًا دون غيره من الفنون، أنّها منذ نعومة أظفارها أحبت التشكيل بكافة أنواعه، وكانت آنذاك مجرد هواية وتسلية، وفي مرحلة الطفولة كانت تلهو في المزرعة مع أشقائها وأصدقائها من خلال التشكيل واللعب بالطين، فكانت تنتج أشكالا متعددة للدمي التي نلعب بها مثل الأسِرة والطاولة والكراسي، وأثاث المنزل، وكانت تقوم بحرق هذه المصنوعات من الطين كي تتصلب، وتلعب بها حتى تنكسر ثمّ تعاود الكرة مرة أخرى.
وذكرت أنّها في المراحل الأولى بالمدرسة، أولت اهتمامًا كبيرًا بالرسم والمشاريع الفنية الخاصة بالمادة فقط، ولم تعر أي اهتمام بتنمية التشكيل لديها، غير أنّها في المرحلة الثانوية وبعد اكتشاف معلمة الفنون لموهبة التشكيل لديها، نمت الموهبة بالتشجيع والتحفيز المستمر من المعلمة، والتي لا تزال المجينية تحفظ لها الجميل كما تحفظه للأهل الذين منحوها الدعم والتشجيع، وزادوا من عزيمتها وإصراراها لدراسة فنون النحنت، ومواصلة المشوار من الناحية الأكاديمية. وتضيف المجينية أنّ نسبة الدبلوم العام لم تكن كافية للالتحاق بجامعة السلطان قابوس، إلا أنّ الأهل شجّعوها على الدراسة بالخارج لتطوير الموهبة والمهارة، فالتحقت بكلية التربية النوعية في جامعة القاهرة بمصر، كما أنّها حصلت على منحة من وزارة التعليم العالي المصرية جزاء تفوقها في التخصص وحصولها على ترتيب بالدفعة. وتابعت المجينية أنّها بعد مرحلة التخرّج حصلت على وظيفة معلمة فنون تشكيلية بوزارة التربية والتعليم، وخلال هذه الفترة توقفت عن النحت، لكنها قالت إنّها في الوقت الحالي تقوم بالتحضير لأول معرض نحت بالسلطنة.
مشاركات خارجية
وشاركت المجينية في خمسة معارض في مصر، وهي معرض تشابيك معدنية عام 2008، ومعرض الأنامل العمانية عام 2009، ومعرض الإجادة الفنية في العام 2010، ومعرض طلاب الفرقة الرابعة لمجال النحت عام 2011، ومعرض نبدع لنرتقي عام 2011 أيضًا، بالإضافة إلى المشاركة بالورش والملتقيات والمشاغل والفعاليات الفنيّة التي تخدم المجال الفني سواء كان متعلقا بالنحت أو بالمجالات الفنيّة الأخرى.
وتعتزم المجينية إقامة معرض شخصي لمنحوتات بخامة الخشب والحجر الخفاف، وقد بدأت بتنفيذ عدد من المنحوتات، بالإضافة إلى معرض مشترك مع زميلات لها لعرض مشغولات الجلد وأسلاك المعادن، مشيرة إلى أنّه تمّ الانتهاء من محتويات هذا المعرض، ويبقى فقط اختيار المكان والوقت المناسبين للمعرض.
وتأمل المجينية في مواصلة دراسة فن النحت والتخصص فيه بشكل أكبر، ونيل أرفع الدرجات العلمية فيه، مؤكدة أنّ الفن عالم رحب متجدد دائمًا.
وقالت المجينية إنّها حتى الآن لم تفتتح أي معرض لها في السلطنة، لكنها شاركت سابقًا بمعارض في مصر، حيث كانت تتلقى الدعم الجيّد من السفارة والملحقية العمانية في القاهرة، معربة عن أملها في أن تجد ذلك الدعم مجددا في السلطنة، وكذلك لغيرها من الفنانين.
وأشارت المجينية إلى أنّ هناك العديد من الخامات التي يمكن أن يستخدمها النحات في هذا الفن البديع، منها الرخام والخشب "الساج" والجرانيت والنحاس والبرونز والحديد والورق والطين والأحجار، إلا أنّ أفضل الخامات هو الخشب الذي يمكن استخدامه بمختلف الطرق، نظرًا لجمالياته الخاصة، ومن ثمّ يأتي الرخام وبعده النحاس، ولكن بشكل عام لكل خام ميزته فالفنان هو الذي يعرف كيف يستغل هذه الميزات ليجعل الخام منه عملا متميزا وفريدًا.
ليس فنًا حصريًا
وبالنسبة للمجينية، فإنّها لا تعتبر النحت فنًا حصريًا على الرجل باعتبار أنّه يحتاج إلى جهد عضلي قد لا يتوفر لدى المرأة، وعزّت ذلك لتوفر الأدوات والآلات التي سهلت عملية النحت على النحات، وقللت من الجهد والوقت الذي كان يبذله النحّات سابقا بأداة الأزميل والمطرقة. وأضافت أنّ القوة العضلية ليست كافية لإنجاز عمل نحتي، إنما للقوة الذهنية دور كبير في تشكيل العمل، ومحاولة تطويع الخامة المراد نحتها لتصبح لينة وسهلة بين يدي النحات، ونوعية الخامة المراد نحتها هي التي تحدد مدى صعوبة المنحوتة.
وأشارت المجينية إلى أنّها كمعلمة فنون تشكيلية تحتاج إلى الدعم المعنوي بشكل كبير جدًا، مؤكدة أنّ كل فرد في المجتمع يمتلك هواية ومهارة تحتاج إلى من ينميها. وأكدت أنّ جمعية الفنون التشكيلية مهتمة وبشكل واضح بالفنانين، ولكن بعد المسافة بين مقر إقامتها والعاصمة وارتباطها بالعمل يمثل عائقًا لها. وتأمل المجينية في أن تفتتح الجمعية فروعا لها في المحافظات، الأمر الذي سيسهم في دعم الحركة الفنية بالسلطنة بشكل أكبر وأوسع، وكذلك سيسمح باستغلال المواهب والطاقات الابداعية لتزيد من الثقافة الفنية بالمجتمع.
وقالت المجينية إنّها واجهت صعوبة في العثور على الأدوات والخامات، لكنّها بعد التواصل مع الفنانين وأساتذة مواد النحت بالجامعة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، حصلت على إجابات وافية عن أسئلتها. وأضافت المجينية أنّ من بين الصعوبات التي واجهتها، صعوبة في المكان الملائم لممارسة النحت، لكن الأهل فتحوا لها المجال بأن خصصوا قاعة في المزرعة للعمل بها. وتوضح المجينية أنّ أبرز الصعوبات التي تواجهها هي نظرة المجتمع لفن النحت وعدم المعرفة الكافية لدى كثيرين بطبيعة هذا الفن، فضلا عن الاعتقاد الخاطئ بأنّ هذا الفن غير ملائم للمرأة.
نصائح للشباب
وتتوجه المجينية بعدد من النصائح للشباب، في مقدمتها أنّ يسارع الشباب بالتعبير عن موهبته مهما كانت، ويعمل على صقلها، وخاصة المواهب الفنيّة منها، مؤكدة أنّ كل إنسان يمتلك موهبة في داخله قد لا يعلمها أو أنّه يجهل طريقة إصقالها.
وتدعو المجينية الشباب كذلك لمواصلة تعلم الجديد، والتحلّي بالطموح والاستمرار في ممارسة الهواية والإبداع فيها والابتكار بأدواتها، مستشهدة بمقولة خبير التنمية البشرية رونالد اسبورت: "إذا لم تحاول أن تفعل شيئا أبعد مما قد أتقنته.. فإنك لا تتقدم أبدا".
وتؤكد المجينية على حرصها على مواصلة فن النحت، مشيرة إلى أنّه فن عريق وقد عرفه الإنسان منذ القدم، موجهة الشكر في نهاية حديثها إلى كافة من شاركوها مسيرة الفن، وإلى أولئك الذين لعبوا دورًا بارزًا في تكوينها الثقافي والمعرفي.
أكثر...
فن النحت يتميز بالقدرة على تجسيد المشاعر-
شاركت في 5 معارض نحتية بالقاهرة بين عامي 2008 و2011-
الفنان الحقيقي قادر على تطويع الخامات لنقل رؤيته الإبداعية الخاصة-
القوة الذهنية لا العضلية تلعب دورًا بارزًا في فن النحت-
أنصح الشباب بممارسة الهوايات والحرص على الإبداع-
افتتاح فروع لجمعية الفنون التشكيلية يدعم الحركة الفنية بالسلطنة ويكتشف المواهب-
اعتقاد خاطئ بعدم ملاءمة فن النحت للمرأة-
الرؤية- مالك الهدابي-
أسماء المجينية.. فتاة عمانية متميزة تمتلك موهبة فريدة، ربما لا يتخصص فيها الكثيرون، أو على أقل تقدير غير منتشرة في السلطنة مثل فنون أخرى، غير أنها تضع نصب عينيها هدفا لن تحيد عنه، وقمة عالية تواصل الصعود إليها، رغبة منها تحقيق الطموح الذي تعتبره ترياق الحياة، فاليأس خيانة وضعف في الإيمان..
المجينية أحبت فن النحت، حتى إنّها تحملت عناء السفر إلى الخارج لدراسة هذا الفن الذي لو استطاعت أن تتعلمه في أقاصي الأرض لذهبت دون تردد، إيمانا منها بضرورة صقل الموهبة، وهي النصيحة التي توجهها إلى الشباب. وتشكل مرحلة الطفولة بالنسبة للمجينية الفترة الحرجة التي تشكلت فيها ملامح الموهبة، غير أنّها ترفض نظرة المجتمع لفن النحت، لاسيما وأنّ كثيرين لا يمتلكون المعرفة الكافية حول الفن، كما أنّ هناك اعتقادا خاطئا بعدم ملاءمة هذا الفن للمرأة، بدعوى أنّه يتطلب قوة عضلية تمكن الفنان من استخدام أدوات النحت التي لا شك تتطلب قوة عضلية، لكنّها- بحسب المجينية- ليست وحدها التي تسهم في نجاح الفنان، فتؤكد أنّ القوة الذهنية وتمتع الفنان بالخيال الكافي من أبرز عوامل نجاح النحات.
وتقول المجينية إنّ النحت فن يختلف في أسلوبه عن باقي الفنون الأخرى، موضحة أنّه نوع من الفنون لا يتعامل مع الأشكال المسطحة مثل فن التصوير، وإنّما يتضمن أشكالا مجسمة. وأضافت أنّ النحات يشكّل الأعمال بيديه التي هي أقدر الوسائل لنقل الحس الفني باللمس، بجانب استخدامه لبعض الخامات التي تنقل الإحساس بواقعية الشكل المنحوت، مشيرة إلى أنّ النحت أصبح الآن علمًا وفنًا بحد ذاته يدرس في الجامعات والكليّات المختلفة.
بداية المشوار
وأوضحت المجينية أنّها دخلت عالم النحت مع التحاقها بكلية التريبة النوعية في جامعة القاهرة، والتي تخرجت منها في العام 2011، وقد واجهت صعوبة في بداية الأمر في كيفية نحت الحجر وتشكيله، لأنّه بحاجة إلى جهد وصبر وأناة، كما أنّه يتطلب رؤية وبصيرة. وأشارت إلى أنّ القوة العضلية لست كافية لإنجاز المنحوتة أو العمل الفني بشكل عام، إنّما القوة الذهنية هي التي تؤدي الدور الرئيسي في التشكيل. وتعتبر المجينية فن النحت أنّه فن يطيع من أراد أن يمارسه. وقالت إنّه منذ التحقاها بالكلية بات النحت رفيق درب لها، تلجأ إليه في أوقات الفرح والحزن، وتتخذه وسيلة للتعبير عما يجول في داخلها من مشاعر.
وتوضح المجينية- التي تعمل حاليًا معلمة فنون تشكيلية بمدرسة الملدة للتعليم الأساسي- أسباب اختيارها لفن النحت تحديدًا دون غيره من الفنون، أنّها منذ نعومة أظفارها أحبت التشكيل بكافة أنواعه، وكانت آنذاك مجرد هواية وتسلية، وفي مرحلة الطفولة كانت تلهو في المزرعة مع أشقائها وأصدقائها من خلال التشكيل واللعب بالطين، فكانت تنتج أشكالا متعددة للدمي التي نلعب بها مثل الأسِرة والطاولة والكراسي، وأثاث المنزل، وكانت تقوم بحرق هذه المصنوعات من الطين كي تتصلب، وتلعب بها حتى تنكسر ثمّ تعاود الكرة مرة أخرى.
وذكرت أنّها في المراحل الأولى بالمدرسة، أولت اهتمامًا كبيرًا بالرسم والمشاريع الفنية الخاصة بالمادة فقط، ولم تعر أي اهتمام بتنمية التشكيل لديها، غير أنّها في المرحلة الثانوية وبعد اكتشاف معلمة الفنون لموهبة التشكيل لديها، نمت الموهبة بالتشجيع والتحفيز المستمر من المعلمة، والتي لا تزال المجينية تحفظ لها الجميل كما تحفظه للأهل الذين منحوها الدعم والتشجيع، وزادوا من عزيمتها وإصراراها لدراسة فنون النحنت، ومواصلة المشوار من الناحية الأكاديمية. وتضيف المجينية أنّ نسبة الدبلوم العام لم تكن كافية للالتحاق بجامعة السلطان قابوس، إلا أنّ الأهل شجّعوها على الدراسة بالخارج لتطوير الموهبة والمهارة، فالتحقت بكلية التربية النوعية في جامعة القاهرة بمصر، كما أنّها حصلت على منحة من وزارة التعليم العالي المصرية جزاء تفوقها في التخصص وحصولها على ترتيب بالدفعة. وتابعت المجينية أنّها بعد مرحلة التخرّج حصلت على وظيفة معلمة فنون تشكيلية بوزارة التربية والتعليم، وخلال هذه الفترة توقفت عن النحت، لكنها قالت إنّها في الوقت الحالي تقوم بالتحضير لأول معرض نحت بالسلطنة.
مشاركات خارجية
وشاركت المجينية في خمسة معارض في مصر، وهي معرض تشابيك معدنية عام 2008، ومعرض الأنامل العمانية عام 2009، ومعرض الإجادة الفنية في العام 2010، ومعرض طلاب الفرقة الرابعة لمجال النحت عام 2011، ومعرض نبدع لنرتقي عام 2011 أيضًا، بالإضافة إلى المشاركة بالورش والملتقيات والمشاغل والفعاليات الفنيّة التي تخدم المجال الفني سواء كان متعلقا بالنحت أو بالمجالات الفنيّة الأخرى.
وتعتزم المجينية إقامة معرض شخصي لمنحوتات بخامة الخشب والحجر الخفاف، وقد بدأت بتنفيذ عدد من المنحوتات، بالإضافة إلى معرض مشترك مع زميلات لها لعرض مشغولات الجلد وأسلاك المعادن، مشيرة إلى أنّه تمّ الانتهاء من محتويات هذا المعرض، ويبقى فقط اختيار المكان والوقت المناسبين للمعرض.
وتأمل المجينية في مواصلة دراسة فن النحت والتخصص فيه بشكل أكبر، ونيل أرفع الدرجات العلمية فيه، مؤكدة أنّ الفن عالم رحب متجدد دائمًا.
وقالت المجينية إنّها حتى الآن لم تفتتح أي معرض لها في السلطنة، لكنها شاركت سابقًا بمعارض في مصر، حيث كانت تتلقى الدعم الجيّد من السفارة والملحقية العمانية في القاهرة، معربة عن أملها في أن تجد ذلك الدعم مجددا في السلطنة، وكذلك لغيرها من الفنانين.
وأشارت المجينية إلى أنّ هناك العديد من الخامات التي يمكن أن يستخدمها النحات في هذا الفن البديع، منها الرخام والخشب "الساج" والجرانيت والنحاس والبرونز والحديد والورق والطين والأحجار، إلا أنّ أفضل الخامات هو الخشب الذي يمكن استخدامه بمختلف الطرق، نظرًا لجمالياته الخاصة، ومن ثمّ يأتي الرخام وبعده النحاس، ولكن بشكل عام لكل خام ميزته فالفنان هو الذي يعرف كيف يستغل هذه الميزات ليجعل الخام منه عملا متميزا وفريدًا.
ليس فنًا حصريًا
وبالنسبة للمجينية، فإنّها لا تعتبر النحت فنًا حصريًا على الرجل باعتبار أنّه يحتاج إلى جهد عضلي قد لا يتوفر لدى المرأة، وعزّت ذلك لتوفر الأدوات والآلات التي سهلت عملية النحت على النحات، وقللت من الجهد والوقت الذي كان يبذله النحّات سابقا بأداة الأزميل والمطرقة. وأضافت أنّ القوة العضلية ليست كافية لإنجاز عمل نحتي، إنما للقوة الذهنية دور كبير في تشكيل العمل، ومحاولة تطويع الخامة المراد نحتها لتصبح لينة وسهلة بين يدي النحات، ونوعية الخامة المراد نحتها هي التي تحدد مدى صعوبة المنحوتة.
وأشارت المجينية إلى أنّها كمعلمة فنون تشكيلية تحتاج إلى الدعم المعنوي بشكل كبير جدًا، مؤكدة أنّ كل فرد في المجتمع يمتلك هواية ومهارة تحتاج إلى من ينميها. وأكدت أنّ جمعية الفنون التشكيلية مهتمة وبشكل واضح بالفنانين، ولكن بعد المسافة بين مقر إقامتها والعاصمة وارتباطها بالعمل يمثل عائقًا لها. وتأمل المجينية في أن تفتتح الجمعية فروعا لها في المحافظات، الأمر الذي سيسهم في دعم الحركة الفنية بالسلطنة بشكل أكبر وأوسع، وكذلك سيسمح باستغلال المواهب والطاقات الابداعية لتزيد من الثقافة الفنية بالمجتمع.
وقالت المجينية إنّها واجهت صعوبة في العثور على الأدوات والخامات، لكنّها بعد التواصل مع الفنانين وأساتذة مواد النحت بالجامعة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، حصلت على إجابات وافية عن أسئلتها. وأضافت المجينية أنّ من بين الصعوبات التي واجهتها، صعوبة في المكان الملائم لممارسة النحت، لكن الأهل فتحوا لها المجال بأن خصصوا قاعة في المزرعة للعمل بها. وتوضح المجينية أنّ أبرز الصعوبات التي تواجهها هي نظرة المجتمع لفن النحت وعدم المعرفة الكافية لدى كثيرين بطبيعة هذا الفن، فضلا عن الاعتقاد الخاطئ بأنّ هذا الفن غير ملائم للمرأة.
نصائح للشباب
وتتوجه المجينية بعدد من النصائح للشباب، في مقدمتها أنّ يسارع الشباب بالتعبير عن موهبته مهما كانت، ويعمل على صقلها، وخاصة المواهب الفنيّة منها، مؤكدة أنّ كل إنسان يمتلك موهبة في داخله قد لا يعلمها أو أنّه يجهل طريقة إصقالها.
وتدعو المجينية الشباب كذلك لمواصلة تعلم الجديد، والتحلّي بالطموح والاستمرار في ممارسة الهواية والإبداع فيها والابتكار بأدواتها، مستشهدة بمقولة خبير التنمية البشرية رونالد اسبورت: "إذا لم تحاول أن تفعل شيئا أبعد مما قد أتقنته.. فإنك لا تتقدم أبدا".
وتؤكد المجينية على حرصها على مواصلة فن النحت، مشيرة إلى أنّه فن عريق وقد عرفه الإنسان منذ القدم، موجهة الشكر في نهاية حديثها إلى كافة من شاركوها مسيرة الفن، وإلى أولئك الذين لعبوا دورًا بارزًا في تكوينها الثقافي والمعرفي.
أكثر...